نصف الكرة الشمالي يسجل الصيف الأعلى حرارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصف الكرة الشمالي يسجل الصيف الأعلى حرارة

    سجل نصف الكرة الشمالي الصيف الأكثر حرارة منذ عام 1880 وذلك وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA في الولايات المتحدة، والتي صدرت يوم الإثنين 17 أيلول (سبتمبر) 2019 ووجدت NOAA أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض التي قيست عبر الآلاف من موازين الحرارة وأجهزة الاستشعار الأخرى على اليابسة وفي البحر مرتبطة بعام 2016 مع شذوذ في درجة الحرارة يصل إلى 1.13 درجة مئوية أعلى من متوسط القرن العشرين، وبالإضافة لذلك كان شهر آب (أغسطس) الماضي ثاني أكثر شهر حرارةً وفقًا لكل من NOAA و NASA تبعًا لوجود ظروف حارة فوق العادة من القطب إلى القطب وعبر كل المحيطات.

    إن ما يلفت النظر أكثر حول سجل الحرارة لعام 2019 هو أنه يأتي في غياب قوي لظاهرة إل نينو El Niño، وهي سلسلة من التغيرات المناخية التي تحدث بشكل غير منتظم ومعقد وتؤثر على منطقة المحيط الهادئ الاستوائية وما بعدها كل بضع سنوات، وتتميز بظهور مياه دافئة فقيرة بالمغذيات قبالة شمال البيرو والإكوادور وعادةً في أواخر ديسمبر.

    تتسبب ظواهر مشابهة بزيادة درجات الحرارة العالمية كونها تزيد من حرارة البحار والمحيطات، مطلقةً المزيد من الحرارة في الغلاف الجوي، وبدلًا من ذلك كانت ظاهرة إل نينو ضعيفةً في عام 2019 مقارنةً بعام 2016 ما يمثل آخر تسجيل مرتفع لدرجات الحرارة في نصف الكرة الشمالي.

    ومع استمرار ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية والتي بدورها تُحدث استجابةً للمستويات المتزايدة من الغازات الدفيئة التي ينتجها الإنسان، أصبح من السهل تجاوز معايير المناخ حتى بدون أحداث إل نينو قوية.

    على سبيل المثال ووفقًا لـNOAA فإن الفصول الخمسة الأكثر سخونةً في نصف الكرة الشمالي كانت خلال السنوات الخمس الماضية، وتميز هذا الصيف بأحداث غير عادية تعد من أعراض الاحتباس الحراري السريع للكوكب. كانت هناك موجة حرارة وحشية في جميع أنحاء أوروبا في تموز/ يوليو أسفرت عن سجلات وطنية جديدة لدرجات الحرارة المرتفعة وكسرت درجات الحرارة الأعلى في باريس على الإطلاق، بالإضافة إلى ذلك انخفض الجليد في القطب الشمالي إلى ثاني أدنى مستوى له في شهر آب (أغسطس).



    علاوةً على ذلك كانت المنطقة القطبية الشمالية مشتعلةً من الغابات الشمالية في ألاسكا وكندا إلى التندرا السيبيرية وغابات التنوب الشاسعة، ما يبرز احتمال أن المنطقة يمكن أن تنتقل من حوض امتصاص الكربون إلى مصدر ثاني أكسيد الكربون الإضافي المنبعث في الغلاف الجوي، وكانت درجات الحرارة الأعلى على الإطلاق عن المتوسط سُجلت في شمال المحيط الهادئ بعد عودة بيانات مياه المحيط الدافئة غير الاعتيادية وكذلك بحر بيرينغ، وشمال كندا، وأوروبا الوسطى، وشمال روسيا.

    بالمقابل كانت مناطق من غرب كندا وغرب روسيا وأجزاء من إندونيسيا باردةً بشكل غير عادي لهذا الموسم مقارنةً بمتوسط الفترة بين 1981 – 2010.
    كما لُحظت درجات حرارة مرتفعة قياسية عبر أجزاء من الساحل الغربي لألاسكا وبحر بيرينغ وغرب المحيط الهادئ والمكسيك والمحيط الأطلسي وغرب وجنوب أفريقيا، وشمال المحيط الهندي وعبر أجزاء من أمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا ومع ذلك لم يُسجل أي درجات قياسية في مناطق برية أو محيطات من حزيران (يونيو) إلى آب (أغسطس)، وشهدت أمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا وخليج المكسيك ومنطقة هاواي انحرافًا عن متوسط درجات الحرارة في أشهر الصيف التي كانت من بين الفترات الثلاث الأكثر دفئًا على الإطلاق.

    على سبيل المثال شهدت أفريقيا أحر فترة بين حزيران (يونيو) إلى آب (أغسطس). وكانت الفترة بين حزيران (يونيو) إلى آب (أغسطس) على المستوى العالمي ثاني أحر فترة مسجلة بمتوسط 0.93 درجة مئوية أعلى من متوسط القرن العشرين حسب NOAA، ويعتبر ذلك أقل 0.04 درجة مئوية أقل عن نفس الفترة من صيف 2016.

    باستعمال نفس البيانات بطرق تحليل مختلفة وجدت NASA أنها كانت أكثر حرارة بفارق ضئيل عن عام 2016 في نصف الكرة الشمالي، واكتشفت أيضًا أنها تتمتع بسجل دافئ عمومًا وأن الاختلافات في التصنيف العالمي، لكن الأرقام الشاملة المماثلة تعتبر نموذجيةً عند مقارنة النتائج التي توصلت لها مختلف وكالات المناخ العالمية.

    وفقًا لـ NOAA فإن 9 من أعلى 10 درجات حرارة على سطح الأرض والمحيطات حدثت بين حزيران/ يونيو وآب/ أغسطس منذ العام 2009 والسجل العاشر هو الوحيد الذي حدث في نصف الكرة الشمالي عام 1998 لأن ذلك العام شهد ظاهرة إل نينو على مستوى عالٍ جدًا، وبالطبع فإن الصيف في نصف الكرة الشمالي يتزامن مع الشتاء في النصف الجنوبي لكن حتى في هذه الحالة كانت درجات الحرارة أعلى من المعدل كونه سُجلت أعلى درجة حرارة شتوية عام 2015، وحسب NOAA من المحتمل أن يكون عام 2019 بين العامين الثاني والرابع الأكثر حرارةً على مستوى العالم.
يعمل...
X