هدى محيو
شهدت الأبحاث حول أهمية الأمعاء تطوراً كبيراً في آسيا. ولكن الإهمال الذي نمارسه إزاء هذا العضو المهم من خلال عاداتنا الغذائية السيئة يحمل معه نتائج مؤذية لصحتنا وكذلك لتوازننا العاطفي.. هي حقيقة تعني أن طعامنا هو بحد ذاته المُكوِّن الأساسي لجسدنا ولما نحن عليه.
في كتابه «الطريقة اليابانية للعناية بالأمعاء»، يشرح المؤلف تاكانوري ناغانوما، الذي يعتبر من أشهر الاختصاصيين اليابانيين، كيفية العودة إلى نمط حياة صحي ومفيد. ويبين أنه بالإنكليزية، ثمة قول مشهور هو «أنتَ ما تأكل» الذي يعكس بدوره الواقع، فنحن لسنا سوى ما نأكل. وللأسف كثيراً ما ننسى هذه الحقيقة، وتظن الغالبية بيننا أنه يكفي أن نغيّر تفكيرنا وسلوكنا حتى نغير نمط حياتنا ونبلغ إحساساً بالراحة والرفاه. بيد أن كل شخص يفكر ويعمل عبر قيام خلاياه بوظائفها. وبما أن هذه الأخيرة مؤلفة مما نأكل، فإن قدرتنا على التفكير وعلى العمل تعتمد بالتالي وأولاً على غذائنا.
فماذا يجب أن نأكل؟ أي غذاءٍ هو الذي يمكّن خلايانا من العمل بنشاط تام؟ من أجل الإجابة عن مثل هذه الأسئلة يجب أن نلتفت نحو الأمعاء. ومع تطور العلوم العصبية تبين أن الدماغ، المكوّن بدوره من خلايا عصبية، يحتاج إلى غذاء مناسب إن كنا نريد منه أن يحسِّن أداءه. وهكذا، حين نعامل أمعاءنا باحترام شديد نعطي دماغنا فرصة قصوى حتى يؤدي وظائفه على أكمل وجه. فالدماغ موجود بفضل الأمعاء والغذاء هو مفتاح السر لحياتنا بأسرها.
وكل العمليات التي تحدث في الجسم بعد تناول الطعام تشكل ما يسمى بـ«الاستقلاب»، وهي ظاهرة يعتبر فهمها من أهم الأمور. فحين يعمل الاستقلاب بشكل مثالي، تليه حالة من الراحة والرفاه وهذا ما يقوله هذا الكتاب.
حين تصير أمعاؤنا سلة قمامة...
لنأتِ إلى المهم: ماذا يجب أن نأكل؟ إذا كنا من المهتمين بالأبحاث في مجال عمل الجهاز الهضمي سرعان ما يتبين لنا أن المعارف العامة في مجال الحميات الغذائية في عصرنا تنقصها دقة كبيرة. فمن المؤكد أنكم سمعتم عن السكريات والبروتينات والدهنيات المفترض بها أن تنتج الطاقة، واعتدتم على اعتبار أن التغذية السليمة يجب أن تقدم كميات متوازنة منها. بيد أن هذا المفهوم لا يتفق مع واقع آلية الهضم.
فلنتوقف لحظة أمام البروتينات. لدينا منها مصدران: حيواني ونباتي. يضم الحيواني اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الحليب، ويضم النباتي الحبوب والمنفلقات والأعشاب البحرية... وتُفتَّت البروتينات إلى أحماض أمينية في الأمعاء الدقيقة قبل نقلها نحو الخلايا ومن بين هذه الأحماض الأمينية أنواع لا يستطيع جسمنا توليفها بنفسه وهي الأحماض الأمينية الأساسية التي ينبغي أن نتناول منها خلال وجباتنا. وبما أن البروتينات الحيوانية تحتوي مجمل الأحماض الأمينية الأساسية، اعتمدت الحميات الغذائية حتى مؤخراً المبدأ الخاطئ القائل «إن اللحوم هي أفضل مصدر للبروتينات». وإذا كان من الممكن الدفاع عن هذا الطرح، إلا أنه غير دقيق من الناحية البيولوجية لأنه لا يأخذ بالاعتبار طريقة عمل أعضائنا. فحتى نحدد ما إذا كان غذاء ما مصدراً جيداً للبروتين، يجب أن ندرس الطريقة التي يتم استيعابه في جسمنا وكيفية تحوّله إلى طاقة ليتبين لنا أن اللحوم هي مصدر سيء للبروتين.
