قَيس بن ذَرِيح
(… ـ 68هـ/… ـ 688م)
قيس بن ذَرِيح بن سنة بن حُذافة ابن طريف الكناني، أحد العشَّاق المتيَّمين من شعراء العصر الأمويِّ، سكن في المدينة المنوَّرة، واشْتُهِر بحبِّ لُبْنَى بنت الحباب الكَعبية.
سارت قصَّة عشقه في الآفاق، وتذكر الأخبار أنَّ منزل قومه كان في ظاهر المدينة، فمرَّ قيس بخيام بني كعب بن خُزاعة، فوقف على خيمة لبنى بنت الحباب الكعبيَّة، يستسقي ماءً فسقته، وكانت مديدة القامة شَهلاء حلوةَ المنظر والكلام، فلما رآها وقعت في نفسه، فانصرف وفي قلبه منها حَرٌّ لا يُطفأ، وطلب إلى أبيه ذَريح أن يزوِّجه إياها، فأبى عليه، وقال: يا بني عليك بإحدى بنات عمِّك فهنَّ أحقُّ بك، وكان ذريح كثير المال موسراً، فأحبَّ ألاَّ يخرج ابنُه إلى غريبةٍ. فانصرف قيس وقد ساءه ما خاطبه به أبوه، فأتى أمَّه وشكا ذلك إليها واستعان بها، إلا أنها لم تعنه على طلبه، فأتى الحسينَ بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكان قيس رضيعاً للحسين، أرضعتهما أم قيس، فشكا إليه ما به وما ردَّ عليه أبوه. فقال له الحسين: أنا أكفيك، فخطبها له من أبيها وتوسَّط لقيس عند أبيه ذريح، وزُفَّت إليه. إلا أنه لم يُرزَق منها بأبناء. ثم مرض قيسٌ مرضاً شديداً، ولمَّا برئ من علَّته، عملت أمه على أن تزوجه من فتاة أخرى طلباً للذرية، وحرصاً على ألا يذهب مالهم إلى الغرباء، وألحَّتْ على أبيه في ذلك حتى رضي، إلا أن قيساً رفض، فحلفَ أبوه ألا يستره سقفُ بيتٍ أبداً حتى يطلِّق لبنى، فكان ذريح يخرج فيقف في حرِّ الشَّمس، ويجيء قيسٌ فيقف إلى جانبه فيظلُّه بردائه ويَصْلَى هو بحرِّ الشَّمس، وفي المساء يدخل إلى لبنى فيعانقها ويبكي، وتقول له: «يا قيس، لا تُطِعْ أباكَ فتهلكْ وتُهْلكني»، وكانت شديدةَ التَّعلُّق به، فيقول: «ما كنت لأطيع أحداً فيك أبداً»، ثم اشتدَّ عليه حالُ أبيه فطلَّقها، ثمَّ ندم على فراقها، فلم يلبث حتى ذهب عقله، ولحقه مثل الجنون، وفي ذلك يقول:
يقولونَ لُبنى فِتْنَةٌ، كنْتَ قَبْلَهــــا
بخيرٍ فلا تندمْ عليهــا وطَلِّقِ
فطاوعْتُ أعدائي وعاصيْتُ ناصحي
وأَقْرَرْتُ عينَ الشَّامتِ المُتَمَلِّقِ
كأنِّي أرى النَّاس المحبِّيْنَِ بعدَهــا
عُصَـارة ماءِ الْحَنْظَلِ المُتَفَلِّقِ
فَتُنْكِرُ عَيْني بعدَها كلَّ مَنْظَــــرٍ
ويَكْرَهُ سَمْعي بعدَها كلَّ مَنْطِقِ
وكان إذ جَنَّ عليه اللَّيل وأوى إلى مضجعه لم يأخذِ القَرارَ، ويُذْكَرُ أنَّه وثبَ مرَّة حتى أتى موضع خبائها، فجعل يتمرَّغ فيه ويبكي، ويقول:
بتُّ والهمُّ يا لُبينى ضجيعي
وجَرَتْ مُـذْ نأيْتِ عنِّي دموعي
وتَنَفَّسْــتُ إذْ ذَكَرْتُكِ حتَّى
زالَتِ اليومَ عن فؤادي ضلوعي
يا لُبينى فَدَتْكِ نَفْسي وأهلي
هلْ لدَهْرٍ مضى لنـا مِنْ رجوعِ
وجعل قيسٌ يعاتب نفسه على ما فعل، وبعثت أم قيس بن ذريح بفتيات من قومه إليه يعبْنَ إليه لبنى ويعبْنَهُ بجزعه وبكائه ويتعرَّضْنَ لوصاله، فأتيْنَهُ وجعلْنَ يمازحْنَهُ ويعبْنَ لبنى عنده ويعيِّرْنَهُ ما يفعله، فلمَّا أَطَلْنَ قال:
يقرُّ بعيني قُرْبُهـــا ويزيـدُني
بها كَلَفاً من كان عندي يَعيبُها
وكم قائلٍ قد قالَ تُبْ فعصيْتُــهُ
وتلك لَعَمْريْ تَوبـةٌ لا أتوبُها
فيا نَفْسُ صَبْراً لسْتِ واللهِ فاعْلَمِي
بأوَّلَ نَفْسٍ غابَ عنهـا حبيبُها
وبلغ تعلُّقه بها مبلغاً عظيماً دلَّت عليه أخباره وأشعاره من مثل قوله فيها:
تعلَّق روحي روحَها قبلَ خَلْقِنا
ومن بعد ما كنَّا نِطافاً وفي المَهْدِ
فزادَ كما زِدْنا وأصبح ناميـاً
وليس إذا مِتْـنـا بِمُنْتَقَضِ الْعَهْدِ
ولكنَّه باقٍ على كلِّ حــادثٍ
وزائرُنا في ظلمة القبــر واللَّحْدِ
وسار شعره فيها ورُوِي بين الناس.
