الفن التشكيلي العراقي من الموروث الحضاري إلى الحداثة--صباح محسن كاظم
تميز الموروث الرافديني الفني في(النحت والرسم) بمنجزه الثر من مونليزا سومر، الى أسد بابل، الى الثيران المجنحة في نينوى ، وقدمت الاجيال العراقية المبدعة رؤى فنية ساحرة غاية في الجمال،من خلال المنحوتات الضخمة، والهائلة، والمتنوعة من التماثيل الصغيرة ..واللقى الحضارية.. الى الرسم على الاواني الفخارية.. أو تزيين المعابد في اور ،وبابل، والنمرود....،وقد زينت تلك الابداعات المتحاف العالمية في اللوفر.. ولندن ..واسطنبول.. وألمانيا ومعظم المتاحف الاخرى التي هربت لها الاثار العراقية التي يقدر عددها (170) الف أثرا حضاريا،وتبعها (15) الف قطعة آثارية نهبت من المتحف العراقي.كذلك تميز (الفن الاسلامي في العمارة الاسلامية )،و(القباب المدهشة) و(الريازة الفاخرة )والاهتمام ب(الخط والزخرفة والتصميم ) الذي أصبحت المدرسة العراقية علامة فارقة فيه ، لم يكتفِ سراق الآثار بنبش وهدم وتدمير آثارنا بل تعداه إلى سرقة اللوحات الفنية الرائدة ،وقد تعرضت العديد من القاعات الفنية الى النهب والاحراق بعد سقوط الصنم...وتميزت الاجيال الفنية العراقية بأصالة ابداعها وتجدده من المبدع جواد سليم،وفائق حسن ، وحافظ الدروبي،ونوري الراوي،ورافع الناصري،وعلاء بشير، محمد مهر الدين، والمبدع شاكر حسن آل سعيد الذي اعتمد التنظير في فنه محلقا بفضاء التصوف ومنتجا البعد الرابع الذي يتحدث عنه سواء في المتحف العراقي بندواته أو في قاعة اتحاد الادباء والكتاب في اماسيه الثقافية مطلع الثمانينييات،التشكيل عند العراقيين موهبة متجددة مترعة بالجمال والتجديد.وظهرت -أجيال أكاديمية -مهمة لايمكن عدها ،لابأس بذكر (بعضها)،كالأساتذة د.فاخر محمد ..د-كاظم نوير..د-عاصم عبد الامير.. د-صفاء السعدون ..دعلي شناوة وادي.. د-جواد الزيدي .. د-شوقي الموسوي ..د-محمد الياسري د-أياد حياوي ..وحيدر الياسري ومئات من المبدعين في الداخل والخارج.كد- مصدق الحبيب د-محمد سعيد الصكار، ستار كيووش، ومحمد جبر ،والشاعر والتشكيلي علي البزاز ...ومئات آخرين وقد برزت تشكيليات عراقية مبدعة كنزهت سليم ،وليلى العطار ، ورملة الجاسم وعشرات من التشكيليات العراقيات ،وظهرت المبدعة العالمية زها حديد فن التصميم المعماري وكثير أخريات ،من المصممات المبدعات كأصيل سلوم و هناء مال الله وغيرهن ،وتميز النشاط التشكيلي بأزدياد المعارض في قاعة الاورفلي- والرواق -وقاعة الفن الحديث -وقاعات المدن العراقية المختلفة.. وقد حاول النظام تجيير الفن لصالحه من خلال رسم لوحة لقائده المهزوم دوما على جميع المباني والدوائر الرسمية ونصب التماثيل له في كل شوارع المدن،مما حدى بالعديد من المبدعين العراقيين الى الهجرة خارج وطنهم،، وفي مدينة الفن الناصرية ظهرت أجيال مبدعة لايمكن احصاءها من الراحلين ناجي السنجري.. ومحمد صبري.. وجبار مامون ؛والمهاجرين خارج وطنهم كسعدي داوود ،وفائق حسين، والمبدع العالمي الراحل"أحمد الجاسم" ومن من غادر المدينة الى بغداد ومدن أخرى كالمبدع الأستاذ "كاظم إبراهيم" ،فيما لازالت أجيال إبداعية تترى وتنهل من التراث والحضارة في هذا العطاء الجمالي المستمر،فلا مدينة عراقية إلا وفيها من التشكيليين المبدعين الرائعين يعملون بهمة الابداع الدؤوب، .... وقد ألفت كتب مهمة جدا عن التشكيل العراقي منها (الفن التشكيلي المعاصر في العراق مرحلة الستينيات ) للناقد عادل كامل ..و(ذاكرة الثمانينيات التشكيل العراقي المعاصر )د-عاصم عبد الامير ....و(قيم تشكيلية في الشعر العراقي) للناقد خالد خضير الصالحي ،وكتب أخرى أكاديمية رسائل جامعية عديدة طبع قسم منها والاخرى لازالت لم تطبع ،كما صدرت دراسات نقدية عن التشكيل للمبدعين خضير الزيدي ،وياسين النصير (المدينة والفن التشكيلي )
وكتب المبدع معتز عناد غزوان (التصميم والمجتمع ) ...
وقدمت في مدينة الفن "الناصرية"المعارض التشكيلية الثلاثة للمبدعين التشكيليين في ذي قار وقد شارك (33) فنانا في هذا المعرض الاول الذي يمثل منجزا رائعا في التشكيل العراقي لما تضمنته الاعمال المعروضة من رؤى متنوعة اعتمدت الموروث الحضاري السومري مع اشراقات الحضارة الاسلامية في استخدام الحروف العربية، والايات القرآنية، في بعض اعمال المبدعين... وكذلك الرؤى الحداثوية في التجريد واستخدام المدارس الفنية المختلفة كالتكعيبية، والسريالية، والانطباعية ،انطلاقا من ارض اور ارض الحضارة والابداع، الى فضاءات اوسع برؤى جمالية وقيمية بأطر وانساق تمثل الخطاب الجمالي الانساني الشمولي ، ثمة افكار رائعة تمثل المدينة ، الاهوار ، ثنائية الصراع بين الخير والشر ،والعدل والظلم وظفت بلمسة سحرية نفذها المبدعون من تشكيليين تعددت اساليبهم وتعبيراتهم تؤشر بوصلة ابداعهم الى شعب تواق للحرية لم تستطع سلطة القمع المباد ان تجتث تلك الروح الابداعية المتألقة ، ان الموروث الحضاري لوادي الرافدين هو الخزين الهائل والمنجم الكنز في استلهام هؤلاء المبدعون ترى الرموز الحضارية شاخصة في ابداعهم على سطح تلك اللوحات وفي مضامينها الجمالية هنا اثرا سومري ، زقورة ، الة موسيقية ، النخلة ، المشحوف ، موروثات شعبية مع اسئلة الحاضر عراق الحرية وسايكلوجية العنف وصراع النفس الانسانية جسدت هذه المفاهيم الانسانية في هذا المعرض الذي يؤسس لوعي جمالي في عراق الحرية فمثلت لوحات محمد سوادي استلهام البيئة وموروثها من الشناشيل والحارات مع اختزال العنوان وشفرات لونية تحمل مضامين الحارة القديمة الابواب الشبابيك واسقاط ضوء الشمس على تلك الامكنة جسد ذلك في ثلاثة لوحات اما بالنسبة للفنان حسين ثامر الطاهر لوحتان عمل على التجريد في استلهام الموروث السومري الحضاري وربطه بالواقع المعاش بعصرنة حداثوية لتتجانس بروحية واحدة، اما حيدر صبار فقد استخدم القباب والزخارف الاسلامية دلت على ارتباط الفنان بموروثه الاسلامي جسده في لوحته المعروضة، اما كاظم جبار فقد استلهم الحياة في الاهوار مع استخدام الالوان البراقة الجمالية التي تحاكي البيئة الجميلة وقد مال الى الانطباعية في عمله ،هذه البيئة الساحرة في القصب والطيور مع زرقة السماء... الفنان كريم داود استخدم المزاوجه بين المورث الشعبي والموروث التاريخي القديم للحضارات العراقيه فهو يستخدم الابواب والتعويذات وله لمسات موزعه على زوايا اللوحه بانتقاء جمالي ملموس اذ انه اثبت من خلال لوحاته الثلاث انتمائه لهذا الارث العميق بانتقائيه لونيه وشكليه باهره، اما الفنان احمد عبد عصواد الذي تناول في لوحته تجريدا لعالم الايقونات حين تنفتح على عوالم عديده استخدم ذلك بحريه الانتقاء والتناول بموازنه لونيه جذابة ،أما الفنان شاكر الجابري في اعماله وظف الحائط وما يترك عليه من ذكريات وخطوط عامه فا الحائط لديه لوحه مفتوحه للجميع ومن الممكن قراءتها لدى الماره فنقلها الى خامه لوحته... وحين تنظر الى لوحات الفنان وسام صبري تجده استخدم الحياه العراقيه بشخوصها المتألمه لواقع مر فالمشاهد يستطيع قراءه اللوحه من اي جانب ومعنا ذلك ان هذه الحياه محاطه بالروح عراقيه بحته فتناول ذلك بتجريد فني رائع،وانجز الفنان علي صبري أعماله بتناول روحيه الموروث العراقي الخاص بالمدينه بالوان جنوبيه شفافه متمثلا تلك الحياة الطيبة ببساطتها وحميميتها، والفنان فلاح الذي استخد م موضوع المسيح بروحيه عاليه من خلال اللون الواحد السماوي يبوح من خلالها عن مظلوميه الانسان، اما الفنان الاخر ماجد هاشم شارك بلوحتين تنتمي الى التجريد مع استخدام الالوان الداكنة مع شفافية ومحاولا الانتقال من العتمة الى الضوء الذي ابدع في صياغة افكاره من خلال اللوحتين التي تمثل النساء ...