المغص_عند_الرضع

#المغص_عند_الرضع : أنهى المولود الجديد والأول للعائلة شهره الأول ، كان يرضع نهاراً من أمّه وينام مرتاحاً ، وفجأة في المساء بدأ بالبكاء والصراخ الشديد ، حاولت الأمّ تهدئته فحملته وهزّته قليلاً وحاولت إرضاعه وأعطته مسكّناً ومضّاداً للمغص ؟ دون جدوى ، استمرّ الطفل بالصراخ واحتقن وجهه واحمرّ وثنى فخذيه إلى الجذع ومضى عليه أكثر من ساعتين ، توترت الأم وقلقت وصارت تبكي مع طفلها واتصلت بوالدتها وحماتها واستنفرت العائلة واجتمعت وكلّ يدلو بدلوه :
- ( ممكن يكون ممتول ؟؟ حاملينو غلط ؟؟ حطيلو بيضة ....)
- ( بيكون لا حقو برد ...)
- (بيكون جوعان ؟؟) .
- (بيكون ممغوص ؟ )
- ( بتكون أمّو بردانة أو أكلت شي وآخد مغص من أمّو....)
ومع استمرار بكاء الطفل وعدم جدوى كل الإجراءات ، تم أخذ الطفل للطبيب وفي الطريق إلى طبيب الأطفال وبعد ركوبه بالسيارة نام وهدأ ، وفي عيادة الطبيب وبعد نفي التهاب الأذن الوسطى وانغلاف الأمعاء والفتق المختنق والتهاب السحايا والنزوف الدماغية والجوع والقلس المعدي المريئي والرضوض و الشعر الملتف حول الأصابع وغيرها قال الطبيب إنها نوبة مغص طفلي .
* ماهو المغص الطفلي ؟؟
نوب بكاء وصراخ شديد تصيب حوالي ربع الرضّع (١٠ - ٤٠ ٪) منذ عمر أسبوعين وحتى الشهر الرابع وذروة الحدوث بعمر ٦ أسابيع ، تبدأ عادة مساء وتستمر حوالي 2-3 ساعات وتتكرر 2-3 أيام أسبوعيا ولمدة 3-4 أشهر ، حيث يبدأ الطفل فجأة بالصراخ الشديد وينتفخ بطنه ويتمدد ويطرد غازات كثيرة ويحتقن وجهه ويحمر ويثني فخذيه إلى الجذع .
* ماهي أسبابه ؟؟
المغص عند الرضيع حيّر العلماء والأطباء،
وأسباب المغص غير معروفة وغيرمفهومة حتى اﻵن بدقة وتتهم عدة عوامل :
- الوراثة والكولون العصبي عند الأهل .
- عدم نضج الأنبوب الهضمي .
- عدم نضج الجملة العصبية المركزية .
- التحسس الهضمي من مواد غذائية أو سكر اللاكتوز أو بروتين حليب البقر عند الطفل أو عند الأم المرضع.
- فرط الغازات الناتج عن فرط التغذية والإرضاع المتكرر أو وضعيات الإرضاع الخاطئة أو ابتلاع كمية من الهواء باللهاية أو زجاجة الإرضاع .
- تناول الأم لبعض المواد الغذائية مثل الغنية بالكربوهيدرات أو الشوكولا أو القرنبيط والملفوف والبهارات والتوابل والبصل والبقوليات ( غير مثبتة في بعض المراجع) ....وتدخين السجائر والنرجيلة وشرب الكثير من المنبهات .
* ماهي المعالجة يادكتور ؟ وشو رأيك بأدوية المغص ؟؟
على الأم التحلّي بالصبّر وعدم التوتر والقلق (بعد نفي الأسباب المرضية الأخرى من قبل الطبيب ) ، فالحالة سليمة بريئة تزول بعد الشهر الرابع عادة وليس له أي خطورة .
في الشهر الأول يكون الإرضاع فوضويا عشوائيا ليكتمل الحليب ثم تميل الأم لتنظيم اﻹرضاع بمعدل كل 3 ساعات رضعة ، ويوضع الطفل أثناء اﻹرضاع بوضعية نصف جلوس ويحمل على الكتف عدة دقائق ليتجشأ ، ويمكن وضع بطن الطفل على الركبة والضغط عليه والتربيت على ظهره ، كما يمكن وضع بضع نقط من الزيت على بطنه ثم وضع البطن ضمن وعاء دافئ وإجراء مساج للبطن بحركة دائرية مع عقارب الساعة لعدة دقائق ، وإذا كان يرضع من البيبرونة الانتباه إلى وضعية الإرضاع وأن ثقب الحلمة غير واسع كي لا يمرر كميات من الهواء ، وعلى الأم التقليل من تناول الشوكولا والكاربوهيدرات والمنبهات والتدخين والبقوليات والبهارات والتوابل ، ويمكن أخذ الطفل مشوار بالسيارة ، او إسماعه صوت موسيقا أو غسالة أو سيشوار .
لايوجد اي دليل على فعالية بعض الأدوية العشبية مثل البابونج والشمرة والعرق سوس واليانسون والنعناع والكمون وقد تؤدي إلى آثار جانبية مثل الإنتانات ونقص الصوديوم وفقر الدم
أما مضادات المغص الأخرى مثل المضادة للتشنج والمثبطات المركزية كالمنومات والفينوباربيتال والديفينيهدرامين والديسيكلومين والكحول فلا ينصح بها لأن لها آثار جانبية كثيرة وخطيرة فهي تسبب كسلا في الأمعاء وإمساكا ونوما اصطناعيا غير طبيعي وبالتالي خللا في آليات ومراحل النوم واعتيادا وحتى تأثر المهارات والذكاء في المستقبل ...
واقترحت بعض الدراسات الحديثة فائدة البروبيوتيك probiotics.
ثبت أن استخدام البروبيوتيك مثل Lactobacillus Reuteri يقلل زمن البكاء عند الرضيع المصاب بالمغص دون تأثيرات ضارّة.