عشرة أيام مرت مثل حلم جميل، عاشت أسرة ملتقى بخاسون للفنون خلالها أجمل اللحظات مع تسعة فنانين متأصلين في سوريتهم. فمنذ الساعات الأولى لوصولهم إلى مقر الملتقى، تآلفنا معا كما لو كنا نعرفهم لسنوات.
وفي الامسيات، كانت الضحكات النابعة من القلب سيدة المكان. وأما تعب النهار، فكان النحاتون ينفضونه عن أنفسهم مع الغبار في موقع العمل ويحملون إلى المنزل فقط ابتسامات الرضا وتلالا من المحبة.
وعن الألفة بين فريق النحاتين، يكفي أن نعلم أن كلا منهم كان يدرك في قرارة نفسه أن زميله/ زميلته سيختار/تختار تلك الصخرة، فيعافها إلى سواها.
أبي حاطوم، الفنان والإنسان الراقي الذي سمعت عنه الكثير لسنوات طويلة قبل أن ألتقيه مؤخرا، حمل إلى الملتقى أفكاره المتقدة ورصانته ليسكبها في قلب صخرته الدائرية جموحا وعنفوانا. حصانه ليس طرواديا، بل تنين ناري لا يتقن الاختباء.
أسامة عماشة (ابو عامر) الفنان الخلوق الذي يربكك بلباقته وعبارات الشكر المجبولة بطيبة أهل الجولان الأشم. جاء إلينا بعزيمة أصلب من البازلت، وترك لنا بانوراما فنية تجسد معاني الحياة السامية التي يمثلها جيل ابنه عامر وتطلعاته إلى مستقبل كريم يليق بأبناء هذه الأرض السرمدية.
أمل زيات الفنانة اللطيفة شديدة التهذيب، أهدت إلينا بعضا من أحلام أمها التي أزهرت نقشا على الحجر. بلداتنا المنسية أطلت من شبابيكها على هواجسنا وأمانينا، فأورقت أحلاما وأثمرت في غفلة من الزمن.
حسان حلواني الفنان الحالم الذي ازال برفق عن كتفيه زهر الياسمين الدمشقي ليكتسي بغبار صخورنا الكلسية وينقش عليها قصيدة لن تنتهي. أينع المكان شعرا وشعورا من رحم التأمل الصباحي المرتحل نحو التاريخ البعيد القريب والبحر الممتد عند خط الأفق.
علا هلال الفنانة الجذلة التي تباغتك بضحكتها العفوية كطفلة لا تعرف الادعاء. صخرة الصوان التي كانت من نصيبها لم تزدها إلا جذلا وحماسا وقوة. في الأيام الأولى كانت المفاجأة تنضج على نار الأناة، لتملأ المكان في اليوم الأخير ذهولا من وحي المكان، وتعتمر فتاتها القروية قبعة صيفية من أبعد أصقاع الأرض.
علاء محمد الفنان المايسترو الذي سرنا جميعا على إيقاعاته الواثقة قبيل وأثناء الملتقى. طالعنا منذ الوهلة الاولى بهويته الصارخة كنحات حين ارسل إلينا صورة وجهه مكسوا بالغبار. ولأن الفرح ديدنه والمحبة مسلكه، حزم ضوضاء أدواته القاطعة تاركا لنا الهدوء مكتحلا بالفرح.
محمد بعجانو الماريشال البسيط ابن بخاسون البار عاد إلى قرية لم تبرح خاطره، ولكن هذه المرة بأهزوجة للحياة، نحتها من صخور أرضنا وأودعها براءة مهرة تسترق السمع إلى عاشق ومعشوق في لحظة بوح تزهر أساطير جديدة فضاؤها ممتد من كنعان إلى سوريانا الحاضرة التي تأبى القحط وتستعصي على اليباس.
وضاح سلامة الفنان الهادئ العميق ارسلها رسالة واضحة للمثقلين بأعباء الحياة.. نعم تستطيعون التحليق عالياً ما دامت اجنحتكم أسنة بلون السماء. لقد عبر بصمته الرزين عن كل ما يجول في خواطرنا مانحا إيانا مفازات لصرخة لا تستكين.
اخيرا وليس آخرا، علي مقوص العراب الذي بارك ولادة ملتقى بخاسون قبل ثلاث سنوات، تأبط صرة ذاكرته الذاخرة بآلاف الصور ليستضيف معنا النحاتين الثمانية من وراء مرسمه وبألوانه الدافئة التي أعطت ولادات جديدة لثلاث لوحات انطباعية تنم عن أسلوبه الفريد وتفيض بوجدانه الغامر ومحبته الدافقة.
