السينما والرقابة تاريخ من الصدام
من "الإسكندر" إلى "باربي".. العالم لم يتخلص بعد من سلطة الأنظمة على الأفلام.
الجمعة 2023/10/13
باربي أحدث الأفلام الممنوعة من العرض
من الطبيعي أن يعترض البعض من الجمهور على محتوى فيلم سينمائي لأسباب تتعلق بطبيعة التذوق وشغف الجمهور بنمط سينمائي محدد دون آخر. لكن الأمر قد يصل أحيانا لما هو أبعد من ذلك ويبلغ حد رفض الفيلم ومنع عرضه من خلال منظومات رقابية صارمة ويمكن أن يصل الرفض إلى المقاطعة أو العنف.
واجه عرض الفيلم الأميركي “المقابلة” الذي أخرجه الأميركي إيفان غولبيرغ، رفضا شديدا من دولة كوريا الشمالية، وكان الفيلم بشكله الكوميدي يتحدث عن زعيم مفترض للبلد. ولم تكتف جمهورية كوريا الشمالية حينها بمنع عرضه في قاعاتها بل حاربت عرضه في كل العالم ووجهت رسالة إلى الأمم المتحدة تشتكي فيها على الفيلم، مخرجه ومنتجيه، وخاطبت الولايات المتحدة بصيغة تهديد حيث قال وزير خارجيتها “إذا رعت الولايات المتحدة عرض الفيلم فعليها تحمل النتائج. هؤلاء المجرمون الذين أساؤوا لشخصية قائدنا واقترفوا جرائم معادية ضد جمهورية شعبنا سيعاقبون طبقا للقانون حيثما كانوا على سطح الأرض".
فيلم “الإسكندر” قبله في عام 2004 الذي أخرجه الأميركي أوليفر ستون المخرج المثير للجدل، أثار هو الآخر حساسية في اليونان، وجعل شرائح كبرى فيها ترفض الفيلم إضافة إلى الموقف الرسمي حيث ظهر القائد اليوناني فيه شاذا جنسيا الأمر الذي لم يقبله الشعب اليوناني.
الأمر ذاته واجهه فيلم “محمد رسول الله” للمخرج مصطفى العقاد عندما رفضته جماعة أمة الإسلام عام 1977 وهاجمت الصالات السينمائية التي عرضته. فأوقفت الجهات الرسمية الفيلم وأعادت النظر فيه، وطلبت تغيير الاسم، فصار "الرسالة" وعرض بعد ذلك على نطاق واسع وما زال الفيلم ممنوعا من العرض في عدد من الدول العربية.
رقابة منظمة
◙ العروض السينمائية لا تقدم دون مظلة رقابية مهما اختلف شكل الدولة ودرجة تطورها واحترامها لحقوق الفرد وحرية التعبير
لم يكن الصدام موجودا بين الرقابة والسينما الروائية فحسب، بل تجاوزه إلى السينما الوثائقية، حيث واجه فيلم “كليوباترا” الوثائقي الذي قدمته منصة نتفليكس في أواسط العام الحالي وهو من إخراج جادا نينكيت سميث الكثير من الانتقاد بسبب أن البطلة فيه ظهرت بسحنة سمراء، الأمر الذي يخالف حقيقة أن كليوباترا ذات بشرة بيضاء كونها من أصول مقدونية. حينها ردت منصة نتفليكس قائلة إنه "أسيء فهمها، إذ طغت شهرتها كملكة جريئة وجميلة ورومانسية على معدنها الحقيقي، المتمثل في ذكائها الشديد".
لا تقدم العروض السينمائية دون مظلة رقابية تهيمن عليها، مهما اختلف شكل الدولة ودرجة تطورها واحترامها لحقوق الفرد وحرية التعبير. وتضع كل دولة منظومة خاصة بها من الممنوعات التي لا يمكن للفيلم أن يعرض إلا من خلالها. ومن المعروف أن معظم دول العالم تعتمد شكلا محددا يعتمد على معيار السن في تحديد صيغة الرقابة على عرض الأفلام السينمائية. وهي تأخذ في ذلك أحد شكلين هما العرض السينمائي المقيد بشرط السن وفق شرائح محددة، وشكل آخر أكثر حسما يلغي العرض نهائيا ويمنعه لأسباب معينة.
