استمرار العلاقة الزوجية بعد انتهاء صلاحيتها يخمد النمو العاطفي للأبناء
الخرس الزوجي يجعل الأبناء تعساء وكارهين للأسرة.
السبت 2023/10/14
الأمهات يفضّلن التضحية من أجل استمرار الأسرة
يرى خبراء العلاقات الأسرية أن تجنب الطلاق الرسمي خطوة إيجابية نحو الحفاظ على الأسرة، ويدعون إلى التضحية من أجل استمرارها بعيدا عن تحول البيت إلى بؤس وخصام طويل المدى، مشيرين إلى ضرورة تدخل الأهل من أجل إعادة ترميم العلاقة حتى لا يصبح الانفصال الجسدي واقعا، خصوصا وأن استمرار العلاقة الزوجية دون تفاهم يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال.
القاهرة - رفضت دار الإفتاء المصرية منح مشروعية دينية للطلاق الصامت أو الانفصال الجسدي دون طلاق، وقالت إن الزواج الذي تنتهي صلاحيته وفشلت محاولات إصلاحه يكون فيه الطلاق بهدوء أفضل للأسرة من أن يتحول البيت إلى سجن للشريكين والأبناء، لكن الطلاق الصامت لا علاقة له بالدين.
وسُئلت دار الإفتاء عن مدى تحمل الزوجة لإساءة الشريك ولجوئها إلى الطلاق الصامت، فجاء الرد بأن المطلوب من الطرفين التضحية من أجل استمرار الأسرة بعيدا عن تحول البيت إلى بؤس وخصام طويل المدى، والمطلوب تدخل العقلاء لأجل إعادة ترميم العلاقة من دون أن يصبح الانفصال الجسدي واقعا.
قال عمر الورداني أمين دار الإفتاء إن الانفصال الجسدي بين الزوجين بدعوى الحفاظ على الأبناء له آثار سلبية كبيرة على الأطفال أكثر مما لو وقع الطلاق، لأنهم يشاهدون طوال الوقت علاقة مشوّهة سوف تأتي عليهم بأضرار أسوأ من الانفصال الرسمي، وقد يسلكون نفس المسار عند الزواج.
يلجأ بعض الأزواج إلى الانفصال الجسدي لتجنب الوصول إلى الطلاق الرسمي بدعوى الحفاظ على قوام العلاقة الأسرية، واستجابة لضغوط عائلية، لكن أغلب المختصين ورجال الدين يرون أن مثل هذه العلاقات تقتل النمو العاطفي عند الأبناء، وتصيبهم بأمراض نفسية تعيش معهم لسنوات.
عمر الورداني: الأطفال يشاهدون طوال الوقت علاقة مشوهة سوف تأتي عليهم بأضرار
تتفق الكثير من الأصوات على أن الاستمرار في علاقة زوجية فاشلة لا يخدم مصالح الأبناء في شيء ولا يكون ذلك الخيار مناسبا طوال الوقت، فإذا كان ملائما لأسرة بعينها لا يصلح لعائلة أخرى، حسب البيئة والثقافة ومسار التربية، لكن في العموم يكون الأبناء أول ضحايا العلاقة الميؤوس من إصلاحها.
أمام الضغوط العائلية والمجتمعية أصبح الانفصال الجسدي في مصر أشبه بظاهرة أسرية نابعة عن أحد الزوجين أو بتوافق بين الشريكين خوفا من تبعات الطلاق، وما ينجم عنه من تشريد للأبناء وتنامي الصراعات بين الطرفين بعد الطلاق ليتم الاتفاق على العيش معا، لكن بلا اختلاط أو تفاهم وتشارك.
واختارت أسماء حمدي، وهي زوجة في العقد الثالث من العمر، أن تعيش مع زوجها حالة من الخرس الزوجي أو الطلاق الصامت، دون أن تصل علاقتهما إلى الطلاق الرسمي، بحكم أن لديها طفلين وترفض أن يعيشا بعيدا عن الأب لظروف السكن والتعليم والخوف من الصدام مع الأهل، وتأثير ذلك على ابنيها.
