السمات الفنية في النحت والعمارة .
لفنون النحت والعمارة مكانة متميزة وجذور عميقة في تاريخ الحضارة االنسانية ومن وسائل تعبير االنسان عن معتقداتو وافكاره وحاجاتو المادية وكثي ارً ما كانت ىناك صمة ما بين الفنيين بشكل من االشكال وترجع ىذه العالقة بين النحت والعمارة ألصول قديمة اذ ان من اىم التجارب لتوظيف الفن التشكيمي في العمارة في العراق القديم ىي ما قام بو السومريون في استخدام المخاريط الفخارية في ابنيتيم في الوركاء. والمخاريط ىذه عبارة عن اشكال مجسمة مخروطية ذات رؤوس ممونة تكون زخارف منتظمة تعبر عن وعي وفن رفيع. والفنان السومري استطاع بالطريقة المذكورة تحقيق غرضين في وقت واحد غرضاً انشائياً وذلك لحماية جد ارن االبنية وغرضاً فنياً بتزيين الجد ارن والتعبير عن احاسيسو وافكاره وان طريقة استخدام المخاريط الفخارية تعد اخت ارعاً سومرياً بكل تميز. واستمر ذلك التميز في االستخدام التشكيمي عمى مستوى العمارة الى فترة زمن االشوريين وقد وصموا الى مرحمة متقدمة في فنون النحت وعمى االخص البارز منو وكذلك فن العمارة، فقد كانت القصور التي بنيت في المدن االشورية كالح )نمرود( ودور شروكين )خورساباد( ونينوى مييبة وواسعة تعكس قوة الحكام والدولة وكانت ىذه القصور مزينة جدرانيا بالمنحوتات البارزة ويعد قصر )اشور ناصر بال الثاني( )858-888( ق. م. منو اول القصور االشورية التي زينت جدرانيا بالمنحوتات البارزة ومداخمو بالمنحوتات الحارسة المركبة. -1مقترب لمفهوم النحت والعمارة . 1024 2 د. حمدية كاظم درس مادة النحت المرحلة الثانية - قسم التربية الفنية كتب احد الباحثين يقول: الشعر والعمارة كيانان من لغة وطين، كيانان من رؤى ومن نار يغتسالن من ماء التقديس منذ ان اختط الحكماء السبعة في ارض العراق اولى صور العمران. اذا كان اهلل تعالى خالق الكون فان االنسان صانعو وال يعدو ان يكون صنع االنسان استغالالً ىو موجود في بيئتو والطبيعة من حولو وقدرتو عمى الخمق واالبتكار حيث يحقق اتصالو بالطبيعة من سياق ميمو الغريزي نحو البناء والعمارة. فمنذ بداية معرفة االنسان لالستقرار عرف العمارة اذ ان االنسان وبما يحممو من رغبات غريزية جارفة لتعرف اسرار الطبيعة دفعو سموكو ىذا الى النظر لمحقائق الطبيعية بعمق يكمل تنمية حصيمتو الفكرية التي يختزنيا عقمو البشري ثم يعود ليخرج تصميمات بنائو عمى وفق ما يشاىده او من خالل كشف اسرار الطبيعة. ولعل االنسان االول في رسوماتو ومنحوتاتو البدائية عمى جد ارن الكيوف كان متأث ارً ً عمى وحي بيئتو وفي ترجمة بما حولو ليشكل ذلك نبعاً غنياً لإلليام الفني معتمدا خبراتو الحية والمؤثرات الخارجية التي يدركيا بعينو وعقمو وليبني في الوقت نفسو، منشآتو المعمارية فيزينيا بالرسوم او المنحوتات عمى وفق سمات فنية تميزت في مرحمة من اخرى. فيو حين نحت قطعة من الحجر او الخشب او العظام فانو قد شكميا بأسموب معين ليخدم غرضاً من اغ ارضو االجتماعية وكذلك كان امره حين ابتنى لو بيتاً رية. او صنع االواني الفخا لقد حقق فنا النحت والعمارة دورىما حين ط أرت عمييما تغي ارت وفقاً لكل مرحمة من مراحل تطورىما الحضاري باستجابة االشكال النحتية والمعمارية لطبيعة الفكر السائد ونالحظ في تحميل السمات او الخصائص الفنية لمنحت والعمارة، ان النحت ىو فن 1024 3 د. حمدية كاظم درس مادة النحت المرحلة الثانية - قسم التربية الفنية يتعامل مع الكتل والفراغات واالحجام واذا اردنا ان نحدده بشكل ادق فيو فن ذو ثالثة ابعاد ويتعامل مع التجسيم تعامالً مباش ار.