يعود فريق The Expendables مرة أخرى في الجزء الرابع من السلسلة، وهذه المرة يواجهون تاجر أسلحة يقود جيشًا ضخمًا يسعى إلى تدمير كل ما يعترض طريقه.
الفيلم من إخراج سكوت واو، والسيناريو من كتابة ديف كالاهام وماكس أدامز ويتضمن فريقًا جديدًا من الممثلين مثل 50 سنت وميغان فوكس وراندي كوتور وتوني جا.
يقدم هؤلاء النجوم أداءً غير محبوك في مشاهد الحركة الأميركية، والفيلم يتميز بثغرات مثيرة وغير متوقعة في القصة اذ يجب على فريق المرتزقة التصدي لتهديدات تاجر الأسلحة الخطيرة.
يجمع الفيلم بين النجمين الكبيرين سيلفستر ستالون وجيسون ستاثام مجددًا، ولكن يظهران هذه المرة بأداء مختلف عما اعتدناه. حيث يجسدان شخصيتي محاربين تجاوزا اوقات شبابهما وفقدا قوتهما ومهارتهما الاستثنائية.
عودتهما إلى الشاشة الكبيرة في هذا العمل تعتبر حدثًا مميزًا بالنسبة لمحبي هذا النوع من الأفلام. رغم أن الفيلم يتميز بجرأته في استخدام المؤثرات البصرية الدموية والرسومات، مما يضيف للفيلم جوًا من الارتجالية مع نكات خفيفة وباردة. وهذا قد يثير تقسيمًا بين المشاهدين.
تأتي الحبكة بلمسات من الغموض والعشوائية، حيث يتوجب على فريق المرتزقة الكشف عن مؤامرة دولية خطيرة. يتواجهون مع أعداء جدد ويخوضون معارك ارتجالية تعتمد على التقنية الحديثة. ويبرز أسلوب المخرج في هذه التجربة أكشن تشبه أفلام الكرتون من حيث العناصر المشوقة حينما يتصارع فريق المجرمين لتنفيذ مهام تكون سرية ولكنها مفضوحة بالنسبة للمشاهدين، كما تظهر أدوار الممثلين أداءً غير مؤثر دراميًا من قبل النجوم الكبار مثل سيلفستر ستالون وجيسون ستاثام، حيث انتظرنا أن يضفوا عمقًا وطابعًا فكاهيًا كالمعتاد. السيناريو الذي أُعِد من قبل كورت ويمر وتاد داجرهارت وماكس آدمز يمزج بين خفقان الإثارة والكوميديا بشكل واضح.
يبرز المشهد الافتتاحي مهمة عسكرية غير محبوكة لاستعادة منافذ القنابل النووية من يد اللص الذكي رحمات، الذي جسده الممثل إيكو أويس. بعد أن سُرِقت من مقر قذافي في ليبيا، وتتسم الحركةبالفوضى والصعوبة في المتابعة. ويمكن للمشاهدين أن يشعروا بأن بعض اللقطات تم تصويرها على نحو عشوائي دون اهتمام بالتفاصيل. يظهر ذلك بجلاء في لحظة ارتفاع كريسماس فوق مركبة رباعية الدفع وحمله لسلاح عشوائي، حيث يبدو أن استخدام الشاشة الخضراء قد أفسد تلك اللقطة بشكل لافت. وأن هذه اللحظة تبدو سيئة بشكل لا يصدق ومجنونة لدرجة أن الشخص يجد نفسه ضاحكًا من الدهشة.
تأخذ ميغان فوكس دور جينا، لكن يبدو أنها ليست مقنعة في الأداء، وقد يكون ذلك بسبب طبيعة الدور الذي يتطلب منها القفز بالمظلة ومواجهة الخصوم بإطلالة جريئة مع فستان قصير ومكياج كثيف وتمديدات شعر طويلة ومضخمة بشكل مفرط.
ويعطي الفيلم انطباعا عاما أنه ليس عمليًا بأي شكل من الأشكال عصر عرف طفرة تطور الصناعة السينمائية في تقديم مؤثرات بصرية وتصميم شخصيات أكثر واقعية. حتى أداء هايلي أتويل، التي كورت شعرها لأداء دورها في المهمة المستحيلة مع توم كروز، يبدو أفضل بكثير من الناحية العملية. بالنسبة لميغان فوكس، يبدو أنها تكاد تبذل مجهودًا لكبت تعبيرها الحقيقي، مما يجعلها تبدو غير مقنعة في هذا الدور. من المثير للدهشة أنه على الرغم من ابتعاد ميغان فوكس عن دورها ككائن مشهود في “ترانسفورمرز”، إلا أنها تجد نفسها مجددًا في فيلم مليء بالأكشن الكارتوني المشحون بالذكورة دون فرص كافية لإثبات دور تستفيد منه فنياً في مسيرتها. هذا ليس خطأً من فوكس نفسها، بل هو خطأ في اختيار الممثل الذي يقع على عاتق الصناعة السينمائية وقدرتها على تقديم دور يتناسب مع مواهب الممثلين.
تعتبر متتالية المشاهد ولقطات الحركة فوضوية وصعبة التتبع، مما يمكن أن يجعل المشاهدين يشعرون بأن بعضها تم تصويرها على نحو عشوائي دون اهتمام بالتفاصيل. هذا يظهر بشكل واضح في لحظة ارتفاع كريسماس فوق مركبة رباعية الدفع وحمله لسلاح عشوائي، حيث يبدو أن استخدام الشاشة الخضراء قد أثر سلباً على هذه اللقطة. في المشهد الذي يجد فيه فريق جينا نفسه محاصرًا على سفينة حاويات في مهمة لتحرير منافذ القنابل النووية، يحمل معه العديد من الحوارات والنكات التي تبدو باليةً بدلا من أن تكون مثيرة، مما يؤدي إلى قضاء معظم الوقت في غرف صغيرة أو التجوال حول السفينة دون وقوع أحداث مثيرة. يمكن لهذا الإيقاع الممل أن يجعلك تنتظر انتهاء الفيلم.
تضيف عودة راندي كوتور ودولف لوندغرين كأعضاء من الطاقم الأصلي بعض السحر الكلاسيكي للسلسلة، ولكن إضافة شخصيات جديدة مثل جاكوب سيبيو وليفي تران تبدو غير كافية لإنقاذ الفيلم من تقديم أداء مصطنع. توني جا وإيكو أويس، الفنانين القتاليين المعروفين يلعبان دورا محدودا الى حد بعيد في الفيلم، وهذا يمنع استغلال مهاراتهما الفنية بشكل كامل. تقتصر مشاركة أويس على تهديدات عبر الراديو ومشهد قتال واحد فقط في نهاية المطاف مما يعتبر غير كافٍ للاستفادة من مهارته في الفنون القتالية. توني جا يقدم بعض الإثارة في بعض اللحظات، لكنها تكون قصيرة وغير مكتملة.
المخرج سكوت واو لم يستفد بشكل كامل من إمكانياته في هذا الفيلم، وبدلاً من ذلك، يبدو وكأنه يحاول تقديم شيء اقرب الى الأفلام الكرتونية أو ألعاب الفيديو القتالية التي تستهوي الأطفال. هناك أفلام أكشن أخرى تقدم تجارب أكثر إثارة قد تكون بديلًا أفضل من “إنديانا جونز: نداء القدر الأخير”، ولا يبدو أن هناك حاجة ملحة للانضمام إلى هذا العرض المخيب للآمال