لا تقتنع أسماء بتحذيرات المختصين في الشؤون العائلية والاجتماعية من تداعيات الانفصال الجسدي على الأبناء، لأنها تعرف جيدا تداعيات الطلاق الرسمي عليها، وعلى ابنيها، وقالت “اتفقنا على أن يعيش كل طرف مع نفسه، لا حديث ولا تشارك في الطعام أو الجلسات، وكل منا ينام في غرفة منفصلة”.
وأضافت لـ”العرب” أنها تخشى صراعات ما بعد الطلاق ولا ترغب في أن يعيش ابناها بعيدين عن والديهما، ونظرات الناس لا ترحم المطلقة والمجتمع لا يتعامل برفق مع أبناء المطلقين، لذلك اتفقنا على أن يعيش كل منا حياته بالطريقة التي ترضيه بلا احتكاك أو اختلاط حتى في الفراش، معقبة “لا أنكر تأثر أبنائي سلبا بهذا الواقع”.
تعيش أسماء حياتها تعيسة، ولا تخرج للعمل أو تتحدث مع أحد، إلا مع ابنيها عندما يعودان من المدرسة، بينما يعيش الزوج برفاهية ويداوم السهر على المقاهي والخروج مع الأصدقاء، وهي الحياة التي وصفتها بالسجن الكبير، لكن عليها أن تتحمل تبعات قرارها بعدم الانفصال من أجل أولادها وعدم صراعها مع أسرتها الكبيرة.
لم تتزوج أسماء عن علاقة عاطفية، وأجبرت على الزواج من هذا الشريك تحت ضغوط أسرية، ما سرّع من وتيرة الطلاق الصامت، وهي معضلة تعاني منها الكثير من النساء في مصر، حيث يتم الضغط عليهن أحيانا للزواج ممن لا يرغبن فيه، حتى تصل العلاقة إلى خرس زوجي ويعيش الطرفان تحت سقف واحد بلا عاطفة.
تشير بعض الشواهد إلى أن الانفصال الجسدي غالبا ما يكون نابعا من النساء، حيث يفضلن هذا المسار خشية النظرة المجتمعية السلبية، ويعشن حياة المطلقات، ويصبح الرجال في حياة كل منهن بلا قيمة أو أهمية حقيقية، لكن المهم ألا يشاع في المحيط الأسري للمرأة أنها مطلقة أو فاشلة في زواجها.
يرى بعض أنصار الانفصال الجسدي أنه تصرف إيجابي من الشريكين بإصرارهما على العيش مع أولادهما بعيدا عن الأنانية وراحة البال بالابتعاد عن المشكلات الزوجية بالطلاق الرسمي، وهذا يبرهن على وعي الرجل تحديدا لأنه لم يهرب أو يتزوج من سيدة أخرى ويعيش حياة الرفاهية بعيدا عن أبنائه وأسرته.
يرفض أغلب المتخصصين في العلاقات الأسرية مبدأ الاستمرار في علاقة منتهية الصلاحية وميؤوس من ترميمها، حيث تصبح مدمرة للشريكين مهما بلغت تضحياتهما، ولو بالعيش تحت سقف واحد بلا ارتباط عاطفي حقيقي، لمجرد أنهما يرفضان الطلاق حفاظا على صورتهما وجمع شتات أولادهما.
يؤكد هؤلاء المتخصصون أنه من الصعب على أي زوجين يعيشان علاقة صورية خالية من التفاهم والمودة والعاطفة المشتركة أن ينجحا في تربية أولادهما بشكل جيد، لأن الشريك الذي يعيش حياة تعيسة ويفتقد الحب والاحتواء سيكون عاجزا أيضا عن توصيل هذه المشاعر إلى أبنائه، لأنه محروم من المشاعر الإنسانية.
