تويت
أحدث أفلام 2023
گــــولــــدا Golda
في 6 أكتوبر 1973 فوجئت إسرائيل بهجوم لم يكن في حسبان قادتها ، حين كانت " گولدا مائير " ( 1898 ــ 1978 ) رئيسة الوزراء الإسرائيلية الرابعة . ذلك الهجوم الذي شنه الجيش المصري ، من دون مقدمات ، ولكن بإعداد مدروس و متقن ، لم يربك إسرائيل فحسب ، بل وضع العالم على شفير الهاوية . لكن إسرائيل كانت على علم بأن مصر تحشد جيوشها غير أنها لم تكن تعلم متى ستكون ساعة الصفر ، و الواقع إن القادة الإسرائيليين اعتبروا أن ما ستقوم به القوات المصرية سيكون مجرد مناورات ، و قد لعب الجاسوس المصري المزدوج " أشرف مروان " ( 1944 ـــ 2007 ) دوراً في تضليل إسرائيل حين أخبرها بأن الهجوم سيكون ( قبل المساء ) دون تحديد الساعة و لا الجبهة ، فإذا بالجيش المصري يعبر قناة السويس في الساعة الثانية بعد الظهر ــ وفق خطة مُحكمة و تدريب مُتقن ــ و ليتجاوز ( خط بارليف ) الذي كانت إسرائيل تحتمي به من جهة مصر ، و في الوقت ذاته فتحت سوريا جبهة أخرى ضد إسرائيل ... بالتوقيت مع مصر .
و في 6 أكتوبر 2023 ، صدر الفيلم الأمريكي ( گولدا Golda ) بمناسبة مرور خمسين عاماً على حرب أكتوبر 1973 . و هو من إخراج " جاي ناتيف " المولود في تل أبيب عام 1973 " ، فيما كتب سيناريو الفيلم " نيكولاس مارتن " .
يُفترض أن يتناول الفيلمُ السيرة الذاتية لرئيسة الوزراء الإسرائيلية " گولدا مائير " ولكنه لم يتناول سوى مقطع قصير من هذه السيرة ، يبدأ من اليوم الذي سبق الهجوم المصري على إسرائيل في ما يُعرف بإسم ( حرب أكتوبر ) ، و قد بدت " مائير " مرتبكة في إدارة الحرب ، متخبطة في قراراتها التي يُفترض أن تكون قراراتٍ مصيرية حاسمة ، على الرغم من أنها كانت تُلقب بـــ ( سيدة إسرائيل الحديدية ) ، لذا فإن الفيلم يبدأ بمشهد يتعلق بمسائلة " مائير " عن قراراتها . فيقتصر الفيلم على فترة هذه الحرب التي انتهت بمعاهدة السلام بين مصر و إسرائيل في عهد الرئيس المصري " محمد أنور السادات " .
و تقول " گولدا مائير " في مطلع كتابها ( حياتي ) : ( ليس أشق على نفسي من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973 ) . و تضيف : ( .. و لن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية ، فهذا أمر أتركه للآخرين .. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة و كابوس عشته بنفسي .. وسيظل باقياً معي على الدوام ) .
أسند المخرج " جاي ناتيف " دور " گولدا مائير " الى الممثلة البريطانية البارعة " هيلين ميرين " الحاصلة على جائزة الأوسكار ، و كالعادة قدمت أداءً رائعاً ، و قد كان للماكياج دور فائق في تقريب صورة " مائير " ، ولكن ثمة أصوات ظهرت ــ و في مقدمتها الممثلة البريطانية " مورين ليبمان " ــ معترضةً على اختيار " ميرين " لهذا الدور كونها غير يهودية ، و هو في حقيقته اعتراض غير منطقي و بالتالي غير مقبول . لكن مواقع تقييم الأفلام لم تمنح الفيلم درجة أعلى من 53% ، و رأى بعض النقاد أنه ( مجرد درس في التاريخ ) .