والفنان عامر عباس شارك بلوحة واحدة انطباعية تمثل بتكوينات لونية مشرقة تمثل الواقع العراقي بطريقة تكعيبية لاظهار القيمة الجمالية للون واستخدامه بطريقة هارمونية بالاضافة الى الاجزاء اللونية المتضادة في اللوحة ،اما الفنان علي عجيل شارك في ثلاثة اعمال تتضمن رؤى حداثوية مستلة من الحضارة السومرية وارثها الضخم بلمسة فنية رائعة فمهد الحضارات هي مصدر الهام الفنان التشكيلي،والمبدع العراقي في شتى ظروب الابداع،، كذلك زكي كاظم لوحة مائية تتضمن الطبيعة العراقية بشفافية الالوان المائيةالساحرة... اما المبدع المتجدد عادل داود فقد قال عن لوحاته بما ان لكل فنان خصوصية في التعبير بانتاج أي عمل ابداعي فقد اثرت الحضارة السومرية بكل حيثياتها في نتاج عمله ،ومن خلال ملاحظتي على منجزه المتكون من لوحتين اتضح استخدام اللون الازرق رمزا للخيوط في الحضارة السومرية معتمدا على الرموز والاشارات كما يفعل الفنان السومري القديم بتجريد حداثوي معاصر
اما الفنان علي شهيد وظف الموروث الشعبي والفلكلوري بتشكيل رؤى معبرة عن تراث الرافدين الجنوبي من خلال استخدام المضيف بشكل بارز في عمله والفنان اياد حياوي ابدع في لوحاته الثلاثة التي جسدت اختلاجات الانسان في دواخله وصراعاته مع المحيط وسطوة الانسان الاخر بتوظيف سلطة القمع والارهاب والعنف على الضحية.. اما المبدع الفنان عادل هليل فقد جسد في اعماله ومنجزه الابداعي بلوحتين تمثل التعبير عن الصراعات داخل النفس الانسانية والوعي الباطني الذي ينعكس على سطوح لوحاته الجميلة بعقلنة فكرية يؤطرها بانتماء الفنان لواقعه... اما الفنان انور طالب فقد مثل موضوعة المرأة العربية بروحية الفلكلور من خلال توظيف الوشم على جسد المرأة وبعض الاحجار التي تضعها النساء في الريف العراقي وشارك الفنان المبدع لهيب كامل جسد في لوحتين تدهشك بجمالية الرؤى والمضامين الساحرة متمثلا ثنائية الصراع بين الخير والشر والقبح والجمال واسقاطات الفنان التي تمليه الصراعات النفسية على منجزه الابداعي اما اسعد الشطري تمثلت اشراقاته بثيمة جمالية من خلال تجسيد الريف الجنوبي من خلال المشحوف ( التركة السومرية ) والنخيل .
اما المبدع والمتألق محمد هاشم فقد استلهم الحرف العربي بروحية اسلامية تتضمن ايات قرانية بجمالية لونية ممتزجة مع اسقاطاته الفكرية لقد تفرد الفنان محمد هاشم في منجزه في بلاد وادي الرافدين من خلال تكريس الموروث الاسلامي في لوحاته اما كاظم الركابي لوحتان سرياليتان جسد فيهما صراع الانسان مع ذاته ومع المحيط وكذلك الذاكرة وما يحيط بها من تشوهات، اما هاشم الفنان جسد في لوحتين الطبيعة العراقية من خلال الماء والنخيل وشمس الحرية قاسم البطاط وحيدر فاخر وبشير الطائي شاركوا بلوحات تمثلت قسوة المحيط من خلال اختراق المسامير جسد الانسان اما البطاط تمثلت رؤاه بتوظيف الحرف العربي الاسلامي وتجسيد الايات القرانية على سطح اللوحة وحيدر فاخر اعتمد على الرمزية في التعبير عن المعاناة بخروج الراس عن اللوحة فالجسد مقطوع في لوحته قد يرمز الفنان في ذلك الى واقع معاصر يقصد فيه الارهاب والعنف او العذابات الانسانية .
ان قيمة هذا المعرض الاول هو كمن يرمي حجرا في بركة راكدة مولدا دوائر اخرى ان التاسيس الفني الجمالي في هذا المعرض سينتج ابداعا في عراق الحرية ويؤسس لذائقة جمالية غابت طيلة عقدين في ظل الدكتاتورية . وقد م العديد من التشكيليين منجزهم الابداعي في المعرض الثاني وكذلكى في المعارض الفردية التي اقيمت في قاعة الاقتصاديين أو في المركز الثقافي والنشاط المدرسي ،أضف الى ذلك المشاركات في المهرجانات الكبرى للمدن ،أو في مهرجان الادب والفن في النجف الاشرف، والمهرجان الاخير لمناسبة يوم الشهيد في النجف الاشرف في آب عام 2007 بمشاركة العديد من المبدعين من بغداد واكربلاء والنجف والمدن الاخرى والتي حصد فيها العديد من التشكيليين الجوائز المهمة،وقد شارك د الفنان صفاء السعدون من أكاديمية الفنون في الحلة الفيحاء بمحاضرة مع عرض أكثر من 30 لوحة تدين الارهاب .... اما المعرض الثالث لجمعية التشكيليين في الناصرية
اقيم المعرض الثالث للتشكيليين في قاعة الوفاق بمشاركة 27 فنانا ,,تنوعت اساليب منجزهم بين مختلف المدارس الفنية بين الانطباعية والتكعيبية والسريالية,,وشارك الى جانبهم اربعة نحاتين قدموا أعمالا اتسمت بروعةالاخراج الفني المصقول وفق رؤية حداثوية تتضمن هموم الانسان العراقي وآمله وتطلعاته ,ان الرؤى المتنوعة جسدت في المعرض الثالث من خلال مشاركة الرواد مع الشباب وكما يقول المبدع الراحل جواد سليم الفن الجيد خدمة نبيلة ,يسعى المبدعون لتوظيف تلك الرؤى في واقع جديد ليوتوبيا الخلاص من الانكسارات والتشظي والعنف الغير مبرر فقد شارك المبدع منير احمد بثلاثة لوحات واستخدم الحرف العربي بطريقة تشكيلية طوع فيها الحرف لتقنية جديدة في استخدامه كمعرضه الذي سبق ذلك في ايام على قاعة الاقتصاديين اما الفنان المبدع عادل داود لوحته عن جمالية المكان وسحر الاهوار مستلهما هذا العالم الاثيري الاخاذ برؤية جذابة,,اما مهند محمد حسين لوحته تشير الى الازقة بطريقة تجريدية مستخدما اللون كعنصر اساسي لجمالية البيئة العراقية بتنوعاتها واختلاف تضاريسها وعاداتها,وشارك عامر عباس بلوحة عن البداوة والخيول العربية التي برع فيها الفنان العراقي الراحل فائق حسن والذي تميز عن جميع نظراءه في تجسيد الخيول العربية ,اما المبدع كريم داود اسبخدم الموروث الشعبي الفزاعة في الريف العراقي واستخدامها مع توظيف الحروز كجزء من الذاكرة العراقية ان اشتغالات كريم داود المتكررة في استخدام الموروث الشعبي العراقي يعطيه الخصوصية الجميلة في التعاطي مع التراث الثر لوادي الرافدين ,ولوحة المبدع محمد سوادي الطريقة التجريدية التي تقرأ برؤى متعددة تارة الازقة واخرى الطبيعة حسب تأويل الرائي للعمل والفنان محمد سوادي الذي تميز اسلوبه السريالي وقراءة الواقع بشكل مغاير وليس نقلا حرفيا ,, اما لهيب كامل فشارك بعمل رائع عن الارهاب والاعلام الموجه المحموم الذي استخدم الكولاج في لوحته كمقصلة تسلط على رقاب المستضعفين ,, وشارك فلاح عاشور بثلاثة اعمال عن السلام ومتى يتحقق واثارنا مؤكدا الخروج من الصمت بين اللوحة