فؤاد غازي
رحيل الجبل الذي كان يشرف على السهل المثقفون العرب , المغربون منهم والمشرقون , أغلبهم , كي لا يقول أحد , أننا نعمم .. يسمون الفن الذي نبت مع سنابل القمح والحصادين , مع شجر البلوط والسنديان والنخيل والدردار ونساء يذهبن // لقنقشة الحطب // ورندحة السويحلي والليا والسكابا والعتابا , مع الزعتر والبنفسج , مع الصباح الذي استيقظ ليسوق غنماته ومعازه ونايه وراعيه مع نهدات نهر يكتب بحبر قلبه قصيدة التغريب والغربة ووجع الجذور هذا الفن الوطني يسمونه // بالفن الشعبي // ليقللوا من شأنه أو ليميزوا بين من يسمعون الغناء و الموسيقى الغربية (( الراقية )) وعامة الناس الذين لم يستطيعوا الخروج من جذورهم ولا خلع جلودهم والكثيرون وإلى الآن من مثقفينا ينعتونها بموسيقى الكراجات وإن ترضوا نعتوها بالشعبية .. تلملمت بثمالة وجيت قاضي الهوى لشكي جرح بحشاي قاضي قرعت الباب وني القاه قاضي نحيب ولوحتو بدمو كتب لفت حبيبا وغفت والليل غطاهم ريت الصبح ما يجي والزمن ينساهم قدمت لأصل لرثاء أحد المثقفين الحمر في زمن ما , وصار اليوم أحد حاملي لواء الحرية , والديمقراطية الوهابية القطرية الأمريكية , في جريدة الأخبار اللبنانية , الحمراء في زمن الفورات العربية الديمقراطية العرعورية .. الذي أحب أن يرثي فؤاد غازي الذي كان اسمه قبل أن يخرج من تلك البيئة الفقيرة الرثة // فؤاد فقرو // حسب زعمه وأتى دمشق عبر الطبقة الجديدة التي استولت على السلطة وأزاحت تلك الطبقة // الراقية // ويتابع ذلك المثقف الذي كان أحد مدللي السلطة التي يسخر منها ومن فؤاد غازي اليوم ,إلى حدّ العنصرية ؛ فلا تخلو من اسمه جريدة ولا مطبوعة حكومية في حين كان غيره يحلم أن يمر اسمه في السنة مرة .. كتب .. بعد وصول فؤاد إلى دمشق , كي يتخلص من تاريخه القديم غير اسمه من فؤاد فقرو إلى فؤاد غازي وبواسطة الطبقة العسكرية الجديدة تربع على عرش مسرح أفخم مطاعم دمشق // القصر // وزاع صيته بعد // لزرعلك بستان ورود // الذي كتبها له أحد ضباط سرايا الدفاع .. هذا (( المبدع )) كأن الشعر والأدب خلق له وحده وكأن من يرتدي البذة العسكرية لا يجيد إلا القتال والمعارك ونسي هذا (( المبدع )) كبار وقلاع العربية كانوا فرساناً بل كانت الفروسية أحد شروط إكتمال هندام وألق الشعراء , ولكن هذا (( المبدع )) أراد أن يكمل رسالته العنصرية الساخرة في أكثر من اتجاه ولأكثر من شخص ؛ بل لقوم ولطبقة ,هذا الضابط حسان يوسف .. صاحب بستان ورود هو ابن الشاعر علي زادي يوسف // عوينة الريحان // الذي كان رحمه الله أشهر من نار علي جبل والذي عاصر الشاعر علي سلوم // عين الحياة // والشاعر أسد غازي // فقرو // هؤلاء الشعراء الذين ارتبط اسمهم باسم قراهم فالشاعر أسد فقرو جد فؤاد فقرو تعرفه أجيال الأربعينيات وبالتواتر إلى اليوم , وتحفظ شعره وبشكل خاص العتابا والسويحلي والشروقي والقرادي والليا وأبو الزلف والهوارة والسكابا واللالا والدلعونا , التي نبتت كالزعتر والبنفسج والنرجس والسنديان والبلوط , يحفظها الرعيان والحواصيد والحطابات وحواشات القطن . من هذي الخميلة خرج فؤاد غازي // فقرو // غافلت بيتي وجبت كاسي وجيت اسكر بعيدك عند