كما أن الخرس الزوجي بين شريكين يعيشان معا يقود الأبناء إلى عقد مقارنات بين أسر الأصدقاء المتماسكة وأسرتهم المنهارة عاطفيا وتفتقد الحد الأدنى من المشاعر، وهو وضع لا يؤهلهم للنمو بشكل سليم وطبيعي وربما يقودهم إلى الإصابة بأمراض نفسية تزيد من انفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات.
أكدت عنان حجازي، استشارية العلاقات الأسرية بالقاهرة، أن تجنب الطلاق الرسمي خطوة إيجابية حفاظا على الأسرة، إلا أن الاستمرار في علاقة فاشلة ليس خيارا مناسبا أمام تعاظم الخلافات بين الشريكين، لأن حياة الأسرة تصبح سجنا لجميع أفرادها، حيث يسيطر عليها الكبت والجمود والنفور والكراهية.
وأوضحت لـ”العرب” أن الخرس الزوجي يجعل الأبناء تعساء وكارهين للأسرة، ما ينسف الهدف الذي على أساسه استمر الشريكان في العلاقة، أي الحفاظ على أولادهما من الحياة الكئيبة، فهم يستطيعون جيدا تمييز ما يدور من حولهم داخل المنزل، ولو حاول الوالدان إخفاء بغضهما وكراهيتهما المتبادلة.
وأشارت إلى أن أفضل مسار يسلكه الزوجان عند الوصول إلى مرحلة الطلاق الصامت أن يقوما بإدخال طرف ثالث موثوق به لمحاولة ترميم العلاقة مرة أخرى، بعيدا عن تدخلات العائلتين، وإذا فشلت محاولات الصلح يمكن أن يحدث الطلاق الرسمي، مع اشتراك الأبوين في تربية الأبناء بشكل متحضر.
يقود ذلك إلى القول إن تجنب الطلاق الرسمي بسبب الأبناء ليس قرارا صحيحا، لأن الزوجين التعيسين لا يمكنهما توفير بيئة أسرية صحية تنعكس على تربية الأولاد ليكونوا سعداء، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإذا لم تتحقق معجزة ترميم العلاقة يصبح الانفصال الخيار الأفضل لجميع أطراف الأسرة.
أحمد حافظ
كاتب مصري
الخرس الزوجي يجعل الأبناء تعساء وكارهين للأسرة.
السبت 2023/10/14
الأمهات يفضّلن التضحية من أجل استمرار الأسرة
يرى خبراء العلاقات الأسرية أن تجنب الطلاق الرسمي خطوة إيجابية نحو الحفاظ على الأسرة، ويدعون إلى التضحية من أجل استمرارها بعيدا عن تحول البيت إلى بؤس وخصام طويل المدى، مشيرين إلى ضرورة تدخل الأهل من أجل إعادة ترميم العلاقة حتى لا يصبح الانفصال الجسدي واقعا، خصوصا وأن استمرار العلاقة الزوجية دون تفاهم يؤدي إلى عواقب وخيمة على الأطفال.
القاهرة - رفضت دار الإفتاء المصرية منح مشروعية دينية للطلاق الصامت أو الانفصال الجسدي دون طلاق، وقالت إن الزواج الذي تنتهي صلاحيته وفشلت محاولات إصلاحه يكون فيه الطلاق بهدوء أفضل للأسرة من أن يتحول البيت إلى سجن للشريكين والأبناء، لكن الطلاق الصامت لا علاقة له بالدين.
وسُئلت دار الإفتاء عن مدى تحمل الزوجة لإساءة الشريك ولجوئها إلى الطلاق الصامت، فجاء الرد بأن المطلوب من الطرفين التضحية من أجل استمرار الأسرة بعيدا عن تحول البيت إلى بؤس وخصام طويل المدى، والمطلوب تدخل العقلاء لأجل إعادة ترميم العلاقة من دون أن يصبح الانفصال الجسدي واقعا.
قال عمر الورداني أمين دار الإفتاء إن الانفصال الجسدي بين الزوجين بدعوى الحفاظ على الأبناء له آثار سلبية كبيرة على الأطفال أكثر مما لو وقع الطلاق، لأنهم يشاهدون طوال الوقت علاقة مشوّهة سوف تأتي عليهم بأضرار أسوأ من الانفصال الرسمي، وقد يسلكون نفس المسار عند الزواج.
