"نساء بالألوان" معرض فني من كوكب آخر
ثنائي مبدع يلقي نظرة أنثوية وذكورية على المرأة.
الجمعة 2023/10/13
احتفاء باللون والمرأة
في تجربة فريدة، يجتمع الفنانان اللبنانيان أنطوان فاضل ولارا أغوبيان، ليتبادلا نتاج خبراتيهما وأسلوبيهما التشكيليين في تصوير النساء واستخدام أجسادهن كمحمل لأسئلة وجودية مركزين على حضور المرأة كعنصر فاعل يلون الحياة.
في بيئتنا العربية والشرق – أوسطية المشحونة بالأزمات وبجرعات الأمل على السواء يُمكن أن يحتوي النشاط الفني في المدن إلى جانب المعارض الغنية بمحاملها، معارض فنية بخفة نسيم عابر لا يترك أثرا ملحوظا، لا من ناحية الأفكار المطروحة ولا من ناحية الأسلوب الفني، غير أن تلك المعارض لها أهمية من ناحية أخرى إذ تشير إلى أن الخفة مطلوبة وضرورية والجلبة الكاتمة لصوت الأسئلة الوجودية المُلحة وتلك التي تضع الإنسان المعاصر تحت المجهر هي جلبة “صحيّة” إذا صح التعبير لأنها تهدئ من روع النفوس القلقة التي في كل يوم هي في حال من الترقب والتساؤل أو القلق.
من تلك المعارض التي تميزت بخفتها ما قدمه المصور الفنان اللبناني أنطوان فاضل والفنانة التشكيلية اللبنانية الأرمنية لارا أغوبيان في “بيت بيروت ميوزيوم” الكائن في منطقة السوديكو في بيروت.
يذكر البيان الصحفي المرافق للمعرض أن “نساء بالألوان”، وهو عنوان المعرض الذي جمع الفنانة لارا أغوبيان بالمصور أنطوان فاضل، “يطلق عالما تجتمع فيه جوانب كثيرة من
الأنوثة، حيث يقدم الفنانان فاضل وأغوبيان تجاربهما المتعددة لابتكار رؤية موحدة. هما يدعوان إلى المشاركة في هذه الرحلة المميزة، حيث يجتمع التصوير والرسم لتقدير النساء اللواتي يُضفن الألوان المختلفة علىحياتنا”.
المعرض يطلق عالما تجتمع فيه جوانب كثيرة من الأنوثة، حيث يقدم الفنانان فاضل وأغوبيان تجاربهما المتعددة لابتكار رؤية موحدة
قد لا يعثر الناظر إلى الصور واللوحات ما يشير إليه البيان الصحفي لاسيما في ما يتعلق بـ”تقدير للنساء اللواتي أضفن الألوان المختلفة على حياتنا”، وقد يكون كلاما فضفاضا لم يتمكن من احتواء الأعمال الفنية المعروضة، ولكنه من دون شك محاولة لتسليط الضوء على دخول اللون بأطيافه المختلفة إلى عالم أنيق تظهر فيه المرأة في الصور الفوتوغرافية التي صممها ونفذها المصور أنطوان فاضل، ويظهر في اللوحات التجريدة الغنية المُشكلة باللون لدقائق الأحجام في لوحات الفنانة لارا أغوبيان.
يضيف البيان الصحفي في تقديمه للمعرض “ثنائي مبدع – مصوّر ورسامة اللذان تتجلى أعمالهما تفهما وتقديرا لنظرة المرأة. يُلقي أحد الفنانين نظرة عبر عدسة الرجل، بينما تستخدم الأخرى اللوحات لمشاركة وتوصيل أفكارها. يقدم المصور أنطوان فاضل بعناية مجموعة متنوّعة من النساء من خلال الكاميرا، التي تسلّط الضوء على الألوان الزاهية. صوره لا تقتصر على الأستوديو فحسب، بل يخوض أيضا تجارب خارجية مع أدواته الإبداعية للتفاعل مع الضوء والعناصر الطبيعية والهندسة المعمارية. وأحيانا، يختار الأبيض والأسود، لإنشاء رقصة من خلال الظلال والضوء. كما يجرّب أشكالا مختلفة، بإعادة ودمج الأشكال”.