ً والتماثيل المنحوتة اما ان تكون خاماتيا ممونة او انيا بالمون الطبيعي لمخامة نفسيا ولعل حضارة وادي الرافدين غنية بتماثيميا الممونة المصنوعة من الفخار ويضاف الييا القار ومنيا تماثيل االليو االم السومرية. ولكي نفيم حقيقتو العالقة بين النحت والعمارة "يمكننا القول ان العمارة رغم انيا مجسمو وتتعامل مع الكتل والحجوم، من احد شروطيا ان تكون صالحة الستعمال االنسان وتعد العمارة فناً جيدا فيا ومعبرة ً اذا تمكن مصمميا ان يجعميا ناجحة وظي عن اليدف من اقامتيا وليذا فان العمارة الجيدة تقترب من النحت. في حين يرى ً في حال تعبيرىا عن فكر المجتمع السائد والنظام الباحث ان العمارة تكون فناً جيدا أضافةً السياسي لممرحمة الى نجاحيا وظيفيا. ويرى الباحث ايضاً صولو العريقة ، من خالل ان عودة الى فن النحت العماري في ا الحضارة العراقية القديمة نفسيا، يرينا ان ىناك سمات وخصائص امتازت بيا االشكال النحتية والمعمارية بحيث تشكل قيما ودالالت فكرية وجمالية وفنية متميزة وقد ظيرت بصماتيا واضحة من حيث التكوين والوظيفة الجمالية فضالً عن المادة الخام المستخدمة وتقنية االنشاء لممادة الخام لمتعبير عن المنحوتات المعمارية او العمارة واشكاليا المتعددة التي تظير بييئة معابد وقصور وما ينقش او ينحت عمى جدرانيا وسطوحيا من منحوتات واعمال نحتية بارزة او غائرة. واذا كان فن العمارة ىو الفن الذي يعكس الواقع او المحيط او البيئة الطبيعية واالجتماعية بأمانة وصدق فيي مرآة الشخصية التي تمبي احتياجات الفرد الفطرية 1024 4 د. حمدية كاظم درس مادة النحت المرحلة الثانية - قسم التربية الفنية والضرورية، االقتصادية منيا واالجتماعية والنفسية، واذا كان تاريخ العمارة يدرس نشوء العمارة وكل ما ورثو االنسان من ذلك التراث العماري الغني بالقصور والمعابد ومراكز السمطة و خاصة في الحضارات التي تتصف بتمك المباني من حضارة وادي الرافدين وغيرىا فيي تسيم في الكشف عن وجود سمات فنية فييا بشكل عام. وىذا ما يجعل التعبير عن السمات ينطبق عمى تمك العمارة بل يختمف، اذ امتازت بتنوع كبير تبعاً وبيئتو وخاصة لتعاقب الحضا ارت واختالف طبيعة الفكر وترجمتو في العراق القديم و يمكن مشاىدتيا في الصور المعمارية والمنحوتات التي تعمو تمك المباني. ان ىذا االستنتاج يقربنا اكثر من فيم السمات الفنية الرئيسة في النحت والعمارة اذ ان من الممكن ان تعكس دراسة الفنون السائدة في عيد معين افاقا حضارية عديدة وسمات معينة ليذه الفنون في طابع عمارتيا واعمال النحت فييا. وعمى الرغم من وضوح اىمية ىذه العوامل في تركيز السمات الفنية المميزة ىذه السمات كونيا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً لخصائص العمارة من الضروري ىنا تأكيد بالمراحل التاريخية المحددة ليا التي يمر بيا شعب وامة ومن ثم فيي تقع ضمن الحركة الديناميكية المتغيرة لألشياء والظواىر التي تفرضيا التطورات الطارئة عمى المجتمع والتي يؤدي بيا العامل االجتماعي دو ارً حاسماً في تحديد ىوية المرحمة التاريخية.
