التطعيم بالصدف… تحويل الخشب إلى تحفة فنية في غاية الجمال
دمشق-سانا
مهنة التطعيم بالصدف من الفنون العريقة التي اشتهرت بها مدينة دمشق وتعكس جوانب من تراثها من خلال تحويل الخشب إلى تحف فنية في غاية الجمال تزين بيوتها القديمة وأماكنها المقدسة من مساجد وكنائس.
ويعود تاريخ حرفة تطعيم الخشب بالصدف إلى مئات السنين وقد لا يخلو بيت دمشقي قديم من قطع زينت بها الأمر الذي ينطبق على ابنيتها وفنادقها القديمة التي تميزت بطراز معماري يقوم على فن التطعيم ويعد قصر العظم ومكتب عنبر وبيت نظام من أشهر البيوت الدمشقية المزينة بهذه الصناعة.
ومن محله في دمشق القديمة حيث يعرض الحرفي حسان الحرستاني مشغولاته المتعددة يقول: “تعتمد الحرفة بشكل أساسي على خيال الحرفي في تطعيم الخشب وتحويله إلى أشكال فنية من خلال رسومات وتزيينات نباتية وأشكال هندسية مثل المثمن والمربع والمسدس والمثلث لخلق لوحة من الزخارف التقليدية باستخدام أنواع من الخشب منها الليمون والورد والزان الذي يصبغ باللون الأسود أو الأخضر”.
ورغم تواضعه وبساطته يزدحم المحل بالمشغولات القديمة من تحف شرقية مميزة وفي إحدى زواياه تتواجد ماكينات ومعدات صغيرة وأدوات الحفر على الخشب والخراطة والتطعيم والطلي والصدف والواح خشب رفيعة وفي مستودع مجاور تتوضع قطع من الأثاث الشرقي وصناديق متنوعة الأشكال وخزائن مزخرفة وطاولات لعب وغيرها.
ويشير الحرستاني لـ سانا إلى أن هذا الفن أصبح سفيرا لسورية إلى معظم دول العالم إذ إن الكثير من المغتربين السوريين يفضلون الاحتفاظ بشيء يذكرهم ببلادهم إلا أنه يستدرك بشيء من الحسرة أن هذه الحرفة تأثرت خلال سنوات الحرب بعد أن كانت تعتمد على السياح بالدرجة الأولى كونهم يشكلون المستهلك الرئيسي لهذه المشغولات على الرغم من أنها لا تزال تلقى رواجا في السوق من قبل بعض المهتمين.
وتمر آلية عمل تطعيم الخشب بأربع مراحل تبدأ بتصميم الهيكل الخشبي للقطعة ومن ثم التشكيل بالصدف أي تقطيع الصدف ولصقه وتعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل حسب الحرستاني لأنها تحتاج إلى الدقة والتركيز الممزوج بالحس الفني والذوق الرفيع ومن ثم تأتي عملية تلميع الصدف ليكون في شكله النهائي باستخدام مادة كامليكا وأخيرا عملية التنجيد التي تحتاج للتبطين بالقماش في بعض الأحيان مثل الصناديق والعلب.
وأوضح أن لهذه المهنة قيمتها التراثية المهمة وتستخدم في أرقى الأثاث وقطع الديكور والسقوف ودور العبادة وديكور المنازل والخزائن والكراسي وحوامل المصاحف ومن أنواعها الخشب المحفور المطعم بالصدف والخشب المطعم بالفضة والصدف بالإضافة إلى الخشب المطعم بالعظم والصدف وكذلك الخشب المطعم بالموزاييك.
وبالنسبة للصدف المستخدم ذكر الحرستاني أن هناك نوعين البحري والنهري ويستخدم البحري حاليا نظرا لجمال الوانه المتعددة “قوس قزح” وهو يستورد من الهند والفلبين وتايلند والخشب المستخدم أغلبه خشب الجوز لأنه سهل الحفر وقطعه كبيرة ويميزه لونه البني المحروق الذي لا يتاثر بفعل الزمن.
وعلى الرغم من محدودية إنتاجه في ظل الظروف الراهنة واقتصار الراغبين باقتنائه على فئة معينة من المولعين بالتراث تبقى للخشب المطعم بالصدف خصوصيته وجماليته التي تميزه عن العديد من المهن اليدوية القديمة.