والمتفرج لان اللوحة دورها اهم من تزيين الجدران بالالوان والخطوط,,وشارك انور كاظم بلوحة ذات تكنيك عالي لاضهار الشقوق والاثر على الجدار لكل مايحمله من ذكريات , وكاظم الركابي بلوحة بطريقة سريالية تمثل العلاقات الانسانية,, والمبدع عبد الحسن عبد الرزاق لوحة عن صراع الانسان مع خلجاته وقد استخدم مودا مختلفة بتكنيك جميل,,وكاظم جبار لوحة واحدة انطباعية عن الاهوار وسحرها, اما اسعد الشطري استخدم الموروث السومري المشحوف والحناء وفق نظرة تجريدية حديثة الرؤى , ,وشارك علي عجيل بلوحة عن الاثار السومرية مع استخدام اللون الشذري ,,وشاكر الجابري لوحته تشير الى المرأة في الريف , ومحمد علي استخدم شفافية اللون وجمالية البلم في انسيابية الماء ,اما طلال عبد لوحتين عن الطبيعة وسحرها الاخاذ, وهاشم خضير لوحبين لادانة الارهاب والدمار في بلاد الرافدين , وحسين ناصر لوحته عن الانعتاق وكسر الاغلال وتحقيق الحرية , وشارك موسى عبد بشتغالاته التكعبية عن علاقات الانسان , وشارك الفنان زكي كاظم بلوحة عن الطفولة ....اما النحاتون علاء خشخان عن المرأة وجمالية الوجه العربي , وعبد الرضا خشان استخدم الموروث الشعبي العراقي في البيت العراقي والفنان خضير جابر عملين وظف التجريد في استخدام اجزاء من الشجر وصلته بالارض
وفي حوار مع الفنان التشكيلي المبدع عادل هليل ... الذي تميز بتكنيك خاص بالتعامل مع موضوعاته ،فهو يعد من الفنانين المبدعين، الذي اتسمت اعماله با لمدرسة الواقعيه ... وهو من مواليد الناصرية 1970 وخريج كلية التربية الفنية -بابل - ومشارك بعدة معارض فنية مثل معرض بابل -مركز الفنون بغداد - وجميع المعارض التي اقامتها نقابة الفنانين العراقين وجمعية التشكيلين والمعارض التي اقامتها جماعة اورفن للفنون التشكيلة ... حاورته عن مواضيع تتعلق بنتاجه وكذلك الفن التشكيلي العراقي ، امتازت اعمالك بالواقعيه في تناول الهاجس العراقي فكيف توظفه من خلال المدارس الحديثه في ممارسة طقوسك الخاصة عند الرسم
(ج) انا اعتقد ان الموضوع في كثير من الاحيان يفرض على الفنان اختيار المدرسة الفنية التي يعتقد من خلالها تكون اكثر تعبيرا عن الموضوع الذي يريد طرحه فمرة يكون الموضوع واقعيا واخرى تعبيريا وتارة رمزيا اميل في المواضيع المأسا وية وخاصة المتمثلة في الهاجس العراقي إلى الواقعية وكذلك التجريدية واختيار المدرسة الفنية يتطلب من الفنان التشكيلي على مقدار مايمتلكه من خبرات عملية في جميع المدارس الفنية المختلفة
وفي سؤال اخر لكل فنان قضية ورسالة ماهي الرؤيا التي تحملها في تناول الازمة التي تواجه شعبنا من الارهاب
(ج) نعم لكل فنان لابد ان تكون هنالك رسالة او قضية من خلال فنه يدعوا لها من خلال اللوحة وبأعتبار اللوحة لغة عالمية يجسد فيها الفنان هاجسه لما يحيط به من احداث وانطلاقا من تكليفنا الاخلاقي والانساني ان يتصدى كل عراقي إلى هذه الهجم ة الارهابية على شعبنا النبيل وكل حسب اختصاصه عقائديا وفكريا وفنيا و ستجسد جماعة اور فن التشكيلية في معرضها الثالث تحت عنوان (اشارات مخضبة في الدماء) ليكون صرخة مدوية بوجه الارهاب - -الموروث الحضاري السومري هل اثر في نتاجك - بديهيا ان يكون هنالك اثر لانه في بعض الاحيان قد يتأثر فنان بفنان اخر فكيف الحال عندما يكون هنالك منجزا حضاريا ضخما يحتوي على ارث ومنجز حضاري يؤ رخ لزمان غير زماننا لابد من استيعاب تلك الرؤى السومرية وتجليتها وينبغي على الفنان المعاصر ان يستلهم التراث العراقي الاصيل -- في المعرض التشكيلي الاول يقرأ المشاهد ثمة صراع داخل النفس البشرية والوعي الباطني مؤطرة بعقلنة فكرية فكيف تعبر عن ذلك؟؟
(ج) اعتقد ان العمل الفني بصورة عامة، وسطح اللوحة بصورة خاصة ،هو عبارة عن مرأة تعكس ذات الانسان والفنان بما انه انسان يملك الاحاسيس والمشاعر التي لابد ان تؤثر وتتأثر في نفس الوقت فتخرج تلك الانفعالات الوجدانية والصراعات النفسية على سطح اللوحة ، والتي يكون الجزء الاكبر منها يتحكم به هو العقل الباطن (اللاوعي) تستقر على سطح اللوحة - وفي ختام هذا الحوار توجهت اليه بسؤال هل هنالك قطيعة بين الاجيال الفنية في الاجيال الماضية مع تطلع الشباب نحو المدارس الحديثة ؟؟ الحقيقة لا توجد أي قطيعة بين الاجيال الفنية وانما هي امتدادات طبيعية يستلهم الجيل الاحق من الذي سبقه -والفنان الفطري والموهوب لابد من معرفة بالاجيال الفنية السا بقة لكي يكون تواصل بين الاجيال..... تميز هذا المعرض بكثرة المشاركات التي مثلت مدارس فنية متنوعة ساهم فيها(66)من الفنانين والفنانات من بغداد والناصرية ومدن مختلفة، وقد أعدت هذه الظاهرة بادرة رائعة أن تحتضن المدن معارض كبيرة لتزاوج الافكار، وتلاقحها بالحوارات، والتقارب بين الفنانين، وحجر يرمى في بحيرة ساكنة،ففي قاعة النشاط المدرسي في الناصرية احتشد الابداع في التشكيل، والنحت،والسيراميك.... وقد إختلفت الرؤى، والافكار، والاجيال الفنية، والتكنيك الشخصي في إختيار المدرسة التي ينتمي إليها الفنان المشارك بالمعرض.. فالجماليات في استخدام الموروث الشعبي، والالوان، والحرف، والبيئة الاجتماعية التي حاول الفنانون والفنانات تجسيدها في ملتقى ذي قار الثالث للابداع التشكيلي.. فقد إستخدم بعض الفنانين مثل حسن عبد علوان بإسلوبه الجميل النساء الجنوبيات وإشتغالاته على الموروث الشعبي وكذلك الفنانين كريم داود وعبد الرزاق ياسر في استلهامهما للموروث بشكل ساحر.. أما الدكتور جواد الزيدي في حروفياته الأخاذة ومبهرة الجمال ومعالجاته للحرف العربي وإدخاله باللوحة التشكيلية يعد تميزه المنفرد،وعلى غرار ذلك إشتغل الفنان حازم حميد، وقد لاحظت المدرسة السريالية في لوحات فلاح عاشور- كاظم الركابي- حيدر القسام- حميد حسن- حسون الشنون.. في رسم معاناة الانسان ووحشته بوجوده القاتم،،أما بعض الفنانين إختار اللون كعامل مهم في إنتاج العمل الفني مثلاً الفنان محمد سوادي الذي تميزبجعل اللون عنصراً اساسياً للتعبير عن ذاته مصيراً أغلب لوحاته فضاءً واسعاً ونجد كتلة من الالوان المتزاحمة ما يعطي للمتلقي شحنة بأجواء رومانسية حالمة..وكذلك الفنان لهيب كامل: الذي إهتم باللون كعنصر رئيس للتعبير وإضافة جسد متخفي الملامح في وسط زحمة الألوان.. أما الفنان عادل داود إعتمد على التكنيك كعنصر رئيس في لوحته رقعة الشطرنج المحترقة التي تمنح المتلقي أجواء فكرية مستقبلية تحمل في ثيمتها عدة تأويلات من خلال هذه الرقعة الفارغة.. وهناك حضور متميز لفنانات من ذي قار ساهمن بالمعرض مثل سؤدد الرماحي إختارت البساط الشعبي الجنوبي بكل ألوانه البراقة وتضادات ألوانه، وشاركت الفنانة ريا عبد الرضا بإختيار إمرأة جنوبية مخفية الملامح في وسط أجواء تأملية..