كانت منزلة المرأة في العالم البابلي القديم سامية كما كانت في مصر ، حيث كان من حق النساء تعاطي الاعمال التجارية لحسابهن الخاص وسواها من الأعمال مستقلات تمام الاستقلال ، ويقمن في مقام الكتبة الفنيين ، وكان لا بد من الاستعداد اللازم لذلك في مدرسة كما كان من حقها التمتع بالملكية الخاصة وحق الشهادة الكاملة كالرجل ، وحق التصرف فيما تملك من أرض أو عقار او حيوانات او عبيد، واذا غاب زوجها كأن يكون في الخدمة العسكرية ولم يكن له ولد في سن الرشد فتعود اليها رئاسة الأسرة وادارة شؤون البيت والأملاك ولها في مقابل ذلك ثلث ایراد زوجها وقد منح حمورابي للمراة حق الطلاق اذا رات تصرف زوجها ما يجعلها تشك به ، و اذا أهملها زوجها وعلى القاضي أن يتحقق من دعوى المرأة وان ينصفها اذا ثبت له صدقها وقد انخرط جماعة منهن في خدمة الدواوين والمصالح الأميرية كما كانت تنتظم في سلك الكهان
ولكن كان للزوج أن يرهنها حتى تتمكن من سداد دينه على أن لا يتجاوز هذا الرهن ثلاث سنوات ، كما
يستطيع بيعها اذا ثبت له خيانتها ، واذا لم تنجب اولادا يتزوج محظية لتنسل له وتكون في مرتبة أقل من الزوجة ولكنها تصبح حرة عندما تنجب ولكن ترد الى العبودية اذا أساءت التصرف
أما الخيانة من جانب المراة : فعقوبتها في كافة الاحوال ان يقذفوا بالخائنة في الماء ويتركوها تغرق ، وكانت العادة اذا ضبط معها عشيقها أن يقذفوا بعشيقها أيضا واذا عفا الزوج عن زوجته الزانية عفا الملك عنالزاني فلا تنفذ فيهما العقوبة ، اما اذا كانت التهمة لا تتعدى حدود الشائعات فيكتفي أن تقسم المراة على برائتها لتحصل على العفو ، اما اذا أسر زوجها وكان قد ترك لها ما يكفيها أقامت علاقات مع رجل آخر فتعتبر زانية ويروي هيرودوت « انه لم يسمح لاي عروس بالزواج ما لم تذهب اولا الى احد المعابد وتمنح جسمها لأي عابر سبيل يلقي في حجرها قطعة من الفضة ويروي انه كانت توجد في برج بابل الشهير صومعة مقدسة تحتوي على سرير فاخر مليء بالزخارف ، ومائدة من الذهب الخالص ، وكان الكاهن الأكبر يختار لهذه الصومعة امراة جديدة كل ليلة تبيت في أحضان الاله او بين احضانه نيابة عن الآلهة ، وقد أشارت الى ذلك دي بوفوا اشارة عابرة دون تعليق » أن المراة في بابل كانت مضطرة أن تستسلم مرة في حياتها في المعبد...وكانت نساء الطبقة النبيلة والمتزوجات يضعون وشاح على شعرهم إشارة الى انهم من الطبقة النبيلة.. اما الناس الغير متزوجات لايضعن شيء اما العاهرات لايضعن شيء ويصبغن شعرهم بالون الأحمر.