النحات باسم التكريتي ، النحت والمطاولة والأصالة – فاروق سلوم
منذ اوغست رودان ، الذي شكلت اعماله الأنطباعية النحتية مدخلا الى النحت الحديث خلال القرن التاسع عشر ، والنقاش الفني حول النحت يأخذنا نحو اتجاهاين اساسيين ، مرة ً يدور حول السمات الفنية للنحت الحديث ، كالاهتمام بالبنية والجزء في النظر الى الجسد الأنساني ،والعناية بالسطح وتفاصيله التعبيرية ، والحركة ، والدمج الرمزي للتعبيرالداخلي لشخص ما اوتصويره الخارجي ، او ماسمي " العناية بالجوهر" ؛ و إيلاء اهتمام أكبر للتجريد والتجزئة ومن ثم التركيزعلى التصميم والشكل والحجم في تمثيل موضوع ما.
وفي مرة اخرى يأخذنا الحوار نحو مادة النحت اليوم من الحجر والخشب الصلد الى هشاشة الأقمشة والأسفنج والمواد الصناعية . وبين هذه الحوارات وغيرها يمضي النحت العراقي الحديث نحواتجاهات مميزة وضعته بين اهم مدارس النحت العربي اليوم .
وكلما تأملت اعمال الفنان النحات باسم التكريتي – 1945 -Basim Altkretye خلال عقود من الأنكباب على انشغالاته النحتية بحرفية عالية ، وجدتني اتأمل اعمال نحات تأصيلي يعبرعن وفائه ازاء ما تركه لنا النحات العراقي الأول في المجسمات والأعمال المنحوته وما تركه لنا الفنان الكبير جواد سليم من ميزات نحتية ورؤى وتجارب مهمة ، وكذلك ما تركه في نفسه من تأثيرات كبيرة الفنان النحات محمد غني حكمت من خبرات ورؤى وتجارب والذي يسميه الفنان باسم التكريتي "معلمي" .
النحات باسم التكريتي مشغول بأسئلة العالم والأنسان ولذلك فهو يحول الخشب والحجر الصلب والفلز الى مادة حية تمنح مضامينها كل دلالة رمزية وتعبيرية . وتبدو حرفية النحات التي تُحوّل المادة الى نبعٍ من المعاني ،يجعلها تحمل ثراءً روحيا ودلالات التعايش مع الزمن وتحولاته ومع اسئلته الوجودية التي غالبا ماتمثل موقف الأنسان عموما وتأملاته ورؤاه .
منذ طفولته في مدينته تكريت بدأت تجارب باسم محمد صالح التكريتي الأولى مع رعاية معلمه ، ثم انتقل الى بغداد لتتاح الفرصة الأوسع ليكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة للفترة 1963 – 1967حيث حصل على شهادة البكلوريوس في النحت ، و بدأت تجاربه الوظيفية بين وزارة التربية ووزارة الثقافة في مجال التدريب والأشراف وتدريس مادة النحت ورئاسة العديد من الأقسام والدوائرالتي لها علاقة بهذا الفن الجمالي الأصيل . وقد تصاحب ذلك مع اسهامه في العديد من اللجان الفنية للمعارض والنشاطات واعمال اللجان المتخصصة بتنظيم المعارض التشكيلية والمؤتمرات الفنية ، وله العديد من الدراسات والبحوث في مجالات االفنون البصرية والنحت بشكل خاص . ومنذ السبعينات وهو حاضر في كل المعارض الفنية التشكيلية العراقية والعربية والمشاركات الدولية المتاحة .
وبعد ان تنقل في وظائف عديدة ومهام وظيفة مختلفة وعضوا في الكثير من لجان تخصصية ودوائر رسمية عين مديرا لمديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة . وهو عضو فاعل في كل من نقابة الفنانين وجمعية الفنانين التشكيليين .
انه يعتبر تلك الخبرات رصيدا فنيا لتكريس معارفه وحرفيته واسلوبيته التي يتشكل من خلالها موضوعه النحتي ، في نفس الوقت ، على الخشب المتنوع والحجر والنحاس . وعند قراءة منحوتات باسم التكريتي سنتوصل الى ان الأنسان هو مركز اهتمامه لبلوغ هدف النحت ومصداقيته التعبيرية من خلال انعكاسات الحياة المعاصرة واسئلتها على انسانه الذي شغل معظم اعماله النحتية ومشاركاته ومعارضه الفردية الخمسة التي اقامها عبر سنوات تجربته النحتية وفي مشاركاته الدائمة في المعارض الجماعية للفنانين العراقيين التي حرص على المشاركة فيها بأعماله النحتية .
و اترك هنا المساحة الأكبر لأعماله لتتحدث عن افكار فنان ونحات منح فنه جوهر وعيه وسنوات عمره وجهده من اجل الفن وجمالياته ومن الأنسان وحلمه .