والسبب هو أن اللحوم، كما سائر البروتينات الحيوانية، تتفق بشكل سيء مع أمعائنا وهذا لأنها لا تحتوي أي نوع من الألياف. أما الألياف النباتية فهي ليست مغذية بحد ذاتها بما أننا لا نستوعبها بيد أنه لا غنى عنها في آلية الهضم. فأمعاؤنا لا تعمل بشكل مستقل ولكن بالتكامل مع عدد من العناصر الخارجية ومنها الألياف. وعدم تناول الألياف يجبر أمعاءنا على العمل أكثر مما هو ضروري. وفي حال استمرت هذه التغذية غير المتوازنة مع الزمن، ستكون نتائجها على المدى الطويل زيادة سماكة وصلابة جدران الأمعاء فتصاب بحالة من الإرهاق المزمن وتتدهور حالتها بشكل مبكر. وهكذا يصير زمن انتقال الأطعمة والبراز في الأمعاء أطول بكثير مولِّداً سلسلة من الأضرار، من تكاثر البكتيريا المؤذية المتراكمة مع تراكم البراز في الأمعاء، وانتفاخ وغازات ذات رائحة منفِّرة.
من هم حلفاء الأمعاء؟
يجب أن يكون غذاؤنا أولاً مفيداً لأمعائنا، والمنتجات الحيوانية أعداؤها. ويمكن أن نلخص بالقول:
إن كل ما هو من أصل نباتي مفضَّل على كل ما هو من من أصل حيواني.
من بين الأغذية النباتية يفضَّل تناول المنتجات الطبيعية على المنتجات المحوَّلة.
بالنسبة إلى النقطة الأولى، نوصي باختيار الفاصولياء مثلاً بدل اللحمة، فالفاصولياء تقدم كمية أكبر من البروتين مما تقدم اللحمة من دون أن تضرّ بالأمعاء. ومن بين النباتات التي تحتوي كميات أكبر من البروتين لدينا الحمص والعدس والفاصولياء الحمراء وسواها، وكل مشتقات الصويا والأعشاب البحرية وحبوب القرع ودوار الشمس والكتان واللوز والجوز والبندق... والقمح والشعير والأرز ومجمل الفواكه والخضار. وإذا كنت ترغب في تناول المنتجات الحيوانية، لا تنسَ أن السمك أقل ضرراً من لحوم الحيوانات الأرضية المشبعة بالدهون السيئة.
أما في ما خص النقطة الثانية، فمن المهم أن نفهم أنه بقدر ما تكون النباتات غير محوَّلة ستكون أفضل بالنسبة إلى جسمنا، فالأرز لا يشكل الغذاء الأفضل إلا إذا كان كاملاً وكذلك القمح. فالأغذية المحوَّلة قد فقدت أليافها التي من دونها يتم استيعاب السكر الذي تحتويه بسرعة شديدة ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات السكر في الدم.
كيف ننظف أمعاءنا؟
سرعان ما يشعر المرء بالآثار المريحة لغذاء من دون لحوم، مكوَّن فقط من الخضار والحبوب، لكن المسألة لا تقتصر على هذا، فالأمعاء خلال عملها اليومي «تتسخ» وتنقل النفايات المتراكمة فيها نحو الخلايا فتعوق حسن عملها. من هنا نفهم أهمية تنظيف الجهاز الهضمي، أي إخراج ما لا نحتاجه فيه. في السنوات الأخيرة، ظهرت كلمة «ديتوكس» حتى بتنا نسمعها ونراها في كل مكان: من أنظمة حمية «ديتوكس» أو مشروبات «ديتوكس»... وما يجب أن نعرفه أن الديتوكس، أو إزالة السمِّيات أو التوكسين، هو ما يقابل «التغذية» بشكل طبيعي، أي أن ما يدخل عبر الفم، يجب أن يخرج بشكل طبيعي من الطرف الآخر.
أود أساساً أن أحدثكم عن الصيام، وهو لا يعني الامتناع عن الطعام بشكل كامل، وليس هدفه فقدان الوزن ولكن السماح للجهاز الهضمي بالراحة. ووقت الراحة هذا هو علاج حقيقي للأمعاء التي تخرج منشَّطة وجاهزة للعمل بطريقة فعالة.
