في الهند، كانت الأمطار الموسمية أعلى بنسبة 14% من المعدل الطبيعي في أغسطس 2011. يتسوق الناس في هذه الصورة في أحد الأسواق التي غمرتها الفيضانات في فاراناسي، ولاية أوتار براديش، الهند. ترتبط الرّياح الموسمية في أذهاننا غالبًا بالأمطار الغزيرة المشابهة للإعصارات أو التَّيفونات. لكن هناك فرق، لا تُعد الرياح الموسمية عاصفةً واحدة، بل هي تحول موسمي للرياح على المنطقة. قد يسبب التحول أمطارًا غزيرة في فصل الصيف، وقد يسبب موجة جفاف في أوقات أخرى.
ما الذي يسبب الرياح الموسمية ؟
وفقًا لخدمة الطقس الوطنية، تنشأ الرياح الموسمية Monsoon (أخذت تسمية Monsoon بالإنجليزية من كلمة موسم العربية) بسبب اختلاف درجات الحرارة بين اليابسة ومياه المحيط المجاور. ووفقًا لتغير المناخ في الجنوب الغربي، تدفئ الشمس الأرض والمحيط بشكل مختلف، ما يسبب تحول اتجاه الرياح لجلب الهواء البارد الأكثر رطوبة من المحيط. ومن الجدير بالذكر: ينعكس اتجاه الرياح مرة أخرى في نهاية موسم الرياح الموسمية.
الرطوبة مقابل الجفاف
عادةً ما تحدث الرياح الموسمية الرطبة خلال أشهر الصيف (من أبريل إلى سبتمبر تقريبًا) مُسببةً هطول أمطار غزيرة وفقًا لموقع National Geographic. تحدث حوالي 75% من الأمطار السنوية في الهند وحوالي 50% من منطقة الرّياح الموسمية في أمريكا الشمالية (وفقًا لدراسة أجريت عام 2004) خلال موسم الرّياح الموسمية الصيفية. تبدأ الرّياح الموسمية الرطبة عندما تجلب الرياح هواء أكثر رطوبة من المحيطات إلى الأرض.
وتحدث الرّياح الموسمية الجافة عادةً بين أكتوبر وأبريل. وبدلًا من أن تأتي من المحيطات، تأتي الرياح من مناخات أكثر دفئًا وجفافًا مثل منغوليا ومن شمال غرب الصين إلى الهند.
تميل الرياح الموسمية الجافة إلى أن تكون أقل قوةً من نظيرتها الصيفية. صرح إدوارد جينان -أستاذ علم الفلك والأرصاد الجوية بجامعة فيلانوفا-: تحدث الرّياح الموسمية الشتوية عندما تبرد الأرض بمعدل أسرع من الماء ويزداد الضغط العالي فوق الأرض مانعًا قدوم الهواء من المحيط، يؤدي هذا إلى فترة جفاف.
الرياح والأمطار
تتفاوت قوة الرّياح الموسمية كل عام، ما يؤدي إلى تفاوت في غزارة الأمطار وتفاوت في سرعة الرياح. جمع المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية بيانات توضح هطول الأمطار سنويًا في جميع أنحاء الهند على مدار 145 عامًا الماضية.
وفقًا لهذه البيانات، اختلفت شدة الرياح الموسمية على مدار فترة تتراوح بين 30 و40 عامًا. في كل فترة، تكون كمية الأمطار الهابطة أعلى من المتوسط، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات كثيرة.
أو أقل من المتوسط ما يؤدي إلى حدوث حالات جفاف. تشير البيانات طويلة المدة إلى أن اتجاهات الرياح الموسمية قد تتحول من كونها في فترة أمطار قليلة بدأت في عام 1970 تقريبًا إلى فترة أمطار غزيرة. تشير السجلات الحالية لعام 2016 إلى أن إجمالي هطول الأمطار بين 1 يونيو و30 سبتمبر هو 97.3% من المعدل الطبيعي الموسمي.
كان هطول الأمطار في موسم الأعاصير، وفقًا لجينان، في تشيرابونجي، بولاية ميغالايا في الهند بين عامي 1860 و1861 عندما تلقت المنطقة 26,470 ملليمتر (1,047 بوصة) من الأمطار. تعد ماوسينرام، أيضًا في ميغالايا المنطقة ذات أعلى متوسط سنوي إجمالي (الذي لوحظ على مدى فترة عشر سنوات)، بمتوسط 11872 ملليمتر (467.4 بوصة) من الأمطار.