باب الدار وانسيت انك ميتي ونسيت دارك حجر والساكنينو حجار عند الدرج صفيت اول كاس تشردقت ع خيالك بتنهيدي وصرت خايف لا يفيقوا الناس ويشلحوني الكاس من ايدي ورجعت ع بيت الصفي مخلوع متل طاقة باز مهجورا ولاقيت بابو مفسخ من الجور عم يشتهي ع خيال تنورا وقضيت فوقو ساعتين ركوع حتى دمع عيني حفر جورا وصرت كيلي من الجورا دموع واسكر على المنديل والصورا و/ فقرو / هذه القرية , التي تقف كالمهرة البرية ترنو للبعيد في السفح الشرقي للجبال الساحلية تشرف كقصائد // صقر عليشي // على السهل , يفتح لها سهل الغاب راحتيه دائماً .. تعرش البساطة والطيبة على سنديانها , وتوتها وعزرها , وبلوطها وبطمها كالدوالي , والتي رافقت فؤاد من درجه الأول إلى بيت راحته الأخير , هذه البساطة وهذه الطيبة , التي هي احد مكونات روح أبناء القرى , صبغت شخصية وحياة فؤاد .. وأعتقد جازماً , أنها أحد أسباب أخطاء فؤاد الكثيرة , وأحد أسباب محبة الناس له أيضاً كان طفلاً عندما رحلت والدته .. عشقت قدماه الحافيتين الدروب الطالعة نحو نحو الغيم , وحلمت بحذاء ودرب تقله إلى السهل أول من تعلم منهم فؤاد .. سفوح فقرو .. سنديانها وعصافيرها.. سواقيها وغيمها .. وضبابها ومطرها .. شمسها وثلجها أول من ردد صداحه تلك السفوح , وأول من أسمعته بصداها , شهية بوحه .. حفظ عن جده أسد فقرو أجمل ما تفتقت عنه قريحة الشعر الجميل العذب العاشق ....ومن بعده والده .. والشاعر الأهم في حياة فؤاد بعد جده كان جميل جنيد أبو حسان / سلحب / ذاك المبدع العاشق حتى القبر .. الذي كتب أجمل وأرق ما غنى فؤاد انحدروا من الجبل ع السهل يم عين الميا شفت صحت يا رب يا معين قتلتيني بكتر الصد يم عين الكحيلا , الهدبها جنح الغراب في البداية نسج فؤاد على منوال الشاعر المطرب حسن الشريف ثم خط لنفسه دربا لا يشبه إلا فؤاد , صار اليوم مدرسة كل الذين اتوا بعده يقرؤون في كتبها , منهم من حَبَا فيها والكثيرون تعثر تعرف فؤاد على الموسيقا عبر نايات الرعيان ومزمارهم وربابة أبوه , ثم التقى بعازف العود الفنان الذي رحل مغموراً // ابو محمد العجمي الحموي // كان فؤاد في الثامنة من عمره حينها غنى معه علمه كيف يرافق العود .. عرفه على القد الحلبي .. سجل له في هذا العمر الكثير من السهرات .. ما وصل منها إلينا بحدود الساعتين , غنى فيهما الطفل الصغير فؤاد مع أبو محمد العتاب والميجنا والدلعونا والبردا واللالا والسويحلي والشروقي والقد بمنتهى الجمال والحرفية عطتني وعد تبقى ولا بقت لي لبست بردة احزاني ولا بقتلي الجريمة لا بقتلى ولا بقتلي الجريمة نبتعد وحنا حباب ودائماً كانت لا زمة بيت العتابا نصف بيت تسمى الردفة لما كان بيكرمي عناقيد كنت يا بو العيون تزورنا و.... على الحلوين وابكو يا عيوني ومن عاشر غتيت الطبع شاب ودائماً تمتاز الردفة بنوع من المثل أو الحكمة أو تحصيل حاصل التقى بالعواد المبدع الذي رحل كذلك مغموراً // فايز صقر .. بترياس // الذي طورا شكلاً جديدا للالا والدلعونا وابو الزلف وطريقة جديدة بأداء الموال والسوحلي والشروقي ... أسمر سمارك حلو شامات ع خدودك ورميتني بالهوى داخل على جدودك ..... لا قعد بفي الشجر وقابل النفنوف صفيت