تعود الزوج على عدم تحمل المسؤولية يهدد الاستقرار الأسري
الرجل الاتكالي نتاج تربية أسرية خاطئة.
عبء البيت ومسؤولية الأطفال يرهقان الزوجة
يؤكد استشاريو العلاقات الأسرية أن الرجل الاتكالي هو نتيجة لتربية أسرية خاطئة لم تعلمه كيف يكون زوجا مسؤولا، مشيرين إلى أن اتكالية الزوج تسبب أذى نفسيا للزوجة يتضاعف عندما لا تلقى تقديرا من شريكها ليشعرها بأنه مدين لها بالفضل لأنها ترفع عنه أعباء يفترض أن يتحملها وحده أو على الأقل يشاركها فيها.
القاهرة - منذ تزوجت الفتاة المصرية ولاء محمد وهي تتحمل كل شيء داخل الأسرة، لأن شريكها من نوعية الرجال الاتكاليين الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية، ويتهربون دائما من مواجهة المشكلات الحياتية سواء في تدبير مصروفات المنزل أو أي أزمة مرتبطة بالأبناء، ويتركون الزوجة تتصرف بالطريقة التي تتناسب مع ظروف الأسرة.
وكانت ولاء تعتقد أن زواجها من الشاب الذي أحبته لفترة طويلة سيجعل حياتها سعيدة، لكنها فوجئت به يتخلى عن كل مهامه تقريبا ويكتفي بتسليمها جزءا من راتبه نهاية كل شهر، ولا يتدخل في أيّ شيء آخر يخص الأسرة حتى صارت مسؤولة عن بيتها وأولادها ومطالبة بالتوفيق بين عملها وعائلتها، وفوق كل ذلك إرضاء زوجها.
ووصلت الزوجة إلى حالة من الضغط النفسي دفعتها إلى المطالبة بالانفصال، فهي لم تعد تستطيع تحمل كل المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وكلما تحدثت معه عن ضرورة مشاركتها بعض المهام يرد بأنه ليس مطالبا بتربية الأبناء أو متابعة تعليمهم أو تحميل نفسه مسؤولية المنزل أو تدبير احتياجاته بما يفوق قدراته المادية.
وقالت لـ”العرب” إن تدليل الابن في الصغر من جانب أسرته يسبب له مشكلات كثيرة عندما يتزوج، إذ يكون غير قادر على تحمل المسؤولية، ويميل نحو الاتكالية وترك زوجته تواجه المشكلات وحدها.
هكذا اقتنعت الزوجة عندما اشتكت زوجها إلى والديه، حيث اعترفا بأنهما قاما بتدليله بطريقة زائدة عن الحد وكبرت معه هذه المسألة وعليها أن تتحمله كما هو.
رحاب العوضي: تحميل الزوجة وحدها المسؤولية يؤثر عليها نفسيا
وتعاني الكثير من الزوجات في مصر من اتكالية الأزواج وتنازلهم عن مهامهم الأسرية طواعية لصالح المرأة، لأنهم عاجزون عن تحمل المسؤولية بعكس الزوجات أو لأنهم لم يتربوا عليها في الصغر، ما يتسبب للنساء في أزمات نفسية ومعنوية وجسدية كثيرة، والبعض منهن يصبن بخيبة أمل ويتمسكن بالحياة الزوجية لأجل الأبناء فقط.
وغالبا ما تتسبب اتكالية الزوج في جمود العلاقة بين الشريكين حتى تصل إلى مرحلة الخرس الزوجي، ويفقدان التفاهم والتشارك في أي شيء يخص الأسرة والأبناء والحياة اليومية، ويعيش كلاهما في عزلة عن الآخر، وهذه أزمة صارت تعاني منها الكثير من الزوجات لتصل إلى مرحلة الانهيار النفسي من جانب الزوجة تحديدا.
والمعضلة أن أغلب العائلات تربي بناتها على تحمل المسؤولية لتكون المهمة الأولى للفتاة بعد الزواج بيتها وأولادها ورعاية زوجها، حتى لو كانت تعمل باعتبار أن ذلك من صميم دورها.
وفي الناحية الثانية لا تتحرك أسرة الشاب في نفس المسار، وتنمي في أذهانه أن ما يعيب الرجل فقط هو عدم قدرته على تلبية احتياجات منزله ماديا.
ويفكرعدد كبير من الشباب في أنهم مسؤولون عن الوفاء بالالتزامات المادية تجاه الأسرة من دون إدراك أن هناك مسؤوليات أخرى بالغة الصعوبة تتحملها المرأة ولا تستطيع القيام بها بمفردها، حتى صار الجانب الاتكالي عند الكثير من الرجال جزءا من تركيبتهم الشخصية، ويهتمون فقط براحتهم مقابل إرهاق الزوجة.