وفقًا لما ذكرته ميتيوبلو Meteoblue، يبلغ متوسط سرعة الرياح في ميغالايا خلال موسم الذروة الموسمية في فصل الصيف 4 كيلومترات في الثانية وتتراوح عادةً بين 1 و7 كيلومترات في الساعة. خلال أشهر الشتاء، تتراوح سرعة الرياح عادة بين 2 و8 كيلومترات في الساعة بمتوسط يتراوح بين 4 و5 كيلومترات في الساعة.
أين تحدث في العالم؟
وفقًا للرياح الموسمية العالمية، تتشكل الرياح الموسمية في المناطق المدارية (ما بين 0 و23.5 درجة شمالاً وجنوبًا) وشبه استوائية (بين 23.5 درجة و35 درجة شمالًا وجنوبًا).
تحدث أقوى الرّياح الموسمية في الهند وجنوب آسيا وشمالها وأستراليا وجنوب ماليزيا. تحدث الأمطار الموسمية أيضًا في الأجزاء الجنوبية من أمريكا الشمالية في أمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية وفي غرب إفريقيا.
الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية
وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، تهطل الأمطار بشكل أساسي في موسم الأمطار الموسمية في أمريكا الشمالية على شمال المكسيك وأريزونا ونيو مكسيكو، وتهطل بقلة على أجزاء من أوتا وكولورادو وجنوب كاليفورنيا وباجا كاليفورنيا. في حين لا تكون الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية بقوة تلك الموجودة في الهند وذلك لوجود هضاب أقل وأكثر انخفاضًا، تُتَّبع نفس الأنماط بغض النظر عن ذلك.
قُدم تقرير عام 2004 من قِبل الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي NOAA يصف الدراسات الخاصة بنظام الرّياح الموسمية في أمريكا الشمالية.
وفقًا لدراسة حالية، يعد نظام الرياح الموسمية لأمريكا الشمالية أقل أنماط الطقس -واسعة النطاق التي تؤثر على بعض الأجزاء سريعة النمو في الولايات المتحدة والمكسيك- فهمًا.
يهدف الباحثون إلى فهم أفضل لنظام الرّياح الموسمية والأنماط وأية معلومات إضافية يمكن جمعها للمساعدة في التنبؤ بتوقيت الرياح الموسمية وقوتها.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2004، تبدأ الرّياح الموسمية في أمريكا الشمالية بين شهري مايو ويونيو، وتصل إلى ذروتها في شهري يوليو وأغسطس، وتنتهي في الفترة ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر، تستقي الرياح الرطوبة من المحيط الهادئ وخليج المكسيك.
هناك العديد من العوامل التي يُبحث فيها لتحديد ظهور الرّياح الموسمية وتوقعها بالإضافة إلى ما تسميه الدراسة (نكهة الرياح الموسمية)، والتي تشمل قوة الأمطار وكميتها. تشير الدراسة إلى عدد من العوامل التي قد يكون لها تأثير على الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية. قد تشمل هذه الأحداث الموسمية مثل الأعاصير والعواصف الاستوائية الأخرى، والفيضانات، والجفاف، وكذلك ظاهرة النينيو وتغير المناخ.
الآثار
وفقًا للرياح الموسمية العالمية، تعد الرياح الموسمية مهمة في العديد من المناطق حول العالم؛ إذ تعتمد الزراعة في العديد من هذه الأماكن مثل الهند اعتمادًا كبيرًا على الرياح الموسمية. ووفقًا National Geographic، تعتمد محطات الطاقة الكهرومائية التي تنتج الكهرباء وتجارة الاستيراد والتصدير أيضًا بشكل كبير على الرياح الموسمية.
في فترات الأمطار الخفيفة، لا تنمو المحاصيل بسبب الجفاف، وتجوع حيوانات المزارع، كما ينخفض دخل العديد من المزارعين والأسر بشكل كبير. تُنتج كمية أقل من الكهرباء في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى توفر الكهرباء للشركات الكبيرة أو الأسر الأكثر ثراءً فقط؛ وذلك بسبب زيادة تكاليفها. نظرًا لأن العديد من المزارعين لا يمكنهم زراعة طعامهم أو إنتاج كميات إضافية للبيع، تُستورد الأغذية من مناطق أخرى من العالم.