عظم وجلد بس العيون تشوف ... لفيتها بالحضن وتقول بردانا منين اجاك البرد نامي يا فتانا عندما وصل إلى دمشق كان فؤاد فقرو فناناً كاملا له أسمه , ومدرسته ,واسلوب يتفرد به ويميزه , ونكهة يختص بها , ورائحة هي خليط من عبق البراري وياسمين الشرفات , ولدت معه , كبرت به ومعه , صارت له .. اليوم وغداً , وأعتقد إلى يوم يحشرون وهبتك نفس حرة مات أولى وكلماتي ندامي مات أولى فتلتني وجيت تسأل مات أو لا وكتفك تحت تابوت الخشب ..... يلي الموال والردفة دائماً أغنية إيقاعية .. إما اللالا .. أو الدلعونا .. أوالبردا .. أو السكابا ............... بس ولعونا ومشو عسى , ما كان شفناهن تشعل ولا تنطفي عجل , يا نار فرقاهن والأغلب اللالا التي كانت مرتبطة بالأماكن والناس ... بين المسحل والبارد واسمع رنات حجولو والله بحبك من قلبي واسمك ما بقدر قولو المسحل هي قرية ملاصقة لفقرو على كتف السهل وكذلك قرية نهر البارد بين الموقف والساعة وندوارت تلقاني تلقى الخواصر ضمر وروس النهود عرقاني والموقف والساعة حيان في قلب حماه معروفان جداً وصل إلى دمشق وبجعبته مئات الحفلات المسجلة على البكرات وعل أشرطة الكاسيت المسجلة لايف وتجربة غنية مباشرة مع الجمهور قل نظيرها حبابي لو جفوني ما جافيهم لأنو بحر شوقي ماج فيهم ضربت النبل صايب ماجفيهم وهنن نبلهم بالقلب صاب وصل إلى دمشق ورهبة المكرفون والجمهور صارت بالنسبة له كالموال الذي يتقنه ويسلطن به وله ... معروفك معاي مرة تمي (( ولو لمرة واحدة تمميه )) سقيني من رضابك مر تمي (( في فمي مرارة لتزول )) قالت حان موعد مرت امي (( حان والوقت التي تمر فيه أمي )) انشفت الزول وقف ورا الباب (( عندما ترى ظلها ... )) كان فؤاد كريماً حدّ الاسراف لم يستطع يوماً التفكير , مجرد التفكير بالغد .. كان يعيش ليومه فقط , حاول الأصدقاء أن يغيروا فيه , أن يخففوا من هذه الصفة لم يفلحوا بحر يا قادف مواجك ع برنا بسفينة حب ع بحرك عبرنا اذا بتنشف بنزل عبرنا بنعمل بحر تنرد الحباب كان محباً لكل الناس .. وعاشقاً متيماً للجنس اللطيف .. في سهراته الخاصة , يستحيل أن يغني والجلسة خالية من النساء .. سر أداء فؤاد النشوان .. هو معرفته العميقة بالمعاني التي يغنيها واحساسه العاشق بها , لذلك كان صوته الصداح ذا المساحات الهائلة , كان في خدمة هذا الاحساس الساحر , الذي كان ينقل نشوته العارمة لكل الموجودين بمنتهى السهولة وبمنتهى التألق .. لهذا كانت سهراته الخاصة والعامة تتميز بانسجام الناس معه حدّ الآه الطويلة السكرى فؤاد غازي من الفنانين الذين لم يأخذوا ما يستحقون وخاصة من الاعلام والجهات المسؤولة عنه , كما ادعى صاحبنا ( الأحمر ) سابقاً الملون الآن .. وإلا لكان الوضع الان مختلف , وكل ما كان وصار إليه حتى رحيله هو جهد شخصي منه وجهد متواضع جداً لأن فؤاد , هو أحد الذين ظلموا فؤاد يا جروحي القديمي ما تركني ؟ وهمّ السكن قلبي ما تركني غداة الدار تنده مات ركني حدو يا القوافي الفن ساب ركنت أيها المبدع المظلوم .. أليس كذلك ؟؟؟؟ أيها الصديق .. وحده الموت ينصف الناس ويريحهم ويكنن جروحم .. القديمة والحديثة أيها المبدع .. وفي الأخير لا يصح غلا الصيح .. فكلهم سيرحلون – وبدون أي ذكر – ويبقى الإبداع والمبدعون .. الأجيال لا تعرف من الذين عبروا ومروا إلا المبدعين .. الأجيال تعرف مخترع الحرف .. وتعرف أمرؤ القيس وأبو تمام والمتنبي وأحمد شوقي والبدوي ونزار ............................ وتعرف سيد درويش وأم كلثوم وعبد الوهاب وعبدالحليم وفيروز وصباح ووديع .... .... ................. وتعرف أسد فقرو وعلي زادي وأحمد سلوم وابو محمد الحموي وفايز صقر .................. ولو غدرت الدنيا ولو ضنّت الناس .. يأتي يوم ينصفهم إبداعهم ويكتبهم بحروفهم من ذهب سواقي ما طفو ناري ولا سعون الأفاعي سكنت بكبدي ولسعون هليتي هدروا بحالي ولا سعون والدوا شوف الحباب رحلت .. ولكنك ما زلت تنهيدة الحواصيد في استراحات الحقول .. ما زلت ايقاع حواشات القطن في سباق القطف يا حواشات القطني وحدي منكن ناصيبي العازل يبعتلو العمى وا كون انا الطبيبي ما زلتَ نشوة سهرات // السطيحات // وعصير مهج الدوالي .. ما زالتَ رسالة عاشق خانه التعبير , وعاشقة خانتها الدرب .. ما زلتَ رفيق الكأسون وليالي الراح .. ما زلتَ حميم ذواقو الكلمة وعاشقو الجمال أيها الطيب .. كقرى سوريا المشتهى .. كالتين والزيتون والرمان ونهود الدوالي الصافي .. كماء نهر البارد أيها الراحل إلى حضن أمك الحنون .. تغير كل شيء , إلا صداحك وصداه أيها الراحل إلى حضن أمك الرؤم .. تركت ما يبقيك إلى يوم يحشرون , رغم انف الناكرون الحاقدون العنصريون دعيني يا قبر احفر ترابك كرامة عين ها النايم ترى بيك تنام الناس وعيوني ترا بيك تهنى يا قبر فيك الحباب *
إبراهيم حسون
رحيل الجبل الذي كان يشرف على السهل المثقفون العرب , المغربون منهم والمشرقون , أغلبهم , كي لا يقول أحد , أننا نعمم .. يسمون الفن الذي نبت مع سنابل القمح والحصادين , مع شجر البلوط والسنديان والنخيل والدردار ونساء يذهبن // لقنقشة الحطب // ورندحة السويحلي والليا والسكابا والعتابا , مع الزعتر والبنفسج , مع الصباح الذي استيقظ ليسوق غنماته ومعازه ونايه وراعيه مع نهدات نهر يكتب بحبر قلبه قصيدة التغريب والغربة ووجع الجذور هذا الفن الوطني يسمونه // بالفن الشعبي // ليقللوا من شأنه أو ليميزوا بين من يسمعون الغناء و الموسيقى الغربية (( الراقية )) وعامة الناس الذين لم يستطيعوا الخروج من جذورهم ولا خلع جلودهم والكثيرون وإلى الآن من مثقفينا ينعتونها بموسيقى الكراجات وإن ترضوا نعتوها بالشعبية .. تلملمت بثمالة وجيت قاضي الهوى لشكي جرح بحشاي قاضي قرعت الباب وني القاه قاضي نحيب ولوحتو بدمو كتب لفت حبيبا وغفت والليل غطاهم ريت الصبح ما يجي والزمن ينساهم قدمت لأصل لرثاء أحد المثقفين الحمر في زمن ما , وصار اليوم أحد حاملي لواء الحرية , والديمقراطية الوهابية القطرية الأمريكية , في جريدة الأخبار اللبنانية , الحمراء في زمن الفورات العربية الديمقراطية العرعورية .. الذي أحب أن يرثي فؤاد غازي الذي كان اسمه قبل أن يخرج من تلك البيئة الفقيرة الرثة // فؤاد فقرو // حسب زعمه وأتى دمشق عبر الطبقة الجديدة التي استولت على السلطة وأزاحت تلك الطبقة // الراقية // ويتابع ذلك المثقف الذي كان أحد مدللي السلطة التي يسخر منها ومن فؤاد