بعد فك رموز الخط المسماري وترجمة العديد من المدونات بعد عام 1850م دخلت الآلاف من الرقم إلى المتاحف الأوربية إلا أن الباحثين في علم الآشوريات لم يشخصوا أي نص رياضي باستثناء النص السومري المتضمن قائمة بأعداد
، وتستنبط الكثير من المعلومات الهامة عن علم الرياضيات والتي تميزها نوعين من النصوص فالأولى عبارة عن جداول رياضية، أما الثانية فتضم نصوص علمية، وقد رتبت الجداول العلمية لعمليتي الضرب والقسمة وشملت أيضا المربعات، المكعبات، الجذور الأساسية وقوائم الأعداد،
ووردت كذلك مسائل رياضية معدة للطلاب المتقدمين وتتعلق بمسائل مساحية والتي تدل على مدى
الاهتمام بالميدان الرياضي، أما النوع الثاني فيشتمل على المعادلات الجبرية التربيعية وعمليات أخرى تمت
صياغتها بتعابير هندسية وقد برع البابليون بشكل كبير في معرفة الجذور التر بيعية وكذا الجذور التكعيبية
وكان نبوغ الرافديين في هذا المجال واضحا فعرفوا في البداية العمليات الحسابية البسيطة كالجمع
والطرح ثم قاموا بعد ذلك بوضع جداول مطولة للضرب، ومن المرجح أن معرفتهم للأرقام والحساب تعود إلى
حوالي 3500 ق.م بسبب حاجتهم الملحة إلى التقويم لضبط الفصول ثم ظهرت بعد ذلك الموازين، المكاييل والمعاملات التجارية في عهد الأكديين، وفيما بعد تجسدت الرياضيات ضمن الأعمال الهندسية العمرانية وتميز العهد البابلي القديم بنضج العلوم والتدوين مع طغـ ـيان المعارف الجبرية على الهندسية
وحتمت الحاجة لضبط حسابات المعابد معرفة الأعداد ثم تدوينها ومما ساعد على تقدم الرياضيات في بلاد
الرافدين نشاطها التجاري مع البلدان المجاورة لها، كما استخدمتها لتنظيم شؤون الري وشق الطرق لتيسير
عملية سير القوافل، ووجدت لديهم المصنفات الرياضية كجداول الضرب واستعمال الجذور بالإضافة إلى
وجود بعض المسائل المرفوقة بالحلول وتوصلوا إلى حساب مساحات وأحجام بعض الأشكال وعرفوا خواص الدوائر والعديد من المسائل الرياضية.