ومن بين أنواع الصيام، أود أن أقدم لكم ذاك الذي يصفه الدكتور «شينيا» والذي ينقسم إلى أربعة مبادئ هي التالية:
مساء، عدم تناول الطعام بعد الساعة الثامنة.
عند الاستيقاظ، تناول كمية كبيرة من الماء.
صباحاً، تناول فاكهة الموسم.
عدم تناول أي شيء مطبوخ حتى طعام الغداء.
في ما يتعلق بالنقطة الثانية من المفضل شرب المياه المعدنية بحوالي نصف ليتر على مرات عدة في الصباح. لا تشكل الفواكه سوى عبء ضئيل على الأمعاء فمعدلات الأنزيم العالية فيها تسهل استيعابها، وهي تحتوي على كميات من الفيتامينات والمعادن، كما أنها مسهِّل حقيقي للهضم كما للاستيعاب والإخراج. فالجهاز الهضمي يرتاح ويستعيد صحته عند مرورها فيه.
إذا ما اتبعنا هذه الإرشادات، يدوم الصيام حوال 16 ساعة وهذا ما يمثل ثلث اليوم. وبعد كل فترة راحة يستعيد الجهاز الهضمي كامل طاقته ويستطيع أن يعمل على أتم وجه. ولا تعتبر فترات الصيام مفيدة فقط للامعاء بل كذلك للجسم بأسره. ففي السنوات الأخيرة، تركزت الأبحاث الطبية على عمل الخلايا الداخلي ومن بين الاكتشافات الحديثة اكتشاف يخصنا بشكل كبير وهو أن فترات الصيام تمكِّن الخلايا من التخلُّص بفعالية من «النفايات» التي تثقل عليها. والنفايات في الحقيقة هي جزئيات من بروتينات «غير صالحة» لم يتمكن الجسم من توليفها.
ليس من الصعب أن نفهم إلى أي درجة يمكن أن تؤثر صحة أمعائنا السيئة في صحتنا النفسية لتسبب لنا القلق وعدم القدرة على الإنجاز، وإلى أي درجة يعتبر اختيار نوعية طعامنا حاسماً بالنسبة إلى راحتنا النفسية والجسدية.
شهدت الأبحاث حول أهمية الأمعاء تطوراً كبيراً في آسيا. ولكن الإهمال الذي نمارسه إزاء هذا العضو المهم من خلال عاداتنا الغذائية السيئة يحمل معه نتائج مؤذية لصحتنا وكذلك لتوازننا العاطفي.. هي حقيقة تعني أن طعامنا هو بحد ذاته المُكوِّن الأساسي لجسدنا ولما نحن عليه.
في كتابه «الطريقة اليابانية للعناية بالأمعاء»، يشرح المؤلف تاكانوري ناغانوما، الذي يعتبر من أشهر الاختصاصيين اليابانيين، كيفية العودة إلى نمط حياة صحي ومفيد. ويبين أنه بالإنكليزية، ثمة قول مشهور هو «أنتَ ما تأكل» الذي يعكس بدوره الواقع، فنحن لسنا سوى ما نأكل. وللأسف كثيراً ما ننسى هذه الحقيقة، وتظن الغالبية بيننا أنه يكفي أن نغيّر تفكيرنا وسلوكنا حتى نغير نمط حياتنا ونبلغ إحساساً بالراحة والرفاه. بيد أن كل شخص يفكر ويعمل عبر قيام خلاياه بوظائفها. وبما أن هذه الأخيرة مؤلفة مما نأكل، فإن قدرتنا على التفكير وعلى العمل تعتمد بالتالي وأولاً على غذائنا.
فماذا يجب أن نأكل؟ أي غذاءٍ هو الذي يمكّن خلايانا من العمل بنشاط تام؟ من أجل الإجابة عن مثل هذه الأسئلة يجب أن نلتفت نحو الأمعاء. ومع تطور العلوم العصبية تبين أن الدماغ، المكوّن بدوره من خلايا عصبية، يحتاج إلى غذاء مناسب إن كنا نريد منه أن يحسِّن أداءه. وهكذا، حين نعامل أمعاءنا باحترام شديد نعطي دماغنا فرصة قصوى حتى يؤدي وظائفه على أكمل وجه. فالدماغ موجود بفضل الأمعاء والغذاء هو مفتاح السر لحياتنا بأسرها.