وهناك العديد من الفنانين إعتمدوا على تكنيك الملمس البارز ووضعوا آثارهم ورموزهم للتعبير والدلالة مثل الفنان التشكيلي شداد عبد القهاروحسين الركابي وعلي عجيل وكاظم إبراهيم وحسين الشنون بأعمالهم المدهشة، إنها تنتمي إلى الفن السومري،وفي بادرة تنم عن تنوع الابداع شارك الفنان والمطرب حسين نعمة بلوحة إشتغل فيها على الربط بين غنائيته وبين العمل التشكيلي.. كما شارك الفنان والاديب حسين الهلالي بإستلهامه أجواء الريف في جماليات الحياة ببساطتها ووجود المرأة إلى جوار الرجل في لوحاته كرمز للتعاون والخصب وكذلك عدد من الفنانين حيدر صبار- طلال عبد- عامر عباس- عصام عبد الاله- محمد ذياب فقد مثلت لوحاتهم الجميلة الحياة العراقية بتنوعها..وكان هناك حضور متميز لفنانين لهم مكانة مميزة في الحركة التشكيلية المعاصرة مثل الفنان سالم الدباغ والفنان قاسم سبتي والفنان حسام عبد المحسن.. وشاركت من بغداد الفنانات ثناء عبد الرزاق -منال حميد- رسل مظفر- وجدان الماجد- غادة العاني- نضال العفراوي- يسرى العبادي: إختلفت أعمالهن الفنية مابين الاعتماد على التكنيك كعنصر أساس وإختيار بعضهن للموروثات الشعبية مستمدات أعمالهن من حضور الوجود الانساني في لوحاتهن بشكل بارز... ومن الفنانين الذين إشتغلوا على التجريد مثل منير أحمد- مهند حسين- عبد الحسن عبد الرزاق- عبد الحسن عبد-شاكر الجابري- زكي كاظم-رياض الشاهر- حليم قاسم- نجد في لوحاتهم الفكر الفلسفي والانساني من خلال جماليات قابلة للتأويل... وقد شارك الفنان أسعد الشطري والفنان تركي عبد الامير باعتمادهما على الاستبقاء في داخل اللوحة من جانب ومن جانب آخر نجد كثافة اللون، ومن الفنانين الذين اعتمدوا على المدارس الحديثة في الفن الاوربي أسعد الصغير- محمد القاسم- وعد عدنان.. وإختار الفنان التشكيلي ستار درويش جداره العصري ووضع عليه رسوم الاطفال البريئة ولصق قصصات جرائد على جداره الجميل.. وشارك الفنان العراقي الكبير الخزاف أكرم ناجي بعمل واحد من الفلكلور الشعبي واضعاً على طينته المزججة الرموز الشعبية التي توحي إلى طرد الشر من الحسد،والتفاؤل.. وكان للنحت دور بارز في إشغال القاعة من خلال الاعمال التي تفاوتت من ناحية المادة كالخشب، والبرونز، والحجر... والمواد المختلفة وكان من المشاركين خالد المبارك- خضير جابر-بإستخدامهما الخشب في اعمالهما الرائعة،والفنانون رضا فرحان-ناصر السامرائي- كريم خضير-محمد المطلبي بإستخدام مادة البرونز، ومن النحاتين الشباب شارك سامر الظالمي وعبد الرحيم ثامر وعمار عبد الكاظم وهادي صاحب ونصير علي وشارك الفنان قاسم ناصر بعمل سيراميك بعناق الرجل للمرأة، ومن الرواد الفنان عبد الرضا كشيش، وعادل عكار الذي إختار حيواناً اسطورياً غريب الشكل وعمله بشكل رشيق وجذاب يمنحك التناقض بين الوحش الغريب وجمالية عمل النحات. افتتح المعرض المشترك في قاعة الاقتصادين -الناصرية من10 --13---5- 2010 بحضور العديد من الفنانين التشكيلين ونقابة الفنانين والمثقفين ووسائل الاعلام المختلفة إن مايميز العطاء الفني للنحات عادل عكار هو التجديد في الاساليب المستخدمة لما يمتلكه من روح الابتكار وحب العمل فمنذ مطلع السبعينيات حينما كان يدرس في الاعدادية تملكته روح الفن التشكيلي والنحت وكان بيته الى جواري في بستان زامل مجاور بهو المدينة هو ورشة لعمل نماذج مختلفة من الجبس او مادة الطين بأنواعه الصناعي؛ او المفخور ليصنع منه نماذج فنية مدهشة، ثم حينما درس في معهد الفنون الجميلة واكاديمية الفنون كنت ازوره بشقته في ابو نؤاس وقد حول كل مافيها الى قطع فنية وورش لأعماله النحتية وكان معرضه الاول في قاعة أكاديمية الفنون الجميلة عام 1986 بعد تخرجه منها بعام،وقد واصل مشواره الابداعي رغم تعرضه لحادث سير مروع وهو قادم الى مدينته لكنه إستمر بشغفه وولعه بعالمه المهووس به وهو النحت وصنع الاشكال الفنية المتنوعة ،لتجد معظم ساحات المدينة تنصب فيها ابداعاته كالجندي،والتاميم وغيرها كما للفنان عبد الرضا كشيش مساهماته الشاخصة،وقد ساهم في معرضه -الخامس-ب30 عملا رائعا تنوعت اساليبه الفنية والجمالية بالرؤية الحداثوية وتناول الموضوعات الحياتية اليومية لشعبنا بنسق جمالي كعمل ضرب جسر الناصرية بالطيران الامريكي الذي أودى بحياة مئات الشهداء بحرب الخليج،أوأعماله التي تناولت آمال وطموحات الانسان العراقي،أما الفنان المبدع -رياض الشاهر- شارك ب23 عملا ابداعياً اشتغل قسم منه بالباستيل وهي مادة عسيرة التطوع بالتشكيل متناولاً الانسان العراقي ،وقد برزت في أعماله بمدرستين الانطباعية والتجريدية فلوحة المرأة العازفة مثلت جمال الموسيقى الذي يتوائم مع جمال المرأة وقد انطلقت من باكورة استخدام شبعاد للموسيقى في سومر او بلوحة البداوة والخيل وقد استوقفتني لوحة المرأة التي تتساقط منها الدموع متمنية حل جميع المشاكل الحياتية التي يواجهها شعبنا ،وهي رسالة الى البرلمانيين الجدد في الكف عن الانشغال بالخلافات الجانبية او الركض خلف المصالح الذاتية وترك الشعب يأن من الارهاب وقد تحدث الفنان علي عجيل:عن المعرض وأشاد بالشاهر وتميز الكتل اللونية التي لها سحر أخاذ،وتمنى ان يقدم الفنان معرضه بمدرسة واحدة ويؤجل الاخرى الى معرض آخر،اما عن النحات المبدع عادل عكار فقد تميزت اعماله بإضافة جديدة وتمنى ان يتم الاختزال ليرمز العمل بثيمته الابداعيةأما الفنان عادل هليل فقد أثنى على ماقدمه الزميلين عكار والشاهر وبروز دورهم الاكاديمي في الاعمال المقدمة والمتنوعة بأساليب فنية جمالية،وقال الشيخ حكيم الرميض مدير قناة واذاعة الاهوار المحلية بأن واجب الفنان تلمس هموم الشعب و تدوين مايحصل له كأرشيف للمرحلة وعين راصدة للحدث،أما رئيس جمعية التشكيليين بالناصرية الفنان محمد سوادي قال:اعجبت بالكتل اللونية في الاعمال التجريدية التي حملت انساق مدهشة بألوان توزعت بطريقة ذكية أظهرت قدرة الفنان في ابداع موضوعاته الجميلة وقد اعجب الفنان حسين نعمة في المعرض بالتعبير عن سروره لعطاء المبدعين في هذه المديينة المكتنزة والمكتضة بالابداع.ثم المعرض المشترك الثاني للنحات عادل عكار والفنان التشكيلي رياض الشاهر في بهو البلدية في مطلع 2012،وقد تنوعت الاساليب النحتية للمبدع "عادل عكار" وشملت موضوعات ممختلفة الشهادة- الارهاب- السجون- الأهوار ووجود الإنسان د\اخل دوامة الأزمة والصراع للنفس البشرية في فضاء العنف الذي يتسم به عصرنا الحاضر ،فيما تنوعت اللوحات الفنية والاساليب الجمالية للفنان-الشاهر- وركز في بعض لوحاته على المرأة والعطاء والحب والحنان وجمالية وجودها،والبيئة العراقية بتنوعاتها،المدينة –الزقاق- البيوت- الابواب-الشبابيك- وكذلك لوحات التشظي للذات والهموم من الصراع بزمن العولمة ..وفي البيت الثقافي بالناصرية في تشرين الماضي أقيمت ندوة عن الفنان العالمي "فائق حسن" ما يخصه حياته..دراسته- سفره لباريس..وتلاميذه ؛بحضور د-اياد حياوي ونخبة من التشكيليين ،قدمها الفنان اسعد الشطري ،وقد عرض الفلم عن الراحل الخالد يجسد رحلة لأكاديمية الفنون لشمالنا الجميل ،يظهر بالصورة الفنان ستار كيوش وكذلك الراحل المبدع "محمد صبري" ونجوم من الفن التشكيلي العراقي .
