أفادت دراسة جديدة أن أقدم وأثخن جليد بحري في القطب الشمالي يذوب بضعف سرعة ذوبان الجليد في بقية المحيط المتجمد الشمالي.
وجدت هذه الدراسة، المنشورة في دورية رسائل البحث الجيوفيزيائي Geophysical Research Letters الصادرة عن جامعة ولاية أريزونا AGU، أن الجليد في المحيط المتجمد الشمالي وشمال جرينلاند أكثر قابليةً للحركة مما كان يُعتقَد سابقًا، وذلك بسبب التيارات والرياح عبر المحيط، إذ تنقل الجليد القديم الكثيف إلى مناطق أخرى من القطب الشمالي، ولذلك تتناقص كتلة الجليد في هذه المنطقة -التي اعتقد العلماء أنها آخر منطقة ستفقد جليدها- بمعدل يبلغ ضعف سرعة ذوبان الجليد في بقية القطب الشمالي.
المتوسط السنوي لسمك الجليد البحري (بالمتر) في المحيط المتجمد الشمالي 1979-2018. يحيط الخط الأسود بالمنطقة التي يتجاوز سمك الجليد فيها 3 أمتار وهي المعروفة بمنطقة الجليد الأخيرة، وتحيط الخطوط البيضاء بالمناطق التي يتجاوز سمك الجليد فيها 4 أمتار
تتنبأ النماذج المناخية بأن صيف القطب الشمالي سيصبح قريبًا خاليًا من الجليد (ربما نحو عام 2030)، ما يعني أن أقل من مليون كيلومتر مربع من الجليد سيتبقى في المحيط المتجمد الشمالي صيفًا، وأدى ارتفاع درجة الحرارة في القطب الشمالي إلى خلق بيئة من الجليد البحري الأحدث.
شاهد الفيديو التالي الذي يُظهر تمثيلاً مرئيًّا لعمر الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي:
تشير بيانات المركز الوطني للثلوج والجليد إلى أن عمر معظم الجليد الذي يغطي القطب الشمالي يتراوح بين سنة وأربع سنوات فقط، ومع ذوبان الجليد الرقيق في الصيف المقبل سيتبقى فقط 2000 كيلومتر من الجليد، في قوس يمتد من الأرخبيل القطبي الكندي الغربي إلى الساحل الشمالي لجرينلاند، ويبلغ عمر جليد هذه المنطقة -والتي يطلق عليها الخبراء اسم منطقة الجليد الأخيرة the Last Ice Area- نحو خمس سنوات، ويصل سمكه إلى أكثر من أربعة أمتار.
تشير الدراسة الجديدة إلى أن منطقة الجليد الأخيرة هي مكان متحرك يشمل منطقتين فرعيتين، يتغير فيهما سمك الجليد بمقدار 1.2 متر من سنة لأخرى، ويميل إلى أن يصبح أقل سمكًا، إذ يفقد 0.4 متر من سمكه كل عقد، ما أدى إلى فقد 1.5 متر منذ السبعينيات.
يقول كينت مور Kent Moore، عالم فيزياء الغلاف الجوي في جامعة تورنتو والمؤلف الرئيس للدراسة: «لا يمكننا اعتبار هذه المنطقة متجانسة أو ستستمر فترةً طويلة، في الواقع يوجد الكثير من التقلبات الإقليمية».
تمثل هذه المنطقة ملاذًا للحياة البرية التي تعتمد نجاتها على الجليد البحري، وهي المكان الأخير الذي يمكن اللجوء إليه في عالم ترتفع فيه درجات الحرارة باستمرار، وسيساعد فهم كيفية تغير منطقة الجليد الأخيرة على مدار العام في تحديد المواقع الأكثر ملاءمةً لتوفير ملجأ للحياة البرية التي تعتمد على الجليد البحري.
مثلًا قد تتوفر ظروف أكثر ملاءمةً لحماية الحياة البرية في المناطق التي تكون فيها حركة الجليد أقل، إذ يدوم الجليد وقتًا أطول، وقال مور أن الدراسة الجديدة تعرض السياق الذي يجب على واضعي السياسات مراعاته عند إنشاء مناطق محمية في القطب الشمالي، ويضيف:
«ستعيد منطقة الجليد الأخيرة إحياء القطب الشمالي بالحياة البرية، أنواع الحياة التي سنفقدها إذا فقدنا الجليد، وستكون هذه المنطقة ملجأً حيث تنجو الكائنات وتبقى، ونأمل في توسيعها عندما تبدأ استعادة الجليد».
