منعم فرات) الظاهرة العراقية الفريدة..الفنان الفطري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • منعم فرات) الظاهرة العراقية الفريدة..الفنان الفطري

    (منعم فرات) الظاهرة العراقية الفريدة..الفنان الفطري الذي تفوح من اعماله بخور أساطير وادي الرافدين ..

    ولد الفنان ( منعم بربوت وادي ) المعروف في الوسط الفني بـ (منعم فرات) في بغداد محلة الشيخ علي في جانب الكرخ عام 1900.
    تعلم القراءة والكتابة وحفظ القران الكريم بواسطة الكتاتيب وعمل مزارعا في أرضه وكان يفكر في النحت فذهب وجاء بصخرة و أدوات إلى المزرعة وبدأ ينحت فحولها إلى رأس إنسان فهنأ نفسه واستمر على النحت وكان عمره 18 سنة وظل يواصل العمل وينحت.
    ألف أكثر من ثلاثون كتابا منها ((ايهل الراقد)) ، ((العاجزون في الأرض)) و ((اللؤلؤة والصراع العنيد)).
    حصل منعم فرات على الجائزة الاولى بدرجة ممتازة في المهرجان الدولي الثالث للفنون الفطرية الذي أقيم بمدينة (براتسلافا) في جيكو سلوفاكيا بداية شهر ايلول عام 1972 وشارك فيه (55) فناناً.
    وقال عنه النحات محمد غني حكمت ” إن أعمال منعم فرات أصبحت وستصبح أمثولة لأكثر من فنان عراقي ، ذلك لان أعماله الخاصة ، وأسلوبه في تصوراته برمتها لا تتصل بمدرسة فنية معينة ، ولا تشتبك بجذور من مؤثرات خارجية ، أنها خلاصة ملاحظة عامة للمنظورات وتعبيرات مبهمة لأحاسيس وأخيلة عن الحيوان والإنسان في حبهما وفرحهما .. في غضبهما ورضاهما .. في أحلامهما وأمانيهما ، إن شخوص منعم فرات ، تتحدث عن قصص وأساطير تعيش في عالم لم نصل بعد إليه .. ولكم تمنيناه ! .. فليس منا من رأى أنسانا برأس حيواني أو حيوانا برأس إنساني ، إن مخلوقات عالمه تتراكم بشكل عجيب ، وتنبت على أجزاء من أجسامها مخلوقات أخرى ليست من جنسها ، تعيش في صراع صامت .. في وحدانية وانفرادية ، كئيبة حتى الأعماق ، ولكنها رغم كل ذلك تفكر في اللانهائي ، وتعيش في قعر الصمت الموحش ، إنها تمثل ذلك الاضطراب والقلق الذي يغرق فيه عالمنا ، وهذا ما يريد الفنان تحقيقه بشكل لا إرادي ، ليشبع رغبتنا في تأمل صوره العجيبة التي يخلقها بأزميله الصغير “.
    منعم فرات بعفويته وجرأته وانتصاره على الحجارة الصلدة استطاع أن يخرج بقامته ووضوحه إلى هذا العالم الذي يفتش عن كل ما هو جديد ويقول للجميع ها أنا ذا اطرح أسلوبي العراقي المتفرد والمتجذر والمنحدر من صلب المبدعين الأوائل ، في سومر وأكد وآشور ، أولائك الفنانون المجهولون الذين اظهروا اسم العراق بأعمالهم التي تتحدث عن الأوائل في التاريخ الطويل ، أظهره إلى دائرة النور الراحل الدكتور أكرم فاضل ، حاملا همومه وأسرار أسلوبه الذي لا يمت بصلة إلى الأساليب الأخرى وحتى السومرية لكن إصراره إصرار سومري وشخصياته من عالم سحري فطري مرجعياتها في ذاكرته التي تمتد وتتوغل في موروث الشعب العراقي منذ طفولته التي عاشها في القرية وسمع الحكاية وشاهد مأساة الفرد هناك حتى شبابه وكهولته التي تداخلت مع موروث المدينة وتعاشقت مع مفرداتها اليومية إذن هذه هي مقومات منحوتاته ، وعلى الرغم من فطريتها وبدائيتها إلا إنها تعيش عالمها الخاص معبرة بصمت عن الأحداث التي ورثتها من هذا الشعب العراقي ، في جلستها تصغي إلى الآخر بوجه بشوش على الرغم من ثقل هموم الدنيا التي تحملها ، هذه الهموم التي ورثتها من الشعب العراقي ، الآتية من ظلم استعماري عثماني وظلم استعماري انكليزي وظلم إقطاعي مسنود من نظام تعسفي عميل ، هي صامتة وتنتظر لتنفجر بقوة ضد ظلم هؤلاء ، والصبر والأناة والتصرف باتزان هو سمة من سمات الشعب العراقي موروثة وموغلة بالقدم والقطعة الفريدة من تمثال آخر متراصة في كل جوانبها الدائرية ولا تعطي أي مجال لاختراقها وفك مفاتيحها وهي مأخوذة من المثل القائل (حط ظهرك على ظهر أخوك ونام) أما التمثال الثاني هو جلسة الحكيم وتقاطر الناس عليه للاحتكام ، وهذه المنحوتات أربكت الفنانين العراقيين عندما انتبهوا لها بل أدهشت فناني العالم والنقاد عندما عرضت في الخارج من كونها قدمت قيمة كبيرة في الفن الفطري السائد في العالم.
    أصبح منعم فرات عضوا عاملا في نقابة الفنانين العراقيين بتاريخ 7\1\1971 أحيل إلى التقاعد في الثامن من آب عام 1972، كانت أحالته على التقاعد فاجعة إنسان مرهف الشعور ومرهق الجسد قذفت به سيارة مجهولة على رصيف مهمل في أحد شوارع بغداد فوجد ميتا وبموته انتهت حياة الفنان الفطري منعم فرات الذي تعامل مع الحجر بكل الحب والإبداع وجسد في فنه الطبع والصنعة على حد سواء.

    منقول بتصرف..
يعمل...
X