دراسة لمبنى نموذجي من العهد المملوكي
_ المدرسة الجقمقية في دمشق _
تاريخ المدرسة : تعتبر المدرسة الجقمقية من أجمل مدارس العهد ، تقع إلى جوار الجامع الأموي، قريباً من بابه الشمالي . أنشأها الأمير سيف الدين جقمق نائب السلطنة في دمشق (۱) لتكون خانقاها وتربة له ولوالدته . اكتمل بناؤها سنة ٨٢٤ / ١٤٢١ كما نصت الكتابة المنقوشة على الباب والواجهة . وقد أوقف عليها جقمق أوقافاً كثيرة منها السوق الذي سمي باسمه ، وما يزال الخان الكائن في سوق مدحة باشا يحمل اسمه وقد عني جقمق قبل مقتله بالمدرسة فعين لها المدرسين وزينها بالقناديل المكفتة وبأنواع البسط الثمينة وتذكر المصادر بأن المدرسة نهبت عند مقتله وأخذت أوقافها . ولكنها ظلت مفتوحة للتدريس حتى عصرنا . وتوقفت عن العمل حين دمرتها قنبلة من طائرة مغيرة خلال الحرب العالمية الثانية ( عام ١٩٤١ ) . وقد تولت المديرية العامة للاثار والمتاحف ترميمها والانفاق عليها إلى أن عادت إلى حالتها الأولى (۲) فاستخدمتها مقر المتحف الخط العربي .
تخطيط المدرسة وهندستها : المدرسة صغيرة الحجم ، لها شكل شبه مربع أطواله ( ۱۸ × ١٦ ) متراً . ويتألف مخططها من مدخل مؤلف من باب ودهليز منكسر يفضي إلى صحن المدرسة وهو مسقوف تحيط به أربعة أو اوين وتربة تحتل الزاوية الشمالية الشرقية (انظر المخطط رقم (۲۷) ولها واجهتان جميلتان على الطريق، احداهما شمالية والثانية شرقية، يبلغ ارتفاعهما مقدار ٥,٩۰ متراً ، فتحت فيهما شبابيك في القسم السفلي وطاقات صغيرة في الاعلى ، بعضها مستدير وبعضها مستطيل بقوس مدبب . ويجمل الواجهة مداميكها الملونة باللونين الأسود والأصفر بالتناوب وشريط ملون من الحجارة المتداخلة ، ثم شريط الكتابة الذي يحتل مدماكين والمنقوش بخط من النوع الثلث جميل ، نافر ، مذهب، ويتضمن النص آية قرآنية تليها الكتابة التاريخية . نرى من الضروري أن نورد نصها بالتفصيل لاعطاء فكرة عن أسلوب الكتابة على المباني في هذا العهد : . أنشأ هذه الخانقاه والتربة المباركة المقر الاشرف العالي المولوي الاميري الكبيري العالمي المهدي العابدي الهاشمي الناسكي الزعيمي المقدمي الذخري الظهيري السيفي عز الاسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين سيف أمير المؤمنين جقمق الدوادار المؤيدي كافل الممالك الشامية المحروسة ضاعف الله له الثواب وغفر له ولوالديه ولأحبابه يوم الحساب بمباشرة الجناب السيفي تغري ورمش في شهور سنة أربع وعشرين وثمانمائة » .
هذا ، وفي أعلى الواجهتين شريط زخر في آخر يتألف من سلسلة من المحاريب ثم تأتي الشرافات وهي على شكل المشربيات ، وقد جعلت كذلك ملونة بالتناوب أسود وأبيض ، لتضفي مزيداً من الجمال على المنظر العام للمبنى .
وهناك في الواجهة الشرقية شباك ضمن محراب تعلوه مقرنصات وحلية معمارية تتألف من خيوط هندسية متداخلة من ألوان عديدة (الصورة رقم ٧٦ ) .
وفوق الشباكين الآخرين حلية أخرى تؤلف دائرة نزلت فيها مشربيات من الحجر ، ملونة بالتناوب أبيض وأسود ويتوسط الدائرة رنك الامير جقمق المؤلف من ثلاثة حقول ، في العلوي دواة وفي الأوسط كأس كبير عليه كأسان صغيران و في الحقل السفلي كأس أصغر ( انظر الشكل رقم ۲۸ ) .
