محمد نظام تجربة فريدة في طرح المحتوى الفكري عبر الطوابع البريدية
افتتاح معرض للفنان العماني الراحل في بيت الزبير.
الجمعة 2023/10/13
فنان اشتغل على الرمز والأسطورة
مسقط - تحتفي مؤسسة بيت الزبير بالفنان العُماني الراحل محمد نظام في معرض ينظمه البيت بالتعاون مع بريد عُمان، ويستمر حتى الحادي والثلاثين من أكتوبر الجاري.
يأتي هذا المعرض بمناسبة اليوم العالمي للبريد الذي يوافق التاسع من أكتوبر من كل عام، وذلك تخليدا لذكرى الفنان الراحل محمد نظام الذي عمل مصمما للطوابع البريدية خلال الفترة من عام 1985 إلى 2014.
ويتضمن المعرض نماذج من الطوابع البريدية التي صممها، وأشرف على تصميمها الفنان الراحل خلال تلك الفترة، موثقا حقبة زمنية مهمة من تاريخ عُمان الحديث، والتي شهدت إنجازات النهضة العُمانية التي قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد حيث توثق هذه الطوابع مسيرة النهضة، وأهم الإنجازات التي تحققت في تلك الفترة على الصعيدين المحلي والدولي، إضافة إلى عدد من اللوحات الفنية التي رسمها الفنان الراحل محمد نظام خلال مسيرته الفنية، وتعود أقدم لوحة معروضة إلى عام 1994.
المعرض يتضمن نماذج من الطوابع البريدية التي صممها الفنان الراحل موثقا حقبة زمنية مهمة من تاريخ عُمان الحديث
ويشاهد الزائر للمعرض التنوع والثراء اللوني المستخدم في كل عمل من أعمال المعرض، حيث كانت للراحل محمد نظام تجربة فريدة في طرح المحتوى الفكري العميق في أعماله الفنية التي تتمحور فكرتها حول العديد من الجوانب الحياتية من أفكار ومشاعر تعكس نظرته إلى الحياة من خلال الألوان المستخدمة بتعبيرية تختلف معانيها من متلق إلى آخر.
وأعلنت مؤسسة بيت الزبير عن تخصيص مساحة في قاعة الطوابع في المبنى الرئيسي “بيت الباغ” لعرض صورة دائمة لمحمد نظام ونماذج من الطوابع البريدية التي صممها تخليدا لهذا الفنان الراحل.
وتصاحب المعرض جلسات حوارية في مجال الفنون التشكيلية للحديث عن تجربة نظام الفنية، وفي مجال الطوابع البريدية التي صممها الراحل خلال مسيرة عمله مصمما للطوابع البريدية.
يعدّ نظام المولود في العام 1962، والذي توفي العام الماضي وتعود بداياته إلى السبعينات، أحد أبرز الفنّانين المؤسّسين في عُمان. شارك في العديد من المعارض المحلّية والدولية؛ في المغرب ومصر وبيروت والكويت والشارقة وبنغلاديش، وحصل على عدّة جوائز.
اشتغل نظام على الرمز والأسطورة في أعماله التي طغى عليها تأثره بالمدرسة السوريالية، كما تأثّر بالتجريدية والرمزية. لكنه طبع تجربته بلونه الخاص، حيث استطاع الخروج من الإطار المغلق كفضاء للعمل، والعناية الدقيقة بالتفاصيل الشكلية والتناسب اللوني في أعماله.
يقول الكاتب سعيد سلطان الهاشمي في كتاب عن الفنان الراحل بعنوان “غريب لا تعرفه ولن تلتقيه يوما”، “لقد استطاع محمد نظام عبر مراحله الفنية المحافظة على خط أسلوبي بصري مميز ومتفرد وبصمة عميقة بروح الفنان الكبير، وذلك كله عبر اشتغال أسلوبي تجريدي حصيف ومتقن، استطاع أن يعكس روح الفن التشكيلي الحية في لوحاته الفنية، فأبرز الشكل الأرضي للكائنات المختلفة المختبئة بحرص وإتقان على حواف تكويناته الشكلية، عبر البحث عن الشكل الأساسي، أو شكل الأشكال، واستثمار الفراغ في اللوحة الفنية”.
ويوضح “في لوحات وأعمال متعددة قد تبدو لأول وهلة للعين غير لوحات لونية متدرجة تملؤها الخطوط لا أكثر، لكن التدقيق والتأمل يقودان الرائي نحو انعكاسات صادقة عميقة يرى بها تجريد جذور الأشكال الحية الأولى ومنحنى الخليقة الشامل، وتعكس الانبهار الروحي اللوني بالحياة، وتأخذه اللوحة الواحدة كما لو عبر مسيرة من تضاعيف اللوحات المتراكبة والذائبة في بعضها البعض والمحتفظة مع ذلك بتفاصيلها كما في كتاب الخليقة والزمن الأرضي تعبيرا عن شغف عميق بالوجود الحي وبالمطلق والأزلي عبر رسم الزائل والمحدود وإفساح المكان حتى للفراغ”.