ثم شكا أبو لبنى إلى معاوية تعرُّضَ قيسٍ لابنته بعد طلاقه إياها فأهدر دمه، ووجَّهت لبنى رسولاً إلى قيس تُعْلِمُهُ ما جرى وتحذِّره، وبلغ أباه الخبر فَتَجَهَّمَهُ، وفي ذلك يقول قيس:
فإِنْ يَحْجُبوها أَو يَحُلْ دونَ وَصْلِها
مقالــةُ واشٍ أَو وعِيدُ أَميرِ
فلن يَمْنَعُوا عَيْنَيَّ من دائِــمِ البُكَا
ولَنْ يُذْهِبوا ما قد أَجَنَّ ضَمِيري
إِلى الله أَشْكو ما أُكِنُّ منَ الهَــوى
ومن حُرَقٍ تَعْتَــادُني وزَفيرِ
وزوَّجها أبوها رجلاً من غَطَفْان، بَيْدَ أنَّ ذلك لم يصرفْ قيساً عن وَجْدِهِ بها، ثمَّ إنَّ قيساً انتقى ناقةً من إبله وقصدَ المدينة ليبيعها، فاشتراها زوج لبنى وهو لا يعرفه، ثم قال له: ائتني غداً في دار كثير بن الصَّلت أقبضْكَ الثَّمنَ، وقيل إنَّه حين جاء ليقبض ثمن المطيَّة رأى لبنى فعاد مبهوتاً، ثم خرج لوجهه، وقال في ذلك شعراً.
وقيل: إنَّ زوجها خيَّرها، وظنَّ أنَّها غدت تبغضُ قيساً، فاختارت قيساً، فطلَّقها لوقته، ولمَّا طُلِّقت اعتدَّتْ، فمن قائلٍ إنَّها أكملَتْ عدَّتَها وتزوَّجها قيس، إلى قائل - وهُمُ الأكثر- إنَّها ماتَتْ في العدَّةِ، والقائلون بموت لبنى في العدة أجمعوا على أنَّ قيساً خرجَ حين بلغه ذلك حتى وقف على قبرها وأنشد شعراً في ذلك، ثم بكى حتى أُغمي عليه، فحُمِلَ ومات بعد ثلاثٍ ودُفِنَ إلى جانبها.
وفي بعض أخبار قيس وأشعاره تزيُّدٌ، وخُلِطَتْ بعضُ أبيات شعره بشعر غيره، حتَّى إن الجاحظ يقول: «ما تركَ النَّاس شعراً مجهولَ القائل قيل في ليلى إلاَّ نسبوه إلى المجنون، ولا شعراً هذه سبيلُه قيل في لبنى إلا نسبوه إلى قيس بن ذريح»، غير أنَّ ذلك لا يخفى على أهل الدُّرْبةِ والمعرفة في المنحول على الشَّاعر والمضطرب النِّسبة إليه.
وشعر قيس بن ذريح عالي الطَّبقة في الغزل، وقد استقلَّ جلُّه بالتَّشبيب بلُبنى، وشعره فيها رقيق، يفيض حزناً ويشعُّ عفَّة، ألفاظه مأنوسـةٌ نديَّة، ومعانيه ثرَّةٌ غنيَّة، وصوره موسومة بالتَّجديد والابتكار، ويُستشفُّ من شعره صدق العاطفة وقوَّة المخيِّلة ودفقُ الشَّاعريَّة ورقَّة الطَّبع ورهافة الحسِّ، من غير تكلُّفٍ أو تَصَنُّع.
وجمع شعرَه حسين نصار بعنوان «قيس ولبنى: شعر ودراسة»، ونشره في مكتبة مصر بالقاهرة.
