يوضح العلم الرابط بين تغير المناخ والأعاصير القوية مثل (دوريان). تغذي المحيطات الأكثر دفئًا العواصف العنيفة بالطاقة، إذ يعزز ارتفاع مستويات سطح البحر العاصفة ويزيدها فتؤدي إلى فيضانات أكثر سوءًا.
خلال فترة هذا الصيف فقط، وبعد تحليل بيانات لأكثر من 70 عامًا للأعاصير الأطلسية، أفاد تيم هول -أحد علماء ناسا- أن الأعاصير باتت أكثر احتمالًا لتفريغ طاقتها على اليابسة، ما يطيل الوقت الذي يتعرض خلاله السكان للرياح المدمرة والأمطار المسببة للفيضانات، لكن لم تشكل المعطيات في البيانات المجموعَة لدى هول صورةً واضحةً لفهم تفاصيل الإعصار (لإنشاء محاكاة حاسوبية) هذا الأسبوع؛ إذ يُعتبر دوريان إعصارًا عنيفًا من الفئة الخامسة، إضافةً إلى طول مدة إقامته في جزر جريت أباكو وجراند بهاما.
قال هول: «إنه يدور ويدور فوق نفس المنطقة، لدرجة أنك تشعر بالذهول وتعجز عن الكلام».
بعد أن استمر دوريان في سحق جزر البهاما لأكثر من 40 ساعة، انحرف أخيرًا شمالًا يوم الثلاثاء كإعصار من الفئة 2.
من المتوقع أن يدور محاذيًا لسواحل فلوريدا وجورجيا قبل أن يضرب اليابسة مرةً أخرى في كارولينا، حيث يمكن أن تعصف رياح وتنهمر أمطار أكثر تهديدًا للحياة.
غرد مارشال شبرد -عالم الغلاف الجوي في جامعة جورجيا والرئيس السابق للجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية- على تويتر قائلًا: «ببساطة إنه لا يصدَّق، أشعر بالدوار من هذا الإعصار! ولم ينتبني هذا الشعور إلا من عدد قليل من الأعاصير».
لقد حطم إعصار دوريان الأرقام القياسية بسبب شدته وسرعة تياراته الزاحفة على جزر البهاما. ولكن، يتبع ظهور دوريان في 2019 الاتجاه الشائع، فهو العام الرابع على التوالي الذي يتشكل فيه إعصار من الفئة 5 في المحيط الأطلسي، وهي أطول سلسلة أعاصير مسجلة.
رغم الصدمة التي سببها الإعصار، يقول علماء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ إنه يحمل علامات على تزايد الأعاصير مع ارتفاع حرارة المناخ.
لم يسبق حدود اشتداد متسارع مثل دوريان في نهاية الأسبوع؛ لأنه كان قويًا للغاية، ففي غضون 9 ساعات من يوم الأحد، زادت سرعة الرياح القصوى من 150 ميل/الساعة إلى 180 ميل/الساعة (240 كم/ساعة إلى 290 كم/ساعة). وفي الوقت الذي ضرب الإعصار اليابسة، بلغت سرعة الرياح المدمرة 185 ميل/ساعة (298 كم/ساعة)، وكانت أقوى رياح رُصدت في المحيط الأطلسي.
قالت جينيفر فرانسيس -عالمة الغلاف الجوي من مركز أبحاث وودز هول- إن العلاقة بين شدة الأعاصير وتغير المناخ قوية.
وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تُعتبر الحرارة في المحيطات المصدر الرئيس الذي تستمد منه الأعاصير قوتها، وقد امتصت محيطات العالم ما يزيد عن 90% من درجات الحرارة المتزايدة خلال السنوات الخمسين الماضية. على صعيد دوريان، زادت درجة حرارة المياه التي استمد الإعصار قوته منها درجةً مئويةً عن المعدل الطبيعي للحرارة، فقالت فرانسيس: «يتحول هذا بدوره إلى كمية هائلة من الطاقة».
لأن الهواء الدافئ يمكنه أن يكون أكثر رطوبة، فقد زاد التغير المناخي من نسبة بخار الماء في الغلاف الجوي، ما أدى إلى نشوء أعاصير أكثر رطوبةً تؤدي إلى هطول أمطار أكثر غزارة، فيمنح الهواء الدافئ الرطب مزيدًا من القوة للأعاصير.