غازي اليوم ,إلى حدّ العنصرية ؛ فلا تخلو من اسمه جريدة ولا مطبوعة حكومية في حين كان غيره يحلم أن يمر اسمه في السنة مرة .. كتب .. بعد وصول فؤاد إلى دمشق , كي يتخلص من تاريخه القديم غير اسمه من فؤاد فقرو إلى فؤاد غازي وبواسطة الطبقة العسكرية الجديدة تربع على عرش مسرح أفخم مطاعم دمشق // القصر // وزاع صيته بعد // لزرعلك بستان ورود // الذي كتبها له أحد ضباط سرايا الدفاع .. هذا (( المبدع )) كأن الشعر والأدب خلق له وحده وكأن من يرتدي البذة العسكرية لا يجيد إلا القتال والمعارك ونسي هذا (( المبدع )) كبار وقلاع العربية كانوا فرساناً بل كانت الفروسية أحد شروط إكتمال هندام وألق الشعراء , ولكن هذا (( المبدع )) أراد أن يكمل رسالته العنصرية الساخرة في أكثر من اتجاه ولأكثر من شخص ؛ بل لقوم ولطبقة ,هذا الضابط حسان يوسف .. صاحب بستان ورود هو ابن الشاعر علي زادي يوسف // عوينة الريحان // الذي كان رحمه الله أشهر من نار علي جبل والذي عاصر الشاعر علي سلوم // عين الحياة // والشاعر أسد غازي // فقرو // هؤلاء الشعراء الذين ارتبط اسمهم باسم قراهم فالشاعر أسد فقرو جد فؤاد فقرو تعرفه أجيال الأربعينيات وبالتواتر إلى اليوم , وتحفظ شعره وبشكل خاص العتابا والسويحلي والشروقي والقرادي والليا وأبو الزلف والهوارة والسكابا واللالا والدلعونا , التي نبتت كالزعتر والبنفسج والنرجس والسنديان والبلوط , يحفظها الرعيان والحواصيد والحطابات وحواشات القطن . من هذي الخميلة خرج فؤاد غازي // فقرو // غافلت بيتي وجبت كاسي وجيت اسكر بعيدك عند باب الدار وانسيت انك ميتي ونسيت دارك حجر والساكنينو حجار عند الدرج صفيت اول كاس تشردقت ع خيالك بتنهيدي وصرت خايف لا يفيقوا الناس ويشلحوني الكاس من ايدي ورجعت ع بيت الصفي مخلوع متل طاقة باز مهجورا ولاقيت بابو مفسخ من الجور عم يشتهي ع خيال تنورا وقضيت فوقو ساعتين ركوع حتى دمع عيني حفر جورا وصرت كيلي من الجورا دموع واسكر على المنديل والصورا و/ فقرو / هذه القرية , التي تقف كالمهرة البرية ترنو للبعيد في السفح الشرقي للجبال الساحلية تشرف كقصائد // صقر عليشي // على السهل , يفتح لها سهل الغاب راحتيه دائماً .. تعرش البساطة والطيبة على سنديانها , وتوتها وعزرها , وبلوطها وبطمها كالدوالي , والتي رافقت فؤاد من درجه الأول إلى بيت راحته الأخير , هذه البساطة وهذه الطيبة , التي هي احد مكونات روح أبناء القرى , صبغت شخصية وحياة فؤاد .. وأعتقد جازماً , أنها أحد أسباب أخطاء فؤاد الكثيرة , وأحد أسباب محبة الناس له أيضاً كان طفلاً عندما رحلت والدته .. عشقت قدماه الحافيتين الدروب الطالعة نحو نحو الغيم , وحلمت بحذاء ودرب تقله إلى السهل أول من تعلم منهم فؤاد .. سفوح فقرو .. سنديانها وعصافيرها.. سواقيها وغيمها .. وضبابها ومطرها .. شمسها وثلجها أول من ردد صداحه تلك السفوح , وأول من أسمعته بصداها , شهية بوحه .. حفظ عن جده أسد فقرو أجمل ما تفتقت عنه قريحة الشعر الجميل العذب العاشق ....