تميز الموروث الرافديني الفني في(النحت والرسم) بمنجزه الثر من مونليزا سومر، الى أسد بابل، الى الثيران المجنحة في نينوى ، وقدمت الاجيال العراقية المبدعة رؤى فنية ساحرة غاية في الجمال،من خلال المنحوتات الضخمة، والهائلة، والمتنوعة من التماثيل الصغيرة ..واللقى الحضارية.. الى الرسم على الاواني الفخارية.. أو تزيين المعابد في اور ،وبابل، والنمرود....،وقد زينت تلك الابداعات المتحاف العالمية في اللوفر.. ولندن ..واسطنبول.. وألمانيا ومعظم المتاحف الاخرى التي هربت لها الاثار العراقية التي يقدر عددها (170) الف أثرا حضاريا،وتبعها (15) الف قطعة آثارية نهبت من المتحف العراقي.كذلك تميز (الفن الاسلامي في العمارة الاسلامية )،و(القباب المدهشة) و(الريازة الفاخرة )والاهتمام ب(الخط والزخرفة والتصميم ) الذي أصبحت المدرسة العراقية علامة فارقة فيه ، لم يكتفِ سراق الآثار بنبش وهدم وتدمير آثارنا بل تعداه إلى سرقة اللوحات الفنية الرائدة ،وقد تعرضت العديد من القاعات الفنية الى النهب والاحراق بعد سقوط الصنم...وتميزت الاجيال الفنية العراقية بأصالة ابداعها وتجدده من المبدع جواد سليم،وفائق حسن ، وحافظ الدروبي،ونوري الراوي،ورافع الناصري،وعلاء بشير، محمد مهر الدين، والمبدع شاكر حسن آل سعيد الذي اعتمد التنظير في فنه محلقا بفضاء التصوف ومنتجا البعد الرابع الذي يتحدث عنه سواء في المتحف العراقي بندواته أو في قاعة اتحاد الادباء والكتاب في اماسيه الثقافية مطلع الثمانينييات،التشكيل عند العراقيين موهبة متجددة مترعة بالجمال والتجديد.وظهرت -أجيال أكاديمية -مهمة لايمكن عدها ،لابأس بذكر (بعضها)،كالأساتذة د.فاخر محمد ..د-كاظم نوير..د-عاصم عبد الامير.. د-صفاء السعدون ..دعلي شناوة وادي.. د-جواد الزيدي .. د-شوقي الموسوي ..د-محمد الياسري د-أياد حياوي ..وحيدر الياسري ومئات من المبدعين في الداخل والخارج.كد- مصدق الحبيب د-محمد سعيد الصكار، ستار كيووش، ومحمد جبر ،والشاعر والتشكيلي علي البزاز ...ومئات آخرين وقد برزت تشكيليات عراقية مبدعة كنزهت سليم ،وليلى العطار ، ورملة الجاسم وعشرات من التشكيليات العراقيات ،وظهرت المبدعة العالمية زها حديد فن التصميم المعماري وكثير أخريات ،من المصممات المبدعات كأصيل سلوم و هناء مال الله وغيرهن ،وتميز النشاط التشكيلي بأزدياد المعارض في قاعة الاورفلي- والرواق -وقاعة الفن الحديث -وقاعات المدن العراقية المختلفة.. وقد حاول النظام تجيير الفن لصالحه من خلال رسم لوحة لقائده المهزوم دوما على جميع المباني والدوائر الرسمية ونصب التماثيل له في كل شوارع المدن،مما حدى بالعديد من المبدعين العراقيين الى الهجرة خارج وطنهم،، وفي مدينة الفن الناصرية ظهرت أجيال مبدعة لايمكن احصاءها من الراحلين ناجي السنجري.. ومحمد صبري.. وجبار مامون ؛والمهاجرين خارج وطنهم كسعدي داوود ،وفائق حسين، والمبدع العالمي الراحل"أحمد الجاسم" ومن من غادر المدينة الى بغداد ومدن أخرى كالمبدع الأستاذ "كاظم إبراهيم" ،فيما لازالت أجيال إبداعية تترى وتنهل من التراث والحضارة في هذا العطاء الجمالي المستمر،فلا مدينة عراقية إلا وفيها من التشكيليين المبدعين الرائعين يعملون بهمة الابداع الدؤوب، .... وقد ألفت كتب مهمة جدا عن التشكيل العراقي منها (الفن التشكيلي المعاصر في العراق مرحلة الستينيات ) للناقد عادل كامل ..و(ذاكرة الثمانينيات التشكيل العراقي المعاصر )د-عاصم عبد الامير ....و(قيم تشكيلية في الشعر العراقي) للناقد خالد خضير الصالحي ،وكتب أخرى أكاديمية رسائل جامعية عديدة طبع قسم منها والاخرى لازالت لم تطبع ،كما صدرت دراسات نقدية عن التشكيل للمبدعين خضير الزيدي ،وياسين النصير (المدينة والفن التشكيلي )
وكتب المبدع معتز عناد غزوان (التصميم والمجتمع ) ...
وقدمت في مدينة الفن "الناصرية"المعارض التشكيلية الثلاثة للمبدعين التشكيليين في ذي قار وقد شارك (33) فنانا في هذا المعرض الاول الذي يمثل منجزا رائعا في التشكيل العراقي لما تضمنته الاعمال المعروضة من رؤى متنوعة اعتمدت الموروث الحضاري السومري مع اشراقات الحضارة الاسلامية في استخدام الحروف العربية، والايات القرآنية، في بعض اعمال المبدعين... وكذلك الرؤى الحداثوية في التجريد واستخدام المدارس الفنية المختلفة كالتكعيبية، والسريالية، والانطباعية ،انطلاقا من ارض اور ارض الحضارة والابداع، الى فضاءات اوسع برؤى جمالية وقيمية بأطر وانساق تمثل الخطاب الجمالي الانساني الشمولي ، ثمة افكار رائعة تمثل المدينة ، الاهوار ، ثنائية الصراع بين الخير والشر ،والعدل والظلم وظفت بلمسة سحرية نفذها المبدعون من تشكيليين تعددت اساليبهم وتعبيراتهم تؤشر بوصلة ابداعهم الى شعب تواق للحرية لم تستطع سلطة القمع المباد ان تجتث تلك الروح الابداعية المتألقة ، ان الموروث الحضاري لوادي الرافدين هو الخزين الهائل والمنجم الكنز في استلهام هؤلاء المبدعون ترى الرموز الحضارية شاخصة في ابداعهم على سطح تلك اللوحات وفي مضامينها الجمالية هنا اثرا سومري ، زقورة ، الة موسيقية ، النخلة ، المشحوف ، موروثات شعبية مع اسئلة الحاضر عراق الحرية وسايكلوجية العنف وصراع النفس الانسانية جسدت هذه المفاهيم الانسانية في هذا المعرض الذي يؤسس لوعي جمالي في عراق الحرية فمثلت لوحات محمد سوادي استلهام البيئة وموروثها من الشناشيل والحارات مع اختزال العنوان وشفرات لونية تحمل مضامين الحارة القديمة الابواب الشبابيك واسقاط ضوء الشمس على تلك الامكنة جسد ذلك في ثلاثة لوحات اما بالنسبة للفنان حسين ثامر الطاهر لوحتان عمل على التجريد في استلهام الموروث السومري الحضاري وربطه بالواقع المعاش بعصرنة حداثوية لتتجانس بروحية واحدة، اما حيدر صبار فقد استخدم القباب والزخارف الاسلامية دلت على ارتباط الفنان بموروثه الاسلامي جسده في لوحته المعروضة، اما كاظم جبار فقد استلهم الحياة في الاهوار مع استخدام الالوان البراقة الجمالية التي تحاكي البيئة الجميلة وقد مال الى الانطباعية في عمله ،هذه البيئة الساحرة في القصب والطيور مع زرقة السماء... الفنان كريم داود استخدم المزاوجه بين المورث الشعبي والموروث التاريخي القديم للحضارات العراقيه فهو يستخدم الابواب والتعويذات وله لمسات موزعه على زوايا اللوحه بانتقاء جمالي ملموس اذ انه اثبت من خلال لوحاته الثلاث انتمائه لهذا الارث العميق بانتقائيه لونيه وشكليه باهره، اما الفنان احمد عبد عصواد الذي تناول في لوحته تجريدا لعالم الايقونات حين تنفتح على عوالم عديده استخدم ذلك بحريه الانتقاء والتناول بموازنه لونيه جذابة ،أما الفنان شاكر الجابري في اعماله وظف الحائط وما يترك عليه من ذكريات وخطوط عامه فا الحائط لديه لوحه مفتوحه للجميع ومن الممكن قراءتها لدى الماره فنقلها الى خامه لوحته... وحين تنظر الى لوحات الفنان وسام صبري تجده استخدم الحياه العراقيه بشخوصها المتألمه لواقع مر فالمشاهد يستطيع قراءه اللوحه من اي جانب ومعنا ذلك ان هذه الحياه محاطه بالروح عراقيه بحته فتناول ذلك بتجريد فني رائع،وانجز الفنان علي صبري أعماله بتناول روحيه الموروث العراقي الخاص بالمدينه بالوان جنوبيه شفافه متمثلا تلك الحياة الطيبة ببساطتها وحميميتها، والفنان فلاح الذي استخد م موضوع المسيح بروحيه عاليه من خلال اللون الواحد السماوي يبوح من خلالها عن مظلوميه الانسان، اما الفنان الاخر ماجد هاشم شارك بلوحتين تنتمي الى التجريد مع استخدام الالوان الداكنة مع شفافية ومحاولا الانتقال من العتمة الى الضوء الذي ابدع في صياغة افكاره من خلال اللوحتين التي تمثل النساء ...