في المعيار العالمي يبدأ الفيلم من مصطلح “إن آر” ويعني أن الفيلم لم يعرض مطلقا على لجان الرقابة بعد، ولم يتم تصنيفه تحت أيّ شريحة. أما التصنيف “جي” فيعني أن الفيلم مناسب لكل الأعمار وهو لا يحتوي مشاهد عنف ويندرج في الغالب ضمن شكل الرسوم المتحركة. يليه تصنيف “بي جي” ويعني أن الفيلم مناسب لكل الأعمار مع ضرورة أن يشاهد الوالدان الفيلم مع الأطفال لمن هم دون الـ12 عاما لما يحتويه من مشاهد غير مناسبة لهم منها الحزن والخيال.
في التصنيف الثالث يأتي معيار "بي جي – 13" ويعني عدم السماح بمشاهدة الفيلم لمن هم دون الثالثة عشرة من العمر ويجب أن يكون بمرافقة الأهل لما يحتويه من مشاهد فيها أبطال خارقون غير اعتياديين أو مشاهد الخيال العلمي. ثم تأتي شريحة "بي جي – 15" ويسمح بالمشاهدة لمن هم فوق الخامسة عشرة من العمر أو دون ذلك بمرافقة الأهل وتتضمن الشريحة أفلام الأكشن والحروب غير الدموية والرومانسية والكوارث الطبيعية والأبطال الخارقين والخيال العلمي.
◙ الأوساط السينمائية العالمية مازالت تسجل بعض حالات المنع من العرض نتيجة المعيار الأيديولوجي
أما معيار "آر – 15" فيمنع متابعة لمن هم دون الخامسة عشرة من العمر لأن الفيلم يتضمن عادة مشاهد الحروب والعصابات والعنف والرعب، في حين خصص معيار “آر -18” لمنع مشاهدة ممن هم دون الـ18 عشر من العمر لما يتضمنه من مشاهد عنف ورعب ورومانسية ومؤامرات سياسية. وأخيرا معيار "آر- 17" ويعني منع المشاهدة لمن هم دون السابعة عشرة وهو مقيد بالمشاهدة مع الأهل. وهنالك مستوى “أن سي – 17” وهو يعني منع من هم دون سن الـ17 من مشاهدة الفيلم.
بعيدا عن تقسيم الجمهور إلى شرائح عمرية، توجد صيغة منع العروض السينمائية استنادا إلى المعيار الأيديولوجي لبعض الدول، وكان هذا المعيار شديد الحساسية خلال فترة الحرب الباردة بين معسكري العالم الاشتراكي والرأسمالي، لكنه تراخى بعد انهيار الأنظمة السياسية التي كانت قائمة في بداية تسعينات القرن الماضي، رغم أنه ما زال فعالا في بعض الحالات عندما يتعرض الأمر لمس ثوابت وطنية لدولة ما تتعلق بمسألة الحدود أو مناطق النفوذ أو شخصيات محددة عادة ما تكون مؤثرة في تاريخها.
وما زالت الأوساط السينمائية العالمية تسجل بعض حالات المنع من العرض نتيجة هذا المعيار كما في بعض الأفلام التي رفضتها فيتنام لاعتمادها خرائط جغرافية تمس مفهومها الوطني مع الصين الشعبية وكذلك كوريا الشمالية التي منعت فيلم “المقابلة” واليونان التي منعت فيلم “الإسكندر” وغيرها من الحالات.
"باربي" التجربة الأحدث
◙ فيلم "باربي" نجح عالميا وحقق معدلات قياسية في أعداد المشاهدين والربح المالي لكنه واجه في العالم العربي موجات رفض
من أحدث تجارب المنع من العرض في المشهد السينمائي ما واجهه فيلم “باربي”، وهو أول فيلم تنتجه “ماتيل فيلم”. قدم الفيلم حكاية مفترضة عن الدمية باربي وكيف دخلت عالم البشر العاديين لكي تتعرف أكثر على نفسها وكيف واجهت مسارات حياتها في رحلتها. كلف الفيلم حوالي 100 مليون دولار وحقق في أول أيام عرضه نجاحات جماهيرية هائلة أوصلت مدخوله لما يقارب المليار دولار، وهو أول فيلم يتجاوز عتبة المليار دولار لمخرجة سينمائية.
تصدر الفيلم لفترة شباك التذاكر متجاوزا كل التوقعات. وهو من إخراج الأميركية غريتا غرويغ وبطولة مارغوت روبي ورايان غوسلينغ وأميركا فيريرا. وهو واحد من خمسة عشر فيلما تخطط شركة ماتيل لصناعة الدمى لتنفيذها بغية إعادة الحياة التجارية إليها بعد أن خف وميضها بعد عشرات من السنين على إنتاجها الأول.