صور أنطوان فاضل تشي بكونه مصورا قادما من عالم الإعلانات وتصوير الأزياء والموضة. ومن الواضح أن ما يشغل المصور الفنان هو الجوّ العام الذي تظهر فيه المرأة وكأنها من كوكب اصطناعي مأخوذ بالمظاهر وبما يتغنى به المنطق الاستهلاكي المعاصر.
لا نعرف الرابط الذي يجمع صور أنطوان فاضل مع لوحات الفنانة لارا أغوبيان ولا على أي أساس شكلا ثنائيا في هذا المعرض، ولكن القيمون على المعرض أرادوا أن يوضحوا كيف أن أعمال المصور الفنية تنسجم مع ألوان وأجواء لوحات الفنانة لارا أغوبيان بهذه الكلمات “تعكس الرسامة لارا أغوبيان رؤيتها على لوحاتها بلمسات حيوية، باستخدام أدوات الفن المتنوّعة لنقل العواطف والتعبير عنها ضمنيا بطرق ومشاعر مختلفة”.
لوحات تجريدية غنية
وتابعوا “تبدو أعمالها مجردة في البداية، ولكن العناوين تكشف جذورها. تنكشف حياتها الشخصية بطرق جذابة من خلال فنها المرتبط بأفكارها الداخلية. تتجلّى روح الرسامة لارا المليئة بالحيوية في فنها وتعمل كمصدر أمل في وجه التحديات المتنوعة التي يواجها البعض. في زمن الشكوك، تنبعث أعمال الرسامة لارا بالإيجابية والبهجة، بهدف بعث الإضاءة والدفء وبث الأمل”.
من عناوين لوحات الفنانة: “الكرامة” و”أحلام وردية” و”اتبع خط طريق الفضة” و”الأمل في الآفق” و”لم يكن أنا”.
لعل ما جمع الفنانة مع المصور في هذا المعرض المعنون بـ”نساء بالألوان” يكمن في هذه الكلمات القليلة الأخيرة التي وضعها القيمون على المعرض “أعطوا ذواتكم الفرصة في الدخول إلى عالم الخيال الملون حيث كل ضربة ريشة هي دعوة إلى الفرح وإلى الاحتفال بالحياة وملذاتها البسيطة”، كذلك هو الأمر بالنسبة لما قدمه المصور الفوتوغرافي أنطوان فاضل الذي تحتفل صوره باللون وبالمرأة وبالحياة وبالأماكن المفتوحة على الأمل والفرح.
يُذكر أن أنطوان فاضل لطالما كان مأخوذا بعالم التصوير الفوتوغرافي والسينمائي لذلك تابع دراسته في هذا المضمار. وبعد توغله في هذا العالم الفني أخرج فيلمين قصيرين مهمين. موهبته في الإخراج الفني وعينه التصويرية لفتت نظر القيمين على مهرجان كان للأفلام القصيرة. إضافة إلى الفن السينمائي طور أنطوان فاضل نظرته الجمالية ودخل عالم تصوير الأزياء في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية. تعاون مع مصممين أزياء كثر وظهرت صوره الفوتوغرافية في كبرى المجلات محققا أسلوبه الفني الخاص.
أما الفنانة التشكيلية لارا أغوبيان فشغفها بالفن أطلقها في عالمه ومكنها من تطوير أعمالها التي استوحتها من جمال المناطق الطبيعية العالمية والأشياء الجميلة التي صنعها الإنسان عبر العصور، إضافة إلى عالم الموضة الذي استوحت منه الألوان البراقة والمتجددة. في أكثر من مناسبة ذكرت الفنانة أن هدفها الأساسي من الفن هو إضفاء البسمة على وجوه من رأوا أعمالها، وبعث الشعور بالأمل في قلوبهم مهما كثرت الأزمات التي يعيشونها في عالم لا يهدأ فيه القلق ولا يصمت الألم.