والفنان عامر عباس شارك بلوحة واحدة انطباعية تمثل بتكوينات لونية مشرقة تمثل الواقع العراقي بطريقة تكعيبية لاظهار القيمة الجمالية للون واستخدامه بطريقة هارمونية بالاضافة الى الاجزاء اللونية المتضادة في اللوحة ،اما الفنان علي عجيل شارك في ثلاثة اعمال تتضمن رؤى حداثوية مستلة من الحضارة السومرية وارثها الضخم بلمسة فنية رائعة فمهد الحضارات هي مصدر الهام الفنان التشكيلي،والمبدع العراقي في شتى ظروب الابداع،، كذلك زكي كاظم لوحة مائية تتضمن الطبيعة العراقية بشفافية الالوان المائيةالساحرة... اما المبدع المتجدد عادل داود فقد قال عن لوحاته بما ان لكل فنان خصوصية في التعبير بانتاج أي عمل ابداعي فقد اثرت الحضارة السومرية بكل حيثياتها في نتاج عمله ،ومن خلال ملاحظتي على منجزه المتكون من لوحتين اتضح استخدام اللون الازرق رمزا للخيوط في الحضارة السومرية معتمدا على الرموز والاشارات كما يفعل الفنان السومري القديم بتجريد حداثوي معاصر
اما الفنان علي شهيد وظف الموروث الشعبي والفلكلوري بتشكيل رؤى معبرة عن تراث الرافدين الجنوبي من خلال استخدام المضيف بشكل بارز في عمله والفنان اياد حياوي ابدع في لوحاته الثلاثة التي جسدت اختلاجات الانسان في دواخله وصراعاته مع المحيط وسطوة الانسان الاخر بتوظيف سلطة القمع والارهاب والعنف على الضحية.. اما المبدع الفنان عادل هليل فقد جسد في اعماله ومنجزه الابداعي بلوحتين تمثل التعبير عن الصراعات داخل النفس الانسانية والوعي الباطني الذي ينعكس على سطوح لوحاته الجميلة بعقلنة فكرية يؤطرها بانتماء الفنان لواقعه... اما الفنان انور طالب فقد مثل موضوعة المرأة العربية بروحية الفلكلور من خلال توظيف الوشم على جسد المرأة وبعض الاحجار التي تضعها النساء في الريف العراقي وشارك الفنان المبدع لهيب كامل جسد في لوحتين تدهشك بجمالية الرؤى والمضامين الساحرة متمثلا ثنائية الصراع بين الخير والشر والقبح والجمال واسقاطات الفنان التي تمليه الصراعات النفسية على منجزه الابداعي اما اسعد الشطري تمثلت اشراقاته بثيمة جمالية من خلال تجسيد الريف الجنوبي من خلال المشحوف ( التركة السومرية ) والنخيل .
اما المبدع والمتألق محمد هاشم فقد استلهم الحرف العربي بروحية اسلامية تتضمن ايات قرانية بجمالية لونية ممتزجة مع اسقاطاته الفكرية لقد تفرد الفنان محمد هاشم في منجزه في بلاد وادي الرافدين من خلال تكريس الموروث الاسلامي في لوحاته اما كاظم الركابي لوحتان سرياليتان جسد فيهما صراع الانسان مع ذاته ومع المحيط وكذلك الذاكرة وما يحيط بها من تشوهات، اما هاشم الفنان جسد في لوحتين الطبيعة العراقية من خلال الماء والنخيل وشمس الحرية قاسم البطاط وحيدر فاخر وبشير الطائي شاركوا بلوحات تمثلت قسوة المحيط من خلال اختراق المسامير جسد الانسان اما البطاط تمثلت رؤاه بتوظيف الحرف العربي الاسلامي وتجسيد الايات القرانية على سطح اللوحة وحيدر فاخر اعتمد على الرمزية في التعبير عن المعاناة بخروج الراس عن اللوحة فالجسد مقطوع في لوحته قد يرمز الفنان في ذلك الى واقع معاصر يقصد فيه الارهاب والعنف او العذابات الانسانية .
ان قيمة هذا المعرض الاول هو كمن يرمي حجرا في بركة راكدة مولدا دوائر اخرى ان التاسيس الفني الجمالي في هذا المعرض سينتج ابداعا في عراق الحرية ويؤسس لذائقة جمالية غابت طيلة عقدين في ظل الدكتاتورية . وقد م العديد من التشكيليين منجزهم الابداعي في المعرض الثاني وكذلكى في المعارض الفردية التي اقيمت في قاعة الاقتصاديين أو في المركز الثقافي والنشاط المدرسي ،أضف الى ذلك المشاركات في المهرجانات الكبرى للمدن ،أو في مهرجان الادب والفن في النجف الاشرف، والمهرجان الاخير لمناسبة يوم الشهيد في النجف الاشرف في آب عام 2007 بمشاركة العديد من المبدعين من بغداد واكربلاء والنجف والمدن الاخرى والتي حصد فيها العديد من التشكيليين الجوائز المهمة،وقد شارك د الفنان صفاء السعدون من أكاديمية الفنون في الحلة الفيحاء بمحاضرة مع عرض أكثر من 30 لوحة تدين الارهاب .... اما المعرض الثالث لجمعية التشكيليين في الناصرية
اقيم المعرض الثالث للتشكيليين في قاعة الوفاق بمشاركة 27 فنانا ,,تنوعت اساليب منجزهم بين مختلف المدارس الفنية بين الانطباعية والتكعيبية والسريالية,,وشارك الى جانبهم اربعة نحاتين قدموا أعمالا اتسمت بروعةالاخراج الفني المصقول وفق رؤية حداثوية تتضمن هموم الانسان العراقي وآمله وتطلعاته ,ان الرؤى المتنوعة جسدت في المعرض الثالث من خلال مشاركة الرواد مع الشباب وكما يقول المبدع الراحل جواد سليم الفن الجيد خدمة نبيلة ,يسعى المبدعون لتوظيف تلك الرؤى في واقع جديد ليوتوبيا الخلاص من الانكسارات والتشظي والعنف الغير مبرر فقد شارك المبدع منير احمد بثلاثة لوحات واستخدم الحرف العربي بطريقة تشكيلية طوع فيها الحرف لتقنية جديدة في استخدامه كمعرضه الذي سبق ذلك في ايام على قاعة الاقتصاديين اما الفنان المبدع عادل داود لوحته عن جمالية المكان وسحر الاهوار مستلهما هذا العالم الاثيري الاخاذ برؤية جذابة,,اما مهند محمد حسين لوحته تشير الى الازقة بطريقة تجريدية مستخدما اللون كعنصر اساسي لجمالية البيئة العراقية بتنوعاتها واختلاف تضاريسها وعاداتها,وشارك عامر عباس بلوحة عن البداوة والخيول العربية التي برع فيها الفنان العراقي الراحل فائق حسن والذي تميز عن جميع نظراءه في تجسيد الخيول العربية ,اما المبدع كريم داود اسبخدم الموروث الشعبي الفزاعة في الريف العراقي واستخدامها مع توظيف الحروز كجزء من الذاكرة العراقية ان اشتغالات كريم داود المتكررة في استخدام الموروث الشعبي العراقي يعطيه الخصوصية الجميلة في التعاطي مع التراث الثر لوادي الرافدين ,ولوحة المبدع محمد سوادي الطريقة التجريدية التي تقرأ برؤى متعددة تارة الازقة واخرى الطبيعة حسب تأويل الرائي للعمل والفنان محمد سوادي الذي تميز اسلوبه السريالي وقراءة الواقع بشكل مغاير وليس نقلا حرفيا ,, اما لهيب كامل فشارك بعمل رائع عن الارهاب والاعلام الموجه المحموم الذي استخدم الكولاج في لوحته كمقصلة تسلط على رقاب المستضعفين ,, وشارك فلاح عاشور بثلاثة اعمال عن السلام ومتى يتحقق واثارنا مؤكدا الخروج من الصمت بين اللوحة والمتفرج لان اللوحة دورها اهم