قوسيات الزعانف (الأسماك ـ)
قوسيات الزعانف Crossopterigi من صف الأسماك العظمية Osteichthyes. اكتُشِفَت مستحاثاتها في الطبقات الرسوبية القديمة للأرض بدءاً من العصر الديفوني (منذ 350مليون سنة)، وعدت من الأسماك المنقرضة كلياً منذ ملايين السنين. غير أن دهشة علماء الحيوان كانت عظيمة عندما تم في عام 1938 اصطياد سمكة حية من قوسيات الزعانف في المحيط الهندي قريباً من جزر القمر. وتوالى بعد ذلك صيد أعداد أخرى من هذه الأسماك في المنطقة المذكورة، وأُطلق عليها اسم لاتيميريا Latimeria (السمك قوسي الزعانف).
لقوسيات الزعانف أهمية تطورية عظيمة، كونها تمثل الأصل الاشتقاقي الذي انحدرت منه أسلاف فقاريات اليابسة. فزعانفها الشفعية ذات فص لحمي قاعدي متطاول، مغطى بالحراشف ويوجد في نهايته العلوية الأشعة الزعنفية. ويقارب توضع القطع الهيكلية لهذه الزعنفة في ترتيبها العام ما هو عليه في الأطراف الرباعية لفقاريات اليابسة.
كما أن قوسيات الزعانف المنقرضة كانت تتنفس ـ إضافة إلى التنفس الغلصمي ـ بالرئات، وكانت تتميز أيضاً بوجود فتحة في الرأس (المتنفس spiracle) يصل تجويف فمها بالوسط الخارجي.
تضم قوسيات الزعانف رتبتين، هما: رتبة ذوات المنخار (ذوات الزعانف المروحية)، ورتبة زوات الجوف الشوكي.
1ـ رتبة ذوات المنخار (ذوات الفتحات الأنفية الداخلية) Rhipidistiformes: وهي أسماك عُُرِفَت فقط كمستحاثات، يراوح طول جسمها وسطياً بين 80و130سم. وتتميز أنواعها بوجود فتحتي أنف داخليتين choana، وظهور رئات شفعية بدائية، وزعانف شفعية مشابهة بنيوياً لأطراف فقاريات اليابسة؛ لذا يعتقد أن بعض أنواعها شكلت أسلاف الفقاريات الأرضية.
وقد بلغت أنواع هذه الرتبة أوج انتشارها في المياه العذبة أساساً، في العصر الديفوني، ثم بدأ عددها بالتقلص في العصر الفحمي (الكربوني)، ومن ثم انقرضت كلياً في العصر البرمي.
2ـ رتبة ذوات الجوف الشوكي Coelacanthiformes: تتميز أسماكها بالذيل ثلاثي الفصوص، وغياب الكيس السباحي وفتحتي الأنف الداخلية. وقد عُرِفَت مستحاثات أسماك هذه الرتبة أولاً في المياه العذبة، بدءاً من الديفوني الأوسط، ثم انتقلت بعدها في بداية العصر الترياسي إلى المياه البحرية واستوطنت هناك بصورة دائمة.
وتشتمل رتبة ذوات الجوف الشوكي على عدد من الأجناس المنقرضة، هي: Coelacanthu Uldina وMacropoma، وجنس حي هو اللاتيميريا الذي توقف تطوره منذ العصر الترياسي (قبل 300مليون سنة)، وهذا ما حدا بالعلماء إلى تسميتهما بالمستحاثة الحية وعده من الاكتشافات الكبرى لعلم البيولوجيا في القرن العشرين.
وتُعَد ذوات الجوف الشوكي قريبة ـ من حيث الأصل الاشتقاقي ــ من الأسماك الرئوية (ذوات التنفسين) Dipnoi، وتشكل معها زمرة لَحمِيات الزعانف Sarcopterygii.
اللاتيميريا L.chalumna سمك بحري من الفصيلة اللاتيميرية Latimeridae. جسمه سميك وقصير، ومغطى بحراشف دائرية من طبيعة خاصة، وله زعنفتان ظهريتان متباعدتان، وذيل قوي منضغط من الجانبين، ينتهي بزعنفة ثلاثية الفصوص، يكون فيها الفص المركزي (الأوسط) بارزاً وأصغر حجماً. لون جسمه رمادي مشوب بالزرقة، تتوضع فيه من الجانبين بقع غير منتظمة الشكل، لونها فاتح (الشكل 1).
لجسم اللاتيميريا هيكل غضروفي، ودسام حلزوني معوي، ومخروط شرياني قلبي، وثلاث فتحات أنفية خارجية، وهيكل غضروفي، ويتكون محور الهيكل في اللاتيميريا من حبل ظهري notochord سميك عديم الفقرات.
توزع اللاتيميريا وحياتها
أسماك اللاتيميريا بطيئة الحركة، تعيش على أعماق تتراوح بين 70و800 م، في المناطق ذات القاع الصخري والانحدار الشديد من شواطئ جزر القمر في المحيط الهندي، حيث تكيفت هذه الأسماك للحياة هناك في وسط مائي درجة حرارته بين 12و14، وملوحته بين 10و35بالآلف.