لفنون النحت والعمارة مكانة متميزة وجذور عميقة في تاريخ الحضارة االنسانية ومن وسائل تعبير االنسان عن معتقداتو وافكاره وحاجاتو المادية وكثي ارً ما كانت ىناك صمة ما بين الفنيين بشكل من االشكال وترجع ىذه العالقة بين النحت والعمارة ألصول قديمة اذ ان من اىم التجارب لتوظيف الفن التشكيمي في العمارة في العراق القديم ىي ما قام بو السومريون في استخدام المخاريط الفخارية في ابنيتيم في الوركاء. والمخاريط ىذه عبارة عن اشكال مجسمة مخروطية ذات رؤوس ممونة تكون زخارف منتظمة تعبر عن وعي وفن رفيع. والفنان السومري استطاع بالطريقة المذكورة تحقيق غرضين في وقت واحد غرضاً انشائياً وذلك لحماية جد ارن االبنية وغرضاً فنياً بتزيين الجد ارن والتعبير عن احاسيسو وافكاره وان طريقة استخدام المخاريط الفخارية تعد اخت ارعاً سومرياً بكل تميز. واستمر ذلك التميز في االستخدام التشكيمي عمى مستوى العمارة الى فترة زمن االشوريين وقد وصموا الى مرحمة متقدمة في فنون النحت وعمى االخص البارز منو وكذلك فن العمارة، فقد كانت القصور التي بنيت في المدن االشورية كالح )نمرود( ودور شروكين )خورساباد( ونينوى مييبة وواسعة تعكس قوة الحكام والدولة وكانت ىذه القصور مزينة جدرانيا بالمنحوتات البارزة ويعد قصر )اشور ناصر بال الثاني( )858-888( ق. م. منو اول القصور االشورية التي زينت جدرانيا بالمنحوتات البارزة ومداخمو بالمنحوتات الحارسة المركبة. -1مقترب لمفهوم النحت والعمارة . 1024 2 د. حمدية كاظم درس مادة النحت المرحلة الثانية - قسم التربية الفنية كتب احد الباحثين يقول: الشعر والعمارة كيانان من لغة وطين، كيانان من رؤى ومن نار يغتسالن من ماء التقديس منذ ان اختط الحكماء السبعة في ارض العراق اولى صور العمران. اذا كان اهلل تعالى خالق الكون فان االنسان صانعو وال يعدو ان يكون صنع االنسان استغالالً ىو موجود في بيئتو والطبيعة من حولو وقدرتو عمى الخمق واالبتكار حيث يحقق اتصالو بالطبيعة من سياق ميمو الغريزي نحو البناء والعمارة. فمنذ بداية معرفة االنسان لالستقرار عرف العمارة اذ ان االنسان وبما يحممو من رغبات غريزية جارفة لتعرف اسرار الطبيعة دفعو سموكو ىذا الى النظر لمحقائق الطبيعية بعمق يكمل تنمية حصيمتو الفكرية التي يختزنيا عقمو البشري ثم يعود ليخرج تصميمات بنائو عمى وفق ما يشاىده او من خالل كشف اسرار الطبيعة. ولعل االنسان االول في رسوماتو ومنحوتاتو البدائية عمى جد ارن الكيوف كان متأث ارً ً عمى وحي بيئتو وفي ترجمة بما حولو ليشكل ذلك نبعاً غنياً لإلليام الفني معتمدا خبراتو الحية والمؤثرات الخارجية التي يدركيا بعينو وعقمو وليبني في الوقت نفسو، منشآتو المعمارية فيزينيا بالرسوم او المنحوتات عمى وفق سمات فنية تميزت في مرحمة من اخرى. فيو حين نحت قطعة من الحجر او الخشب او العظام فانو قد شكميا بأسموب معين ليخدم غرضاً من اغ ارضو االجتماعية وكذلك كان امره حين ابتنى لو بيتاً رية. او صنع االواني الفخا لقد حقق فنا النحت والعمارة دورىما حين ط أرت عمييما تغي ارت وفقاً لكل مرحمة من مراحل تطورىما الحضاري باستجابة االشكال النحتية والمعمارية لطبيعة الفكر السائد ونالحظ في تحميل السمات او الخصائص الفنية لمنحت والعمارة، ان النحت ىو فن 1024 3 د. حمدية كاظم درس مادة النحت المرحلة الثانية - قسم التربية الفنية يتعامل مع الكتل والفراغات واالحجام واذا اردنا ان نحدده بشكل ادق فيو فن ذو ثالثة ابعاد ويتعامل مع التجسيم تعامالً مباش ار.