يلجأ بعض الأزواج إلى الانفصال الجسدي لتجنب الوصول إلى الطلاق الرسمي بدعوى الحفاظ على قوام العلاقة الأسرية، واستجابة لضغوط عائلية، لكن أغلب المختصين ورجال الدين يرون أن مثل هذه العلاقات تقتل النمو العاطفي عند الأبناء، وتصيبهم بأمراض نفسية تعيش معهم لسنوات.
عمر الورداني: الأطفال يشاهدون طوال الوقت علاقة مشوهة سوف تأتي عليهم بأضرار
تتفق الكثير من الأصوات على أن الاستمرار في علاقة زوجية فاشلة لا يخدم مصالح الأبناء في شيء ولا يكون ذلك الخيار مناسبا طوال الوقت، فإذا كان ملائما لأسرة بعينها لا يصلح لعائلة أخرى، حسب البيئة والثقافة ومسار التربية، لكن في العموم يكون الأبناء أول ضحايا العلاقة الميؤوس من إصلاحها.
أمام الضغوط العائلية والمجتمعية أصبح الانفصال الجسدي في مصر أشبه بظاهرة أسرية نابعة عن أحد الزوجين أو بتوافق بين الشريكين خوفا من تبعات الطلاق، وما ينجم عنه من تشريد للأبناء وتنامي الصراعات بين الطرفين بعد الطلاق ليتم الاتفاق على العيش معا، لكن بلا اختلاط أو تفاهم وتشارك.
واختارت أسماء حمدي، وهي زوجة في العقد الثالث من العمر، أن تعيش مع زوجها حالة من الخرس الزوجي أو الطلاق الصامت، دون أن تصل علاقتهما إلى الطلاق الرسمي، بحكم أن لديها طفلين وترفض أن يعيشا بعيدا عن الأب لظروف السكن والتعليم والخوف من الصدام مع الأهل، وتأثير ذلك على ابنيها.
لا تقتنع أسماء بتحذيرات المختصين في الشؤون العائلية والاجتماعية من تداعيات الانفصال الجسدي على الأبناء، لأنها تعرف جيدا تداعيات الطلاق الرسمي عليها، وعلى ابنيها، وقالت “اتفقنا على أن يعيش كل طرف مع نفسه، لا حديث ولا تشارك في الطعام أو الجلسات، وكل منا ينام في غرفة منفصلة”.
وأضافت لـ”العرب” أنها تخشى صراعات ما بعد الطلاق ولا ترغب في أن يعيش ابناها بعيدين عن والديهما، ونظرات الناس لا ترحم المطلقة والمجتمع لا يتعامل برفق مع أبناء المطلقين، لذلك اتفقنا على أن يعيش كل منا حياته بالطريقة التي ترضيه بلا احتكاك أو اختلاط حتى في الفراش، معقبة “لا أنكر تأثر أبنائي سلبا بهذا الواقع”.
تعيش أسماء حياتها تعيسة، ولا تخرج للعمل أو تتحدث مع أحد، إلا مع ابنيها عندما يعودان من المدرسة، بينما يعيش الزوج برفاهية ويداوم السهر على المقاهي والخروج مع الأصدقاء، وهي الحياة التي وصفتها بالسجن الكبير، لكن عليها أن تتحمل تبعات قرارها بعدم الانفصال من أجل أولادها وعدم صراعها مع أسرتها الكبيرة.
لم تتزوج أسماء عن علاقة عاطفية، وأجبرت على الزواج من هذا الشريك تحت ضغوط أسرية، ما سرّع من وتيرة الطلاق الصامت، وهي معضلة تعاني منها الكثير من النساء في مصر، حيث يتم الضغط عليهن أحيانا للزواج ممن لا يرغبن فيه، حتى تصل العلاقة إلى خرس زوجي ويعيش الطرفان تحت سقف واحد بلا عاطفة.
