صحافة الغد
موضوع هذا الكتاب جديد . . تماماً على القارئ العربي ... فهو يبحث في تطور الصحافة خلال السنوات القليلة المقبلة. في ظل الآلات الإلكترونية المذهلة .
وهدف الكتاب هو الإجابة عن هذا السؤال : أيهما سيكون أكثر تأثيراً على الآخر : صحفى المستقبل ، أم آلات المستقبل وأجهزته ؟ أيسيطر الصحفى على الأجهزة المتاحة له ، أم : الأجهزة وتحوله هو نفسه إلى مجرد واحد منها ؟
والبحث الذي يدور حوله الكتاب هو : العصر الجديد الذي ينتظر مهنة الصحافة بسبب التطور الكبير فى العقول الإلكترونية . ويعرض المؤلف صورة حية لرئيس تحرير المستقبل ومحرر العصر الإلكترونى في الصحافة ... وكيف سيكون الصراع بين البشر والآلة ؟
ثم يبحث بعد ذلك في الخدمة الصحفية التي تقدمها الصحف المصرية ، مقارنة بالصحف العالمية وماذا يمكن أن ينتظره القارئ . فالقارئ فى البداية وفى النهاية هو المستفيد الأول والأخير هدف كل معنى تصدر من أجله صحيفة يفتح عليها عينيه كل صباح .
مقدمة بقلم
محمد حسنين هيكل رئيس تحرير « الأهرام »
تبدو بعض صفحات هذا الكتاب وكأنها مشاهد قصة من قصص الخيالات العلمية المثيرة ، كما أن بعض التفاصيل تظهر كما لو كانت رؤى عالم بعيد مجهول شط الخيال جموحاً إليه دون أن تطرقه بالاستكشاف قدم !
وليس ذلك الانطباع صحيحاً لأن المشاهد والتفاصيل من هذا الكتاب واقعة فعلاً ، وكل ما تحويه قد وصل إلى مرتبة الحقائق التي نعيش معها أو تعيش معنا الآن واقعاً وعملاً .
والحقيقة أن الصحافة هى أكبر مستفيد بثورة التكنولوجيا ، والقفزات الكبرى في هذه الثورة تتجه بالذات نحو إلغاء فواصل المسافات وفواصل الزمان .
وتخطى المسافة واستباق الزمن هما مهمة الصحافة الأساسية والتحدى الذى تواجهه في أداء دورها باستمرار .
ثم يكفينا بعد ذلك أن نذكر أن أهم استخدامات الأقمار الصناعية استخداماً سلمينا هو الآن في مجال نقل الكلمات والصور ، الأمر الذي يجعل هذه الأقمار الصناعية - وهى النموذج الباهر لثورة التكنولوجيا وسائل صحفية .
ومن المفارقات الجديرة بالملاحظة أن الدول الآخذة حديثاً بأسباب النمو هي نفسها الأولى بارتياد المجالات الجديدة ... تلك التى تبدو كالخيالات والرؤى البعيدة .
ذلك أن هذه الدول لديها الفرصة لكى تبدأ بالأكثر تقدماً ، كذلك فإن أخذها بالأكثر تقدماً هو سبيلها الوحيد ، وهو تعويضها الشرعى عن تخلفها ، مهما كانت دواعيه ، وتلك في الواقع هى خلاصة تجربة ( الأهرام ) ، في محاولته لتطوير نفسه كي يلتقى لقاء مقبولاً ومعقولاً مع الإنسان العربي في الثلث الأخير من القرن اهتماماته وقضاياه .
وحين بدأ الأهرام عملية تطوير نفسه وجد أن الوسائل التي تملكها بداه هي وسائل مطلع هذا القرن مع تحسينات طفيفة طارئة بين نوبة صحو وأخرى . ولقد كان عبئاً وضياعاً أن يحاول الأهرام، أي أسلوب آخر غير أسلوب اللحاق بالأكثر تقدماً ، مهما كانت القفزة واسعة والشوط بعيداً . فإن ذلك الأسلوب وحده كان السبيل وكان التعويض . ولعلنى لا أكون قد بالغت في حديثي ذات مساء في اجتماع عام ضم معظم العاملين في « الأهرام حين قلت لهم :
- إن مشروع الأهرام الجديد، وهو النتيجة العظيمة للعمل الشريف لأكثر من ألف وخمسمائة من الذين وقفوا في مواقعه المختلفة طوال عشر سنوات كاملة ، يمثل في الحقيقة أول إطلالة لوطننا على القرن الواحد والعشرين .