لكم جميعا نقف بكل احترام، عاجزين عن الشكر وقاصرين عن العرفان وتواقين إلى تجدد اللقاء والاستمتاع بكل جديد تنبس عنه أناملكم.
أسرة ملتقى بخاسون
وفي الامسيات، كانت الضحكات النابعة من القلب سيدة المكان. وأما تعب النهار، فكان النحاتون ينفضونه عن أنفسهم مع الغبار في موقع العمل ويحملون إلى المنزل فقط ابتسامات الرضا وتلالا من المحبة.
وعن الألفة بين فريق النحاتين، يكفي أن نعلم أن كلا منهم كان يدرك في قرارة نفسه أن زميله/ زميلته سيختار/تختار تلك الصخرة، فيعافها إلى سواها.
أبي حاطوم، الفنان والإنسان الراقي الذي سمعت عنه الكثير لسنوات طويلة قبل أن ألتقيه مؤخرا، حمل إلى الملتقى أفكاره المتقدة ورصانته ليسكبها في قلب صخرته الدائرية جموحا وعنفوانا. حصانه ليس طرواديا، بل تنين ناري لا يتقن الاختباء.
أسامة عماشة (ابو عامر) الفنان الخلوق الذي يربكك بلباقته وعبارات الشكر المجبولة بطيبة أهل الجولان الأشم. جاء إلينا بعزيمة أصلب من البازلت، وترك لنا بانوراما فنية تجسد معاني الحياة السامية التي يمثلها جيل ابنه عامر وتطلعاته إلى مستقبل كريم يليق بأبناء هذه الأرض السرمدية.
أمل زيات الفنانة اللطيفة شديدة التهذيب، أهدت إلينا بعضا من أحلام أمها التي أزهرت نقشا على الحجر. بلداتنا المنسية أطلت من شبابيكها على هواجسنا وأمانينا، فأورقت أحلاما وأثمرت في غفلة من الزمن.
حسان حلواني الفنان الحالم الذي ازال برفق عن كتفيه زهر الياسمين الدمشقي ليكتسي بغبار صخورنا الكلسية وينقش عليها قصيدة لن تنتهي. أينع المكان شعرا وشعورا من رحم التأمل الصباحي المرتحل نحو التاريخ البعيد القريب والبحر الممتد عند خط الأفق.
علا هلال الفنانة الجذلة التي تباغتك بضحكتها العفوية كطفلة لا تعرف الادعاء. صخرة الصوان التي كانت من نصيبها لم تزدها إلا جذلا وحماسا وقوة. في الأيام الأولى كانت المفاجأة تنضج على نار الأناة، لتملأ المكان في اليوم الأخير ذهولا من وحي المكان، وتعتمر فتاتها القروية قبعة صيفية من أبعد أصقاع الأرض.
علاء محمد الفنان المايسترو الذي سرنا جميعا على إيقاعاته الواثقة قبيل وأثناء الملتقى. طالعنا منذ الوهلة الاولى بهويته الصارخة كنحات حين ارسل إلينا صورة وجهه مكسوا بالغبار. ولأن الفرح ديدنه والمحبة مسلكه، حزم ضوضاء أدواته القاطعة تاركا لنا الهدوء مكتحلا بالفرح.
محمد بعجانو الماريشال البسيط ابن بخاسون البار عاد إلى قرية لم تبرح خاطره، ولكن هذه المرة بأهزوجة للحياة، نحتها من صخور أرضنا وأودعها براءة مهرة تسترق السمع إلى عاشق ومعشوق في لحظة بوح تزهر أساطير جديدة فضاؤها ممتد من كنعان إلى سوريانا الحاضرة التي تأبى القحط وتستعصي على اليباس.
وضاح سلامة الفنان الهادئ العميق ارسلها رسالة واضحة للمثقلين بأعباء الحياة.. نعم تستطيعون التحليق عالياً ما دامت اجنحتكم أسنة بلون السماء. لقد عبر بصمته الرزين عن كل ما يجول في خواطرنا مانحا إيانا مفازات لصرخة لا تستكين.
اخيرا وليس آخرا، علي مقوص العراب الذي بارك ولادة ملتقى بخاسون قبل ثلاث سنوات، تأبط صرة ذاكرته الذاخرة بآلاف الصور ليستضيف معنا النحاتين الثمانية من وراء مرسمه وبألوانه الدافئة التي أعطت ولادات جديدة لثلاث لوحات انطباعية تنم عن أسلوبه الفريد وتفيض بوجدانه الغامر ومحبته الدافقة.
لكم جميعا نقف بكل احترام، عاجزين عن الشكر وقاصرين عن العرفان وتواقين إلى تجدد اللقاء والاستمتاع بكل جديد تنبس عنه أناملكم.
أسرة ملتقى بخاسون