تشير بعض الشواهد إلى أن الانفصال الجسدي غالبا ما يكون نابعا من النساء، حيث يفضلن هذا المسار خشية النظرة المجتمعية السلبية، ويعشن حياة المطلقات، ويصبح الرجال في حياة كل منهن بلا قيمة أو أهمية حقيقية، لكن المهم ألا يشاع في المحيط الأسري للمرأة أنها مطلقة أو فاشلة في زواجها.
يرى بعض أنصار الانفصال الجسدي أنه تصرف إيجابي من الشريكين بإصرارهما على العيش مع أولادهما بعيدا عن الأنانية وراحة البال بالابتعاد عن المشكلات الزوجية بالطلاق الرسمي، وهذا يبرهن على وعي الرجل تحديدا لأنه لم يهرب أو يتزوج من سيدة أخرى ويعيش حياة الرفاهية بعيدا عن أبنائه وأسرته.
يرفض أغلب المتخصصين في العلاقات الأسرية مبدأ الاستمرار في علاقة منتهية الصلاحية وميؤوس من ترميمها، حيث تصبح مدمرة للشريكين مهما بلغت تضحياتهما، ولو بالعيش تحت سقف واحد بلا ارتباط عاطفي حقيقي، لمجرد أنهما يرفضان الطلاق حفاظا على صورتهما وجمع شتات أولادهما.
يؤكد هؤلاء المتخصصون أنه من الصعب على أي زوجين يعيشان علاقة صورية خالية من التفاهم والمودة والعاطفة المشتركة أن ينجحا في تربية أولادهما بشكل جيد، لأن الشريك الذي يعيش حياة تعيسة ويفتقد الحب والاحتواء سيكون عاجزا أيضا عن توصيل هذه المشاعر إلى أبنائه، لأنه محروم من المشاعر الإنسانية.
كما أن الخرس الزوجي بين شريكين يعيشان معا يقود الأبناء إلى عقد مقارنات بين أسر الأصدقاء المتماسكة وأسرتهم المنهارة عاطفيا وتفتقد الحد الأدنى من المشاعر، وهو وضع لا يؤهلهم للنمو بشكل سليم وطبيعي وربما يقودهم إلى الإصابة بأمراض نفسية تزيد من انفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات.
أكدت عنان حجازي، استشارية العلاقات الأسرية بالقاهرة، أن تجنب الطلاق الرسمي خطوة إيجابية حفاظا على الأسرة، إلا أن الاستمرار في علاقة فاشلة ليس خيارا مناسبا أمام تعاظم الخلافات بين الشريكين، لأن حياة الأسرة تصبح سجنا لجميع أفرادها، حيث يسيطر عليها الكبت والجمود والنفور والكراهية.
وأوضحت لـ”العرب” أن الخرس الزوجي يجعل الأبناء تعساء وكارهين للأسرة، ما ينسف الهدف الذي على أساسه استمر الشريكان في العلاقة، أي الحفاظ على أولادهما من الحياة الكئيبة، فهم يستطيعون جيدا تمييز ما يدور من حولهم داخل المنزل، ولو حاول الوالدان إخفاء بغضهما وكراهيتهما المتبادلة.
وأشارت إلى أن أفضل مسار يسلكه الزوجان عند الوصول إلى مرحلة الطلاق الصامت أن يقوما بإدخال طرف ثالث موثوق به لمحاولة ترميم العلاقة مرة أخرى، بعيدا عن تدخلات العائلتين، وإذا فشلت محاولات الصلح يمكن أن يحدث الطلاق الرسمي، مع اشتراك الأبوين في تربية الأبناء بشكل متحضر.
يقود ذلك إلى القول إن تجنب الطلاق الرسمي بسبب الأبناء ليس قرارا صحيحا، لأن الزوجين التعيسين لا يمكنهما توفير بيئة أسرية صحية تنعكس على تربية الأولاد ليكونوا سعداء، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإذا لم تتحقق معجزة ترميم العلاقة يصبح الانفصال الخيار الأفضل لجميع أطراف الأسرة.
أحمد حافظ
كاتب مصري