ذكرت فرانسيس أيضًا إنه عندما يتكثف بخار الماء إلى قطرات داخل السحب، يبعث الكثير من الحرارة في الجو (وهذا ما يغذي الإعصار). وهذه العوامل تساهم بكل وضوح في العواصف التي نشهدها مؤخرًا.
تتوقع النماذج شيوع الأعاصير من الفئة 4 و5 في شمال المحيط الأطلسي بمقدار الضعف تقريبًا على مدار القرن القادم؛ نتيجةً لتغير المناخ، وحتى مع انخفاض إجمالي عدد الأعاصير.
بمجرد بلوغ الإعصار إلى اليابسة، يمكن أن يفاقِم ارتفاع مستوى سطح البحر -الناجم عن الاحتباس الحراري- من آثار الإعصار عن طريق زيادة الأمواج العارمة، إذ تدفع الرياح القوية المياه نحو الشواطئ، مسببةً فيضانات هائلة خلال وقت قصير نسبيًا.
كلما ارتفع منسوب المياه خلال الأيام الصافية، ساءت الفيضانات بمجرد وصول الإعصار، ومن المتوقع ارتفاع مستويات سطح البحر بحوالي متر بحلول نهاية هذا القرن.
يُعتبر إعصار دوريان صادمًا ومدمرًا بشكل خاص؛ لأنه ظل طويلًا فوق جزر البهاما. وذكر هول -العالم البارز من معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا- شيوع المكوث المطول للأعاصير خلال 75 سنة ماضية.
وجد هول في دراسة نُشرت في مجلة علوم المناخ والغلاف الجوي في يونيو، أن الأعاصير في شمال الأطلسي قد تباطأت بنحو 17% منذ عام 1944؛ وزاد منسوب هطول الأمطار الساحلية السنوية من الأعاصير بنسبة 40% خلال نفس الفترة.
وجدت ورقة بحثية عام 2018 أن الأعاصير المدارية في جميع أنحاء العالم قد تباطأت بشكل ملحوظ. وذكر هول أيضًا عن التباطؤ: يمنح التباطؤ الرياح وقتًا أطول لبناء هذا الجدار الهائل من المياه، لذا سيهطل المزيد من الأمطار على نفس المنطقة.
أضاف: «كانت تلك كارثة هارفي» في إشارة منه إلى الإعصار المتسبب في هطول أكثر من 5 أقدام من المياه على تكساس عام 2017، ومن ناحية أخرى، يطابق إعصار دوريان وفلورانس (الذي أغرق كرولينا العام الماضي) هذا النمط من الأعاصير.
يعتقد هول وزملائه وجود إشارة لتغير المناخ في هذه الظاهرة، على الرغم من أنهم ما زالوا يختبرون العلاقة بين الاحتباس الحراري الذي سبّبه الإنسان والأعاصير التي تتحرك ببطء.
لا تملك الأعاصير محركات خاصة بها، بل تُدفع بواسطة الرياح واسعة النطاق، مثل قطع الفلين التي تتطاير مع تيار مضطرب. وفي هذا السياق ذكر هول: لو انتفت هذه الرياح الموجهة أو تغير مسارها، -ببساطة- يمكن أن يبدأ الإعصار في الدوران حول نفسه في دوامة متباطئة.
أوضحت المحاكاة الحاسوبية للمناخ أن الرياح في المناطق شبه الاستوائية -حيث تكوّن دوريان- تتباطأ، ما يجعل هذا النوع من الدوامات أكثر احتمالًا.
قال هول: «ما يزال هناك الكثير من النقاط في سلسلة الأسباب والآثار بحاجة إلى توضيح».
يصعِّب التباطؤ تعقب الأعاصير؛ فدون وجود رياح معروفة واسعة النطاق لدفعها، يصغر نطاق تقلبات الأعاصير؛ ما يصعّب التنبؤ بها.
على صعيد آخر، حذر كل من هول وفرانسيس من أن العلماء لا يمكنهم أن يعزوا كارثةً مناخيةً واحدةً إلى التغير المناخي، خاصةً أثناء استكشاف الكارثة. ما يمكن للباحثين القيام به هو تقدير مدى ازدياد سوء الكوارث الناتجة عن الاحتباس الحراري الذي سببه البشر، ومدى احتمال وقوع هذا النوع من الكوارث مستقبلًا.