ولا أريد أن أستطرد طويلاً في الحديث عن هذا المشروع فلعله وهو يفتح أبوابه في صيف هذا العام بمشيئة الله ، أن يتحدث عن نفسه بأصدق من أى حديث .
والنقطة المهمة التي أود أن أشير إليها ، وقد بلغت في هذه المقدمة إلى هذا الحد ، هي أن مؤلف هذا الكتاب الأستاذ هـ . توفيق بحرى كان واحداً من الذين أسهموا إسهاماً مباشراً وخلاقاً في تجربة ( الأهرام ) ، وبالتالي فهو واحد من كشافى الآفاق الجديدة وطلائعها المقتدرة ، وهنا - من ناحية أخرى – قيمة هذا الكتاب ، والخدمة التي يقدمها – من حيث هو تركيز للعلم وللخبرة معاً – للصحافة العربية ولمستقبلها ، وهو موضوع أريد أن أقول كلمة عنه .
إن الصحافة العربية تتفرد عن أية صحافة في العالم من زاوية النظر إلى المستقبل بعديد من الميزات ، أذكر منها ما يلى :
أولا : أن الصحافة العربية تمارس دورها في مجتمع يعرف قيمة الكلمة المكتوبة، فلقد كانت وحدها - وبالدرجة الأولى - وعاء حضارته لأكثر من ألف سنة ، لم تلعب فيها الموسيقى أو الفنون التشكيلية المختلفة دورها الذي لعبته في مجتمعات
وحضارات أخرى كحضارة الغرب مثلاً .
موضوع هذا الكتاب جديد . . تماماً على القارئ العربي ... فهو يبحث في تطور الصحافة خلال السنوات القليلة المقبلة. في ظل الآلات الإلكترونية المذهلة .
وهدف الكتاب هو الإجابة عن هذا السؤال : أيهما سيكون أكثر تأثيراً على الآخر : صحفى المستقبل ، أم آلات المستقبل وأجهزته ؟ أيسيطر الصحفى على الأجهزة المتاحة له ، أم : الأجهزة وتحوله هو نفسه إلى مجرد واحد منها ؟
والبحث الذي يدور حوله الكتاب هو : العصر الجديد الذي ينتظر مهنة الصحافة بسبب التطور الكبير فى العقول الإلكترونية . ويعرض المؤلف صورة حية لرئيس تحرير المستقبل ومحرر العصر الإلكترونى في الصحافة ... وكيف سيكون الصراع بين البشر والآلة ؟
ثم يبحث بعد ذلك في الخدمة الصحفية التي تقدمها الصحف المصرية ، مقارنة بالصحف العالمية وماذا يمكن أن ينتظره القارئ . فالقارئ فى البداية وفى النهاية هو المستفيد الأول والأخير هدف كل معنى تصدر من أجله صحيفة يفتح عليها عينيه كل صباح .
مقدمة بقلم
محمد حسنين هيكل رئيس تحرير « الأهرام »
تبدو بعض صفحات هذا الكتاب وكأنها مشاهد قصة من قصص الخيالات العلمية المثيرة ، كما أن بعض التفاصيل تظهر كما لو كانت رؤى عالم بعيد مجهول شط الخيال جموحاً إليه دون أن تطرقه بالاستكشاف قدم !
وليس ذلك الانطباع صحيحاً لأن المشاهد والتفاصيل من هذا الكتاب واقعة فعلاً ، وكل ما تحويه قد وصل إلى مرتبة الحقائق التي نعيش معها أو تعيش معنا الآن واقعاً وعملاً .
