#الحمّى_عند_الأطفال : أكثر الأعراض شيوعاً وأشيع سبب لمراجعة الطبيب ، تسبب قلقاً واستنفاراً في العائلة ، واضطراباً وخللاً في صالات انتظار عيادات أطباء الأطفال المزدحمة ، وتحرمهم من النوم من كثرة الاتصالات ، لأنها ارتبطت بأذهان الناس بمفاهيم خاطئه مثل (الحرارة تسبب سحايا وتضرب الدماغ ....) . والحقيقة أنّ الحرارة (مثلها مثل السعال والعطاس ...) من الأسلحة الدفاعية عن الجسم ، أنعم الله علينا بها حيث تنبّه لوجود عدوّ غريب أو ذيفان أو مادة سامة دخلت الجسم علينا التعامل معها وهي كنباح كلب الحراسة في المزرعة ، فعلينا أن نتعامل مع سبب النباح وليس التصويب على الكلب وقتله ، فالحمّى هي ارتفاع مضبوط ومراقب من قبل منظومة في الجسم بإشراف مدير عام في الدماغ في منطقة تحت المهاد - لا تستدعي القلق طالما هذا المدير بحالة صحية سليمة - حسّاس جداّ لرسائل عديدة تأتيه من كل أعضاء الجسم فيعطي التعليمات لرفع الحرارة أو تخفيضها بطريقة بغاية الإبداع ،والغاية منها محاصرة العدو أو العامل الممرض ومنعه من الانتشار والتكاثر ، ففيروس الكريب مثلاً يموت بحرارة 40.5 لمدة نصف ساعة ، لذلك يوصي كتاب نلسون في طب الأطفال في أحدث طبعة بعدم إعطاء خافضات حرارة إذا كانت أقل من 39 ، والحرارة الطبيعية تنخفض صباحا وترتفع مساء بشكل فيزولوجي ،وتعتبر مرضيّة إذا تجاوزت ال38 ، وقد تصبح خطرة فقط في حالة ارتفاع الحرارة الخبيث أكثر من 41 ، كما في حالات ضربة الشمس ، والحمى الدوائية ،وفي حال وجود خلل في مركز تنظيم الحرارة ، وفي حال وجود مرض أساسي مستبطن عند الطفل ؛ كمرض قلبي ، أو تنفسي ، أو فقر دم شديد ،أو سكري ، أو مرض استقلابي ، أو اختلاج حروري .....وكل حمّى عند الطفل تستدعي مراجعة الطبيب للبحث عن السبب والتعامل مع السبب لا أن نتّهم ظهور الأسنان كسبب لارتفاع الحرارة كما هو شائع في المجتمع ، وللحمّى أشكال وصفات مختلفة يتوجه من خلالها الطبيب إلى سبب الحرارة ،و ينصح بعدم تخفيض الحرارة المفاجئ بإعطاء الأبر الخافضة للحرارة إلّا في الحالات عالية الخطورة المذكورة سابقاً ، وإنّما ينصح بتخفيضها ببطء بمركبات الباراسيتامول أو الايبوبروفن بجرعات وفواصل زمنية مناسبة حسب عمر ووزن الطفل مع عدم المبالغة بإعطائها لأنها قد تؤذي الكبد والكلية والمعدة بالجرعات العالية وبتأثير تراكمي ، ومع أن خافضات الحرارة تعطي راحة وتخفف الأعراض عند المريض لكنها لاتؤثّر أبداً على شفاء وعلى سير المرض ، كما ينصح بإجراء تدويشات بماء فاتر نسبياً حرارته حوالي 35 ولمدة حوالي ربع ساعة ، مع وضع كمادات ماء فاتر نسبياً على الصدر والبطن والفخذين والثنيات.... مع تجنب الكمادات الكحولية والثلج وكمادات الماء البارد وخاصة على الرأس .