وعند هطول أمطار غزيرة، تحدث الفيضانات الهائلة والانهيارات الأرضية التي تجرف المحاصيل والبيوت والناس والحيوانات أيضًا. تجلب الأمطار أيضًا الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. ووفقًا للرياح الموسمية العالمية، تنتشر التهابات المعدة والعين أكثر في فصل الصيف مع هطول أمطار غزيرة. تنتشر العديد من هذه الأمراض؛ لأن أنظمة المياه تكون محملة بشكل كبير ولا تكون قادرة على تنظيف المياه المستخدمة للشرب والتنظيف.
يصحب الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية أيضًا بداية موسم الحرائق في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك، وفقًا لتقرير NOAA لعام 2004 يحدث ذلك نتيجة لزيادة كمية البرق الناجمة عن تغيرات الضغط ودرجة الحرارة.
لا تؤدي كمية البرق -التي تصل إلى عشرات الآلاف من الضربات في الليلة في بعض المناطق وفقًا للدراسة- فقط إلى نشوب حرائق في المنطقة ولكن تؤدي أيضًا لانقطاع التيار الكهربائي وحدوث إصابات شديدة.
الرياح الموسمية والاحتباس الحراري
وفقًا لدراسة أجراها كل من ين ييلو، لاوال بيلَّا وآجيت سنج، وهم مجموعة من العلماء الماليزيين، منشورة في مجلة Geoscience Frontiers في عام 2015، قد تكون تأثيرات الاحتباس الحراري على الرّياح الموسمية مدمرة؛ بسبب التقلبات المتكررة والتغيرات في هطول الأمطار وفي المستويات والجداول الزمنية.
وتقدر الرياح الموسمية العالمية أنه ستكون هناك زيادة في هطول الأمطار خلال مواسم الرّياح الموسمية الصيفية في الخمسين إلى المئة سنة المقبلة.
يمكن للغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون أن يحفظ الماء في الهواء الدافئ ليطلق كمطر فوق مناطق غارقة بالفعل. وخلال مواسم الشتاء الجافة، يُعتقد أن الأرض ستصبح أكثر جفافًا مع زيادة التبخر بسبب درجات الحرارة الأكثر دفئًا.
وفقًا للرياح الموسمية العالمية، على فترات زمنية أقصر، قد تتغير كمية الأمطار خلال موسم الرياح الموسمية من سنة إلى أخرى بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك تلوث الهواء. ووفقًا لدراسات من جامعة كولورادو في بولدر، يمكن أن يكون لظاهرة النينيو في المحيط الهادئ تأثيرات على الرّياح الموسمية في الهند على المدى القصير والطويل.
وفقًا للدراسة المذكورة أعلاه، يُعتقد أن ارتفاع درجة حرارة ظاهرة النينيو له تأثير رئيس في قوة الرياح الموسمية. أما الآن، فيبدو أن موقع ظاهرة النينيو هو المؤثر في الواقع. جمع الباحثون بيانات عن هطول الأمطار في الهند وراقبوا صور الأقمار الصناعية للمحيط الهادئ، واكتشفوا أنه عندما كانت ظاهرة النينيو في:
تؤثر عديد من العوامل على الرياح الموسمية، بما في ذلك ظاهرة النينيو، وهناك الكثير من الأبحاث التي تحاول الوصول إلى فهم أفضل لهذه العوامل وكيفية تغير الرياح الموسمية.
يدرس جزء كبير من هذا البحث كيفية التنبؤ بشكل أفضل بالأمطار والرياح المستقبلية والحالية، كما هو موضح في مقال نشر في عام 2015 على Science Daily من مكتب البحوث البحرية. كلما زادت المعرفة حول تأثير الرياح الموسمية، كان من المتوقع التنبؤ بموعد بدئها وقوتها بدقة أكبر.
وفقًا لستراتفور، عندما يعمل ما يقرب من نصف سكان الهند في الزراعة، وعندما تمثل الزراعة 18% من الناتج المحلي الإجمالي للهند، يمكن أن يؤدي التحول في كل من توقيت الرياح الموسمية وكمية الأمطار إلى مشاكل كبيرة. مع كل الأبحاث الجارية، ربما تتحول المشاكل إلى حلول.
