طوَّر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر (Jean-Paul Sartre 1905-1980)، الذي يُعد من أشهر مفكري أوروبا في القرن العشرين، فلسفة سياسية أصيلة، متأثرة جزئيًّا بأعمال كل من هيغل وماركس، وعلى الرغم من أنه كتب القليل عن الأخلاق والسياسة قبل الحرب العالمية الثانية، ولكنه صبَّ جلَّ اهتمامه عليها في كتاباته منذ عام 1945م، وشارك سارتر في تأسيس مجلة (Les Temps Modernes)، والتي نشرت عديدًا من المقالات المهمة حول النظريات السياسية والشؤون العالمية.
واتخذ سارتر منهجًا خاصًّا على شكل مزيج من الفردية الاختزالية (reductive Individualism) والشمولية الوجودية (Ontological Holism)، وما تزال كتاباته عن اندماج الفئات الاجتماعية فريدة من نوعها حتى يومنا هذا، وعلاوة على ذلك، تعد نظرية سارتر الاجتماعية والسياسية الواسعة والأصيلة واحدةً من المساهمات العظيمة في فلسفة القرن العشرين.
وانتقد سارتر معاداة السامية والعنف والاستعمار والعنصرية، ووظَّف أفكار هيغل عن القمع بالنظر إلى محاولة قمع شخص آخر على أنها تأكيد للشعور الذاتي، وخَلص إلى أن القمع ليس حتميًّا وإنما هو واقع فرضه التاريخ ويمكن تجاوزه عن طريق تأكيد الذات والعمل الجماعي، وأجاب على السؤال الأساسي: "ما الذي يحدد التجمعات الاجتماعية؟"، من خلال تجديده لأفكار هيغل عن اندماج وانفصال الجماعات البشرية.
ويصر سارتر لسوء الحظ على أن التجمعات المندمجة مُقدَّر لها أن تواجه ما يسميه (مأزقًا وجوديًّا) عن طريق المؤسسات، وهو الأمر الذي لا يمكن الهروب منه كما تأمل بعض المُتبنين للأناركية (Anarchism) والماركسية (Marxism)، ويحاول سارتر الدمج بين الوجودية والمادية التاريخية عن طريق رفض المادية العلمية والاقتصادية التي تعامل البشر وكأنهم أشياء.
ولم تكن فلسفته الماركسية خالصة بل كانت مزيجًا من الماركسية مع الوجودية؛ إذ يسعى إلى التغلب على التناقضات بين الوجودية والماركسية والنظر إليها على أنها مُكمِّلة لبعضها من خلال فلسفة شمولية ضرورية للحياة تجمع الفرد والجماعة، الذاتية والموضوعية، ولكن هذا التكامل المفترض للوجودية والماركسية يواجه بعض المشكلات الأساسية والمستعصية على الحل مثل الميتافيزيقا وفلسفة العقل.
فالماركسية الكلاسيكية حتمية ومادية، تتضمن نظرية للتاريخ مع توقعات وصفية للمستقبل، وهي نظرية اجتماعية تكون فيها الطبقة هي الذات وموضوع التغيير، أما وجودية سارتر ليبرالية تحررية تستكشف الحاضر الذي يمنح فقط وجودًا مُشتقًّا للماضي والمستقبل، وفي حين تطمح الماركسية لتكون علمًا تنظر الوجودية إلى العلم على أنه جزء من مشكلة الاغتراب الإنساني.
واتخذ سارتر منهجًا خاصًّا على شكل مزيج من الفردية الاختزالية (reductive Individualism) والشمولية الوجودية (Ontological Holism)، وما تزال كتاباته عن اندماج الفئات الاجتماعية فريدة من نوعها حتى يومنا هذا، وعلاوة على ذلك، تعد نظرية سارتر الاجتماعية والسياسية الواسعة والأصيلة واحدةً من المساهمات العظيمة في فلسفة القرن العشرين.
وانتقد سارتر معاداة السامية والعنف والاستعمار والعنصرية، ووظَّف أفكار هيغل عن القمع بالنظر إلى محاولة قمع شخص آخر على أنها تأكيد للشعور الذاتي، وخَلص إلى أن القمع ليس حتميًّا وإنما هو واقع فرضه التاريخ ويمكن تجاوزه عن طريق تأكيد الذات والعمل الجماعي، وأجاب على السؤال الأساسي: "ما الذي يحدد التجمعات الاجتماعية؟"، من خلال تجديده لأفكار هيغل عن اندماج وانفصال الجماعات البشرية.
ويصر سارتر لسوء الحظ على أن التجمعات المندمجة مُقدَّر لها أن تواجه ما يسميه (مأزقًا وجوديًّا) عن طريق المؤسسات، وهو الأمر الذي لا يمكن الهروب منه كما تأمل بعض المُتبنين للأناركية (Anarchism) والماركسية (Marxism)، ويحاول سارتر الدمج بين الوجودية والمادية التاريخية عن طريق رفض المادية العلمية والاقتصادية التي تعامل البشر وكأنهم أشياء.
ولم تكن فلسفته الماركسية خالصة بل كانت مزيجًا من الماركسية مع الوجودية؛ إذ يسعى إلى التغلب على التناقضات بين الوجودية والماركسية والنظر إليها على أنها مُكمِّلة لبعضها من خلال فلسفة شمولية ضرورية للحياة تجمع الفرد والجماعة، الذاتية والموضوعية، ولكن هذا التكامل المفترض للوجودية والماركسية يواجه بعض المشكلات الأساسية والمستعصية على الحل مثل الميتافيزيقا وفلسفة العقل.
فالماركسية الكلاسيكية حتمية ومادية، تتضمن نظرية للتاريخ مع توقعات وصفية للمستقبل، وهي نظرية اجتماعية تكون فيها الطبقة هي الذات وموضوع التغيير، أما وجودية سارتر ليبرالية تحررية تستكشف الحاضر الذي يمنح فقط وجودًا مُشتقًّا للماضي والمستقبل، وفي حين تطمح الماركسية لتكون علمًا تنظر الوجودية إلى العلم على أنه جزء من مشكلة الاغتراب الإنساني.