راجيا منه ان يترك تعليقاته على كل صورة ليعرّف بها وبالمعرض والنشاط
فاروق سلوم - السويد
منذ اوغست رودان ، الذي شكلت اعماله الأنطباعية النحتية مدخلا الى النحت الحديث خلال القرن التاسع عشر ، والنقاش الفني حول النحت يأخذنا نحو اتجاهاين اساسيين ، مرة ً يدور حول السمات الفنية للنحت الحديث ، كالاهتمام بالبنية والجزء في النظر الى الجسد الأنساني ،والعناية بالسطح وتفاصيله التعبيرية ، والحركة ، والدمج الرمزي للتعبيرالداخلي لشخص ما اوتصويره الخارجي ، او ماسمي " العناية بالجوهر" ؛ و إيلاء اهتمام أكبر للتجريد والتجزئة ومن ثم التركيزعلى التصميم والشكل والحجم في تمثيل موضوع ما.
وفي مرة اخرى يأخذنا الحوار نحو مادة النحت اليوم من الحجر والخشب الصلد الى هشاشة الأقمشة والأسفنج والمواد الصناعية . وبين هذه الحوارات وغيرها يمضي النحت العراقي الحديث نحواتجاهات مميزة وضعته بين اهم مدارس النحت العربي اليوم .
وكلما تأملت اعمال الفنان النحات باسم التكريتي – 1945 -Basim Altkretye خلال عقود من الأنكباب على انشغالاته النحتية بحرفية عالية ، وجدتني اتأمل اعمال نحات تأصيلي يعبرعن وفائه ازاء ما تركه لنا النحات العراقي الأول في المجسمات والأعمال المنحوته وما تركه لنا الفنان الكبير جواد سليم من ميزات نحتية ورؤى وتجارب مهمة ، وكذلك ما تركه في نفسه من تأثيرات كبيرة الفنان النحات محمد غني حكمت من خبرات ورؤى وتجارب والذي يسميه الفنان باسم التكريتي "معلمي" .
النحات باسم التكريتي مشغول بأسئلة العالم والأنسان ولذلك فهو يحول الخشب والحجر الصلب والفلز الى مادة حية تمنح مضامينها كل دلالة رمزية وتعبيرية . وتبدو حرفية النحات التي تُحوّل المادة الى نبعٍ من المعاني ،يجعلها تحمل ثراءً روحيا ودلالات التعايش مع الزمن وتحولاته ومع اسئلته الوجودية التي غالبا ماتمثل موقف الأنسان عموما وتأملاته ورؤاه .
منذ طفولته في مدينته تكريت بدأت تجارب باسم محمد صالح التكريتي الأولى مع رعاية معلمه ، ثم انتقل الى بغداد لتتاح الفرصة الأوسع ليكمل دراسته في كلية الفنون الجميلة للفترة 1963 – 1967حيث حصل على شهادة البكلوريوس في النحت ، و بدأت تجاربه الوظيفية بين وزارة التربية ووزارة الثقافة في مجال التدريب والأشراف وتدريس مادة النحت ورئاسة العديد من الأقسام والدوائرالتي لها علاقة بهذا الفن الجمالي الأصيل . وقد تصاحب ذلك مع اسهامه في العديد من اللجان الفنية للمعارض والنشاطات واعمال اللجان المتخصصة بتنظيم المعارض التشكيلية والمؤتمرات الفنية ، وله العديد من الدراسات والبحوث في مجالات االفنون البصرية والنحت بشكل خاص . ومنذ السبعينات وهو حاضر في كل المعارض الفنية التشكيلية العراقية والعربية والمشاركات الدولية المتاحة .
وبعد ان تنقل في وظائف عديدة ومهام وظيفة مختلفة وعضوا في الكثير من لجان تخصصية ودوائر رسمية عين مديرا لمديرية التراث الشعبي في وزارة الثقافة . وهو عضو فاعل في كل من نقابة الفنانين وجمعية الفنانين التشكيليين .
انه يعتبر تلك الخبرات رصيدا فنيا لتكريس معارفه وحرفيته واسلوبيته التي يتشكل من خلالها موضوعه النحتي ، في نفس الوقت ، على الخشب المتنوع والحجر والنحاس . وعند قراءة منحوتات باسم التكريتي سنتوصل الى ان الأنسان هو مركز اهتمامه لبلوغ هدف النحت ومصداقيته التعبيرية من خلال انعكاسات الحياة المعاصرة واسئلتها على انسانه الذي شغل معظم اعماله النحتية ومشاركاته ومعارضه الفردية الخمسة التي اقامها عبر سنوات تجربته النحتية وفي مشاركاته الدائمة في المعارض الجماعية للفنانين العراقيين التي حرص على المشاركة فيها بأعماله النحتية .
و اترك هنا المساحة الأكبر لأعماله لتتحدث عن افكار فنان ونحات منح فنه جوهر وعيه وسنوات عمره وجهده من اجل الفن وجمالياته ومن الأنسان وحلمه .
راجيا منه ان يترك تعليقاته على كل صورة ليعرّف بها وبالمعرض والنشاط
فاروق سلوم - السويد