ما الذي يسبب الرياح الموسمية ؟
وفقًا لخدمة الطقس الوطنية، تنشأ الرياح الموسمية Monsoon (أخذت تسمية Monsoon بالإنجليزية من كلمة موسم العربية) بسبب اختلاف درجات الحرارة بين اليابسة ومياه المحيط المجاور. ووفقًا لتغير المناخ في الجنوب الغربي، تدفئ الشمس الأرض والمحيط بشكل مختلف، ما يسبب تحول اتجاه الرياح لجلب الهواء البارد الأكثر رطوبة من المحيط. ومن الجدير بالذكر: ينعكس اتجاه الرياح مرة أخرى في نهاية موسم الرياح الموسمية.
الرطوبة مقابل الجفاف
عادةً ما تحدث الرياح الموسمية الرطبة خلال أشهر الصيف (من أبريل إلى سبتمبر تقريبًا) مُسببةً هطول أمطار غزيرة وفقًا لموقع National Geographic. تحدث حوالي 75% من الأمطار السنوية في الهند وحوالي 50% من منطقة الرّياح الموسمية في أمريكا الشمالية (وفقًا لدراسة أجريت عام 2004) خلال موسم الرّياح الموسمية الصيفية. تبدأ الرّياح الموسمية الرطبة عندما تجلب الرياح هواء أكثر رطوبة من المحيطات إلى الأرض.
وتحدث الرّياح الموسمية الجافة عادةً بين أكتوبر وأبريل. وبدلًا من أن تأتي من المحيطات، تأتي الرياح من مناخات أكثر دفئًا وجفافًا مثل منغوليا ومن شمال غرب الصين إلى الهند.
تميل الرياح الموسمية الجافة إلى أن تكون أقل قوةً من نظيرتها الصيفية. صرح إدوارد جينان -أستاذ علم الفلك والأرصاد الجوية بجامعة فيلانوفا-: تحدث الرّياح الموسمية الشتوية عندما تبرد الأرض بمعدل أسرع من الماء ويزداد الضغط العالي فوق الأرض مانعًا قدوم الهواء من المحيط، يؤدي هذا إلى فترة جفاف.
الرياح والأمطار
تتفاوت قوة الرّياح الموسمية كل عام، ما يؤدي إلى تفاوت في غزارة الأمطار وتفاوت في سرعة الرياح. جمع المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية بيانات توضح هطول الأمطار سنويًا في جميع أنحاء الهند على مدار 145 عامًا الماضية.
وفقًا لهذه البيانات، اختلفت شدة الرياح الموسمية على مدار فترة تتراوح بين 30 و40 عامًا. في كل فترة، تكون كمية الأمطار الهابطة أعلى من المتوسط، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات كثيرة.
أو أقل من المتوسط ما يؤدي إلى حدوث حالات جفاف. تشير البيانات طويلة المدة إلى أن اتجاهات الرياح الموسمية قد تتحول من كونها في فترة أمطار قليلة بدأت في عام 1970 تقريبًا إلى فترة أمطار غزيرة. تشير السجلات الحالية لعام 2016 إلى أن إجمالي هطول الأمطار بين 1 يونيو و30 سبتمبر هو 97.3% من المعدل الطبيعي الموسمي.
كان هطول الأمطار في موسم الأعاصير، وفقًا لجينان، في تشيرابونجي، بولاية ميغالايا في الهند بين عامي 1860 و1861 عندما تلقت المنطقة 26,470 ملليمتر (1,047 بوصة) من الأمطار. تعد ماوسينرام، أيضًا في ميغالايا المنطقة ذات أعلى متوسط سنوي إجمالي (الذي لوحظ على مدى فترة عشر سنوات)، بمتوسط 11872 ملليمتر (467.4 بوصة) من الأمطار.
وفقًا لما ذكرته ميتيوبلو Meteoblue، يبلغ متوسط سرعة الرياح في ميغالايا خلال موسم الذروة الموسمية في فصل الصيف 4 كيلومترات في الثانية وتتراوح عادةً بين 1 و7 كيلومترات في الساعة. خلال أشهر الشتاء، تتراوح سرعة الرياح عادة بين 2 و8 كيلومترات في الساعة بمتوسط يتراوح بين 4 و5 كيلومترات في الساعة.
