القصور الملكية.. شاهدة على تاريخ بريطانيا العظمى
- 1
- 2
المصدر:
- (لندن - عمر يوسف)
التاريخ:
ت +ت -الحجم الطبيعي
المملكة المتحدة واحدة من الممالك التي لديها تاريخ طويل وتحول مهم في دور الملك أو الملكة في الحياة السياسية. وتمتلك العائلة الملكية عدداً كبيراً من القصور، لها تاريخ عريق وشاهد على عصور المملكة المتحدة،منها ما تحوّل إلى مزارات للسياح ولم يعد مسكوناً حالياً، ومنها ما هو مسكون من أفراد من العائلة الملكية.
يشهد تاريخ المملكة المتحدة على إنشاء عدد من القصور والقلاع العريقة والشاهدة على عصور البلاد، حيث لا تخلو مقاطعة في بريطانيا من قصر ملكي، بل إن منها ما تحوّل إلى مزارات للسياح ولم يعد مسكوناً، ومنها ما يسكنه أفراد من العائلة الملكية. في هذا التقرير نركز على أهم القصور الملكية في بريطانيا.
قصر باكنغهام
هذا القصر هو الأكثر شهرة من بين جميع الممتلكات الملكية، والأكثر جذباً للسياح والمواطنين البريطانيين الراغبين بالتقاط الصور التذكارية في حديقته الكبيرة وقرب أسواره، وتم تطويره عام 1837 وتصميمه على الطراز الكلاسيكي الجديد، وهو يحتوي على 775 غرفة، بما في ذلك 188 غرفة نوم للموظفين، 92 مكتباً و78 حماماً و52 غرفة نوم ملكية وضيوف و19 غرفة حكومية.
الواجهة الأمامية للقصر يبلغ طولها 108 أمتار، بينما يبلغ عرض القصر 120 متراً وارتفاعه 24 متراً، وبه أكثر من 1513 باباً و760 نافذة تنظف كل ستة أسابيع على يد عمال نظافة مختصين. الملكة فيكتوريا أول ملوك بريطانيا التي تقرر الإقامة في القصر، وذلك بعد 3 أسابيع فقط من اعتلائها العرش، ليعرف منذ ذلك الوقت بالقصر الملكي البريطاني، وكانت أيضاً أول ملكة تغادر من القصر لحفل التتويج.
خلال الحرب العالمية الثانية كان القصر بسكانه عنوان صمود المملكة المتحدة، حيث تعرّض لتسع غارات من النازيين، ما تسبب في تدمير أجزاء منه. الملكة إليزابيث قالت بعد القصف إنها تشعر بسعادة بعد تعرض القصر للقصف، لأنه أتاح لها النظر في وجوه المواطنين الذين عانوا من القصف الألماني، هي عبرة تحوّلت إلى أيقونة شهيرة مفادها أن العائلة الملكية مثل الرعية تعاني أوقات الحرب.
في 15 سبتمبر 1940، اتخذ الطيار راي هولمز من سلاح الجو الملكي البريطاني بعد نفاد ذخيرته قراراً سريعاً بالاصطدام بقاذفة ألمانية كان يعتقد أنها كانت على وشك قصف القصر، وتم إنقاذه وأصبح رسولاً للملك بعد الحرب، وتوفي عام 2005 عن عمر يناهز 90 عاماً. وبعد تعرض القصر لعديد الغارات بسبب أهميته وتأثير أي مخاطر للعائلة الملكية على معنويات الشعب البريطاني تم نقل الأميرة إليزابيث وأختها إلى قلعة ويندزر لتأمين سلامتهما، بينما قرر الملك جورج السادس البقاء في القصر تحت حماية مشددة لإدارة البلاد والتشاور مع رئيس الوزراء.
منذ أوائل القرن السابع عشر خلال فترة حكم الملك جيمس الأول، تحوّل قصر باكنغهام إلى أهم قصور المملكة، يسكنه الملوك والملكات باعتباره المقر الرئيسي لإدارة البلاد من قلب العاصمة لندن في حي ويستمنستر الشهير، وعلى مقربة منه يقع مقر الحكومة، كما أن رئيس الوزراء يقوم أسبوعياً بزيارة عمل للملكة لإطلاعها على التطورات.
قصر ساندرينغهام
بيت ريفي يقع على 20 ألف دونم بالقرب من قرية ساندرينغهام في نورفولك بمنطقة ساحل نورفولك ذات الجمال الطبيعي الساحر.