◙ فيلم "باربي" حمل أفكارا يحاول منتجو السينما ترويجها في العالم تتعلق بمفاهيم لا يتم قبولها في الكثير من المجتمعات العالمية خاصة العربية
فيلم "باربي" نجح عالميا وحقق معدلات قياسية في أعداد المشاهدين والربح المالي لكنه واجه في العالم العربي موجات رفض، حيث رفضته بعض الدول العربية مطلقا منها الكويت ولبنان الذي عرضه لاحقا. وبعض الدول عرضته بعد أن قدمته بصيغ رقابية محددة تراعي ضرورة مشاهدته مع الأهل كما في دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية التي عرضته لمن هم فوق الخامسة عشرة.
وذكرت هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودية أنه «تمت مراجعة الفيلم والموافقة على عرضه لمن هم فوق 15 عاماً». أما في المغرب ومصر وتونس فقد عرض بشكل طبيعي. وكان وزير الثقافة في لبنان قد قدم في قرار منعه أن الفيلم «يتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية ومع المبادئ الراسخة في لبنان، إذْ يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي ويُسوّق فكرة بشعة مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقاً أمام التطوّر الذاتي للفرد لاسيما للمرأة".
ومن الواضح أن فيلم "باربي" قد حمل أفكارا يحاول منتجو السينما في هوليوود ترويجها في العالم تتعلق بمفاهيم لا يتم قبولها في الكثير من المجتمعات العالمية خاصة العربية والإسلامية، يسميها أصحابها بقيم الاختلاف وتقبل الآخر، فهي تدعم صراحة أفكارا طارئة على المجتمع الإنساني جوهرها شكل الأسرة الطبيعي المكون من ذكر وأنثى وطبيعة العلاقات بين الآباء والأبناء وبعض طرق الحياة الحديثة.
◙ "كليوبترا" وثائقي نتفليكس المثير للجدل
نضال قوشحة
من "الإسكندر" إلى "باربي".. العالم لم يتخلص بعد من سلطة الأنظمة على الأفلام.
الجمعة 2023/10/13
باربي أحدث الأفلام الممنوعة من العرض
من الطبيعي أن يعترض البعض من الجمهور على محتوى فيلم سينمائي لأسباب تتعلق بطبيعة التذوق وشغف الجمهور بنمط سينمائي محدد دون آخر. لكن الأمر قد يصل أحيانا لما هو أبعد من ذلك ويبلغ حد رفض الفيلم ومنع عرضه من خلال منظومات رقابية صارمة ويمكن أن يصل الرفض إلى المقاطعة أو العنف.
واجه عرض الفيلم الأميركي “المقابلة” الذي أخرجه الأميركي إيفان غولبيرغ، رفضا شديدا من دولة كوريا الشمالية، وكان الفيلم بشكله الكوميدي يتحدث عن زعيم مفترض للبلد. ولم تكتف جمهورية كوريا الشمالية حينها بمنع عرضه في قاعاتها بل حاربت عرضه في كل العالم ووجهت رسالة إلى الأمم المتحدة تشتكي فيها على الفيلم، مخرجه ومنتجيه، وخاطبت الولايات المتحدة بصيغة تهديد حيث قال وزير خارجيتها “إذا رعت الولايات المتحدة عرض الفيلم فعليها تحمل النتائج. هؤلاء المجرمون الذين أساؤوا لشخصية قائدنا واقترفوا جرائم معادية ضد جمهورية شعبنا سيعاقبون طبقا للقانون حيثما كانوا على سطح الأرض".
فيلم “الإسكندر” قبله في عام 2004 الذي أخرجه الأميركي أوليفر ستون المخرج المثير للجدل، أثار هو الآخر حساسية في اليونان، وجعل شرائح كبرى فيها ترفض الفيلم إضافة إلى الموقف الرسمي حيث ظهر القائد اليوناني فيه شاذا جنسيا الأمر الذي لم يقبله الشعب اليوناني.
