زينب زعيتر
بسرعة لا يمكن ضبطها، يقفز عالم الذكاء الاصطناعي الى مرحلة اللاحدود من التطور التقني، وسط كل التخوف من المنافسة الشرسة لهذا العالم المفتوح على القدرات البشرية والوظائف الاجتماعية. وعلى الرغم من الايجابيات الكبيرة لهذا التطور، الا انّ الاكتشافات اليومية في عالم الروبوتات تحديدا، والتي جعلتها في شكل شبيه مع البشر، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، وخصوصا انّ تطورا تقنيا برز مؤخرا أوصل هذه الاشكال الصناعية الى مرحلة الادراك الذاتي. وهنا السؤال الذي بات يرعب الجميع: فهل ما زال يمكننا السيطرة على الذكاء الاصطناعي أم انهّ يسيطر علينا؟
ربما الشيء الأكثر إثارة في عالم الذكاء الاصطناعي والأكثر خطورة على حد سواء، إذا ما استمر تطوره بمعدله الحالي، هو الروبوتات البشرية أو "الهيومانويد". هذه الروبوتات التي تحتل حيزا واسعا من اهتمام العالم أجمع، كونها أصبحت تملك ملامح بشرية أكثر واقعية، بعدما اخترع لها العلماء ما يشبه الحواس مثل اللمس فتحس بالحرارة والبرودة، ولها القدرة احيانا على التعبير بالسعادة او الحزن. كل هذا مقبول لغاية الان، ولكن ما ينقصها كي تصبح بالخطورة التي حذر منها العلماء فهو الادراك الذاتي.
تخوف العلماء
وقد حذر علماء وخبراء من هذا الخوف، مثل عالم "الفيزياء النظرية" ستيفن هوكينغ، وايلون ماسك، وحتى مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس. وأشار هوكينغ قبل وفاته إلى أن تطوير ذكاء اصطناعي كامل قد يمهد لفناء الجنس البشري، محذرا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيا. أما ماسك فاعتبر أن الذكاء الاصطناعي من أعظم المخاطر التي تهدد الوجود البشري، كما شبه تطوير الآلات الذكية "باستحضار الشيطان".
ولكن هل تعلمون انّ هذا الخوف من التوصل الى الادراك الذاتي اصبح قريبا جدا، فقد طور باحثون مؤخرا اول خلايا عصبية صناعية متكاملة متعددة الحواس يمكن استخدامها لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي. فالى أين وصلنا مما يشغل بال العالم اجمع؟
يشرح الباحث في الفيزياء وتكنولوجيا النانو الدكتور وسيم جابر في حديث مع "لبنان 24" ما هي هذه الخلايا، مسلطا الضوء على ايجابياتها وسلبياتها ومدى سرعة التقدم التكنولوجي في هذا الاطار.
دمج الاحاسيس
وبحسب جابر فانّ عمل هذه الخلايا أشبه ما يكون للخلايا العصبية الموجودة في دماغ الانسان اذ لديها القدرة على دمج الاحاسيس وخصوصا اللمس والبصر، ما يمكنها من اتخاذ قرار وسلوك أشبه بالسلوك والقرار البشري. وهذه الخلية (innovative bio-inspired artificial multisensory neuron (MN)، مستوحاة من البيولوجيا الانسانية ويمكنها دمج المعلومات البصرية واللمسية، وتختصر باسم "MN".