أين تحدث في العالم؟
وفقًا للرياح الموسمية العالمية، تتشكل الرياح الموسمية في المناطق المدارية (ما بين 0 و23.5 درجة شمالاً وجنوبًا) وشبه استوائية (بين 23.5 درجة و35 درجة شمالًا وجنوبًا).
تحدث أقوى الرّياح الموسمية في الهند وجنوب آسيا وشمالها وأستراليا وجنوب ماليزيا. تحدث الأمطار الموسمية أيضًا في الأجزاء الجنوبية من أمريكا الشمالية في أمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية وفي غرب إفريقيا.
الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية
وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، تهطل الأمطار بشكل أساسي في موسم الأمطار الموسمية في أمريكا الشمالية على شمال المكسيك وأريزونا ونيو مكسيكو، وتهطل بقلة على أجزاء من أوتا وكولورادو وجنوب كاليفورنيا وباجا كاليفورنيا. في حين لا تكون الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية بقوة تلك الموجودة في الهند وذلك لوجود هضاب أقل وأكثر انخفاضًا، تُتَّبع نفس الأنماط بغض النظر عن ذلك.
قُدم تقرير عام 2004 من قِبل الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي NOAA يصف الدراسات الخاصة بنظام الرّياح الموسمية في أمريكا الشمالية.
وفقًا لدراسة حالية، يعد نظام الرياح الموسمية لأمريكا الشمالية أقل أنماط الطقس -واسعة النطاق التي تؤثر على بعض الأجزاء سريعة النمو في الولايات المتحدة والمكسيك- فهمًا.
يهدف الباحثون إلى فهم أفضل لنظام الرّياح الموسمية والأنماط وأية معلومات إضافية يمكن جمعها للمساعدة في التنبؤ بتوقيت الرياح الموسمية وقوتها.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2004، تبدأ الرّياح الموسمية في أمريكا الشمالية بين شهري مايو ويونيو، وتصل إلى ذروتها في شهري يوليو وأغسطس، وتنتهي في الفترة ما بين شهري سبتمبر وأكتوبر، تستقي الرياح الرطوبة من المحيط الهادئ وخليج المكسيك.
هناك العديد من العوامل التي يُبحث فيها لتحديد ظهور الرّياح الموسمية وتوقعها بالإضافة إلى ما تسميه الدراسة (نكهة الرياح الموسمية)، والتي تشمل قوة الأمطار وكميتها. تشير الدراسة إلى عدد من العوامل التي قد يكون لها تأثير على الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية. قد تشمل هذه الأحداث الموسمية مثل الأعاصير والعواصف الاستوائية الأخرى، والفيضانات، والجفاف، وكذلك ظاهرة النينيو وتغير المناخ.
الآثار
وفقًا للرياح الموسمية العالمية، تعد الرياح الموسمية مهمة في العديد من المناطق حول العالم؛ إذ تعتمد الزراعة في العديد من هذه الأماكن مثل الهند اعتمادًا كبيرًا على الرياح الموسمية. ووفقًا National Geographic، تعتمد محطات الطاقة الكهرومائية التي تنتج الكهرباء وتجارة الاستيراد والتصدير أيضًا بشكل كبير على الرياح الموسمية.
في فترات الأمطار الخفيفة، لا تنمو المحاصيل بسبب الجفاف، وتجوع حيوانات المزارع، كما ينخفض دخل العديد من المزارعين والأسر بشكل كبير. تُنتج كمية أقل من الكهرباء في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى توفر الكهرباء للشركات الكبيرة أو الأسر الأكثر ثراءً فقط؛ وذلك بسبب زيادة تكاليفها. نظرًا لأن العديد من المزارعين لا يمكنهم زراعة طعامهم أو إنتاج كميات إضافية للبيع، تُستورد الأغذية من مناطق أخرى من العالم.
