الطفل الباكى .. ! عام 1969 كان برونو أماديو على وشك الانتهاء من رسم إحدى لوحاته عندما سمع في الشارع صوت بكاء متقطع. وعندما نظر رأى صبيا يرتدي ملابس بالية وهو يجلس خارج حانة قريبة ويبكي. نادى الرسام على الصبي وسأله عن المشكلة، فنظر إليه بصمت وكان ما يزال يبكي.
أماديو الذي أخذته الشفقة على الصبي اصطحبه إلى مرسمه وأطعمه ثم رسم له بورتريهاً.
وقد زار الرسام الطفل بعد ذلك مرارا فى دار الايتام ورسم له بورتريهات عديدة يقال إن عددها ٢٨ بورترية . وطوال تلك الزيارات لم يتوقّف الصبي عن البكاء كما لم يتفوه بكلمة.
وبعد وقت قصير من لقائه الأول مع الصبي، زار الرسام في بيته كاهن محلي كان في حالة ارتباك واضح. كان الكاهن قد رأى الصورة التي رسمها الفنان للصبي واخبره أن اسم الطفل هو بونيللو وانه هرب ليهيم على وجهه في الشوارع بعد أن رأى والده يتفحم حتى الموت عندما التهم حريق بيتهم. وقد نصح الكاهن الرسام بأن لا يفعل المزيد من أجل الصبي لأنه أينما ذهب كانت النار تشب في إثره. ارتعب أماديو من حقيقة أن رجلا متدينا ينصحه بأن يدير ظهره لصبي يتيم وضعيف. وفي النهاية تجاهل الرسام نصيحة الكاهن وبادر إلى زيارة دار الايتام التى بها الطفل ورسم له ولغيره من الأطفال لوحات وبعد ذلك تبني الرسام الصبي .. بيعت نسخ كثيرة من البورتريه على نطاق واسع وكبير في طول وعرض أوروبا وأصبح الرسام ثريا جدا. ويقال أن الرسام والصبي عاشا حياة مريحة بفضل نجاح اللوحة. واستمر كل شيء على ما يرام إلى أن عاد الرسام إلى بيته ذات يوم ليفاجأ بأن بيته ومرسمه احترقا عن آخرهما وسويا بالأرض. ونتيجة لذلك تدمرت حياة الفنان ثم لم تلبث أصابع الاتهام أن وجهت إلى الصبي بونيللو الذي اتهمه الرسام بإشعال حريق متعمد في بيته. غير أن الصبي هرب من البيت ولم يره أحد بعد ذلك أبدا. أماديو نفسه لم يسمع عن الصبي ثانية
يذكر أن دار الايتام التى كانت تأوى الطفل احترقت وبقيت نسخة الطفل الباكى سليمه ..
و في أحد الأيام من عام 1976 تناقلت الأخبار نبأ حادث سيارة رهيب وقع في أحد ضواحي برشلونة. داخل الحطام احترقت جثة السائق وتشوهت لدرجة انه كان من الصعب التعرف على هويته. غير انه أمكن استنقاذ جزء من رخصة قيادته وتبين أن السائق كان شابا يبلغ من العمر تسعة عشر عاما وكان اسمه دون بونيللو. وبعد مرور فترة قصيرة على الحادث تواترت تقارير صحفية عديدة عن حوادث اشتعال نار غريبة في العديد من أنحاء أوروبا ..
والغريب فى الأمر هو نجاة اللوحات ال ٢٨ من كل حوادث الحريق حيث يحترق المكان وتبقى اللوحه ..!
ويقال إن السبب في نجاة اللوحات من حوادث الحريق هو أنها صنعت من ألواح مضغوطة وهي مادة يتفق معظم خبراء الحرائق على صعوبة اشتعالها، مع أن ذلك ليس بالأمر المستحيل تماما. إذن، أمكن إثبات أن الصور يمكن أن تحترق، لكن بصعوبة. وبالنتيجة، أصبح ممكنا تفسير وجود بعض الصور سليمة في مسرح الحريق .
في 4 سبتمبر 1985 نشرت صحيفة ذا صن البريطانية بأن هناك رجل إطفاء يدعي أن نسخاً غير محترقة كانت توجد في عدد كبير من البيوت المحترقة. وأكمل بأنه ليس هناك رجل إطفاء يسمح بدخول هذه اللوحة إلى منزله. وفي الشهور اللاحقة قامت صحيفة الصن وعدد آخر من الصحف بنشر سلسلة من التحقيقات حول أناس كان يمتلكون اللوحة وتعرضوا لاحتراق منازلهم ..