ميموزا العراوي
ثنائي مبدع يلقي نظرة أنثوية وذكورية على المرأة.
الجمعة 2023/10/13
احتفاء باللون والمرأة
في تجربة فريدة، يجتمع الفنانان اللبنانيان أنطوان فاضل ولارا أغوبيان، ليتبادلا نتاج خبراتيهما وأسلوبيهما التشكيليين في تصوير النساء واستخدام أجسادهن كمحمل لأسئلة وجودية مركزين على حضور المرأة كعنصر فاعل يلون الحياة.
في بيئتنا العربية والشرق – أوسطية المشحونة بالأزمات وبجرعات الأمل على السواء يُمكن أن يحتوي النشاط الفني في المدن إلى جانب المعارض الغنية بمحاملها، معارض فنية بخفة نسيم عابر لا يترك أثرا ملحوظا، لا من ناحية الأفكار المطروحة ولا من ناحية الأسلوب الفني، غير أن تلك المعارض لها أهمية من ناحية أخرى إذ تشير إلى أن الخفة مطلوبة وضرورية والجلبة الكاتمة لصوت الأسئلة الوجودية المُلحة وتلك التي تضع الإنسان المعاصر تحت المجهر هي جلبة “صحيّة” إذا صح التعبير لأنها تهدئ من روع النفوس القلقة التي في كل يوم هي في حال من الترقب والتساؤل أو القلق.
من تلك المعارض التي تميزت بخفتها ما قدمه المصور الفنان اللبناني أنطوان فاضل والفنانة التشكيلية اللبنانية الأرمنية لارا أغوبيان في “بيت بيروت ميوزيوم” الكائن في منطقة السوديكو في بيروت.
يذكر البيان الصحفي المرافق للمعرض أن “نساء بالألوان”، وهو عنوان المعرض الذي جمع الفنانة لارا أغوبيان بالمصور أنطوان فاضل، “يطلق عالما تجتمع فيه جوانب كثيرة من
الأنوثة، حيث يقدم الفنانان فاضل وأغوبيان تجاربهما المتعددة لابتكار رؤية موحدة. هما يدعوان إلى المشاركة في هذه الرحلة المميزة، حيث يجتمع التصوير والرسم لتقدير النساء اللواتي يُضفن الألوان المختلفة علىحياتنا”.
المعرض يطلق عالما تجتمع فيه جوانب كثيرة من الأنوثة، حيث يقدم الفنانان فاضل وأغوبيان تجاربهما المتعددة لابتكار رؤية موحدة
قد لا يعثر الناظر إلى الصور واللوحات ما يشير إليه البيان الصحفي لاسيما في ما يتعلق بـ”تقدير للنساء اللواتي أضفن الألوان المختلفة على حياتنا”، وقد يكون كلاما فضفاضا لم يتمكن من احتواء الأعمال الفنية المعروضة، ولكنه من دون شك محاولة لتسليط الضوء على دخول اللون بأطيافه المختلفة إلى عالم أنيق تظهر فيه المرأة في الصور الفوتوغرافية التي صممها ونفذها المصور أنطوان فاضل، ويظهر في اللوحات التجريدة الغنية المُشكلة باللون لدقائق الأحجام في لوحات الفنانة لارا أغوبيان.
يضيف البيان الصحفي في تقديمه للمعرض “ثنائي مبدع – مصوّر ورسامة اللذان تتجلى أعمالهما تفهما وتقديرا لنظرة المرأة. يُلقي أحد الفنانين نظرة عبر عدسة الرجل، بينما تستخدم الأخرى اللوحات لمشاركة وتوصيل أفكارها. يقدم المصور أنطوان فاضل بعناية مجموعة متنوّعة من النساء من خلال الكاميرا، التي تسلّط الضوء على الألوان الزاهية. صوره لا تقتصر على الأستوديو فحسب، بل يخوض أيضا تجارب خارجية مع أدواته الإبداعية للتفاعل مع الضوء والعناصر الطبيعية والهندسة المعمارية. وأحيانا، يختار الأبيض والأسود، لإنشاء رقصة من خلال الظلال والضوء. كما يجرّب أشكالا مختلفة، بإعادة ودمج الأشكال”.