وعند هطول أمطار غزيرة، تحدث الفيضانات الهائلة والانهيارات الأرضية التي تجرف المحاصيل والبيوت والناس والحيوانات أيضًا. تجلب الأمطار أيضًا الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا. ووفقًا للرياح الموسمية العالمية، تنتشر التهابات المعدة والعين أكثر في فصل الصيف مع هطول أمطار غزيرة. تنتشر العديد من هذه الأمراض؛ لأن أنظمة المياه تكون محملة بشكل كبير ولا تكون قادرة على تنظيف المياه المستخدمة للشرب والتنظيف.
يصحب الرياح الموسمية في أمريكا الشمالية أيضًا بداية موسم الحرائق في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك، وفقًا لتقرير NOAA لعام 2004 يحدث ذلك نتيجة لزيادة كمية البرق الناجمة عن تغيرات الضغط ودرجة الحرارة.
لا تؤدي كمية البرق -التي تصل إلى عشرات الآلاف من الضربات في الليلة في بعض المناطق وفقًا للدراسة- فقط إلى نشوب حرائق في المنطقة ولكن تؤدي أيضًا لانقطاع التيار الكهربائي وحدوث إصابات شديدة.
الرياح الموسمية والاحتباس الحراري
وفقًا لدراسة أجراها كل من ين ييلو، لاوال بيلَّا وآجيت سنج، وهم مجموعة من العلماء الماليزيين، منشورة في مجلة Geoscience Frontiers في عام 2015، قد تكون تأثيرات الاحتباس الحراري على الرّياح الموسمية مدمرة؛ بسبب التقلبات المتكررة والتغيرات في هطول الأمطار وفي المستويات والجداول الزمنية.
وتقدر الرياح الموسمية العالمية أنه ستكون هناك زيادة في هطول الأمطار خلال مواسم الرّياح الموسمية الصيفية في الخمسين إلى المئة سنة المقبلة.
يمكن للغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون أن يحفظ الماء في الهواء الدافئ ليطلق كمطر فوق مناطق غارقة بالفعل. وخلال مواسم الشتاء الجافة، يُعتقد أن الأرض ستصبح أكثر جفافًا مع زيادة التبخر بسبب درجات الحرارة الأكثر دفئًا.
وفقًا للرياح الموسمية العالمية، على فترات زمنية أقصر، قد تتغير كمية الأمطار خلال موسم الرياح الموسمية من سنة إلى أخرى بسبب مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك تلوث الهواء. ووفقًا لدراسات من جامعة كولورادو في بولدر، يمكن أن يكون لظاهرة النينيو في المحيط الهادئ تأثيرات على الرّياح الموسمية في الهند على المدى القصير والطويل.
وفقًا للدراسة المذكورة أعلاه، يُعتقد أن ارتفاع درجة حرارة ظاهرة النينيو له تأثير رئيس في قوة الرياح الموسمية. أما الآن، فيبدو أن موقع ظاهرة النينيو هو المؤثر في الواقع. جمع الباحثون بيانات عن هطول الأمطار في الهند وراقبوا صور الأقمار الصناعية للمحيط الهادئ، واكتشفوا أنه عندما كانت ظاهرة النينيو في:
- وسط المحيط الهادئ، شهدت الهند جفافًا.
- شرق المحيط الهادئ، شهدت الهند ظروف الرياح الموسمية العادية.
- غرب المحيط الهادئ، شهدت الهند مزيدًا من الأمطار.
تؤثر عديد من العوامل على الرياح الموسمية، بما في ذلك ظاهرة النينيو، وهناك الكثير من الأبحاث التي تحاول الوصول إلى فهم أفضل لهذه العوامل وكيفية تغير الرياح الموسمية.
يدرس جزء كبير من هذا البحث كيفية التنبؤ بشكل أفضل بالأمطار والرياح المستقبلية والحالية، كما هو موضح في مقال نشر في عام 2015 على Science Daily من مكتب البحوث البحرية. كلما زادت المعرفة حول تأثير الرياح الموسمية، كان من المتوقع التنبؤ بموعد بدئها وقوتها بدقة أكبر.
وفقًا لستراتفور، عندما يعمل ما يقرب من نصف سكان الهند في الزراعة، وعندما تمثل الزراعة 18% من الناتج المحلي الإجمالي للهند، يمكن أن يؤدي التحول في كل من توقيت الرياح الموسمية وكمية الأمطار إلى مشاكل كبيرة. مع كل الأبحاث الجارية، ربما تتحول المشاكل إلى حلول.