من تزيين الجدران بالالوان والخطوط,,وشارك انور كاظم بلوحة ذات تكنيك عالي لاضهار الشقوق والاثر على الجدار لكل مايحمله من ذكريات , وكاظم الركابي بلوحة بطريقة سريالية تمثل العلاقات الانسانية,, والمبدع عبد الحسن عبد الرزاق لوحة عن صراع الانسان مع خلجاته وقد استخدم مودا مختلفة بتكنيك جميل,,وكاظم جبار لوحة واحدة انطباعية عن الاهوار وسحرها, اما اسعد الشطري استخدم الموروث السومري المشحوف والحناء وفق نظرة تجريدية حديثة الرؤى , ,وشارك علي عجيل بلوحة عن الاثار السومرية مع استخدام اللون الشذري ,,وشاكر الجابري لوحته تشير الى المرأة في الريف , ومحمد علي استخدم شفافية اللون وجمالية البلم في انسيابية الماء ,اما طلال عبد لوحتين عن الطبيعة وسحرها الاخاذ, وهاشم خضير لوحبين لادانة الارهاب والدمار في بلاد الرافدين , وحسين ناصر لوحته عن الانعتاق وكسر الاغلال وتحقيق الحرية , وشارك موسى عبد بشتغالاته التكعبية عن علاقات الانسان , وشارك الفنان زكي كاظم بلوحة عن الطفولة ....اما النحاتون علاء خشخان عن المرأة وجمالية الوجه العربي , وعبد الرضا خشان استخدم الموروث الشعبي العراقي في البيت العراقي والفنان خضير جابر عملين وظف التجريد في استخدام اجزاء من الشجر وصلته بالارض
وفي حوار مع الفنان التشكيلي المبدع عادل هليل ... الذي تميز بتكنيك خاص بالتعامل مع موضوعاته ،فهو يعد من الفنانين المبدعين، الذي اتسمت اعماله با لمدرسة الواقعيه ... وهو من مواليد الناصرية 1970 وخريج كلية التربية الفنية -بابل - ومشارك بعدة معارض فنية مثل معرض بابل -مركز الفنون بغداد - وجميع المعارض التي اقامتها نقابة الفنانين العراقين وجمعية التشكيلين والمعارض التي اقامتها جماعة اورفن للفنون التشكيلة ... حاورته عن مواضيع تتعلق بنتاجه وكذلك الفن التشكيلي العراقي ، امتازت اعمالك بالواقعيه في تناول الهاجس العراقي فكيف توظفه من خلال المدارس الحديثه في ممارسة طقوسك الخاصة عند الرسم
(ج) انا اعتقد ان الموضوع في كثير من الاحيان يفرض على الفنان اختيار المدرسة الفنية التي يعتقد من خلالها تكون اكثر تعبيرا عن الموضوع الذي يريد طرحه فمرة يكون الموضوع واقعيا واخرى تعبيريا وتارة رمزيا اميل في المواضيع المأسا وية وخاصة المتمثلة في الهاجس العراقي إلى الواقعية وكذلك التجريدية واختيار المدرسة الفنية يتطلب من الفنان التشكيلي على مقدار مايمتلكه من خبرات عملية في جميع المدارس الفنية المختلفة
وفي سؤال اخر لكل فنان قضية ورسالة ماهي الرؤيا التي تحملها في تناول الازمة التي تواجه شعبنا من الارهاب
(ج) نعم لكل فنان لابد ان تكون هنالك رسالة او قضية من خلال فنه يدعوا لها من خلال اللوحة وبأعتبار اللوحة لغة عالمية يجسد فيها الفنان هاجسه لما يحيط به من احداث وانطلاقا من تكليفنا الاخلاقي والانساني ان يتصدى كل عراقي إلى هذه الهجم ة الارهابية على شعبنا النبيل وكل حسب اختصاصه عقائديا وفكريا وفنيا و ستجسد جماعة اور فن التشكيلية في معرضها الثالث تحت عنوان (اشارات مخضبة في الدماء) ليكون صرخة مدوية بوجه الارهاب - -الموروث الحضاري السومري هل اثر في نتاجك - بديهيا ان يكون هنالك اثر لانه في بعض الاحيان قد يتأثر فنان بفنان اخر فكيف الحال عندما يكون هنالك منجزا حضاريا ضخما يحتوي على ارث ومنجز حضاري يؤ رخ لزمان غير زماننا لابد من استيعاب تلك الرؤى السومرية وتجليتها وينبغي على الفنان المعاصر ان يستلهم التراث العراقي الاصيل -- في المعرض التشكيلي الاول يقرأ المشاهد ثمة صراع داخل النفس البشرية والوعي الباطني مؤطرة بعقلنة فكرية فكيف تعبر عن ذلك؟؟
(ج) اعتقد ان العمل الفني بصورة عامة، وسطح اللوحة بصورة خاصة ،هو عبارة عن مرأة تعكس ذات الانسان والفنان بما انه انسان يملك الاحاسيس والمشاعر التي لابد ان تؤثر وتتأثر في نفس الوقت فتخرج تلك الانفعالات الوجدانية والصراعات النفسية على سطح اللوحة ، والتي يكون الجزء الاكبر منها يتحكم به هو العقل الباطن (اللاوعي) تستقر على سطح اللوحة - وفي ختام هذا الحوار توجهت اليه بسؤال هل هنالك قطيعة بين الاجيال الفنية في الاجيال الماضية مع تطلع الشباب نحو المدارس الحديثة ؟؟ الحقيقة لا توجد أي قطيعة بين الاجيال الفنية وانما هي امتدادات طبيعية يستلهم الجيل الاحق من الذي سبقه -والفنان الفطري والموهوب لابد من معرفة بالاجيال الفنية السا بقة لكي يكون تواصل بين الاجيال..... تميز هذا المعرض بكثرة المشاركات التي مثلت مدارس فنية متنوعة ساهم فيها(66)من الفنانين والفنانات من بغداد والناصرية ومدن مختلفة، وقد أعدت هذه الظاهرة بادرة رائعة أن تحتضن المدن معارض كبيرة لتزاوج الافكار، وتلاقحها بالحوارات، والتقارب بين الفنانين، وحجر يرمى في بحيرة ساكنة،ففي قاعة النشاط المدرسي في الناصرية احتشد الابداع في التشكيل، والنحت،والسيراميك.... وقد إختلفت الرؤى، والافكار، والاجيال الفنية، والتكنيك الشخصي في إختيار المدرسة التي ينتمي إليها الفنان المشارك بالمعرض.. فالجماليات في استخدام الموروث الشعبي، والالوان، والحرف، والبيئة الاجتماعية التي حاول الفنانون والفنانات تجسيدها في ملتقى ذي قار الثالث للابداع التشكيلي.. فقد إستخدم بعض الفنانين مثل حسن عبد علوان بإسلوبه الجميل النساء الجنوبيات وإشتغالاته على الموروث الشعبي وكذلك الفنانين كريم داود وعبد الرزاق ياسر في استلهامهما للموروث بشكل ساحر.. أما الدكتور جواد الزيدي في حروفياته الأخاذة ومبهرة الجمال ومعالجاته للحرف العربي وإدخاله باللوحة التشكيلية يعد تميزه المنفرد،وعلى غرار ذلك إشتغل الفنان حازم حميد، وقد لاحظت المدرسة السريالية في لوحات فلاح عاشور- كاظم الركابي- حيدر القسام- حميد حسن- حسون الشنون.. في رسم معاناة الانسان ووحشته بوجوده القاتم،،أما بعض الفنانين إختار اللون كعامل مهم في إنتاج العمل الفني مثلاً الفنان محمد سوادي الذي تميزبجعل اللون عنصراً اساسياً للتعبير عن ذاته مصيراً أغلب لوحاته فضاءً واسعاً ونجد كتلة من الالوان المتزاحمة ما يعطي للمتلقي شحنة بأجواء رومانسية حالمة..وكذلك الفنان لهيب كامل: الذي إهتم باللون كعنصر رئيس للتعبير وإضافة جسد متخفي الملامح في وسط زحمة الألوان.. أما الفنان عادل داود إعتمد على التكنيك كعنصر رئيس في لوحته رقعة الشطرنج المحترقة التي تمنح المتلقي أجواء فكرية مستقبلية تحمل في ثيمتها عدة تأويلات من خلال هذه الرقعة الفارغة.. وهناك حضور متميز لفنانات من ذي قار ساهمن بالمعرض مثل سؤدد الرماحي إختارت البساط الشعبي الجنوبي بكل ألوانه البراقة وتضادات ألوانه، وشاركت الفنانة ريا عبد الرضا بإختيار إمرأة جنوبية مخفية الملامح في وسط أجواء تأملية..