ويلاحظ بأن الزاوية الحاصلة من التقاء الواجهتين معدومة في القسم السفلي من البناء ، فهي مقطوعة وتقوم المقرنصات بحل مشكلة الانتقال بين القسمين العلوي والسفلي .
الباب والمدخل : يقع الباب في طرف الواجهة الشمالية ، وهو عبارة عن ايوان مزود بمكسلتين ( مقعدين حجريين على جانبي الباب ) مسقوف بعقد من المقرنصات تنتهي بصدفة ، وفي صدر . الأيوان فتحة الباب وهي ذات اطار مستطيل مقولب . يعلوه قوس عاتق مؤلف من حجارة مفصصة متداخلة ذات لونين أسود وأبيض بالتناوب . ويعلو ذلك شريط من الزخارف، وآخر نقشت عليه الكتابة التاريخية، على طول الواجهة . ويلي الباب دهليز مؤلف من غرفة صغيرة مربعة مسقوفة بعقد متقاطع يستند في الزوايا على ( كوابيل ) من حجارة بارزة . وتتوسط العقد قبة صغيرة صدفية ضمن اطار مثمن الاضلاع والغرفة المذكورة مزودة بشباك يطل نحو الخارج، وآخر يطل إلى الداخل ، وباب ينفذ إلى الصحن . الصحن : أما المدرسة فهو صغير ، كأصغر ماتكون عليه داحات المدارس والجوامع والمباني الأخرى وهو مربع الشكل تقريباً (١٣×١٤ متراً ) تتوسطه بركة ذات ثمانية أضلاع متقنة البناء وأرضه مبلطة بحجارة ملونة ورخام مزخرفة بأشكال هندسية . والصحن مسقوف ولكن بطريقة جديدة، لا يوجد ما يشبهها في مباني العهود السابقة ، فهو سقف مستو من الخشب ، يرتفع فوق مستوى سقوف الأواوين وقد سمحت هذه الزيادة بفتح نوافذ تمد الصحن بالنور . وهي أربعة في كل جهة .
_ المدرسة الجقمقية في دمشق _
تاريخ المدرسة : تعتبر المدرسة الجقمقية من أجمل مدارس العهد ، تقع إلى جوار الجامع الأموي، قريباً من بابه الشمالي . أنشأها الأمير سيف الدين جقمق نائب السلطنة في دمشق (۱) لتكون خانقاها وتربة له ولوالدته . اكتمل بناؤها سنة ٨٢٤ / ١٤٢١ كما نصت الكتابة المنقوشة على الباب والواجهة . وقد أوقف عليها جقمق أوقافاً كثيرة منها السوق الذي سمي باسمه ، وما يزال الخان الكائن في سوق مدحة باشا يحمل اسمه وقد عني جقمق قبل مقتله بالمدرسة فعين لها المدرسين وزينها بالقناديل المكفتة وبأنواع البسط الثمينة وتذكر المصادر بأن المدرسة نهبت عند مقتله وأخذت أوقافها . ولكنها ظلت مفتوحة للتدريس حتى عصرنا . وتوقفت عن العمل حين دمرتها قنبلة من طائرة مغيرة خلال الحرب العالمية الثانية ( عام ١٩٤١ ) . وقد تولت المديرية العامة للاثار والمتاحف ترميمها والانفاق عليها إلى أن عادت إلى حالتها الأولى (۲) فاستخدمتها مقر المتحف الخط العربي .