الأمر ذاته واجهه فيلم “محمد رسول الله” للمخرج مصطفى العقاد عندما رفضته جماعة أمة الإسلام عام 1977 وهاجمت الصالات السينمائية التي عرضته. فأوقفت الجهات الرسمية الفيلم وأعادت النظر فيه، وطلبت تغيير الاسم، فصار "الرسالة" وعرض بعد ذلك على نطاق واسع وما زال الفيلم ممنوعا من العرض في عدد من الدول العربية.
رقابة منظمة
◙ العروض السينمائية لا تقدم دون مظلة رقابية مهما اختلف شكل الدولة ودرجة تطورها واحترامها لحقوق الفرد وحرية التعبير
لم يكن الصدام موجودا بين الرقابة والسينما الروائية فحسب، بل تجاوزه إلى السينما الوثائقية، حيث واجه فيلم “كليوباترا” الوثائقي الذي قدمته منصة نتفليكس في أواسط العام الحالي وهو من إخراج جادا نينكيت سميث الكثير من الانتقاد بسبب أن البطلة فيه ظهرت بسحنة سمراء، الأمر الذي يخالف حقيقة أن كليوباترا ذات بشرة بيضاء كونها من أصول مقدونية. حينها ردت منصة نتفليكس قائلة إنه "أسيء فهمها، إذ طغت شهرتها كملكة جريئة وجميلة ورومانسية على معدنها الحقيقي، المتمثل في ذكائها الشديد".
لا تقدم العروض السينمائية دون مظلة رقابية تهيمن عليها، مهما اختلف شكل الدولة ودرجة تطورها واحترامها لحقوق الفرد وحرية التعبير. وتضع كل دولة منظومة خاصة بها من الممنوعات التي لا يمكن للفيلم أن يعرض إلا من خلالها. ومن المعروف أن معظم دول العالم تعتمد شكلا محددا يعتمد على معيار السن في تحديد صيغة الرقابة على عرض الأفلام السينمائية. وهي تأخذ في ذلك أحد شكلين هما العرض السينمائي المقيد بشرط السن وفق شرائح محددة، وشكل آخر أكثر حسما يلغي العرض نهائيا ويمنعه لأسباب معينة.
في المعيار العالمي يبدأ الفيلم من مصطلح “إن آر” ويعني أن الفيلم لم يعرض مطلقا على لجان الرقابة بعد، ولم يتم تصنيفه تحت أيّ شريحة. أما التصنيف “جي” فيعني أن الفيلم مناسب لكل الأعمار وهو لا يحتوي مشاهد عنف ويندرج في الغالب ضمن شكل الرسوم المتحركة. يليه تصنيف “بي جي” ويعني أن الفيلم مناسب لكل الأعمار مع ضرورة أن يشاهد الوالدان الفيلم مع الأطفال لمن هم دون الـ12 عاما لما يحتويه من مشاهد غير مناسبة لهم منها الحزن والخيال.
في التصنيف الثالث يأتي معيار "بي جي – 13" ويعني عدم السماح بمشاهدة الفيلم لمن هم دون الثالثة عشرة من العمر ويجب أن يكون بمرافقة الأهل لما يحتويه من مشاهد فيها أبطال خارقون غير اعتياديين أو مشاهد الخيال العلمي. ثم تأتي شريحة "بي جي – 15" ويسمح بالمشاهدة لمن هم فوق الخامسة عشرة من العمر أو دون ذلك بمرافقة الأهل وتتضمن الشريحة أفلام الأكشن والحروب غير الدموية والرومانسية والكوارث الطبيعية والأبطال الخارقين والخيال العلمي.
◙ الأوساط السينمائية العالمية مازالت تسجل بعض حالات المنع من العرض نتيجة المعيار الأيديولوجي
أما معيار "آر – 15" فيمنع متابعة لمن هم دون الخامسة عشرة من العمر لأن الفيلم يتضمن عادة مشاهد الحروب والعصابات والعنف والرعب، في حين خصص معيار “آر -18” لمنع مشاهدة ممن هم دون الـ18 عشر من العمر لما يتضمنه من مشاهد عنف ورعب ورومانسية ومؤامرات سياسية. وأخيرا معيار "آر- 17" ويعني منع المشاهدة لمن هم دون السابعة عشرة وهو مقيد بالمشاهدة مع الأهل. وهنالك مستوى “أن سي – 17” وهو يعني منع من هم دون سن الـ17 من مشاهدة الفيلم.