نور يوسف
دمشق-سانا
مهنة التطعيم بالصدف من الفنون العريقة التي اشتهرت بها مدينة دمشق وتعكس جوانب من تراثها من خلال تحويل الخشب إلى تحف فنية في غاية الجمال تزين بيوتها القديمة وأماكنها المقدسة من مساجد وكنائس.
ويعود تاريخ حرفة تطعيم الخشب بالصدف إلى مئات السنين وقد لا يخلو بيت دمشقي قديم من قطع زينت بها الأمر الذي ينطبق على ابنيتها وفنادقها القديمة التي تميزت بطراز معماري يقوم على فن التطعيم ويعد قصر العظم ومكتب عنبر وبيت نظام من أشهر البيوت الدمشقية المزينة بهذه الصناعة.
ومن محله في دمشق القديمة حيث يعرض الحرفي حسان الحرستاني مشغولاته المتعددة يقول: “تعتمد الحرفة بشكل أساسي على خيال الحرفي في تطعيم الخشب وتحويله إلى أشكال فنية من خلال رسومات وتزيينات نباتية وأشكال هندسية مثل المثمن والمربع والمسدس والمثلث لخلق لوحة من الزخارف التقليدية باستخدام أنواع من الخشب منها الليمون والورد والزان الذي يصبغ باللون الأسود أو الأخضر”.
ورغم تواضعه وبساطته يزدحم المحل بالمشغولات القديمة من تحف شرقية مميزة وفي إحدى زواياه تتواجد ماكينات ومعدات صغيرة وأدوات الحفر على الخشب والخراطة والتطعيم والطلي والصدف والواح خشب رفيعة وفي مستودع مجاور تتوضع قطع من الأثاث الشرقي وصناديق متنوعة الأشكال وخزائن مزخرفة وطاولات لعب وغيرها.
ويشير الحرستاني لـ سانا إلى أن هذا الفن أصبح سفيرا لسورية إلى معظم دول العالم إذ إن الكثير من المغتربين السوريين يفضلون الاحتفاظ بشيء يذكرهم ببلادهم إلا أنه يستدرك بشيء من الحسرة أن هذه الحرفة تأثرت خلال سنوات الحرب بعد أن كانت تعتمد على السياح بالدرجة الأولى كونهم يشكلون المستهلك الرئيسي لهذه المشغولات على الرغم من أنها لا تزال تلقى رواجا في السوق من قبل بعض المهتمين.
وتمر آلية عمل تطعيم الخشب بأربع مراحل تبدأ بتصميم الهيكل الخشبي للقطعة ومن ثم التشكيل بالصدف أي تقطيع الصدف ولصقه وتعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل حسب الحرستاني لأنها تحتاج إلى الدقة والتركيز الممزوج بالحس الفني والذوق الرفيع ومن ثم تأتي عملية تلميع الصدف ليكون في شكله النهائي باستخدام مادة كامليكا وأخيرا عملية التنجيد التي تحتاج للتبطين بالقماش في بعض الأحيان مثل الصناديق والعلب.
وأوضح أن لهذه المهنة قيمتها التراثية المهمة وتستخدم في أرقى الأثاث وقطع الديكور والسقوف ودور العبادة وديكور المنازل والخزائن والكراسي وحوامل المصاحف ومن أنواعها الخشب المحفور المطعم بالصدف والخشب المطعم بالفضة والصدف بالإضافة إلى الخشب المطعم بالعظم والصدف وكذلك الخشب المطعم بالموزاييك.
وبالنسبة للصدف المستخدم ذكر الحرستاني أن هناك نوعين البحري والنهري ويستخدم البحري حاليا نظرا لجمال الوانه المتعددة “قوس قزح” وهو يستورد من الهند والفلبين وتايلند والخشب المستخدم أغلبه خشب الجوز لأنه سهل الحفر وقطعه كبيرة ويميزه لونه البني المحروق الذي لا يتاثر بفعل الزمن.
وعلى الرغم من محدودية إنتاجه في ظل الظروف الراهنة واقتصار الراغبين باقتنائه على فئة معينة من المولعين بالتراث تبقى للخشب المطعم بالصدف خصوصيته وجماليته التي تميزه عن العديد من المهن اليدوية القديمة.
نور يوسف