وقالت رحاب العوضي استشارية العلاقات الأسرية بالقاهرة إن أخطر ما يهدد العلاقات الزوجية أن تصل العلاقة بين الطرفين إلى حد الجمود لغياب التفاهم والتشارك بين الزوجين حول ما يرتبط بالأسرة، فتحميل الزوجة وحدها المسؤولية يؤثر عليها نفسيا ويجعلها تشعر كأنها في سجن وقد تندم على خطوة زواجها بالأساس.
وأوضحت لـ”العرب” أن “الرجل الاتكالي يكون نتيجة تربية أسرية خاطئة، لأنه لم يتعلم كيف يكون زوجا مسؤولا، ومن أهم مقاييس رجولته أن يرسم لعائلته المسار الصحيح ويخطط لها ويربي أولاده ويتابعهم تعليميا ويشارك في قراراتهم لا أن يهرب ويحمل زوجته كل شيء ثم يحاسبها على أي تقصير، فهذه أنانية فجة”.
والزوج المتواكل يصعب أن يؤسس أسرة متماسكة، فالمرأة بطبيعتها تحتاج إلى مشاركتها من جانب زوجها في القرارات ليشعرها بالأمان، أما تحوله إلى شخصية سلبية، فهذا يجعل العلاقة بين الطرفين مصابة بالجمود العاطفي، لأن اللامبالاة وعدم الاهتمام وغياب التفاهم كلها مؤشرات على خلل في العلاقة بين الشريكين.
الكثير من الزوجات يعانين من اتكالية الأزواج وتنازلهم عن مهامهم الأسرية طواعية، لأنهم عاجزون عن تحمل المسؤولية
وغالبا ما يكون الزوج الاتكالي مصابا بضعف الشخصية وعدم القدرة على مواجهة أي مشكلة، ويبدو عاجزا وغير قادر على إيجاد الحلول المناسبة، فيترك شريكته وحدها تواجه الأزمة وتبحث عن حلول لها، والمشكلة أن ذلك ينعكس على علاقة الأب بأولاده، إذ تكون الأم بالنسبة إليهم صاحبة الكلمة، وربما رجل البيت.
وعندما يعتقد بعض الرجال أن الاتكالية حق مكتسب لهم، لأن الزوجة من واجبها تحمل كل المسؤوليات في البيت والعمل وتربية الأبناء وتلبية احتياجاته الشخصية وعدم التقصير معه، قد تتعرض الزوجة إلى حالة اكتئاب دائمة، وتطاردها لعنة الانفصال لشعورها بأنها بلا زوج حقيقي.
وترى بعض الأصوات النسائية أن الرجل الاتكالي هو نتيجة زوجة عوّدته على ذلك، وقبلت بأن تتحمل وحدها مسؤولية كل شيء، لأنها لو كانت رفعت يديها عن القيام بالمهام المفترض أن يؤديها شريك حياتها لما وصل بها الحال إلى أن تصبح وحدها محملة بالهموم ومطالبة بالبحث عن حلول جذرية لمشكلات أسرتها.
وقال محمد هاني استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية في القاهرة، إن أكبر خطأ يقع فيه أحد الشريكين أن يعوّد أحدهما الآخر على نمط حياة خاطئ ليصبح مع الوقت حقا مكتسبا للطرف المخطئ، ويتحمل الشريك تبعات ذلك طوال حياته، لأن من تعود على شيء لا يستطيع تغييره بسهولة وقد يتحول إلى جزء من شخصيته.
وأكد لـ”العرب” أن الأذى النفسي للزوجة يتضاعف عندما تتحمل كل المسؤوليات ولا تلقى تقديرا من شريكها ليشعرها بأنه مدين لها بالفضل لأنها ترفع عنه أعباء يفترض أن يتحملها وحده، أو على الأقل يشاركها فيها، فالمسؤوليات الجسام عندما يتحملها الطرف الضعيف وتصبح فرضا عليه تهدد الحياة الأسرية.
ويبقى الحل الأمثل لمواجهة هذه العينة من الأزواج أن تكتفي المرأة بواجباتها كزوجة وأم فقط، لتجبر شريكها على أن يتعوّد على تحمل المسؤولية، حتى لو كانت قادرة على القيام بكل الواجبات، لكنها مع الوقت لن تستطيع استكمال المهمة.
وفي ذلك الوقت سوف يكون داء الاتكالية تمكن من شخصية شريكها وتصبح العلاقة بين الطرفين على حافة الانهيار عندما تكون الزوجة عاجزة عن الوفاء بكل المسؤوليات ويكون الزوج فاشلا في القيام بالحد الأدنى من مهامه كأب ورب أسرة.
