ناديا المير محمود
أشهر قصائد الشعراء السوريين عن فلسطين
«سقطت آخر جدران الحياء، وفرحنا ورقصنا، وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء». من قصيدة للشاعر السوري “نزار قباني” يتحدث بها عن فلسطين المحتلة. وما أشبه اليوم بالأمس، إذ أن من يعود لما كتبه بعض الشعراء السوريين عن القضية الفلسطينية. لا بدّ وأن يدرك أنه شعر صالح لهذا الزمن رغم أنه قيل منذ زمن بعيد نسبياً.
إذ أن هناك العديد من الشعراء والكتاب السوريين. الذين احتلّت القضية الفلسطينية حيزاً واسعاً من كتاباتهم. كحال الراحل “ممدوح عدوان” وهو من أوائل المناصرين للقضية، وسطّر بشعره ما عكس فيه نصرة السوري لأخيه الفلسطيني. وأشهرَ كلماته كسلاح فردي عوضاً عن البارود والنار.
ومن أبرز ما كتبه “عدوان” عن القضية الفلسطينية مسرحية “لوكنت فلسطينياً”، والتي ورد بها «كأنَّ جميعَ من صُلبوا على الأشجارِ في يافا. وفي حيفا وبئرَ السبعِ ليسوا من سُلالاتك، تغوصُ القدسُ في دمها وأنتَ صريعُ شهواتك تنامُ كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ متى تفهمْ ؟ متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟»
والتي ندد من خلالها بالصمت المطبق ممن سمعوا بالأذى الحاصل بالشعب الفلسطيني وبتاريخ تلك الدولة، وتحولها لمشهد. تتم متابعته دون محاولات تغيير نهايته بما يليق بصمودهم. وللتذكير دوماً بأن تلك البلاد باقية في ذهن كل محب للسلام، وإضاءة على نضالهم المستمر اتجاه الاحتلال.
نزار قباني.. نقد صمت العرب بقصائده ورفض التطبيع
لم تغب القضية الفلسطينية عن أشعار الدمشقي “نزار قباني”، مستعيناً بمفردات تحفيزية علّها توقظ الضمائر. وترفع من حدية الأصوات الخامدة اتجاهها، تخلل بعضها لهجة نقدية طالت القسم العربي المتجاهل لها.
وأشار بقصيدته “المهرولون” رفضه القاطع للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ورغبته الكبيرة بنيل الفلسطينيين لحرياتهم. ولعب دوره كشاعر وأظهر موقفه السياسي عبر أبياتها في محاولة خلق صورة ذهنية توعي بفظاعة ما يرتكبه البعض من المطبعين.
وكتب فيها «سقطت آخر جدران الحياء، وفرحنا ورقصنا، وتباركنا بتوقيع سلام الجبناء، لم يعد يرعبنا شيء، ولا يخجلنا شيء. فقد يبست فينا عروق الكبرياء».
ومن قصائد “قباني” لا بّد من الحديث عن قصيدة “طريق واحد” والتي اعتبر فيها أن البندقية هي الحل الوحيد لاستراد الحق السليب. وتجاوز مفهوم القصيدة لاحقاً بعد أن غنتها “أم كلثوم” ومن بعدها الموسيقار الراحل “محمد عبد الوهاب”
سليمان عيسى.. زرع محبة فلسطين في عقول الأطفال بقصائده
بدوره أصدر “سليمان عيسى” في عام 2009 مجموعته الشعرية “أنا والقدس” للمشاركة باحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية. وضمّن بصفحاتها 33 قصيدة كان قد نظمها سابقاً عن القضية خلال مسيرته الأدبية.
عُرف “عيسى” بأنه شاعر الطفل العربي، وضمت المناهج المدرسية عدداً من قصائده، التي حاول من خلالها تثقيفهم، وحمل راية زيادة وعيهم القومي بالقضايا الأساسية التي تصيب العالم العربي.
لعل أبرزها تلك المحفوظة في ذاكرة العديد منا، والتي جاء فيها، «فلسطين داري ودرب انتصاري، تظل بلادي هوى في فؤادي. ولحناً أبياً على شفتيا، وجوه غربية بأرضي السليبة، تبيع ثماري وتحتل داري».
القضية الفلسطينية حاضرة في ذهن “عمر أبو ريشة” في كل مناسبة
ولأن الرابط الفلسطيني السوري أشبه باليقين ولا يحتاج لأدلة وإثباتات، وهب الشاعر “عمر أبو ريشة” ما أمكنه من أبياته الشعرية لصالح قضية فلسطين. وتغنى بذاك البلد المقاوم والصامد بوجه الاحتلال في كل مناسبة قدّم فيها قصائده.
وخلال قصيدته “قيود” أظهر “أبو ريشة” كمية الضرر التي لحقت بالشعب الفلسطيني، وكمية الدعم الإنكليزي للاحتلال الإسرائيلي فيها. ولم تخلُ من الإشارات لاسترداد الحق مهما طال الزمن.
وورد فيها: «والقدسُ ما للقدسِ يخترق الدِّم، أيُّ العصور هوى عليه وليس في عهد الصليبيين لم يبرح له، وشراعُه الآثامُ والأوزار».
وأضاف خلالها «مدّوا الأكف إلى شراذم أمة، ورمَوا بها البلدَ الحرامَ كما رمت، وبنوا لها وطناً وعبق محمد، أين العهود البيض. ترقب فجرَها، ولّت وفي حلق العروبة بُحَّةٌ».
وخاطب “أبو ريشة” خلال نسجه لقصائده فلسطين والشعب الفلسطيني، واستنكر الدنس الذي أصابها بوجود الاحتلال، وتوجيه اللوم للصامتين حيال ما يحصل فيها كما حصل في قصيدة “أمتي”. “عروس المجد”.