ومن بعده والده .. والشاعر الأهم في حياة فؤاد بعد جده كان جميل جنيد أبو حسان / سلحب / ذاك المبدع العاشق حتى القبر .. الذي كتب أجمل وأرق ما غنى فؤاد انحدروا من الجبل ع السهل يم عين الميا شفت صحت يا رب يا معين قتلتيني بكتر الصد يم عين الكحيلا , الهدبها جنح الغراب في البداية نسج فؤاد على منوال الشاعر المطرب حسن الشريف ثم خط لنفسه دربا لا يشبه إلا فؤاد , صار اليوم مدرسة كل الذين اتوا بعده يقرؤون في كتبها , منهم من حَبَا فيها والكثيرون تعثر تعرف فؤاد على الموسيقا عبر نايات الرعيان ومزمارهم وربابة أبوه , ثم التقى بعازف العود الفنان الذي رحل مغموراً // ابو محمد العجمي الحموي // كان فؤاد في الثامنة من عمره حينها غنى معه علمه كيف يرافق العود .. عرفه على القد الحلبي .. سجل له في هذا العمر الكثير من السهرات .. ما وصل منها إلينا بحدود الساعتين , غنى فيهما الطفل الصغير فؤاد مع أبو محمد العتاب والميجنا والدلعونا والبردا واللالا والسويحلي والشروقي والقد بمنتهى الجمال والحرفية عطتني وعد تبقى ولا بقت لي لبست بردة احزاني ولا بقتلي الجريمة لا بقتلى ولا بقتلي الجريمة نبتعد وحنا حباب ودائماً كانت لا زمة بيت العتابا نصف بيت تسمى الردفة لما كان بيكرمي عناقيد كنت يا بو العيون تزورنا و.... على الحلوين وابكو يا عيوني ومن عاشر غتيت الطبع شاب ودائماً تمتاز الردفة بنوع من المثل أو الحكمة أو تحصيل حاصل التقى بالعواد المبدع الذي رحل كذلك مغموراً // فايز صقر .. بترياس // الذي طورا شكلاً جديدا للالا والدلعونا وابو الزلف وطريقة جديدة بأداء الموال والسوحلي والشروقي ... أسمر سمارك حلو شامات ع خدودك ورميتني بالهوى داخل على جدودك ..... لا قعد بفي الشجر وقابل النفنوف صفيت عظم وجلد بس العيون تشوف ... لفيتها بالحضن وتقول بردانا منين اجاك البرد نامي يا فتانا عندما وصل إلى دمشق كان فؤاد فقرو فناناً كاملا له أسمه , ومدرسته ,واسلوب يتفرد به ويميزه , ونكهة يختص بها , ورائحة هي خليط من عبق البراري وياسمين الشرفات , ولدت معه , كبرت به ومعه , صارت له .. اليوم وغداً , وأعتقد إلى يوم يحشرون وهبتك نفس حرة مات أولى وكلماتي ندامي مات أولى فتلتني وجيت تسأل مات أو لا وكتفك تحت تابوت الخشب ..... يلي الموال والردفة دائماً أغنية إيقاعية .. إما اللالا .. أو الدلعونا .. أوالبردا .. أو السكابا ............... بس ولعونا ومشو عسى , ما كان شفناهن تشعل ولا تنطفي عجل , يا نار فرقاهن والأغلب اللالا التي كانت مرتبطة بالأماكن والناس ... بين المسحل والبارد واسمع رنات حجولو والله بحبك من قلبي واسمك ما بقدر قولو المسحل هي قرية ملاصقة لفقرو على كتف السهل وكذلك قرية نهر البارد بين الموقف والساعة وندوارت تلقاني تلقى الخواصر ضمر وروس النهود عرقاني والموقف والساعة حيان في قلب حماه معروفان جداً وصل إلى دمشق وبجعبته مئات الحفلات المسجلة على البكرات وعل أشرطة الكاسيت المسجلة لايف وتجربة غنية مباشرة مع الجمهور قل نظيرها حبابي لو جفوني ما جافيهم لأنو بحر شوقي ماج فيهم ضربت النبل صايب ماجفيهم وهنن نبلهم بالقلب صاب وصل إلى دمشق ورهبة المكرفون والجمهور صارت بالنسبة له كالموال الذي يتقنه ويسلطن به وله ... معروفك معاي مرة تمي (( ولو لمرة واحدة تمميه )) سقيني من رضابك مر تمي (( في فمي مرارة لتزول )) قالت حان موعد مرت