تخطيط المدرسة وهندستها : المدرسة صغيرة الحجم ، لها شكل شبه مربع أطواله ( ۱۸ × ١٦ ) متراً . ويتألف مخططها من مدخل مؤلف من باب ودهليز منكسر يفضي إلى صحن المدرسة وهو مسقوف تحيط به أربعة أو اوين وتربة تحتل الزاوية الشمالية الشرقية (انظر المخطط رقم (۲۷) ولها واجهتان جميلتان على الطريق، احداهما شمالية والثانية شرقية، يبلغ ارتفاعهما مقدار ٥,٩۰ متراً ، فتحت فيهما شبابيك في القسم السفلي وطاقات صغيرة في الاعلى ، بعضها مستدير وبعضها مستطيل بقوس مدبب . ويجمل الواجهة مداميكها الملونة باللونين الأسود والأصفر بالتناوب وشريط ملون من الحجارة المتداخلة ، ثم شريط الكتابة الذي يحتل مدماكين والمنقوش بخط من النوع الثلث جميل ، نافر ، مذهب، ويتضمن النص آية قرآنية تليها الكتابة التاريخية . نرى من الضروري أن نورد نصها بالتفصيل لاعطاء فكرة عن أسلوب الكتابة على المباني في هذا العهد : . أنشأ هذه الخانقاه والتربة المباركة المقر الاشرف العالي المولوي الاميري الكبيري العالمي المهدي العابدي الهاشمي الناسكي الزعيمي المقدمي الذخري الظهيري السيفي عز الاسلام والمسلمين سيد الأمراء في العالمين سيف أمير المؤمنين جقمق الدوادار المؤيدي كافل الممالك الشامية المحروسة ضاعف الله له الثواب وغفر له ولوالديه ولأحبابه يوم الحساب بمباشرة الجناب السيفي تغري ورمش في شهور سنة أربع وعشرين وثمانمائة » .
هذا ، وفي أعلى الواجهتين شريط زخر في آخر يتألف من سلسلة من المحاريب ثم تأتي الشرافات وهي على شكل المشربيات ، وقد جعلت كذلك ملونة بالتناوب أسود وأبيض ، لتضفي مزيداً من الجمال على المنظر العام للمبنى .
وهناك في الواجهة الشرقية شباك ضمن محراب تعلوه مقرنصات وحلية معمارية تتألف من خيوط هندسية متداخلة من ألوان عديدة (الصورة رقم ٧٦ ) .
وفوق الشباكين الآخرين حلية أخرى تؤلف دائرة نزلت فيها مشربيات من الحجر ، ملونة بالتناوب أبيض وأسود ويتوسط الدائرة رنك الامير جقمق المؤلف من ثلاثة حقول ، في العلوي دواة وفي الأوسط كأس كبير عليه كأسان صغيران و في الحقل السفلي كأس أصغر ( انظر الشكل رقم ۲۸ ) .
ويلاحظ بأن الزاوية الحاصلة من التقاء الواجهتين معدومة في القسم السفلي من البناء ، فهي مقطوعة وتقوم المقرنصات بحل مشكلة الانتقال بين القسمين العلوي والسفلي .
الباب والمدخل : يقع الباب في طرف الواجهة الشمالية ، وهو عبارة عن ايوان مزود بمكسلتين ( مقعدين حجريين على جانبي الباب ) مسقوف بعقد من المقرنصات تنتهي بصدفة ، وفي صدر . الأيوان فتحة الباب وهي ذات اطار مستطيل مقولب . يعلوه قوس عاتق مؤلف من حجارة مفصصة متداخلة ذات لونين أسود وأبيض بالتناوب . ويعلو ذلك شريط من الزخارف، وآخر نقشت عليه الكتابة التاريخية، على طول الواجهة . ويلي الباب دهليز مؤلف من غرفة صغيرة مربعة مسقوفة بعقد متقاطع يستند في الزوايا على ( كوابيل ) من حجارة بارزة . وتتوسط العقد قبة صغيرة صدفية ضمن اطار مثمن الاضلاع والغرفة المذكورة مزودة بشباك يطل نحو الخارج، وآخر يطل إلى الداخل ، وباب ينفذ إلى الصحن . الصحن : أما المدرسة فهو صغير ، كأصغر ماتكون عليه داحات المدارس والجوامع والمباني الأخرى وهو مربع الشكل تقريباً (١٣×١٤ متراً ) تتوسطه بركة ذات ثمانية أضلاع متقنة البناء وأرضه مبلطة بحجارة ملونة ورخام مزخرفة بأشكال هندسية . والصحن مسقوف ولكن بطريقة جديدة، لا يوجد ما يشبهها في مباني العهود السابقة ، فهو سقف مستو من الخشب ، يرتفع فوق مستوى سقوف الأواوين وقد سمحت هذه الزيادة بفتح نوافذ تمد الصحن بالنور . وهي أربعة في كل جهة .
تعليق