وهناك العديد من الفنانين إعتمدوا على تكنيك الملمس البارز ووضعوا آثارهم ورموزهم للتعبير والدلالة مثل الفنان التشكيلي شداد عبد القهاروحسين الركابي وعلي عجيل وكاظم إبراهيم وحسين الشنون بأعمالهم المدهشة، إنها تنتمي إلى الفن السومري،وفي بادرة تنم عن تنوع الابداع شارك الفنان والمطرب حسين نعمة بلوحة إشتغل فيها على الربط بين غنائيته وبين العمل التشكيلي.. كما شارك الفنان والاديب حسين الهلالي بإستلهامه أجواء الريف في جماليات الحياة ببساطتها ووجود المرأة إلى جوار الرجل في لوحاته كرمز للتعاون والخصب وكذلك عدد من الفنانين حيدر صبار- طلال عبد- عامر عباس- عصام عبد الاله- محمد ذياب فقد مثلت لوحاتهم الجميلة الحياة العراقية بتنوعها..وكان هناك حضور متميز لفنانين لهم مكانة مميزة في الحركة التشكيلية المعاصرة مثل الفنان سالم الدباغ والفنان قاسم سبتي والفنان حسام عبد المحسن.. وشاركت من بغداد الفنانات ثناء عبد الرزاق -منال حميد- رسل مظفر- وجدان الماجد- غادة العاني- نضال العفراوي- يسرى العبادي: إختلفت أعمالهن الفنية مابين الاعتماد على التكنيك كعنصر أساس وإختيار بعضهن للموروثات الشعبية مستمدات أعمالهن من حضور الوجود الانساني في لوحاتهن بشكل بارز... ومن الفنانين الذين إشتغلوا على التجريد مثل منير أحمد- مهند حسين- عبد الحسن عبد الرزاق- عبد الحسن عبد-شاكر الجابري- زكي كاظم-رياض الشاهر- حليم قاسم- نجد في لوحاتهم الفكر الفلسفي والانساني من خلال جماليات قابلة للتأويل... وقد شارك الفنان أسعد الشطري والفنان تركي عبد الامير باعتمادهما على الاستبقاء في داخل اللوحة من جانب ومن جانب آخر نجد كثافة اللون، ومن الفنانين الذين اعتمدوا على المدارس الحديثة في الفن الاوربي أسعد الصغير- محمد القاسم- وعد عدنان.. وإختار الفنان التشكيلي ستار درويش جداره العصري ووضع عليه رسوم الاطفال البريئة ولصق قصصات جرائد على جداره الجميل.. وشارك الفنان العراقي الكبير الخزاف أكرم ناجي بعمل واحد من الفلكلور الشعبي واضعاً على طينته المزججة الرموز الشعبية التي توحي إلى طرد الشر من الحسد،والتفاؤل.. وكان للنحت دور بارز في إشغال القاعة من خلال الاعمال التي تفاوتت من ناحية المادة كالخشب، والبرونز، والحجر... والمواد المختلفة وكان من المشاركين خالد المبارك- خضير جابر-بإستخدامهما الخشب في اعمالهما الرائعة،والفنانون رضا فرحان-ناصر السامرائي- كريم خضير-محمد المطلبي بإستخدام مادة البرونز، ومن النحاتين الشباب شارك سامر الظالمي وعبد الرحيم ثامر وعمار عبد الكاظم وهادي صاحب ونصير علي وشارك الفنان قاسم ناصر بعمل سيراميك بعناق الرجل للمرأة، ومن الرواد الفنان عبد الرضا كشيش، وعادل عكار الذي إختار حيواناً اسطورياً غريب الشكل وعمله بشكل رشيق وجذاب يمنحك التناقض بين الوحش الغريب وجمالية عمل النحات. افتتح المعرض المشترك في قاعة الاقتصادين -الناصرية من10 --13---5- 2010 بحضور العديد من الفنانين التشكيلين ونقابة الفنانين والمثقفين ووسائل الاعلام المختلفة إن مايميز العطاء الفني للنحات عادل عكار هو التجديد في الاساليب المستخدمة لما يمتلكه من روح الابتكار وحب العمل فمنذ مطلع السبعينيات حينما كان يدرس في الاعدادية تملكته روح الفن التشكيلي والنحت وكان بيته الى جواري في بستان زامل مجاور بهو المدينة هو ورشة لعمل نماذج مختلفة من الجبس او مادة الطين بأنواعه الصناعي؛ او المفخور ليصنع منه نماذج فنية مدهشة، ثم حينما درس في معهد الفنون الجميلة واكاديمية الفنون كنت ازوره بشقته في ابو نؤاس وقد حول كل مافيها الى قطع فنية وورش لأعماله النحتية وكان معرضه الاول في قاعة أكاديمية الفنون الجميلة عام 1986 بعد تخرجه منها بعام،وقد واصل مشواره الابداعي رغم تعرضه لحادث سير مروع وهو قادم الى مدينته لكنه إستمر بشغفه وولعه بعالمه المهووس به وهو النحت وصنع الاشكال الفنية المتنوعة ،لتجد معظم ساحات المدينة تنصب فيها ابداعاته كالجندي،والتاميم وغيرها كما للفنان عبد الرضا كشيش مساهماته الشاخصة،وقد ساهم في معرضه -الخامس-ب30 عملا رائعا تنوعت اساليبه الفنية والجمالية بالرؤية الحداثوية وتناول الموضوعات الحياتية اليومية لشعبنا بنسق جمالي كعمل ضرب جسر الناصرية بالطيران الامريكي الذي أودى بحياة مئات الشهداء بحرب الخليج،أوأعماله التي تناولت آمال وطموحات الانسان العراقي،أما الفنان المبدع -رياض الشاهر- شارك ب23 عملا ابداعياً اشتغل قسم منه بالباستيل وهي مادة عسيرة التطوع بالتشكيل متناولاً الانسان العراقي ،وقد برزت في أعماله بمدرستين الانطباعية والتجريدية فلوحة المرأة العازفة مثلت جمال الموسيقى الذي يتوائم مع جمال المرأة وقد انطلقت من باكورة استخدام شبعاد للموسيقى في سومر او بلوحة البداوة والخيل وقد استوقفتني لوحة المرأة التي تتساقط منها الدموع متمنية حل جميع المشاكل الحياتية التي يواجهها شعبنا ،وهي رسالة الى البرلمانيين الجدد في الكف عن الانشغال بالخلافات الجانبية او الركض خلف المصالح الذاتية وترك الشعب يأن من الارهاب وقد تحدث الفنان علي عجيل:عن المعرض وأشاد بالشاهر وتميز الكتل اللونية التي لها سحر أخاذ،وتمنى ان يقدم الفنان معرضه بمدرسة واحدة ويؤجل الاخرى الى معرض آخر،اما عن النحات المبدع عادل عكار فقد تميزت اعماله بإضافة جديدة وتمنى ان يتم الاختزال ليرمز العمل بثيمته الابداعيةأما الفنان عادل هليل فقد أثنى على ماقدمه الزميلين عكار والشاهر وبروز دورهم الاكاديمي في الاعمال المقدمة والمتنوعة بأساليب فنية جمالية،وقال الشيخ حكيم الرميض مدير قناة واذاعة الاهوار المحلية بأن واجب الفنان تلمس هموم الشعب و تدوين مايحصل له كأرشيف للمرحلة وعين راصدة للحدث،أما رئيس جمعية التشكيليين بالناصرية الفنان محمد سوادي قال:اعجبت بالكتل اللونية في الاعمال التجريدية التي حملت انساق مدهشة بألوان توزعت بطريقة ذكية أظهرت قدرة الفنان في ابداع موضوعاته الجميلة وقد اعجب الفنان حسين نعمة في المعرض بالتعبير عن سروره لعطاء المبدعين في هذه المديينة المكتنزة والمكتضة بالابداع.ثم المعرض المشترك الثاني للنحات عادل عكار والفنان التشكيلي رياض الشاهر في بهو البلدية في مطلع 2012،وقد تنوعت الاساليب النحتية للمبدع "عادل عكار" وشملت موضوعات ممختلفة الشهادة- الارهاب- السجون- الأهوار ووجود الإنسان د\اخل دوامة الأزمة والصراع للنفس البشرية في فضاء العنف الذي يتسم به عصرنا الحاضر ،فيما تنوعت اللوحات الفنية والاساليب الجمالية للفنان-الشاهر- وركز في بعض لوحاته على المرأة والعطاء والحب والحنان وجمالية وجودها،والبيئة العراقية بتنوعاتها،المدينة –الزقاق- البيوت- الابواب-الشبابيك- وكذلك لوحات التشظي للذات والهموم من الصراع بزمن العولمة ..وفي البيت الثقافي بالناصرية في تشرين الماضي أقيمت ندوة عن الفنان العالمي "فائق حسن" ما يخصه حياته..دراسته- سفره لباريس..وتلاميذه ؛بحضور د-اياد حياوي ونخبة من التشكيليين ،قدمها الفنان اسعد الشطري ،وقد عرض الفلم عن الراحل الخالد يجسد رحلة لأكاديمية الفنون لشمالنا الجميل ،يظهر بالصورة الفنان ستار كيوش وكذلك الراحل المبدع "محمد صبري" ونجوم من الفن التشكيلي العراقي .