إن الدراسات الخاصة بدورة حياة أسماك اللاتيميريا وسلوكها مازالت مقتضبة جداً؛ وذلك بسبب ندرتها، وتخصصها البيئي العالي، وصعوبة التضاريس في مكان سكنها الضيق، والذي، كما يعتقد، مرتبط بالمغاور البازلتية البحرية التي تصب فيها مياه عذبة من اليابسة. وفي الوقت ذاته، سمح تكيف اللاتيميريا مع الحياة في الشروط البيئية المذكورة لها بالبقاء حية من دون تغير كما كانت في عصر الديناصورات، أي منذ نحو 300مليون سنة.
اللاتيميريا من الأسماك الليلية المفترسة الليلية، لا تفارق جحورها إلا في الوقت المظلم من اليوم؛ كونها لا تتحمل الضوء الساطع ودرجة الحرارة المرتفعة نسبياً في سطح البحر نهاراً. كما تتميز بطريقتها الخاصة في الحصول على الغذاء، فهي تستخدم ذيلها القوي للقفز المفاجئ على فريستها من الأسماك القاعية القريبة منها والتهامها.
اللاتيميريا أسماك بيوضة ـ ولودة ovoviviparus، خصوبتها منخفضة نسبياً، إذ تم الحصول في عام 1972 على 19بيضة ناضجة من أنثى لاتيميريا بطول 168سم. وتميزت هذه البيوض بغلافها الرقيق ذي الثقوب ولونها الأحمر، وكانت الواحدة منها بقطر 5.8ـ9سم، ووزن 300ـ334 غ. وقد شُرِّحَت أنثى لاتيميريا مماثلة حجماً لسابقتها، وعُثِرَ في قناتها المبيضية على خمسة أجنة كاملة التطور بطول 30ـ33 سم. وكانت هذه الأجنة مشابهة تماماً للسمكة الأم، باستثناء وجود كيس محي لديها لم يضمر بعد، بطول 8 ـ13سم.
يجري صيد اللاتيميريا شـتاءً بدءاً من أيلول/سبتمبر وحتى آذار/مارس من كل عام، في أثناء الوقت المظلم من اليوم، حيث يقوم الصيادون المحليون بصيدها بالشص حصراً. ولا تستخدم شباك الجرف أو الفخاخ وسيلة صيد لهذه الأسماك، لتعرض الشباك للتلف، بسبب وعورة منطقة الصيد في أثناء سحبها إلى أعلى.
وليس لسمك اللاتيميريا أهمية اقتصادية كغذاء، وإنما اقتصرت أهميتها ـ كما ذكر سابقاً ـ على الناحية التطورية، باعتبارها الأصل السلفي لفقاريات اليابسة. ويُحْفَظ حالياً منها نماذج عديدة في بعض المعاهد البحثية والمتاحف العالمية.
معذى خليف
قوسيات الزعانف Crossopterigi من صف الأسماك العظمية Osteichthyes. اكتُشِفَت مستحاثاتها في الطبقات الرسوبية القديمة للأرض بدءاً من العصر الديفوني (منذ 350مليون سنة)، وعدت من الأسماك المنقرضة كلياً منذ ملايين السنين. غير أن دهشة علماء الحيوان كانت عظيمة عندما تم في عام 1938 اصطياد سمكة حية من قوسيات الزعانف في المحيط الهندي قريباً من جزر القمر. وتوالى بعد ذلك صيد أعداد أخرى من هذه الأسماك في المنطقة المذكورة، وأُطلق عليها اسم لاتيميريا Latimeria (السمك قوسي الزعانف).
لقوسيات الزعانف أهمية تطورية عظيمة، كونها تمثل الأصل الاشتقاقي الذي انحدرت منه أسلاف فقاريات اليابسة. فزعانفها الشفعية ذات فص لحمي قاعدي متطاول، مغطى بالحراشف ويوجد في نهايته العلوية الأشعة الزعنفية. ويقارب توضع القطع الهيكلية لهذه الزعنفة في ترتيبها العام ما هو عليه في الأطراف الرباعية لفقاريات اليابسة.
كما أن قوسيات الزعانف المنقرضة كانت تتنفس ـ إضافة إلى التنفس الغلصمي ـ بالرئات، وكانت تتميز أيضاً بوجود فتحة في الرأس (المتنفس spiracle) يصل تجويف فمها بالوسط الخارجي.
تضم قوسيات الزعانف رتبتين، هما: رتبة ذوات المنخار (ذوات الزعانف المروحية)، ورتبة زوات الجوف الشوكي.
1ـ رتبة ذوات المنخار (ذوات الفتحات الأنفية الداخلية) Rhipidistiformes: وهي أسماك عُُرِفَت فقط كمستحاثات، يراوح طول جسمها وسطياً بين 80و130سم. وتتميز أنواعها بوجود فتحتي أنف داخليتين choana، وظهور رئات شفعية بدائية، وزعانف شفعية مشابهة بنيوياً لأطراف فقاريات اليابسة؛ لذا يعتقد أن بعض أنواعها شكلت أسلاف الفقاريات الأرضية.
