البنط المطلوب . ثم يبدأ الضرب على المفاتيح التى أمامه على لوحة تشبه لوحة الآلة الكاتبة وعليها ٩٠ مفتاحاً تمثل ۹۰ حرفاً وإشارة كانت قبل سنوات قليلة ١٤٠ حرفاً وإشارة تم اختصارها إلى ٩٠ وأصبح البنط الجديد يسمى بالبنط المختصر) وبذلك تتكون أمامه حروف تمثل سطراً كاملاً أو ناقصاً ، وإذا كان المطلوب على يجمع المقال على مقاس ١٠,٥ كور ( حوالى ٤,٥ سنتيمتر ) فإن عامل الجمع يعلم أن كل سطر من ١٠,٥ كور يمثل أمامه - بعد فكه – ١٢٦ بنطاً بالمقياس الطباعى وكل بنط يساوى ٠,٣٧٦ مليمتر . وعلى هذا الأساس يبدأ عمله . وكل حرف ( متريس) ينزل أمامه بعد كل ضربة على لوحة المفاتيح يمثل أيضاً عدداً من الأبناط وكل مسافة ( فراغ ) توضع بين الكلمة والأخرى تمثل عدداً من الأبناط . لذلك فإن سرعة العامل في جمع السطر الواحد تختلف عند البداية عنها عند ثلثى السطر وعند نهاية السطر . إن العامل يبدأ في . السطر دون أى مجهود فكرى مكتفياً بالمجهود الميكانيكي الذي يبذله حتى يصل إلى ثلثى السطر تقريباً ، ثم تبدأ سرعته تقل مع بداية بذل المجهود الفكرى لأنه عندئذ يبدأ تفكيره يعمل ليحسب المسافة الباقية ويعد الأبناط المجموعة وينقص منها الجزء المتبقى ويتساءل هل يستطيع أن يضع كلمة أخرى فى هذا السطر ؟ أو يستحسن أن يوسع السطر ويترك الكلمة الأخرى للسطر الذي يليه ؟ وعندما يتخذ قراره بالاكتفاء بعدد الكلمات الموجودة في السطر يبدأ فى توسيع السطر وذلك بوضع شرطة ( كشيدة ) بين الحروف المتصلة ثم يحسب السطر مرة أخرى . فإذا وجد أ أن مجموع السطر وصل إلى ۱۲۰ بنطاً ، عرف أن أمامه سنة أبناط أخرى يجب وضعها لإتمام السطر بمقاسه الصحيح . ثم عليه أن ينتظر نزول المتاريس ثم رفعها بالضغط حتى تصل إلى المصب ثم انتظار عملية الصب .
وقد قامت شركة آي بي إم .b.m. بدراسة هذه المشكلة ، ووجدت أن العامل يستغرق ٣٤ ٪ من وقته في التفكير فى هذه العملية الحسابية المنطقية . بينما عملية الضرب على المفاتيح -
تأخذ توصلنا من وقته ٦٦ % فقط .
الآن إلى المشكلة الأساسية التي تطيل وقت عملية الجمع ، وبالتالى زيادة التكلفة . لذلك فكر الخبراء فى إلغاء لوحة المفاتيح ، التي يضرب أو يكتب عليها العامل ، من ماكينة الجمع . وبذلك نستفيد من ال ٣٤ ٪ من الوقت الضائع ، إلى جانب اختلاف سرعات كل عامل عن زميله والمعروف أن سرعة العامل في الضرب على المفاتيح العربية تتراوح بين آلاف وه آلاف ضربة في الساعة ( من ١٢٠ إلى ١٥٠ سطراً في الساعة ) لكن الواقع غير هذا . وقد قامت مؤسسة الأهرام بإجراء بحث اتضح منه أن متوسط سرعة العامل تراوح بين ۵۰ و ۱۲۰ سطراً فى الساعة . وذلك بسبب صرف الأجور باليومية (۷) ساعات ( وليس بالإنتاج . أى أن إنتاج العامل في اليوم يتراوح بين ٣٥٠ سطراً ( وأحياناً أقل) و ٨٥٠ سطراً ( وأحياناً أكثر ) حسب كفاءة العامل . نجد بعد ذلك أنه كان من الضرورى إدخال الماكينات الأتوماتيكية . خاصة أنه ليس في مدارس لتدريب العمال على الجمع ، مما يضطر «الأهرام» إلى تعيين صبيان تقوم المؤسسة بتدريبهم .
إذن ما هو الدور الذي يؤديه الشريط المثقوب ؟ وكيف يوفر لنا في النفقات وفى الوقت ؟ وكيف يزيد الإنتاج ؟
إن تثقيب الشريط على الآلة الثاقبة أسهل من الضرب على مفاتيح ماكينة الجمع . خاصة أن العامل أو العاملة على الشريط يضرب على المفاتيح بصفة مستمرة وليس عليه أن ينتظر حتى تنزل الحروف ( المتاريس) وينتظم كل حرف بجانب الآخر ثم تدخل إلى المصب لتكون سطراً كاملاً . صحيح أن الكاتب على البرفوريتور يفكر في عدد الأبناط أيضاً ، لكنه لا يقوم بأى عمليات ميكانيكية كالتي يقوم بها عامل الجمع من ضغط على أزرار وروافع ووضع بعض الأبناط بيده ليكمل بها السطر .
نجد أن سرعة الكتابة على جهاز التثقيب تزيد على سرعة ماكينة الجمع . ويمكن للكاتب أن يكتب على الشريط بسرعة تتراوح بين ٥٠٠ و ٦٠٠ سطر في الساعة ( على الماكينات العربية ) وهذه السرعة تصل إلى ٦ أو ٧ أضعاف سرعة عامل الجمع .
وبالتجربة وجدوا أن سرعة الماكينة إذا عملت عن طريق الشريط تصل إلى ٣٠٠ سطر في الساعة أى ۲۰۰۰ سطر في اليوم تقريباً وصلت السرعة إلى ٥٠٠ سطر
تعليق