منطقة ديناميكية
تعد منطقة الجليد الأخيرة منشأ أقدم وأثخن جليد في القطب الشمالي، لأن التيارات المحيطية والرياح الجوية تحمل قطعًا من الجليد العائم في نمط دائري، وتصطدم هذه الكتل الجليدية ببعضها وتتراكم على الحواف الشمالية لجرينلاند وكندا، لكن الباحثين لا يعرفون سوى القليل عن كيفية تحرك وذوبان الجليد في هذه المنطقة.
دفع نقص المعرفة هذا مور وفريقه لتتبع التغيرات فيها، وفي الدراسة الأخيرة، صمموا نموذجًا للغطاء الجليدي البحري يوضح سمكه وحركته في المنطقة بين عامي 1979 و2018، وأظهر نموذجهم -المستند إلى مشاهدات الأقمار الصناعية وبيانات الغلاف الجوي- تقلبات موسمية وسنوية مميزة في منطقتين مختلفتين، إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.
في هاتين المنطقتين، كان الجليد البحري أقل سمكًا، ويغطي مساحة أقل في الصيف وبداية الخريف مما يغطيه في الشتاء، ومع أن السمك في الغرب كاد يصل إلى أدنى حد له في وقت مبكر من الموسم، بدت حركة الجليد في الجانب الشرقي أكثر استقرارًا، أما الجليد الغربي -الذي تهب عليه الرياح في اتجاه عقارب الساعة- فيتحرك أسرع بسبب ترقق الجليد.
وفقًا لمور، يرجع فقد الجليد في منطقة الجليد الأخيرة على الأرجح إلى حركة الجليد إلى خارج المنطقة خاصةً في الغرب، فإذا كان الجليد البحري أرق وأسرع حركةً، ستتدفق القطع الموجودة على الحواف أولًا إلى المحيط المفتوح، متبوعةً بفتات أكبر من المركز.
وقال ديفيد باربر David Barber، عالم مناخ القطب الشمالي من جامعة مانيتوبا Manitoba: «كان تصورنا عن هذه المنطقة تاريخيًّا أنها تستقبل الجليد فقط، لكن النتائج الجديدة تخبرنا إنها ديناميكية (متحركة)».
وجدت هذه الدراسة، المنشورة في دورية رسائل البحث الجيوفيزيائي Geophysical Research Letters الصادرة عن جامعة ولاية أريزونا AGU، أن الجليد في المحيط المتجمد الشمالي وشمال جرينلاند أكثر قابليةً للحركة مما كان يُعتقَد سابقًا، وذلك بسبب التيارات والرياح عبر المحيط، إذ تنقل الجليد القديم الكثيف إلى مناطق أخرى من القطب الشمالي، ولذلك تتناقص كتلة الجليد في هذه المنطقة -التي اعتقد العلماء أنها آخر منطقة ستفقد جليدها- بمعدل يبلغ ضعف سرعة ذوبان الجليد في بقية القطب الشمالي.
المتوسط السنوي لسمك الجليد البحري (بالمتر) في المحيط المتجمد الشمالي 1979-2018. يحيط الخط الأسود بالمنطقة التي يتجاوز سمك الجليد فيها 3 أمتار وهي المعروفة بمنطقة الجليد الأخيرة، وتحيط الخطوط البيضاء بالمناطق التي يتجاوز سمك الجليد فيها 4 أمتار
تتنبأ النماذج المناخية بأن صيف القطب الشمالي سيصبح قريبًا خاليًا من الجليد (ربما نحو عام 2030)، ما يعني أن أقل من مليون كيلومتر مربع من الجليد سيتبقى في المحيط المتجمد الشمالي صيفًا، وأدى ارتفاع درجة الحرارة في القطب الشمالي إلى خلق بيئة من الجليد البحري الأحدث.
شاهد الفيديو التالي الذي يُظهر تمثيلاً مرئيًّا لعمر الجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي:
تشير بيانات المركز الوطني للثلوج والجليد إلى أن عمر معظم الجليد الذي يغطي القطب الشمالي يتراوح بين سنة وأربع سنوات فقط، ومع ذوبان الجليد الرقيق في الصيف المقبل سيتبقى فقط 2000 كيلومتر من الجليد، في قوس يمتد من الأرخبيل القطبي الكندي الغربي إلى الساحل الشمالي لجرينلاند، ويبلغ عمر جليد هذه المنطقة -والتي يطلق عليها الخبراء اسم منطقة الجليد الأخيرة the Last Ice Area- نحو خمس سنوات، ويصل سمكه إلى أكثر من أربعة أمتار.
