_الأمومة_والأبوة_الواعية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • _الأمومة_والأبوة_الواعية

    #_الأمومة_والأبوة_الواعية
    وأهميتها في بناء وهيكلة دماغ الطفل خلال السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل وهي الفترة الحاسمة في تحديد مصير ومستقبل فكر وسلوك الطفل حين يغدو كهلا.

    دماغ الطفل الوليد لايتجاوز وزنه نصف كغ ولكنه يشكل بحدود ١٠-١٥٪ من وزن الطفل ويستهلك ربع طاقة الجسم ويشكل بحدود ٢٥٪ من وزن الدماغ عند الكهل وحين يبلغ الطفل عمر سنتين يشكل وزن دماغه ٧٥ ٪ من دماغ الكهل وبعمر ٥ سنوات يشكل هذا الدماغ بحدود ٩٠ ٪ من دماغ الكهل البالغ. ماذا يعني ذلك؟ إن مجمل نمو الدماغ بأعظمه يكتمل خلال السنوات الخمس الأولى من عمره أي قبل سن دخول بالمدرسة!
    ماذا يحدث خلال هذا النمو المتسارع وماهي ترجمتها في فكر الطفل وانعكاساتها على مستقبل فكره حين يصبح كهلا؟ وماتأثير الأمومة والأبوة الواعية في بناء هيكل دماغ متألق؟.وماهو التأثير السلبي للأمومة الجاهلة والأمومة الماجنة والعصبية في بناء هيكل دماغ خامد؟

    إن دور الأبوين في بناء دماغ ومن ثم شخصية الطفل في سن ماقبل المدرسة الأهمية القصوى وتتفوق على أهمية المدرسة. وحين ذهاب طفل للمدرسة وهو يحمل دماغا بني على أسس صحية وعلمية أو العكس فإن الأرضية التي سيتلقى فيها الطفل العلوم والثقافة في المدرسة ستكون مختلفة تماما.

    وصدق شاعر النيل حافظ ابراهيم رحمه الله حين قال :

    الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.

    فمدرسة الأم أهم من مدرسة الحكومة. والأم أهم من المعلمة والمدرسة في بناء دماغ الطفل في سنواته الثلاث الأولى وبناء مع حب الأم لايقارن مع بناء المعلم والمعلمة وطبعا لاننكر أبدا أهمية المعلم في استكمال بناء الدماغ القائم على أسس قوية
    أهم خطوة هي لغة التواصل بين الرضيع وأبويه وتبدأ في اليوم الأول من ولادة الطفل وهي أهم خطوة على الاطلاق ولغة التواصل تكون عبر كل حواس الرضيع بالرؤية بلغة العيون وبالسمع بالتكلم مع الطفل وباللمس بملامسة ناعمة للطفل وبالشم عبر استعمال الروائح الطبيعية المحببة وبالتذوق بتذويقه طعم الأطعمة الصحية. وهنا لابد أن أنوّه لعدة أمور؟
    ١- دماغ الطفل كالاسفنجة تمتص كل أحاسيس لغة التواصل وتتبرمج على تشكيل أرضية شبكات الربط والوصلات العصبية فالطفل الذي يتواصل مع والديه على أرضية الحب تتشكل وتتشعب وصلاته العصبية على عكس ترك الطفل واِلهائه بالتلفاز أو الكمبيوتر تكون الوصلات العصبية ضحلة.
    ٢- الطفل من لحظة ولادته يعي كل مايدور حوله - وحتى إن كان وحده في سريره - من كلمات حب وشتائم وكلمات بذيئة وإن كان الأهل خطأً يجهلون ذلك.
    ٣- لغة التخاطب تشمل التكلم مع الطفل منذ اليوم الأول بلغة الكبار بلحنة طفولية ثم الغناء وأخيرا القراءة بدءاً بعمر ٦ أشهر والأبوين يجب أن يكرّسا وقتا للقراءة لطفلهم وهنا تتطور مفردات اللغة وتتوسع فصاحته وقدرته على التواصل مع الآخرين بذخيرة لغوية متقدمة.
    ونحن وأنا شخصيا حرمنا من قراءة أمهاتنا لنا لأنهن كن أُمّيّات وعلى الرغم من بذلنا جهودا كبيرة لتحسين ذخيرتنا اللغوية فقد بقينا نفتقد الطلاقة اللغوية. وهنا أعاتب الأمهات المتعلمات وأُحملهن مسؤولية ضعف المهارة اللغوية لأبنائهن لأن اُسس المهارة اللغوية تبنى في البيت في السنوات ال ٤ الأولى من الحياة.
    ٤- حين نَحمل أطفالنا بحب وننظر بعيونهم ونتكلم معهم ونلمسهم وحتى الطفل يشم روائحنا تتناغم كل حواس الطفل في التقاط كل لغات التخاطب.
    ٥- الطفل في السنوات الثلاث الأولى يكون عقله في وضع التنويم المغناطيسي أي نحن ككبار نسيطر ونتحكم في إدخال وبرمجة عقولهم وهم لايميزون كثيرا بين الحقيقة والمزح ولذلك علينا الابتعاد مطلقا عن استعمال اللغة والكلمات البذيئة كأسلوب مزحي نكتي والضحك حين ينطقها الطفل. وللأسف شهدت ظواهر مشابهة حين زيارات لبعض العائلات وتألمت كثيرا.

    (من منشورات الأخ والصديق العزيز الأستاذ الدكتور عز الدين كم الماز المقيم والممارس لطب الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية والذي عبّر عن سعادته عند استئذانه وموافقته على النشر لتعم الفائدة بشرط كتابة أنّه ابن سوريه ويعتز ويفتخر بذلك وأنه خريج مستشفى الأطفال الجامعي بدمشق)
يعمل...
X