القصيدة Al-Qasida وحدة شعرية متكاملة فنيا،مؤلفة من أبيات متماثلة تحوي موضوعاً أو أكثر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القصيدة Al-Qasida وحدة شعرية متكاملة فنيا،مؤلفة من أبيات متماثلة تحوي موضوعاً أو أكثر

    القصيدة

    القصيدة وحدة شعرية متكاملة فنيا، مؤلفة من أبيات متماثلة، تحوي موضوعاً أو أكثر، يريد الشاعر منها إيصال رسالة ما إلى الناس.
    وجاءت التسمية عند أهل اللغة من «القصيد»، وهو الشعر الذي تمّ شطر أبياته، سُمّي بذلك لكماله وصحة وزنه؛ ولأنه قُصد واعتُمد... وطال وتوفر، وصار مُراداً مقصوداً، احتفل له قائله، فنقّحه باللفظ الحسن، والمعنى المختار، واجتهد في تجويده.
    وقد وصلتنا القصيدة العربية كاملة تامّة بعد أن قطعت مراحل طويلة مجهولة من التطور حتى غدت ذات قواعد وأصول واضحة في لغتها ووزنها ونهجها وطرائق أدائها، واقتفى فيها الشعراء اللاحقون أثر الشعراء السابقين في الموضوعات والمعاني والألفاظ ونظام البناء، وخاصة في المطوّلات التي استقرت تقاليدها الفنية، فوصفت بالحوليات والمنقحات والمحكمات، ووصف الشعراء بمهارتهم في بنائها، مثل المهلهل والمحبّر والمرقش والفحل والنابغة، فكان الشعراء القدامى يهتمون بنظم قصائدهم، ويتأنون في بنائها، ولم يكونوا ينظمونها دفعة واحدة، وربما أخذت من بعضهم حولاً كاملاً.
    أما حدّ القصيدة فيأتي من جوانب عدة، أولها الحد العددي لأبيات القصيدة، فقد حدّها بعضهم بثلاثة أبيات، وذهب آخرون إلى أن ما كان على ثلاثة أبيات أو عشرة أو خمسة عشر يُسمى قطعة، فأما ما زاد على ذلك فتسميه العرب القصيدة، وقال غيرهم: إن الأبيات إذا بلغت سبعة فهي قصيدة.. ومن الناس من لا يعد القصيدة إلا ما بلغ العشرة وجاوزها ولو ببيت واحد، ورأى آخرون أن القصيدة هي التي تبلغ أربعين بيتاً وقد تزيد إلى مئة وقد تنقص إلى عشرة.
    وثانيها حدّ الوزن الذي تباينوا في رسمه، فقال بعضهم: القصيد من الشعر ما تمّ من الطويل والبسيط والكامل والمديد والوافر والرجز والخفيف، وأخرجوا منه ما دون ذلك، أو ما اضطرب بناؤه، مثل الرمل والرجز والهزج، وأدخل بعضهم هذه الأوزان ضمن القصيد؛ ولذلك قالوا : الشاعر إذا قطع وقصّد ورجّز فهو الكامل.
    وثالثها وحدة الوزن والقافية، وأضافوا إلى ذلك كله القصد والنية، لتأتي القصيدة عملاً فنياً، أراده صاحبه ممتعاً مفيداً.
    وللقصيدة الشعرية سمات معروفة، منها الالتزام بعمود الشعر الذي حدد مقومات الإجادة في الأداء الشعري من تخيّر الوزن واللفظ والسبك والتصوير والمعاني ومنها منهج القصيدة في بنائها على مقدمة أو مطلع جيد يثير الانتباه، وخروج أو انتقال من المقدمات إلى الغرض، لا يُشعر بالانقطاع، ونهاية يجب أن تكون محكمة لايمكن الزيادة عليها، وإلا ظلّ الكلام مبتوراً، وترتيبها على ذكر الأطلال والغزل ووصف الرحلة والموضوع الأساس مع انسجام أجزائها وتلاحمها، ومنها استقلالية البيت المعنوية والموسيقية، وقد قالوا: البيت من الشعر كالبيت من الأبنية، قراره الطبع، وسَمْكه الرواية، ودعائمه العلم، وبابه الدربة، وساكنه المعنى، وبذلك تتألف القصيدة من وحدات موسيقية معنوية تتآلف معاً؛ لتؤلف منظومة موحدة موسيقيا ومعنوياً.
    وقد تطورت القصيدة العربية، وتلونت عبر العصور، وإن حافظت على شكلها الأساس، فلم تعد تحمل موضوعات مختلفة، وربما اقتصرت على موضوع واحد، ولم تحتفظ بمقدماتها المعروفة، فاستعيض منها بذكر الخمر أو الحكمة أو وصف الطبيعة، وقد تختفي المقدمات تماماً، وصارت القصيدة أكثر تماسكاً في ائتلاف أجزائها، وأكثر تنوعاً في أوزانها، ودخلتها أوزان جديدة، منها ما هو مشتق من الأوزان المعروفة، ومنها ما هو جديد عليها، وبُنيت على شكل الرباعيات والمزدوجات، وطرأ عليها الموشح وبعض الفنون الأخرى، المعربة والملحونة، حتى إذا وصلت إلى العصر الحديث، زاحمتها القصيدة الجديدة المحدثة المختلفة في ترتيبها وأوزانها وطرائق أدائها، فصار للقصيدة العربية صور كثيرة وأشكال متباينة.
    محمود سالم محمد
يعمل...
X