صور أنطوان فاضل تشي بكونه مصورا قادما من عالم الإعلانات وتصوير الأزياء والموضة. ومن الواضح أن ما يشغل المصور الفنان هو الجوّ العام الذي تظهر فيه المرأة وكأنها من كوكب اصطناعي مأخوذ بالمظاهر وبما يتغنى به المنطق الاستهلاكي المعاصر.
لا نعرف الرابط الذي يجمع صور أنطوان فاضل مع لوحات الفنانة لارا أغوبيان ولا على أي أساس شكلا ثنائيا في هذا المعرض، ولكن القيمون على المعرض أرادوا أن يوضحوا كيف أن أعمال المصور الفنية تنسجم مع ألوان وأجواء لوحات الفنانة لارا أغوبيان بهذه الكلمات “تعكس الرسامة لارا أغوبيان رؤيتها على لوحاتها بلمسات حيوية، باستخدام أدوات الفن المتنوّعة لنقل العواطف والتعبير عنها ضمنيا بطرق ومشاعر مختلفة”.
لوحات تجريدية غنية
وتابعوا “تبدو أعمالها مجردة في البداية، ولكن العناوين تكشف جذورها. تنكشف حياتها الشخصية بطرق جذابة من خلال فنها المرتبط بأفكارها الداخلية. تتجلّى روح الرسامة لارا المليئة بالحيوية في فنها وتعمل كمصدر أمل في وجه التحديات المتنوعة التي يواجها البعض. في زمن الشكوك، تنبعث أعمال الرسامة لارا بالإيجابية والبهجة، بهدف بعث الإضاءة والدفء وبث الأمل”.
من عناوين لوحات الفنانة: “الكرامة” و”أحلام وردية” و”اتبع خط طريق الفضة” و”الأمل في الآفق” و”لم يكن أنا”.
لعل ما جمع الفنانة مع المصور في هذا المعرض المعنون بـ”نساء بالألوان” يكمن في هذه الكلمات القليلة الأخيرة التي وضعها القيمون على المعرض “أعطوا ذواتكم الفرصة في الدخول إلى عالم الخيال الملون حيث كل ضربة ريشة هي دعوة إلى الفرح وإلى الاحتفال بالحياة وملذاتها البسيطة”، كذلك هو الأمر بالنسبة لما قدمه المصور الفوتوغرافي أنطوان فاضل الذي تحتفل صوره باللون وبالمرأة وبالحياة وبالأماكن المفتوحة على الأمل والفرح.
يُذكر أن أنطوان فاضل لطالما كان مأخوذا بعالم التصوير الفوتوغرافي والسينمائي لذلك تابع دراسته في هذا المضمار. وبعد توغله في هذا العالم الفني أخرج فيلمين قصيرين مهمين. موهبته في الإخراج الفني وعينه التصويرية لفتت نظر القيمين على مهرجان كان للأفلام القصيرة. إضافة إلى الفن السينمائي طور أنطوان فاضل نظرته الجمالية ودخل عالم تصوير الأزياء في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية. تعاون مع مصممين أزياء كثر وظهرت صوره الفوتوغرافية في كبرى المجلات محققا أسلوبه الفني الخاص.
أما الفنانة التشكيلية لارا أغوبيان فشغفها بالفن أطلقها في عالمه ومكنها من تطوير أعمالها التي استوحتها من جمال المناطق الطبيعية العالمية والأشياء الجميلة التي صنعها الإنسان عبر العصور، إضافة إلى عالم الموضة الذي استوحت منه الألوان البراقة والمتجددة. في أكثر من مناسبة ذكرت الفنانة أن هدفها الأساسي من الفن هو إضفاء البسمة على وجوه من رأوا أعمالها، وبعث الشعور بالأمل في قلوبهم مهما كثرت الأزمات التي يعيشونها في عالم لا يهدأ فيه القلق ولا يصمت الألم.
ميموزا العراوي