فيما يخص دوريان من هذين السؤالين، قال هول: «إن الإجابة على كلا السؤالين محبطة، فهذا ما نتوقع حدوثه أكثر». لكنه لا يعتقد أنه سيعتاد على رؤية ذلك أبدًا.
خلال فترة هذا الصيف فقط، وبعد تحليل بيانات لأكثر من 70 عامًا للأعاصير الأطلسية، أفاد تيم هول -أحد علماء ناسا- أن الأعاصير باتت أكثر احتمالًا لتفريغ طاقتها على اليابسة، ما يطيل الوقت الذي يتعرض خلاله السكان للرياح المدمرة والأمطار المسببة للفيضانات، لكن لم تشكل المعطيات في البيانات المجموعَة لدى هول صورةً واضحةً لفهم تفاصيل الإعصار (لإنشاء محاكاة حاسوبية) هذا الأسبوع؛ إذ يُعتبر دوريان إعصارًا عنيفًا من الفئة الخامسة، إضافةً إلى طول مدة إقامته في جزر جريت أباكو وجراند بهاما.
قال هول: «إنه يدور ويدور فوق نفس المنطقة، لدرجة أنك تشعر بالذهول وتعجز عن الكلام».
بعد أن استمر دوريان في سحق جزر البهاما لأكثر من 40 ساعة، انحرف أخيرًا شمالًا يوم الثلاثاء كإعصار من الفئة 2.
من المتوقع أن يدور محاذيًا لسواحل فلوريدا وجورجيا قبل أن يضرب اليابسة مرةً أخرى في كارولينا، حيث يمكن أن تعصف رياح وتنهمر أمطار أكثر تهديدًا للحياة.
غرد مارشال شبرد -عالم الغلاف الجوي في جامعة جورجيا والرئيس السابق للجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية- على تويتر قائلًا: «ببساطة إنه لا يصدَّق، أشعر بالدوار من هذا الإعصار! ولم ينتبني هذا الشعور إلا من عدد قليل من الأعاصير».
لقد حطم إعصار دوريان الأرقام القياسية بسبب شدته وسرعة تياراته الزاحفة على جزر البهاما. ولكن، يتبع ظهور دوريان في 2019 الاتجاه الشائع، فهو العام الرابع على التوالي الذي يتشكل فيه إعصار من الفئة 5 في المحيط الأطلسي، وهي أطول سلسلة أعاصير مسجلة.
رغم الصدمة التي سببها الإعصار، يقول علماء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ إنه يحمل علامات على تزايد الأعاصير مع ارتفاع حرارة المناخ.
لم يسبق حدود اشتداد متسارع مثل دوريان في نهاية الأسبوع؛ لأنه كان قويًا للغاية، ففي غضون 9 ساعات من يوم الأحد، زادت سرعة الرياح القصوى من 150 ميل/الساعة إلى 180 ميل/الساعة (240 كم/ساعة إلى 290 كم/ساعة). وفي الوقت الذي ضرب الإعصار اليابسة، بلغت سرعة الرياح المدمرة 185 ميل/ساعة (298 كم/ساعة)، وكانت أقوى رياح رُصدت في المحيط الأطلسي.
قالت جينيفر فرانسيس -عالمة الغلاف الجوي من مركز أبحاث وودز هول- إن العلاقة بين شدة الأعاصير وتغير المناخ قوية.
وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تُعتبر الحرارة في المحيطات المصدر الرئيس الذي تستمد منه الأعاصير قوتها، وقد امتصت محيطات العالم ما يزيد عن 90% من درجات الحرارة المتزايدة خلال السنوات الخمسين الماضية. على صعيد دوريان، زادت درجة حرارة المياه التي استمد الإعصار قوته منها درجةً مئويةً عن المعدل الطبيعي للحرارة، فقالت فرانسيس: «يتحول هذا بدوره إلى كمية هائلة من الطاقة».
لأن الهواء الدافئ يمكنه أن يكون أكثر رطوبة، فقد زاد التغير المناخي من نسبة بخار الماء في الغلاف الجوي، ما أدى إلى نشوء أعاصير أكثر رطوبةً تؤدي إلى هطول أمطار أكثر غزارة، فيمنح الهواء الدافئ الرطب مزيدًا من القوة للأعاصير.
ذكرت فرانسيس أيضًا إنه عندما يتكثف بخار الماء إلى قطرات داخل السحب، يبعث الكثير من الحرارة في الجو (وهذا ما يغذي الإعصار). وهذه العوامل تساهم بكل وضوح في العواصف التي نشهدها مؤخرًا.