امي (( حان والوقت التي تمر فيه أمي )) انشفت الزول وقف ورا الباب (( عندما ترى ظلها ... )) كان فؤاد كريماً حدّ الاسراف لم يستطع يوماً التفكير , مجرد التفكير بالغد .. كان يعيش ليومه فقط , حاول الأصدقاء أن يغيروا فيه , أن يخففوا من هذه الصفة لم يفلحوا بحر يا قادف مواجك ع برنا بسفينة حب ع بحرك عبرنا اذا بتنشف بنزل عبرنا بنعمل بحر تنرد الحباب كان محباً لكل الناس .. وعاشقاً متيماً للجنس اللطيف .. في سهراته الخاصة , يستحيل أن يغني والجلسة خالية من النساء .. سر أداء فؤاد النشوان .. هو معرفته العميقة بالمعاني التي يغنيها واحساسه العاشق بها , لذلك كان صوته الصداح ذا المساحات الهائلة , كان في خدمة هذا الاحساس الساحر , الذي كان ينقل نشوته العارمة لكل الموجودين بمنتهى السهولة وبمنتهى التألق .. لهذا كانت سهراته الخاصة والعامة تتميز بانسجام الناس معه حدّ الآه الطويلة السكرى فؤاد غازي من الفنانين الذين لم يأخذوا ما يستحقون وخاصة من الاعلام والجهات المسؤولة عنه , كما ادعى صاحبنا ( الأحمر ) سابقاً الملون الآن .. وإلا لكان الوضع الان مختلف , وكل ما كان وصار إليه حتى رحيله هو جهد شخصي منه وجهد متواضع جداً لأن فؤاد , هو أحد الذين ظلموا فؤاد يا جروحي القديمي ما تركني ؟ وهمّ السكن قلبي ما تركني غداة الدار تنده مات ركني حدو يا القوافي الفن ساب ركنت أيها المبدع المظلوم .. أليس كذلك ؟؟؟؟ أيها الصديق .. وحده الموت ينصف الناس ويريحهم ويكنن جروحم .. القديمة والحديثة أيها المبدع .. وفي الأخير لا يصح غلا الصيح .. فكلهم سيرحلون – وبدون أي ذكر – ويبقى الإبداع والمبدعون .. الأجيال لا تعرف من الذين عبروا ومروا إلا المبدعين .. الأجيال تعرف مخترع الحرف .. وتعرف أمرؤ القيس وأبو تمام والمتنبي وأحمد شوقي والبدوي ونزار ............................ وتعرف سيد درويش وأم كلثوم وعبد الوهاب وعبدالحليم وفيروز وصباح ووديع .... .... ................. وتعرف أسد فقرو وعلي زادي وأحمد سلوم وابو محمد الحموي وفايز صقر .................. ولو غدرت الدنيا ولو ضنّت الناس .. يأتي يوم ينصفهم إبداعهم ويكتبهم بحروفهم من ذهب سواقي ما طفو ناري ولا سعون الأفاعي سكنت بكبدي ولسعون هليتي هدروا بحالي ولا سعون والدوا شوف الحباب رحلت .. ولكنك ما زلت تنهيدة الحواصيد في استراحات الحقول .. ما زلت ايقاع حواشات القطن في سباق القطف يا حواشات القطني وحدي منكن ناصيبي العازل يبعتلو العمى وا كون انا الطبيبي ما زلتَ نشوة سهرات // السطيحات // وعصير مهج الدوالي .. ما زالتَ رسالة عاشق خانه التعبير , وعاشقة خانتها الدرب .. ما زلتَ رفيق الكأسون وليالي الراح .. ما زلتَ حميم ذواقو الكلمة وعاشقو الجمال أيها الطيب .. كقرى سوريا المشتهى .. كالتين والزيتون والرمان ونهود الدوالي الصافي .. كماء نهر البارد أيها الراحل إلى حضن أمك الحنون .. تغير كل شيء , إلا صداحك وصداه أيها الراحل إلى حضن أمك الرؤم .. تركت ما يبقيك إلى يوم يحشرون , رغم انف الناكرون الحاقدون العنصريون دعيني يا قبر احفر ترابك كرامة عين ها النايم ترى بيك تنام الناس وعيوني ترا بيك تهنى يا قبر فيك الحباب *
إبراهيم حسون