بعد 19 عاماً على عرضه.. شارة التغريبة الفلسطينية حيّة بأذهان متابعيه
أجمع العديد من رواد التواصل الاجتماعي على الأثر الكبير لشارة مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، وارتباطها الوثيق بتلك القضية بأذهانهم، كملحمة موسيقية لا يمكن نسيانها.
يوم أمس الأحد قام المايسترو “طاهر مامللي” بنشر شارة “التغريبة الفلسطينية” عبر حسابه “فيسبوك”. التي قام بتلحينها، وكان لها حصة كبيرة بالنجاح كالذي حققه العمل الذي أخرجه الراحل “حاتم علي”.
وجاء نشر “مامللي” لها، في وقت تضج به الأفكار والأحاديث حول “فلسطين” بعد بدء عملية “طوفان الأقصى”. ما حفّز متابعوه للتعبير عن مدى إعجابهم بها.
فلا تزال تلك الشارة خالدة في قلوبهم، وشكلت علامة فارقة بتاريخ الدراما العربية، فلم تكن عبارة عن أغنية مسلسل تلفزيوني، بقدر ما أصبحت أنشودة وطنية تُردد في كل مناسبة تتعلق بـ”فلسطين”.
واستذكر عدد آخر من متابعي “مامللي” المخرج “علي” الذي أبدع في مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، بينما أكد قسم منهم استحالة أن تُنزع تلك الشارة من داخلهم. فقد باتت ترتبط بالقضية الفلسطينية ولخصت كل الوجع حيالها.
مسلسل التغريبة الفلسطينية
في عام 2004 اجتمع “علي” والكاتب “وليد سيف” وأنتجا واحدة من أيقونات المسلسلات الدرامية عبر “التغريبة الفلسطينية”. وصوّرا قصة من آلاف القصص الواقعية التي يعاني منها الفلسطينيون في تلك الحقبة.
وذلك من خلال حياة أسرة ريفية، واجهت جشع الاحتلال، بين الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى نهاية الستينيات. وعكس “علي” أفكار “سيف” واستعرضها عن طريق صور مرئية، في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وأوجاع أبنائها.
ولم تكن المكانة التي حققها العمل عند عرضه وإلى الآن وليد الصدفة، بل لما قدّمه من قضايا نشطت الذاكرة عند من عاش تلك المرحلة. و أسس لبناء مخزون مضاف في عقول الأجيال الجديدة.
ووقف بوجه كل المحاولات الساعية لطمس التاريخ الفلسطيني، وأدى المسلسل مهمة الدراما بتقديم الفائدة للمشاهدين، فهو لم يغطِّ الجانب الثوري فقط، بل استعرض قدر الإمكان الشرائح الاجتماعية الفلسطينية وطبيعة العلاقات الاجتماعية ما بينها.
فقد تابع محبو مسلسل “التغريبة الفلسطينية” كيف عاش الفلاح حينها، وطبيعة حياة العامل إلى جانب الشخصيات المثقفة. مع الثوار وغيرهم، فكان جامعاً لكل الطبقات التي كان من الصعب على البعض ملاحظتهم معاً في تلك المرحلة.
يشار إلى أن شارة مسلسل “التغريبة الفلسطينية” من تأليف الشاعر الفلسطيني “ابراهيم طوقان” من قصيدته “الفدائي”. وقام بتلحينها المؤلف الموسيقي “طاهر مامللي”، وأداها المغني “عامر خياط”.
وقام ببطولته الراحل “خالد تاجا” مع عدد من الفنانين السوريين منهم “يارا صبري، نسرين طافش، تيم حسن، باسل خياط. تيم حسن، ميرنا شلفون” والكثير غيرهم.