والحقيقة أن الصحافة هى أكبر مستفيد بثورة التكنولوجيا ، والقفزات الكبرى في هذه الثورة تتجه بالذات نحو إلغاء فواصل المسافات وفواصل الزمان .
وتخطى المسافة واستباق الزمن هما مهمة الصحافة الأساسية والتحدى الذى تواجهه في أداء دورها باستمرار .
ثم يكفينا بعد ذلك أن نذكر أن أهم استخدامات الأقمار الصناعية استخداماً سلمينا هو الآن في مجال نقل الكلمات والصور ، الأمر الذي يجعل هذه الأقمار الصناعية - وهى النموذج الباهر لثورة التكنولوجيا وسائل صحفية .
ومن المفارقات الجديرة بالملاحظة أن الدول الآخذة حديثاً بأسباب النمو هي نفسها الأولى بارتياد المجالات الجديدة ... تلك التى تبدو كالخيالات والرؤى البعيدة .
ذلك أن هذه الدول لديها الفرصة لكى تبدأ بالأكثر تقدماً ، كذلك فإن أخذها بالأكثر تقدماً هو سبيلها الوحيد ، وهو تعويضها الشرعى عن تخلفها ، مهما كانت دواعيه ، وتلك في الواقع هى خلاصة تجربة ( الأهرام ) ، في محاولته لتطوير نفسه كي يلتقى لقاء مقبولاً ومعقولاً مع الإنسان العربي في الثلث الأخير من القرن اهتماماته وقضاياه .
وحين بدأ الأهرام عملية تطوير نفسه وجد أن الوسائل التي تملكها بداه هي وسائل مطلع هذا القرن مع تحسينات طفيفة طارئة بين نوبة صحو وأخرى . ولقد كان عبئاً وضياعاً أن يحاول الأهرام، أي أسلوب آخر غير أسلوب اللحاق بالأكثر تقدماً ، مهما كانت القفزة واسعة والشوط بعيداً . فإن ذلك الأسلوب وحده كان السبيل وكان التعويض . ولعلنى لا أكون قد بالغت في حديثي ذات مساء في اجتماع عام ضم معظم العاملين في « الأهرام حين قلت لهم :
- إن مشروع الأهرام الجديد، وهو النتيجة العظيمة للعمل الشريف لأكثر من ألف وخمسمائة من الذين وقفوا في مواقعه المختلفة طوال عشر سنوات كاملة ، يمثل في الحقيقة أول إطلالة لوطننا على القرن الواحد والعشرين .
ولا أريد أن أستطرد طويلاً في الحديث عن هذا المشروع فلعله وهو يفتح أبوابه في صيف هذا العام بمشيئة الله ، أن يتحدث عن نفسه بأصدق من أى حديث .
والنقطة المهمة التي أود أن أشير إليها ، وقد بلغت في هذه المقدمة إلى هذا الحد ، هي أن مؤلف هذا الكتاب الأستاذ هـ . توفيق بحرى كان واحداً من الذين أسهموا إسهاماً مباشراً وخلاقاً في تجربة ( الأهرام ) ، وبالتالي فهو واحد من كشافى الآفاق الجديدة وطلائعها المقتدرة ، وهنا - من ناحية أخرى – قيمة هذا الكتاب ، والخدمة التي يقدمها – من حيث هو تركيز للعلم وللخبرة معاً – للصحافة العربية ولمستقبلها ، وهو موضوع أريد أن أقول كلمة عنه .
إن الصحافة العربية تتفرد عن أية صحافة في العالم من زاوية النظر إلى المستقبل بعديد من الميزات ، أذكر منها ما يلى :
أولا : أن الصحافة العربية تمارس دورها في مجتمع يعرف قيمة الكلمة المكتوبة، فلقد كانت وحدها - وبالدرجة الأولى - وعاء حضارته لأكثر من ألف سنة ، لم تلعب فيها الموسيقى أو الفنون التشكيلية المختلفة دورها الذي لعبته في مجتمعات
وحضارات أخرى كحضارة الغرب مثلاً .
تعليق