القمعية أو ما يُعرف بقفاز الثعلب، هو نبات مميز يشتهر بأزهاره الأنبوبية الأنيقة وتاريخه الغني في طب الأعشاب. لكنه أيضاً قد يتسبب لك في نوبة قلبية.
موطن قفاز الثعلب الأصلي أوروبا وآسيا، وقد أصبحت إحدى الزهور المفضلة في جميع أنحاء العالم. تضيف أشواكها الطويلة المزينة بأزهار متدلية على شكل بوق بظلال مختلفة من اللون الوردي والأرجواني والأبيض لمسة من الجمال إلى أي حديقة. ومع ذلك، فإنه ليس جميل المظهر فحسب، بل يحتوي على مركبات قوية، مثل الديجوكسين، والذي له تأثير قوي على القلب.
هناك العديد من الأمثال الشعبية حول قفاز الثعلب، بما في ذلك تلك التي تتحدث عن الزهرة التي تسبب نوبة قلبية للشخص. ولكن هل هذه أسطورة أم حقيقة؟ هذا ما حسمه الخبراء. حيث أوضح الدكتور تشن وانغ لموقع Live Science "تحتوي قفازات الثعلب على مركبات قوية للغاية تسمى جليكوسيدات القلب لتأثيرها القوي على عضلة القلب"
يضخ القلب السليم الدم عبر الجسم عبر آلاف الخلايا القلبية التي تنقبض لتكتمل العملية وتحتوي أغشية هذه الخلايا على قنوات وناقلات أيونية مختلفة، مما يسمح بوجود جزيئات مشحونة مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد. تولد حركة هذه الجزيئات تيارًا كهربائيًا وتحافظ مضخة الصوديوم والبوتاسيوم على التوازن الكهربائي.
قال الدكتور تشنغ وانغ "تنتج جميع أنواع قفاز الثعلب كمية معينة من جليكوسيدات القلب، مثل الديجوكسين وهي ترتبط بإحكام شديد بمضخة الصوديوم والبوتاسيوم، مما يمنعها حتى لا يتمكن الناقل من ضخ تلك الأيونات بعد الآن".
ويؤدي تعطيل هذه المضخة إلى حدوث سلسلة من المشاكل الكيميائية داخل خلايا القلب التي تتحد لتجعل القلب ينبض فجأة بقوة أكبر وأسرع بكثير. هذا الاضطراب في الإيقاع الطبيعي للقلب، وهو نوع خطير من عدم انتظام ضربات القلب المعروف باسم الرجفان البطيني، يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ وحتى الموت.
ومع ذلك، فإن الديجوكسين معروف أيضًا بدوره في علاجات القلب وقال الدكتور وانغ "يوصف الديجوكسين سريريا لعلاج قصور القلب عندما تفشل الأدوية الأخرى". لكنه نصح أيضاً بأنه إذا قام شخص ما بابتلاع أي جزء من هذا النبات عن طريق الخطأ، فيجب عليه الذهاب فوراً إلى المستشفى.