تتوقع النماذج شيوع الأعاصير من الفئة 4 و5 في شمال المحيط الأطلسي بمقدار الضعف تقريبًا على مدار القرن القادم؛ نتيجةً لتغير المناخ، وحتى مع انخفاض إجمالي عدد الأعاصير.
بمجرد بلوغ الإعصار إلى اليابسة، يمكن أن يفاقِم ارتفاع مستوى سطح البحر -الناجم عن الاحتباس الحراري- من آثار الإعصار عن طريق زيادة الأمواج العارمة، إذ تدفع الرياح القوية المياه نحو الشواطئ، مسببةً فيضانات هائلة خلال وقت قصير نسبيًا.
كلما ارتفع منسوب المياه خلال الأيام الصافية، ساءت الفيضانات بمجرد وصول الإعصار، ومن المتوقع ارتفاع مستويات سطح البحر بحوالي متر بحلول نهاية هذا القرن.
يُعتبر إعصار دوريان صادمًا ومدمرًا بشكل خاص؛ لأنه ظل طويلًا فوق جزر البهاما. وذكر هول -العالم البارز من معهد غودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا- شيوع المكوث المطول للأعاصير خلال 75 سنة ماضية.
وجد هول في دراسة نُشرت في مجلة علوم المناخ والغلاف الجوي في يونيو، أن الأعاصير في شمال الأطلسي قد تباطأت بنحو 17% منذ عام 1944؛ وزاد منسوب هطول الأمطار الساحلية السنوية من الأعاصير بنسبة 40% خلال نفس الفترة.
وجدت ورقة بحثية عام 2018 أن الأعاصير المدارية في جميع أنحاء العالم قد تباطأت بشكل ملحوظ. وذكر هول أيضًا عن التباطؤ: يمنح التباطؤ الرياح وقتًا أطول لبناء هذا الجدار الهائل من المياه، لذا سيهطل المزيد من الأمطار على نفس المنطقة.
أضاف: «كانت تلك كارثة هارفي» في إشارة منه إلى الإعصار المتسبب في هطول أكثر من 5 أقدام من المياه على تكساس عام 2017، ومن ناحية أخرى، يطابق إعصار دوريان وفلورانس (الذي أغرق كرولينا العام الماضي) هذا النمط من الأعاصير.
يعتقد هول وزملائه وجود إشارة لتغير المناخ في هذه الظاهرة، على الرغم من أنهم ما زالوا يختبرون العلاقة بين الاحتباس الحراري الذي سبّبه الإنسان والأعاصير التي تتحرك ببطء.
لا تملك الأعاصير محركات خاصة بها، بل تُدفع بواسطة الرياح واسعة النطاق، مثل قطع الفلين التي تتطاير مع تيار مضطرب. وفي هذا السياق ذكر هول: لو انتفت هذه الرياح الموجهة أو تغير مسارها، -ببساطة- يمكن أن يبدأ الإعصار في الدوران حول نفسه في دوامة متباطئة.
أوضحت المحاكاة الحاسوبية للمناخ أن الرياح في المناطق شبه الاستوائية -حيث تكوّن دوريان- تتباطأ، ما يجعل هذا النوع من الدوامات أكثر احتمالًا.
قال هول: «ما يزال هناك الكثير من النقاط في سلسلة الأسباب والآثار بحاجة إلى توضيح».
يصعِّب التباطؤ تعقب الأعاصير؛ فدون وجود رياح معروفة واسعة النطاق لدفعها، يصغر نطاق تقلبات الأعاصير؛ ما يصعّب التنبؤ بها.
على صعيد آخر، حذر كل من هول وفرانسيس من أن العلماء لا يمكنهم أن يعزوا كارثةً مناخيةً واحدةً إلى التغير المناخي، خاصةً أثناء استكشاف الكارثة. ما يمكن للباحثين القيام به هو تقدير مدى ازدياد سوء الكوارث الناتجة عن الاحتباس الحراري الذي سببه البشر، ومدى احتمال وقوع هذا النوع من الكوارث مستقبلًا.
فيما يخص دوريان من هذين السؤالين، قال هول: «إن الإجابة على كلا السؤالين محبطة، فهذا ما نتوقع حدوثه أكثر». لكنه لا يعتقد أنه سيعتاد على رؤية ذلك أبدًا.