كوارث الحرب (سلسلة)
من ويكيبيديا
كوارث الحرب (بالأسبانية:Los Desastres de la Guerra)، هي سلسلة من اثنين وثمانين [a 1] نقشاً انتجهم الفنان الأسبانى فرانثيسكو غويا(1810-1820). على الرغم من أن غويا لم يعلن عن نواياه من هذه النقوش إلا أن المؤرخين يعرضوهم على أنهم احتجاج مرئى ضد العنف عام (1808). انتفاضة 2 مايو، اللاحقة لحرب شبه الجزيرة الأيبيرية (1808-1814) ونكسة القضية الليبرالية بعد استعادة النظام الملكى (استعادة بوربون) 1814. خلال الصراع بين الأمبراطورية الفرنسية الأولى بقيادة نابليون الأول وإسبانيا أصبح منصب غويا كرسام البلاط الملكى الأول للمملكة الإسبانية واستمر في رسم الصور الشخصية لقادة وحكام إسبانيا وفرنسا.[2] على الرغم من أن غويا قد تأثر تأثيراً عميقاً بالحرب قد احتفظ بأفكاره الشخصية بأعماله الفنية كرد على الصراع وتوابعه.[3] تدهورت صحته وفقد معظم صمعه في سن الاثنين وستين عندما بدأ العمل على النقوش. لم يتم نشرها حتى عام 1863 أى بعد 35 عام من وفاته. فمن المرجح أن ذلك يعد اعتبرها آمنه سياسياً كسلسلة من الأعمال الفنية التي تنتقد كلاً من الأمبراطورية الفرنسية الأولى واستعادة البوربون.[4] لقد تم طبع أكثر من الآف النسخ من السلسلة ثم نسخ اخرى أقل جودة لاحقاً، ومعظم مجموعات غرف الطباعة تحتوى على بعض من هذه النقوش على الأقل .
الاسم الذي يطلق على السلسلة اليوم ليس من اختيار غويا. العنوان المكتوب بخط يده على ألبوم من البراهين إلى صديقه هو: عواقب وخيمة للحرب الأسبانية الدامية مع بونابرت، وغيرها من الأهواء المؤكدة. (بالإسبانية: Fatales consequencias de la sangrienta guerra en España con Buonaparte, Y otros caprichos enfáticos). [5] وبصرف النظر عن العناوين أو التسميات المعطاة لكل نقش منهم، هذه هي الكلمات الوحيدة المعروفة لغوياً على سلسلة النقش. مع هذه الأعمال إنه يكسر عدد من تقاليد الفن التصويرى. غويا يرفض معظم الفن السابق للبطولات المنمقة للحرب الأسبانية ليظهر تأثير الصراع على حياة الأفراد. بالإضافة إلى ذلك تخلى عن استخدام الألوان من أجل عكس الصورة بشكل أكثر صراحة وبطريقة مباشرة التي وجدها في استخدام الظل والنور.
تم إنتاج سلسلة النقش بإستخدام مجموعة متنوعة من تقنيات طباعة النقش الغائر. في الدرجة الأولى استخدام التنميش والخط المائى واستخدام الكلشيهات أيضاً. كما هو الحال مع العديد من مطبوعات غويا الأخرى يشار إليها أحياناً بالمائية، ولكن في الأغلب يشار إليها بالختوم. تعتبر السلسلة في الغالب ثلاث مجموعات والتي تعكس على نطاق واسع ترتيب إنشائها. أول 47 نقش يركزوا على الأحداث من بداية الحرب وتظهر عواقب الصراع على الجنود والمدنيين. السلسلة الوسطى (النقوش من 48 إلى 64) تسجل آثار المجاعة التي ضربت مدريد (1811-1812) قبل تحررها من فرنسا. آخر 17 نقش تعكس خيبة أمل الليبراليين المريرة بعد استعادة البوربون، بتشجيع من التسلسل الهرمي الكاثوليكي، رافضين جمعية كتابة الدستور الإسبانى 1812 معارضين كلاً من الدولة والإصلاح الدينى. منذ نشرهم لأول مرة قد وصفت مشاهد غويا للأعمال الوحشية والمجاعات والإهانة والإذلال "الازدهار الهائل للغضب" [6] فضلاً عن "عمل من الذاكرة لا يعرف الصفح".[7] التسلسل الطبيعى الذي تكشف عنه اللوحات قد يؤدى البعض لرؤية الصورة متشابهه في طبيعتها للتصوير الفوتوغرافى.[8]