تشير الدراسة الجديدة إلى أن منطقة الجليد الأخيرة هي مكان متحرك يشمل منطقتين فرعيتين، يتغير فيهما سمك الجليد بمقدار 1.2 متر من سنة لأخرى، ويميل إلى أن يصبح أقل سمكًا، إذ يفقد 0.4 متر من سمكه كل عقد، ما أدى إلى فقد 1.5 متر منذ السبعينيات.
يقول كينت مور Kent Moore، عالم فيزياء الغلاف الجوي في جامعة تورنتو والمؤلف الرئيس للدراسة: «لا يمكننا اعتبار هذه المنطقة متجانسة أو ستستمر فترةً طويلة، في الواقع يوجد الكثير من التقلبات الإقليمية».
تمثل هذه المنطقة ملاذًا للحياة البرية التي تعتمد نجاتها على الجليد البحري، وهي المكان الأخير الذي يمكن اللجوء إليه في عالم ترتفع فيه درجات الحرارة باستمرار، وسيساعد فهم كيفية تغير منطقة الجليد الأخيرة على مدار العام في تحديد المواقع الأكثر ملاءمةً لتوفير ملجأ للحياة البرية التي تعتمد على الجليد البحري.
مثلًا قد تتوفر ظروف أكثر ملاءمةً لحماية الحياة البرية في المناطق التي تكون فيها حركة الجليد أقل، إذ يدوم الجليد وقتًا أطول، وقال مور أن الدراسة الجديدة تعرض السياق الذي يجب على واضعي السياسات مراعاته عند إنشاء مناطق محمية في القطب الشمالي، ويضيف:
«ستعيد منطقة الجليد الأخيرة إحياء القطب الشمالي بالحياة البرية، أنواع الحياة التي سنفقدها إذا فقدنا الجليد، وستكون هذه المنطقة ملجأً حيث تنجو الكائنات وتبقى، ونأمل في توسيعها عندما تبدأ استعادة الجليد».
منطقة ديناميكية
تعد منطقة الجليد الأخيرة منشأ أقدم وأثخن جليد في القطب الشمالي، لأن التيارات المحيطية والرياح الجوية تحمل قطعًا من الجليد العائم في نمط دائري، وتصطدم هذه الكتل الجليدية ببعضها وتتراكم على الحواف الشمالية لجرينلاند وكندا، لكن الباحثين لا يعرفون سوى القليل عن كيفية تحرك وذوبان الجليد في هذه المنطقة.
دفع نقص المعرفة هذا مور وفريقه لتتبع التغيرات فيها، وفي الدراسة الأخيرة، صمموا نموذجًا للغطاء الجليدي البحري يوضح سمكه وحركته في المنطقة بين عامي 1979 و2018، وأظهر نموذجهم -المستند إلى مشاهدات الأقمار الصناعية وبيانات الغلاف الجوي- تقلبات موسمية وسنوية مميزة في منطقتين مختلفتين، إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب.
في هاتين المنطقتين، كان الجليد البحري أقل سمكًا، ويغطي مساحة أقل في الصيف وبداية الخريف مما يغطيه في الشتاء، ومع أن السمك في الغرب كاد يصل إلى أدنى حد له في وقت مبكر من الموسم، بدت حركة الجليد في الجانب الشرقي أكثر استقرارًا، أما الجليد الغربي -الذي تهب عليه الرياح في اتجاه عقارب الساعة- فيتحرك أسرع بسبب ترقق الجليد.
وفقًا لمور، يرجع فقد الجليد في منطقة الجليد الأخيرة على الأرجح إلى حركة الجليد إلى خارج المنطقة خاصةً في الغرب، فإذا كان الجليد البحري أرق وأسرع حركةً، ستتدفق القطع الموجودة على الحواف أولًا إلى المحيط المفتوح، متبوعةً بفتات أكبر من المركز.
وقال ديفيد باربر David Barber، عالم مناخ القطب الشمالي من جامعة مانيتوبا Manitoba: «كان تصورنا عن هذه المنطقة تاريخيًّا أنها تستقبل الجليد فقط، لكن النتائج الجديدة تخبرنا إنها ديناميكية (متحركة)».