وقد بلغت أنواع هذه الرتبة أوج انتشارها في المياه العذبة أساساً، في العصر الديفوني، ثم بدأ عددها بالتقلص في العصر الفحمي (الكربوني)، ومن ثم انقرضت كلياً في العصر البرمي.
2ـ رتبة ذوات الجوف الشوكي Coelacanthiformes: تتميز أسماكها بالذيل ثلاثي الفصوص، وغياب الكيس السباحي وفتحتي الأنف الداخلية. وقد عُرِفَت مستحاثات أسماك هذه الرتبة أولاً في المياه العذبة، بدءاً من الديفوني الأوسط، ثم انتقلت بعدها في بداية العصر الترياسي إلى المياه البحرية واستوطنت هناك بصورة دائمة.
وتشتمل رتبة ذوات الجوف الشوكي على عدد من الأجناس المنقرضة، هي: Coelacanthu Uldina وMacropoma، وجنس حي هو اللاتيميريا الذي توقف تطوره منذ العصر الترياسي (قبل 300مليون سنة)، وهذا ما حدا بالعلماء إلى تسميتهما بالمستحاثة الحية وعده من الاكتشافات الكبرى لعلم البيولوجيا في القرن العشرين.
وتُعَد ذوات الجوف الشوكي قريبة ـ من حيث الأصل الاشتقاقي ــ من الأسماك الرئوية (ذوات التنفسين) Dipnoi، وتشكل معها زمرة لَحمِيات الزعانف Sarcopterygii.
الشكل (1) اللاتيميريا |
لجسم اللاتيميريا هيكل غضروفي، ودسام حلزوني معوي، ومخروط شرياني قلبي، وثلاث فتحات أنفية خارجية، وهيكل غضروفي، ويتكون محور الهيكل في اللاتيميريا من حبل ظهري notochord سميك عديم الفقرات.
توزع اللاتيميريا وحياتها
أسماك اللاتيميريا بطيئة الحركة، تعيش على أعماق تتراوح بين 70و800 م، في المناطق ذات القاع الصخري والانحدار الشديد من شواطئ جزر القمر في المحيط الهندي، حيث تكيفت هذه الأسماك للحياة هناك في وسط مائي درجة حرارته بين 12و14، وملوحته بين 10و35بالآلف.
إن الدراسات الخاصة بدورة حياة أسماك اللاتيميريا وسلوكها مازالت مقتضبة جداً؛ وذلك بسبب ندرتها، وتخصصها البيئي العالي، وصعوبة التضاريس في مكان سكنها الضيق، والذي، كما يعتقد، مرتبط بالمغاور البازلتية البحرية التي تصب فيها مياه عذبة من اليابسة. وفي الوقت ذاته، سمح تكيف اللاتيميريا مع الحياة في الشروط البيئية المذكورة لها بالبقاء حية من دون تغير كما كانت في عصر الديناصورات، أي منذ نحو 300مليون سنة.
اللاتيميريا من الأسماك الليلية المفترسة الليلية، لا تفارق جحورها إلا في الوقت المظلم من اليوم؛ كونها لا تتحمل الضوء الساطع ودرجة الحرارة المرتفعة نسبياً في سطح البحر نهاراً. كما تتميز بطريقتها الخاصة في الحصول على الغذاء، فهي تستخدم ذيلها القوي للقفز المفاجئ على فريستها من الأسماك القاعية القريبة منها والتهامها.
اللاتيميريا أسماك بيوضة ـ ولودة ovoviviparus، خصوبتها منخفضة نسبياً، إذ تم الحصول في عام 1972 على 19بيضة ناضجة من أنثى لاتيميريا بطول 168سم. وتميزت هذه البيوض بغلافها الرقيق ذي الثقوب ولونها الأحمر، وكانت الواحدة منها بقطر 5.8ـ9سم، ووزن 300ـ334 غ. وقد شُرِّحَت أنثى لاتيميريا مماثلة حجماً لسابقتها، وعُثِرَ في قناتها المبيضية على خمسة أجنة كاملة التطور بطول 30ـ33 سم. وكانت هذه الأجنة مشابهة تماماً للسمكة الأم، باستثناء وجود كيس محي لديها لم يضمر بعد، بطول 8 ـ13سم.
يجري صيد اللاتيميريا شـتاءً بدءاً من أيلول/سبتمبر وحتى آذار/مارس من كل عام، في أثناء الوقت المظلم من اليوم، حيث يقوم الصيادون المحليون بصيدها بالشص حصراً. ولا تستخدم شباك الجرف أو الفخاخ وسيلة صيد لهذه الأسماك، لتعرض الشباك للتلف، بسبب وعورة منطقة الصيد في أثناء سحبها إلى أعلى.
وليس لسمك اللاتيميريا أهمية اقتصادية كغذاء، وإنما اقتصرت أهميتها ـ كما ذكر سابقاً ـ على الناحية التطورية، باعتبارها الأصل السلفي لفقاريات اليابسة. ويُحْفَظ حالياً منها نماذج عديدة في بعض المعاهد البحثية والمتاحف العالمية.
معذى خليف