ً والتماثيل المنحوتة اما ان تكون خاماتيا ممونة او انيا بالمون الطبيعي لمخامة نفسيا ولعل حضارة وادي الرافدين غنية بتماثيميا الممونة المصنوعة من الفخار ويضاف الييا القار ومنيا تماثيل االليو االم السومرية. ولكي نفيم حقيقتو العالقة بين النحت والعمارة "يمكننا القول ان العمارة رغم انيا مجسمو وتتعامل مع الكتل والحجوم، من احد شروطيا ان تكون صالحة الستعمال االنسان وتعد العمارة فناً جيدا فيا ومعبرة ً اذا تمكن مصمميا ان يجعميا ناجحة وظي عن اليدف من اقامتيا وليذا فان العمارة الجيدة تقترب من النحت. في حين يرى ً في حال تعبيرىا عن فكر المجتمع السائد والنظام الباحث ان العمارة تكون فناً جيدا أضافةً السياسي لممرحمة الى نجاحيا وظيفيا. ويرى الباحث ايضاً صولو العريقة ، من خالل ان عودة الى فن النحت العماري في ا الحضارة العراقية القديمة نفسيا، يرينا ان ىناك سمات وخصائص امتازت بيا االشكال النحتية والمعمارية بحيث تشكل قيما ودالالت فكرية وجمالية وفنية متميزة وقد ظيرت بصماتيا واضحة من حيث التكوين والوظيفة الجمالية فضالً عن المادة الخام المستخدمة وتقنية االنشاء لممادة الخام لمتعبير عن المنحوتات المعمارية او العمارة واشكاليا المتعددة التي تظير بييئة معابد وقصور وما ينقش او ينحت عمى جدرانيا وسطوحيا من منحوتات واعمال نحتية بارزة او غائرة. واذا كان فن العمارة ىو الفن الذي يعكس الواقع او المحيط او البيئة الطبيعية واالجتماعية بأمانة وصدق فيي مرآة الشخصية التي تمبي احتياجات الفرد الفطرية 1024 4 د. حمدية كاظم درس مادة النحت المرحلة الثانية - قسم التربية الفنية والضرورية، االقتصادية منيا واالجتماعية والنفسية، واذا كان تاريخ العمارة يدرس نشوء العمارة وكل ما ورثو االنسان من ذلك التراث العماري الغني بالقصور والمعابد ومراكز السمطة و خاصة في الحضارات التي تتصف بتمك المباني من حضارة وادي الرافدين وغيرىا فيي تسيم في الكشف عن وجود سمات فنية فييا بشكل عام. وىذا ما يجعل التعبير عن السمات ينطبق عمى تمك العمارة بل يختمف، اذ امتازت بتنوع كبير تبعاً وبيئتو وخاصة لتعاقب الحضا ارت واختالف طبيعة الفكر وترجمتو في العراق القديم و يمكن مشاىدتيا في الصور المعمارية والمنحوتات التي تعمو تمك المباني. ان ىذا االستنتاج يقربنا اكثر من فيم السمات الفنية الرئيسة في النحت والعمارة اذ ان من الممكن ان تعكس دراسة الفنون السائدة في عيد معين افاقا حضارية عديدة وسمات معينة ليذه الفنون في طابع عمارتيا واعمال النحت فييا. وعمى الرغم من وضوح اىمية ىذه العوامل في تركيز السمات الفنية المميزة ىذه السمات كونيا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً لخصائص العمارة من الضروري ىنا تأكيد بالمراحل التاريخية المحددة ليا التي يمر بيا شعب وامة ومن ثم فيي تقع ضمن الحركة الديناميكية المتغيرة لألشياء والظواىر التي تفرضيا التطورات الطارئة عمى المجتمع والتي يؤدي بيا العامل االجتماعي دو ارً حاسماً في تحديد ىوية المرحمة التاريخية.