في عام 1771، بنيت فيه قاعة ساندرينغهام، وجرى تعديل بنائها بإضافة شرفة، في القرن التاسع عشر، على يد تشارلز سبنسر كوبر، ربيب من اللورد بالمرستون.
في 1862، تم شراؤها في قاعة الملكة فيكتوريا بناء على طلب من أمير ويلز لمقر له وعروسه الأميرة ألكسندرا. وفي 1865، أمر الأمير بهدم القاعة وإنشاء مبنى أكبر. وتم الانتهاء من الطوب الأحمر في أواخر 1870 مع مزيج من أساليب البناء. وتمت إضافة جناح جديد في وقت لاحق إلى نهاية واحدة من القصر على نحو أكثر تقليدية.
ويعتبر هذا القصر بمثابة المنزل الخاص بالملكة، وهي تزوره في الأعياد ورأس السنة للاحتفال مع باقي العائلة، حيث إن له مكانة خاصة لدى الملكة لأن والدها الراحل الملك جورج السادس توفي فيه عام 1952. كما احتفلت الملكة إليزابيث بعيد ميلادها العام الماضي في هذا القصر باعتباره أكبر جامع للعائلة.
قلعة ويندزر
طيلة أكثر من 900 سنة، كانت قلعة ويندزر في مقاطعة بيركشاير المملوكة للتاج البريطاني بمثابة منزل خاص ومقر إقامة ملكي رسمي لملوك المملكة المتحدة. وهي أكبر قلعة مأهولة في العالم بمساحة تبلغ 45 ألف متر مربع. تحتوي على حوالي 1000 غرفة، وفيها قسم يسمح للسياح بدخوله والتعرف على الطقوس الملكية ورؤية غرف نوم الملوك السابقين ومقرات اجتماعاتهم، وعادة ما يحتاج السيّاح إلى حجوزات مسبقة لضمان دخول القلعة بسبب الأعداد الكبيرة للراغبين في زيارة القلعة. كانت القلعة مقراً للحكم قبل انتقال مقر الإدارة إلى قصر باكنغهام، كما تعد القلعة المكان المفضل للملكة إليزابيث التي ترعرعت مع أخوتها داخل جدرانها.
بنيت القلعة عام 1070 بقرار من وليام الفاتح الذي حكم بريطانيا من 1066 إلى 1078 أي أن عمرها يقترب من 1000 سنة. داخل القلعة كنيسة سانت جورج الشهيرة التي تزوج فيها الأمير هاري وميغان في مايو 2018، كما شيع منها الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث، قبل أن يوارى الثرى في المدافن الملكية داخل القلعة. وفي هذه القلعة، تقضي الملكة إليزابيث عطلات نهاية الأسبوع، كما تقيم فيها لمدة شهر خلال عيد الفصح.
قلعة بالمورال
إذا فكّر أحد بزيارة قلعة بالمورال، فإن عليه أولاً معرفة ما إذا كانت العائلة المالكة موجودة فيها أم لا. ففي هذه القلعة تقضي العائلة عطلة نهاية الأسبوع وعطلة عيد الميلاد. هي إذاً ملكية عائلية خاصة. يتم إغلاق القلعة في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، وتفتح أبوابها وساحاتها وحدائقها وقاعة الرقص فيها أمام الجمهور من أبريل إلى يوليو من كل عام وحتى عندما تكون مفتوحة للجمهور، لا يمكن زيارة سوى مناطق محدودة، ومع ذلك تكفي هكذا زيارة لإعطاء فكرة جيدة عن الحياة الخاصة للنظام الملكي البريطاني.
إنها واحدة من أهم القلاع الملكية الموجودة في اسكتلندا. وهي تعود للملك روبيرت الثاني ملك اسكتلندا قبل أن تنقل إلى ملكية الملكة فيكتوريا وتتحول إلى قلعة للتاج البريطاني منذ العام 1848، حيث اشترتها الملكة هذه القلعة، ومنذ ذلك الحين أصبحت المقر الاسكتلندي للعائلة المالكة البريطانية.
يسمح للزوار بزيارة القلعة التي تشغل مساحة الأراضي الزراعية والحدائق فيها 50 ألف فدان. ويكمن البعد السياسي للقلعة في توحيدها لاسكتلندا وإنجلترا تحت التاج البريطاني، كما أنها شهدت العديد من اللقاءات والقمم العالمية التي استضافتها بريطانيا.