علي أبو زيد
(… ـ 68هـ/… ـ 688م)
قيس بن ذَرِيح بن سنة بن حُذافة ابن طريف الكناني، أحد العشَّاق المتيَّمين من شعراء العصر الأمويِّ، سكن في المدينة المنوَّرة، واشْتُهِر بحبِّ لُبْنَى بنت الحباب الكَعبية.
سارت قصَّة عشقه في الآفاق، وتذكر الأخبار أنَّ منزل قومه كان في ظاهر المدينة، فمرَّ قيس بخيام بني كعب بن خُزاعة، فوقف على خيمة لبنى بنت الحباب الكعبيَّة، يستسقي ماءً فسقته، وكانت مديدة القامة شَهلاء حلوةَ المنظر والكلام، فلما رآها وقعت في نفسه، فانصرف وفي قلبه منها حَرٌّ لا يُطفأ، وطلب إلى أبيه ذَريح أن يزوِّجه إياها، فأبى عليه، وقال: يا بني عليك بإحدى بنات عمِّك فهنَّ أحقُّ بك، وكان ذريح كثير المال موسراً، فأحبَّ ألاَّ يخرج ابنُه إلى غريبةٍ. فانصرف قيس وقد ساءه ما خاطبه به أبوه، فأتى أمَّه وشكا ذلك إليها واستعان بها، إلا أنها لم تعنه على طلبه، فأتى الحسينَ بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكان قيس رضيعاً للحسين، أرضعتهما أم قيس، فشكا إليه ما به وما ردَّ عليه أبوه. فقال له الحسين: أنا أكفيك، فخطبها له من أبيها وتوسَّط لقيس عند أبيه ذريح، وزُفَّت إليه. إلا أنه لم يُرزَق منها بأبناء. ثم مرض قيسٌ مرضاً شديداً، ولمَّا برئ من علَّته، عملت أمه على أن تزوجه من فتاة أخرى طلباً للذرية، وحرصاً على ألا يذهب مالهم إلى الغرباء، وألحَّتْ على أبيه في ذلك حتى رضي، إلا أن قيساً رفض، فحلفَ أبوه ألا يستره سقفُ بيتٍ أبداً حتى يطلِّق لبنى، فكان ذريح يخرج فيقف في حرِّ الشَّمس، ويجيء قيسٌ فيقف إلى جانبه فيظلُّه بردائه ويَصْلَى هو بحرِّ الشَّمس، وفي المساء يدخل إلى لبنى فيعانقها ويبكي، وتقول له: «يا قيس، لا تُطِعْ أباكَ فتهلكْ وتُهْلكني»، وكانت شديدةَ التَّعلُّق به، فيقول: «ما كنت لأطيع أحداً فيك أبداً»، ثم اشتدَّ عليه حالُ أبيه فطلَّقها، ثمَّ ندم على فراقها، فلم يلبث حتى ذهب عقله، ولحقه مثل الجنون، وفي ذلك يقول:
يقولونَ لُبنى فِتْنَةٌ، كنْتَ قَبْلَهــــا
بخيرٍ فلا تندمْ عليهــا وطَلِّقِ
فطاوعْتُ أعدائي وعاصيْتُ ناصحي
وأَقْرَرْتُ عينَ الشَّامتِ المُتَمَلِّقِ
كأنِّي أرى النَّاس المحبِّيْنَِ بعدَهــا
عُصَـارة ماءِ الْحَنْظَلِ المُتَفَلِّقِ
فَتُنْكِرُ عَيْني بعدَها كلَّ مَنْظَــــرٍ
ويَكْرَهُ سَمْعي بعدَها كلَّ مَنْطِقِ
وكان إذ جَنَّ عليه اللَّيل وأوى إلى مضجعه لم يأخذِ القَرارَ، ويُذْكَرُ أنَّه وثبَ مرَّة حتى أتى موضع خبائها، فجعل يتمرَّغ فيه ويبكي، ويقول:
بتُّ والهمُّ يا لُبينى ضجيعي
وجَرَتْ مُـذْ نأيْتِ عنِّي دموعي
وتَنَفَّسْــتُ إذْ ذَكَرْتُكِ حتَّى
زالَتِ اليومَ عن فؤادي ضلوعي
يا لُبينى فَدَتْكِ نَفْسي وأهلي
هلْ لدَهْرٍ مضى لنـا مِنْ رجوعِ
وجعل قيسٌ يعاتب نفسه على ما فعل، وبعثت أم قيس بن ذريح بفتيات من قومه إليه يعبْنَ إليه لبنى ويعبْنَهُ بجزعه وبكائه ويتعرَّضْنَ لوصاله، فأتيْنَهُ وجعلْنَ يمازحْنَهُ ويعبْنَ لبنى عنده ويعيِّرْنَهُ ما يفعله، فلمَّا أَطَلْنَ قال:
يقرُّ بعيني قُرْبُهـــا ويزيـدُني
بها كَلَفاً من كان عندي يَعيبُها
وكم قائلٍ قد قالَ تُبْ فعصيْتُــهُ
وتلك لَعَمْريْ تَوبـةٌ لا أتوبُها
فيا نَفْسُ صَبْراً لسْتِ واللهِ فاعْلَمِي
بأوَّلَ نَفْسٍ غابَ عنهـا حبيبُها
وبلغ تعلُّقه بها مبلغاً عظيماً دلَّت عليه أخباره وأشعاره من مثل قوله فيها:
تعلَّق روحي روحَها قبلَ خَلْقِنا
ومن بعد ما كنَّا نِطافاً وفي المَهْدِ
فزادَ كما زِدْنا وأصبح ناميـاً
وليس إذا مِتْـنـا بِمُنْتَقَضِ الْعَهْدِ
ولكنَّه باقٍ على كلِّ حــادثٍ
وزائرُنا في ظلمة القبــر واللَّحْدِ
وسار شعره فيها ورُوِي بين الناس.