وكل العمليات التي تحدث في الجسم بعد تناول الطعام تشكل ما يسمى بـ«الاستقلاب»، وهي ظاهرة يعتبر فهمها من أهم الأمور. فحين يعمل الاستقلاب بشكل مثالي، تليه حالة من الراحة والرفاه وهذا ما يقوله هذا الكتاب.
حين تصير أمعاؤنا سلة قمامة...
لنأتِ إلى المهم: ماذا يجب أن نأكل؟ إذا كنا من المهتمين بالأبحاث في مجال عمل الجهاز الهضمي سرعان ما يتبين لنا أن المعارف العامة في مجال الحميات الغذائية في عصرنا تنقصها دقة كبيرة. فمن المؤكد أنكم سمعتم عن السكريات والبروتينات والدهنيات المفترض بها أن تنتج الطاقة، واعتدتم على اعتبار أن التغذية السليمة يجب أن تقدم كميات متوازنة منها. بيد أن هذا المفهوم لا يتفق مع واقع آلية الهضم.
فلنتوقف لحظة أمام البروتينات. لدينا منها مصدران: حيواني ونباتي. يضم الحيواني اللحوم والأسماك والبيض ومشتقات الحليب، ويضم النباتي الحبوب والمنفلقات والأعشاب البحرية... وتُفتَّت البروتينات إلى أحماض أمينية في الأمعاء الدقيقة قبل نقلها نحو الخلايا ومن بين هذه الأحماض الأمينية أنواع لا يستطيع جسمنا توليفها بنفسه وهي الأحماض الأمينية الأساسية التي ينبغي أن نتناول منها خلال وجباتنا. وبما أن البروتينات الحيوانية تحتوي مجمل الأحماض الأمينية الأساسية، اعتمدت الحميات الغذائية حتى مؤخراً المبدأ الخاطئ القائل «إن اللحوم هي أفضل مصدر للبروتينات». وإذا كان من الممكن الدفاع عن هذا الطرح، إلا أنه غير دقيق من الناحية البيولوجية لأنه لا يأخذ بالاعتبار طريقة عمل أعضائنا. فحتى نحدد ما إذا كان غذاء ما مصدراً جيداً للبروتين، يجب أن ندرس الطريقة التي يتم استيعابه في جسمنا وكيفية تحوّله إلى طاقة ليتبين لنا أن اللحوم هي مصدر سيء للبروتين.
والسبب هو أن اللحوم، كما سائر البروتينات الحيوانية، تتفق بشكل سيء مع أمعائنا وهذا لأنها لا تحتوي أي نوع من الألياف. أما الألياف النباتية فهي ليست مغذية بحد ذاتها بما أننا لا نستوعبها بيد أنه لا غنى عنها في آلية الهضم. فأمعاؤنا لا تعمل بشكل مستقل ولكن بالتكامل مع عدد من العناصر الخارجية ومنها الألياف. وعدم تناول الألياف يجبر أمعاءنا على العمل أكثر مما هو ضروري. وفي حال استمرت هذه التغذية غير المتوازنة مع الزمن، ستكون نتائجها على المدى الطويل زيادة سماكة وصلابة جدران الأمعاء فتصاب بحالة من الإرهاق المزمن وتتدهور حالتها بشكل مبكر. وهكذا يصير زمن انتقال الأطعمة والبراز في الأمعاء أطول بكثير مولِّداً سلسلة من الأضرار، من تكاثر البكتيريا المؤذية المتراكمة مع تراكم البراز في الأمعاء، وانتفاخ وغازات ذات رائحة منفِّرة.
من هم حلفاء الأمعاء؟
يجب أن يكون غذاؤنا أولاً مفيداً لأمعائنا، والمنتجات الحيوانية أعداؤها. ويمكن أن نلخص بالقول:
إن كل ما هو من أصل نباتي مفضَّل على كل ما هو من من أصل حيواني.
من بين الأغذية النباتية يفضَّل تناول المنتجات الطبيعية على المنتجات المحوَّلة.
بالنسبة إلى النقطة الأولى، نوصي باختيار الفاصولياء مثلاً بدل اللحمة، فالفاصولياء تقدم كمية أكبر من البروتين مما تقدم اللحمة من دون أن تضرّ بالأمعاء. ومن بين النباتات التي تحتوي كميات أكبر من البروتين لدينا الحمص والعدس والفاصولياء الحمراء وسواها، وكل مشتقات الصويا والأعشاب البحرية وحبوب القرع ودوار الشمس والكتان واللوز والجوز والبندق... والقمح والشعير والأرز ومجمل الفواكه والخضار. وإذا كنت ترغب في تناول المنتجات الحيوانية، لا تنسَ أن السمك أقل ضرراً من لحوم الحيوانات الأرضية المشبعة بالدهون السيئة.