بعيدا عن تقسيم الجمهور إلى شرائح عمرية، توجد صيغة منع العروض السينمائية استنادا إلى المعيار الأيديولوجي لبعض الدول، وكان هذا المعيار شديد الحساسية خلال فترة الحرب الباردة بين معسكري العالم الاشتراكي والرأسمالي، لكنه تراخى بعد انهيار الأنظمة السياسية التي كانت قائمة في بداية تسعينات القرن الماضي، رغم أنه ما زال فعالا في بعض الحالات عندما يتعرض الأمر لمس ثوابت وطنية لدولة ما تتعلق بمسألة الحدود أو مناطق النفوذ أو شخصيات محددة عادة ما تكون مؤثرة في تاريخها.
وما زالت الأوساط السينمائية العالمية تسجل بعض حالات المنع من العرض نتيجة هذا المعيار كما في بعض الأفلام التي رفضتها فيتنام لاعتمادها خرائط جغرافية تمس مفهومها الوطني مع الصين الشعبية وكذلك كوريا الشمالية التي منعت فيلم “المقابلة” واليونان التي منعت فيلم “الإسكندر” وغيرها من الحالات.
"باربي" التجربة الأحدث
◙ فيلم "باربي" نجح عالميا وحقق معدلات قياسية في أعداد المشاهدين والربح المالي لكنه واجه في العالم العربي موجات رفض
من أحدث تجارب المنع من العرض في المشهد السينمائي ما واجهه فيلم “باربي”، وهو أول فيلم تنتجه “ماتيل فيلم”. قدم الفيلم حكاية مفترضة عن الدمية باربي وكيف دخلت عالم البشر العاديين لكي تتعرف أكثر على نفسها وكيف واجهت مسارات حياتها في رحلتها. كلف الفيلم حوالي 100 مليون دولار وحقق في أول أيام عرضه نجاحات جماهيرية هائلة أوصلت مدخوله لما يقارب المليار دولار، وهو أول فيلم يتجاوز عتبة المليار دولار لمخرجة سينمائية.
تصدر الفيلم لفترة شباك التذاكر متجاوزا كل التوقعات. وهو من إخراج الأميركية غريتا غرويغ وبطولة مارغوت روبي ورايان غوسلينغ وأميركا فيريرا. وهو واحد من خمسة عشر فيلما تخطط شركة ماتيل لصناعة الدمى لتنفيذها بغية إعادة الحياة التجارية إليها بعد أن خف وميضها بعد عشرات من السنين على إنتاجها الأول.
◙ فيلم "باربي" حمل أفكارا يحاول منتجو السينما ترويجها في العالم تتعلق بمفاهيم لا يتم قبولها في الكثير من المجتمعات العالمية خاصة العربية
فيلم "باربي" نجح عالميا وحقق معدلات قياسية في أعداد المشاهدين والربح المالي لكنه واجه في العالم العربي موجات رفض، حيث رفضته بعض الدول العربية مطلقا منها الكويت ولبنان الذي عرضه لاحقا. وبعض الدول عرضته بعد أن قدمته بصيغ رقابية محددة تراعي ضرورة مشاهدته مع الأهل كما في دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية التي عرضته لمن هم فوق الخامسة عشرة.
وذكرت هيئة الإعلام المرئي والمسموع السعودية أنه «تمت مراجعة الفيلم والموافقة على عرضه لمن هم فوق 15 عاماً». أما في المغرب ومصر وتونس فقد عرض بشكل طبيعي. وكان وزير الثقافة في لبنان قد قدم في قرار منعه أن الفيلم «يتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية ومع المبادئ الراسخة في لبنان، إذْ يروّج للشذوذ والتحوّل الجنسي ويُسوّق فكرة بشعة مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم وتسخيفه والتشكيك بضرورة الزواج وبناء الأسرة، وتصويرهما عائقاً أمام التطوّر الذاتي للفرد لاسيما للمرأة".
ومن الواضح أن فيلم "باربي" قد حمل أفكارا يحاول منتجو السينما في هوليوود ترويجها في العالم تتعلق بمفاهيم لا يتم قبولها في الكثير من المجتمعات العالمية خاصة العربية والإسلامية، يسميها أصحابها بقيم الاختلاف وتقبل الآخر، فهي تدعم صراحة أفكارا طارئة على المجتمع الإنساني جوهرها شكل الأسرة الطبيعي المكون من ذكر وأنثى وطبيعة العلاقات بين الآباء والأبناء وبعض طرق الحياة الحديثة.
◙ "كليوبترا" وثائقي نتفليكس المثير للجدل
نضال قوشحة