الرجل الاتكالي نتاج تربية أسرية خاطئة.
عبء البيت ومسؤولية الأطفال يرهقان الزوجة
يؤكد استشاريو العلاقات الأسرية أن الرجل الاتكالي هو نتيجة لتربية أسرية خاطئة لم تعلمه كيف يكون زوجا مسؤولا، مشيرين إلى أن اتكالية الزوج تسبب أذى نفسيا للزوجة يتضاعف عندما لا تلقى تقديرا من شريكها ليشعرها بأنه مدين لها بالفضل لأنها ترفع عنه أعباء يفترض أن يتحملها وحده أو على الأقل يشاركها فيها.
القاهرة - منذ تزوجت الفتاة المصرية ولاء محمد وهي تتحمل كل شيء داخل الأسرة، لأن شريكها من نوعية الرجال الاتكاليين الذين لا يستطيعون تحمل المسؤولية، ويتهربون دائما من مواجهة المشكلات الحياتية سواء في تدبير مصروفات المنزل أو أي أزمة مرتبطة بالأبناء، ويتركون الزوجة تتصرف بالطريقة التي تتناسب مع ظروف الأسرة.
وكانت ولاء تعتقد أن زواجها من الشاب الذي أحبته لفترة طويلة سيجعل حياتها سعيدة، لكنها فوجئت به يتخلى عن كل مهامه تقريبا ويكتفي بتسليمها جزءا من راتبه نهاية كل شهر، ولا يتدخل في أيّ شيء آخر يخص الأسرة حتى صارت مسؤولة عن بيتها وأولادها ومطالبة بالتوفيق بين عملها وعائلتها، وفوق كل ذلك إرضاء زوجها.
ووصلت الزوجة إلى حالة من الضغط النفسي دفعتها إلى المطالبة بالانفصال، فهي لم تعد تستطيع تحمل كل المسؤوليات الملقاة على عاتقها، وكلما تحدثت معه عن ضرورة مشاركتها بعض المهام يرد بأنه ليس مطالبا بتربية الأبناء أو متابعة تعليمهم أو تحميل نفسه مسؤولية المنزل أو تدبير احتياجاته بما يفوق قدراته المادية.
وقالت لـ”العرب” إن تدليل الابن في الصغر من جانب أسرته يسبب له مشكلات كثيرة عندما يتزوج، إذ يكون غير قادر على تحمل المسؤولية، ويميل نحو الاتكالية وترك زوجته تواجه المشكلات وحدها.
هكذا اقتنعت الزوجة عندما اشتكت زوجها إلى والديه، حيث اعترفا بأنهما قاما بتدليله بطريقة زائدة عن الحد وكبرت معه هذه المسألة وعليها أن تتحمله كما هو.
رحاب العوضي: تحميل الزوجة وحدها المسؤولية يؤثر عليها نفسيا
وتعاني الكثير من الزوجات في مصر من اتكالية الأزواج وتنازلهم عن مهامهم الأسرية طواعية لصالح المرأة، لأنهم عاجزون عن تحمل المسؤولية بعكس الزوجات أو لأنهم لم يتربوا عليها في الصغر، ما يتسبب للنساء في أزمات نفسية ومعنوية وجسدية كثيرة، والبعض منهن يصبن بخيبة أمل ويتمسكن بالحياة الزوجية لأجل الأبناء فقط.
وغالبا ما تتسبب اتكالية الزوج في جمود العلاقة بين الشريكين حتى تصل إلى مرحلة الخرس الزوجي، ويفقدان التفاهم والتشارك في أي شيء يخص الأسرة والأبناء والحياة اليومية، ويعيش كلاهما في عزلة عن الآخر، وهذه أزمة صارت تعاني منها الكثير من الزوجات لتصل إلى مرحلة الانهيار النفسي من جانب الزوجة تحديدا.
والمعضلة أن أغلب العائلات تربي بناتها على تحمل المسؤولية لتكون المهمة الأولى للفتاة بعد الزواج بيتها وأولادها ورعاية زوجها، حتى لو كانت تعمل باعتبار أن ذلك من صميم دورها.
وفي الناحية الثانية لا تتحرك أسرة الشاب في نفس المسار، وتنمي في أذهانه أن ما يعيب الرجل فقط هو عدم قدرته على تلبية احتياجات منزله ماديا.
ويفكرعدد كبير من الشباب في أنهم مسؤولون عن الوفاء بالالتزامات المادية تجاه الأسرة من دون إدراك أن هناك مسؤوليات أخرى بالغة الصعوبة تتحملها المرأة ولا تستطيع القيام بها بمفردها، حتى صار الجانب الاتكالي عند الكثير من الرجال جزءا من تركيبتهم الشخصية، ويهتمون فقط براحتهم مقابل إرهاق الزوجة.