أما في ما خص النقطة الثانية، فمن المهم أن نفهم أنه بقدر ما تكون النباتات غير محوَّلة ستكون أفضل بالنسبة إلى جسمنا، فالأرز لا يشكل الغذاء الأفضل إلا إذا كان كاملاً وكذلك القمح. فالأغذية المحوَّلة قد فقدت أليافها التي من دونها يتم استيعاب السكر الذي تحتويه بسرعة شديدة ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات السكر في الدم.
كيف ننظف أمعاءنا؟
سرعان ما يشعر المرء بالآثار المريحة لغذاء من دون لحوم، مكوَّن فقط من الخضار والحبوب، لكن المسألة لا تقتصر على هذا، فالأمعاء خلال عملها اليومي «تتسخ» وتنقل النفايات المتراكمة فيها نحو الخلايا فتعوق حسن عملها. من هنا نفهم أهمية تنظيف الجهاز الهضمي، أي إخراج ما لا نحتاجه فيه. في السنوات الأخيرة، ظهرت كلمة «ديتوكس» حتى بتنا نسمعها ونراها في كل مكان: من أنظمة حمية «ديتوكس» أو مشروبات «ديتوكس»... وما يجب أن نعرفه أن الديتوكس، أو إزالة السمِّيات أو التوكسين، هو ما يقابل «التغذية» بشكل طبيعي، أي أن ما يدخل عبر الفم، يجب أن يخرج بشكل طبيعي من الطرف الآخر.
أود أساساً أن أحدثكم عن الصيام، وهو لا يعني الامتناع عن الطعام بشكل كامل، وليس هدفه فقدان الوزن ولكن السماح للجهاز الهضمي بالراحة. ووقت الراحة هذا هو علاج حقيقي للأمعاء التي تخرج منشَّطة وجاهزة للعمل بطريقة فعالة.
ومن بين أنواع الصيام، أود أن أقدم لكم ذاك الذي يصفه الدكتور «شينيا» والذي ينقسم إلى أربعة مبادئ هي التالية:
مساء، عدم تناول الطعام بعد الساعة الثامنة.
عند الاستيقاظ، تناول كمية كبيرة من الماء.
صباحاً، تناول فاكهة الموسم.
عدم تناول أي شيء مطبوخ حتى طعام الغداء.
في ما يتعلق بالنقطة الثانية من المفضل شرب المياه المعدنية بحوالي نصف ليتر على مرات عدة في الصباح. لا تشكل الفواكه سوى عبء ضئيل على الأمعاء فمعدلات الأنزيم العالية فيها تسهل استيعابها، وهي تحتوي على كميات من الفيتامينات والمعادن، كما أنها مسهِّل حقيقي للهضم كما للاستيعاب والإخراج. فالجهاز الهضمي يرتاح ويستعيد صحته عند مرورها فيه.
إذا ما اتبعنا هذه الإرشادات، يدوم الصيام حوال 16 ساعة وهذا ما يمثل ثلث اليوم. وبعد كل فترة راحة يستعيد الجهاز الهضمي كامل طاقته ويستطيع أن يعمل على أتم وجه. ولا تعتبر فترات الصيام مفيدة فقط للامعاء بل كذلك للجسم بأسره. ففي السنوات الأخيرة، تركزت الأبحاث الطبية على عمل الخلايا الداخلي ومن بين الاكتشافات الحديثة اكتشاف يخصنا بشكل كبير وهو أن فترات الصيام تمكِّن الخلايا من التخلُّص بفعالية من «النفايات» التي تثقل عليها. والنفايات في الحقيقة هي جزئيات من بروتينات «غير صالحة» لم يتمكن الجسم من توليفها.
ليس من الصعب أن نفهم إلى أي درجة يمكن أن تؤثر صحة أمعائنا السيئة في صحتنا النفسية لتسبب لنا القلق وعدم القدرة على الإنجاز، وإلى أي درجة يعتبر اختيار نوعية طعامنا حاسماً بالنسبة إلى راحتنا النفسية والجسدية.