هل عرفنا ماهيّة دوّامات الغاز المستعرة حول الثقوب السوداء الهائلة؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل عرفنا ماهيّة دوّامات الغاز المستعرة حول الثقوب السوداء الهائلة؟

    هنالك عواصفُ غازيّة، ومتموّجة، وجهنميّة، باردةٌ وساخنة تدور حول الثقوب السوداء الهائلة في الكون. لكنّ العلماء الذين اكتشفوا تلك العواصف كانوا سيفضّلون أن تدعوها «نوافير».


    هذا مختلفٌ عن «كعكة الدونتس»، وهو المصطلح الّذي استخدمه الباحثون سابقًا لوصف الكتل المتّقدة.

    لكنّ بحثًا نشر في 30 تشرين الأوّل في مجلّة (ذي أستروفيزيكال جورنال – The (Astrophysical Journal يكشف أنّ نموذج كعكة الدونتس لوصف الكتل المتدفّقة حول الثقوب السوداء ربّما كان مفرطًا في التبسيط.
    قبل عقدين من الزمن، لاحظ الباحثون أنّ الثقوب السوداء الوحشيّة في مراكز المجرّات تميل إلى أن تكون محجوبةً بسحابات المادّة، وهي مادّةٌ لا تهوي في الثقوب السوداء وإنّما تدور بالقرب منها.


    لكن لم يتمكّن الفلكيّون من الحصول على نظرةٍ واضحة إلى تلك السحب.

    وإنّما كانوا قادرين على محاكاة التيّارات حول الثقوب السوداء كما في هذا المثال الذي نشر في (The Astrophysical Journal Letters) في عام 2002، واستخلصوا أنّ تلك السحب كانت غازًا – على شكل كعكة الدونتس – يهوي نحو الثقب الأسود؛ ويسخن عند الاقتراب فيرتدّ بعيدًا، ثمّ لا يلبث حتّى يهوي فيه مجدّدًا.

    لكن هناك مناظير (تيليسكوبات) أفضل الآن، تنتج صورًا أفضل لتلك السحب. وتبيّن أنّ الوضع أكثر تعقيدًا ممّا كان يعتقد سابقًا.
    اتّضح أنّ سحب المادّة المحيطة بالثقوب السوداء تشابه بشكلٍ أقرب، أكثر من أيّ شيءٍ آخر، النوافير مثل هذه، مع حلقاتٍ من المياه الّتي تشكّل أقواسًا محيطةً بالأعمدة الداخليّة للمادّة الّتي تطلق مباشرةً في الهواء.


    عندما وجّه علماء الفلك العدسة فائقة الدقّة لمرصد أتاكاما لارج مليميتر أرّاي -Atacama Large Millimeter Array (ALMA) إلى الثقب الأسود الهائل في مجرّة (سيركينوس – Circinus)، والّتي تبعد 14 مليون سنةٍ ضوئيّةٍ عن الأرض باتجاه كوكبة سيركينوس الجنوبيّة، تمكّنوا من مراقبة السحابة حول الثقب الأسود بتفاصيل غير مسبوقة.
    أظهرت المشاهدات أنّ تيّارًا مستمرًا من الغاز البارد نسبيًّا يهوي نحو الثقب الأسود، ويسخّن البعض منه بشكلٍ فائق ثمّ يطرح بعيدًا عن الثقوب السوداء إلى الفضاء.


    بعضٌ من هذا الغاز، الذي ما يزال في قبضة جاذبيّة الثقب الأسود، ينحني حول الثقب الأسود مجدّدًا، ويعيد دخول مجرى السقوط. وبعضٌ من هذا الغاز يطلق في خطوط مستقيمة أو قليلة الاستقامة نحو الفضاء. هذه الفوضى كلّها أقلّ تنظيمًا بكثير من النافورة، لكن القياس منطقيّ.

    كذلك، وفقًا للبحث، يبدو قرص المادّة الدورانيّة كثيفًا كما هو لأنّه أثناء دنوّه من الثقب الأسود ينزع من الجزيئات، وتبقى ذرّاتٌ مجرّدة؛ ترتدّ تلك الذرّات الأخفّ وزنًا بعيدًا نحو الفضاء، ما يؤدّي لإنشاء قرصٍ أثخن.
يعمل...
X