وقالت رحاب العوضي استشارية العلاقات الأسرية بالقاهرة إن أخطر ما يهدد العلاقات الزوجية أن تصل العلاقة بين الطرفين إلى حد الجمود لغياب التفاهم والتشارك بين الزوجين حول ما يرتبط بالأسرة، فتحميل الزوجة وحدها المسؤولية يؤثر عليها نفسيا ويجعلها تشعر كأنها في سجن وقد تندم على خطوة زواجها بالأساس.
وأوضحت لـ”العرب” أن “الرجل الاتكالي يكون نتيجة تربية أسرية خاطئة، لأنه لم يتعلم كيف يكون زوجا مسؤولا، ومن أهم مقاييس رجولته أن يرسم لعائلته المسار الصحيح ويخطط لها ويربي أولاده ويتابعهم تعليميا ويشارك في قراراتهم لا أن يهرب ويحمل زوجته كل شيء ثم يحاسبها على أي تقصير، فهذه أنانية فجة”.
والزوج المتواكل يصعب أن يؤسس أسرة متماسكة، فالمرأة بطبيعتها تحتاج إلى مشاركتها من جانب زوجها في القرارات ليشعرها بالأمان، أما تحوله إلى شخصية سلبية، فهذا يجعل العلاقة بين الطرفين مصابة بالجمود العاطفي، لأن اللامبالاة وعدم الاهتمام وغياب التفاهم كلها مؤشرات على خلل في العلاقة بين الشريكين.
الكثير من الزوجات يعانين من اتكالية الأزواج وتنازلهم عن مهامهم الأسرية طواعية، لأنهم عاجزون عن تحمل المسؤولية
وغالبا ما يكون الزوج الاتكالي مصابا بضعف الشخصية وعدم القدرة على مواجهة أي مشكلة، ويبدو عاجزا وغير قادر على إيجاد الحلول المناسبة، فيترك شريكته وحدها تواجه الأزمة وتبحث عن حلول لها، والمشكلة أن ذلك ينعكس على علاقة الأب بأولاده، إذ تكون الأم بالنسبة إليهم صاحبة الكلمة، وربما رجل البيت.
وعندما يعتقد بعض الرجال أن الاتكالية حق مكتسب لهم، لأن الزوجة من واجبها تحمل كل المسؤوليات في البيت والعمل وتربية الأبناء وتلبية احتياجاته الشخصية وعدم التقصير معه، قد تتعرض الزوجة إلى حالة اكتئاب دائمة، وتطاردها لعنة الانفصال لشعورها بأنها بلا زوج حقيقي.
وترى بعض الأصوات النسائية أن الرجل الاتكالي هو نتيجة زوجة عوّدته على ذلك، وقبلت بأن تتحمل وحدها مسؤولية كل شيء، لأنها لو كانت رفعت يديها عن القيام بالمهام المفترض أن يؤديها شريك حياتها لما وصل بها الحال إلى أن تصبح وحدها محملة بالهموم ومطالبة بالبحث عن حلول جذرية لمشكلات أسرتها.
وقال محمد هاني استشاري الطب النفسي والعلاقات الزوجية في القاهرة، إن أكبر خطأ يقع فيه أحد الشريكين أن يعوّد أحدهما الآخر على نمط حياة خاطئ ليصبح مع الوقت حقا مكتسبا للطرف المخطئ، ويتحمل الشريك تبعات ذلك طوال حياته، لأن من تعود على شيء لا يستطيع تغييره بسهولة وقد يتحول إلى جزء من شخصيته.
وأكد لـ”العرب” أن الأذى النفسي للزوجة يتضاعف عندما تتحمل كل المسؤوليات ولا تلقى تقديرا من شريكها ليشعرها بأنه مدين لها بالفضل لأنها ترفع عنه أعباء يفترض أن يتحملها وحده، أو على الأقل يشاركها فيها، فالمسؤوليات الجسام عندما يتحملها الطرف الضعيف وتصبح فرضا عليه تهدد الحياة الأسرية.
ويبقى الحل الأمثل لمواجهة هذه العينة من الأزواج أن تكتفي المرأة بواجباتها كزوجة وأم فقط، لتجبر شريكها على أن يتعوّد على تحمل المسؤولية، حتى لو كانت قادرة على القيام بكل الواجبات، لكنها مع الوقت لن تستطيع استكمال المهمة.
وفي ذلك الوقت سوف يكون داء الاتكالية تمكن من شخصية شريكها وتصبح العلاقة بين الطرفين على حافة الانهيار عندما تكون الزوجة عاجزة عن الوفاء بكل المسؤوليات ويكون الزوج فاشلا في القيام بالحد الأدنى من مهامه كأب ورب أسرة.