ثم شكا أبو لبنى إلى معاوية تعرُّضَ قيسٍ لابنته بعد طلاقه إياها فأهدر دمه، ووجَّهت لبنى رسولاً إلى قيس تُعْلِمُهُ ما جرى وتحذِّره، وبلغ أباه الخبر فَتَجَهَّمَهُ، وفي ذلك يقول قيس:
فإِنْ يَحْجُبوها أَو يَحُلْ دونَ وَصْلِها
مقالــةُ واشٍ أَو وعِيدُ أَميرِ
فلن يَمْنَعُوا عَيْنَيَّ من دائِــمِ البُكَا
ولَنْ يُذْهِبوا ما قد أَجَنَّ ضَمِيري
إِلى الله أَشْكو ما أُكِنُّ منَ الهَــوى
ومن حُرَقٍ تَعْتَــادُني وزَفيرِ
وزوَّجها أبوها رجلاً من غَطَفْان، بَيْدَ أنَّ ذلك لم يصرفْ قيساً عن وَجْدِهِ بها، ثمَّ إنَّ قيساً انتقى ناقةً من إبله وقصدَ المدينة ليبيعها، فاشتراها زوج لبنى وهو لا يعرفه، ثم قال له: ائتني غداً في دار كثير بن الصَّلت أقبضْكَ الثَّمنَ، وقيل إنَّه حين جاء ليقبض ثمن المطيَّة رأى لبنى فعاد مبهوتاً، ثم خرج لوجهه، وقال في ذلك شعراً.
وقيل: إنَّ زوجها خيَّرها، وظنَّ أنَّها غدت تبغضُ قيساً، فاختارت قيساً، فطلَّقها لوقته، ولمَّا طُلِّقت اعتدَّتْ، فمن قائلٍ إنَّها أكملَتْ عدَّتَها وتزوَّجها قيس، إلى قائل - وهُمُ الأكثر- إنَّها ماتَتْ في العدَّةِ، والقائلون بموت لبنى في العدة أجمعوا على أنَّ قيساً خرجَ حين بلغه ذلك حتى وقف على قبرها وأنشد شعراً في ذلك، ثم بكى حتى أُغمي عليه، فحُمِلَ ومات بعد ثلاثٍ ودُفِنَ إلى جانبها.
وفي بعض أخبار قيس وأشعاره تزيُّدٌ، وخُلِطَتْ بعضُ أبيات شعره بشعر غيره، حتَّى إن الجاحظ يقول: «ما تركَ النَّاس شعراً مجهولَ القائل قيل في ليلى إلاَّ نسبوه إلى المجنون، ولا شعراً هذه سبيلُه قيل في لبنى إلا نسبوه إلى قيس بن ذريح»، غير أنَّ ذلك لا يخفى على أهل الدُّرْبةِ والمعرفة في المنحول على الشَّاعر والمضطرب النِّسبة إليه.
وشعر قيس بن ذريح عالي الطَّبقة في الغزل، وقد استقلَّ جلُّه بالتَّشبيب بلُبنى، وشعره فيها رقيق، يفيض حزناً ويشعُّ عفَّة، ألفاظه مأنوسـةٌ نديَّة، ومعانيه ثرَّةٌ غنيَّة، وصوره موسومة بالتَّجديد والابتكار، ويُستشفُّ من شعره صدق العاطفة وقوَّة المخيِّلة ودفقُ الشَّاعريَّة ورقَّة الطَّبع ورهافة الحسِّ، من غير تكلُّفٍ أو تَصَنُّع.
وجمع شعرَه حسين نصار بعنوان «قيس ولبنى: شعر ودراسة»، ونشره في مكتبة مصر بالقاهرة.
علي أبو زيد