في معرضه الشخصي الثامن
"ما ورائيات وجوه" جديد الفنان محمود عجمي
علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة كولبنكيان للفنون التشكيلية، وسط بغداد، أفتتح أمس الأول، الإثنين، المعرض الشخصي الثامن للفنان محمود عجمي، تحت عنوان: (ما ورائيات وجوه)، الذي ضم 75 لوحة رسم، وأكثر من 60 عملاً نحتياً، في تجربة تتناول الوجوه فقط، وكان لحضور وجه الثور، وعظم السمك، والبلح المصري والجوز، أستلهما في خامات متعددة، وفق متطلبات العمل الفني.
"النحت العراقي يمر من تحت نصب الحرية" هكذا اختزل النحات إسماعيل فتاح الترك، رمزية ومفهوم جدارية الحرية للنحات الخالد جواد سليم، ليقول بذلك بان شجاعة وثقافة أفكار جواد المعاصرة، هي التي أنتجت هكذا ملحمة عراقية تاريخية تمتد جذورها إلى عمق حضاراتنا الحية.
يذكر الفنان عجمي: "وما يمكن أن يقال عن تأثري ببعض النحاتين العراقيين، وإلى أية مدرسة تتجه أغلب أعمالي، فانها تقع بالنفي من ذلك، إذ هو ليس تأثر ما هو تماهٍ مع أعمال لا تحمل قصدية النزوع إلى تجربة هذا الفنان أو ذاك..".
وفي كتابه: (الحركات الفنية بعد الحرب العالمية الثانية) يذكر الناقد إدوارد لوسي سميث: "من الصعب تحديد كيف بدأ النحت الجديد، فهناك تطورات محددة وأفكار معينة تبدو مهمة إذا نظرنا إليها لاحقاً، لكن المرء لا يسعه الادعاء بانها قد أدت لا محالة إلى فاصلة جديدة أو إنعطافة غير مسبوقة كلياً".
هكذا يبدو لي أن النحات الفنان محمود عجمي، قد التمس هو الآخر، دقائق أفكار الفن المعاصر إتجاه منحوتاته الرمزية، وهو يحاول أن يشذبها لدرجة التكوين التجريدي، التي برزت بعد حركات التحرر الفكري في العالم بشكل عام.
فقد أباحت كل الحركات والمدارس الفنية الحديثة العالمية، أن تمارس (الأفكار – الرؤى) وفق المنطق الفكري والتعبير الواقعي بصيغ متنوعة، حسب الأسلوب والإتجاه والمدرسة.. إلخ.
الفنان عجمي، استلهم، ملامح شاخصة من حضارة سومر، ومنها رمزية (الثور) وما يعنيه من معاني الرجولة والفحولة والقوة والزراعة.. مثلما استلهمه الفنان جواد سليم في نصبه العظيم.. ولكن وفق ثيمة موضوعية خاصة.
ويستشف "شميث" : "قد يكون من المبالغة الادعاء بان فن ما بعد الحرب مثّل شيئاً جديداً وغير مسبوق كلياً..". لكن هذا لا يعني أن الفنان عجمي لم يمس الحداثة في الإستلهام والطرح، فقد زاوج بكل أعماله (النحتية وتخطيطاته) ما بين قوة الثور الذي يهيمن على مساحة العمل أو الفضاء، وجسد الأنوثة المختزل بخطوط ناعمة، ولكنهما – الثور والأنوثة - في إنصهار جسدي واحد، وهو بذلك يحاول أن يقول: بان هذا الإنصهار في كتلة رمزية مستقلة ما هي إلا دليل ساطع لمخاض ولادة لحياة جديدة، لجيل جديد من صلب تاريخ وحضارة شرعية لبلد وشعب حي.
وهذا ما أكده عجمي: "أما (المرأة) المصاحبة لـ (الثور) في أعمالي الفنية، فهما يشكلان وحدة لا تنفصل في مضمونها الدال على الخصب/ الحياة..".
لا بدّ من القول بأن أسلوب الفنان عجمي مثلما ينطبق على كتله الطينية/ الفخارية، فانها مطابقة أيضاً في تخطيطاته بالقلم أو المائية.
الفنان محمود عجمي، مواليد العراق/ بابل – 1959، شارك في أغلب المعارض والمهرجانات داخل العرق وخارجه، بكالوريوس نحت/ جامعة بغداد – 1983، ماجستير نحت – 1988، دكتوراه فلسفة نحت – 1997، له بحوث منشورة عديدة وكتب في مجال النحت، حصل على الأستاذية – 2008، حصل على جوائز رفيعة، له عدد من النصب والتماثيل النحتية، عضو في كل من: نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين.
"ما ورائيات وجوه" جديد الفنان محمود عجمي
علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة كولبنكيان للفنون التشكيلية، وسط بغداد، أفتتح أمس الأول، الإثنين، المعرض الشخصي الثامن للفنان محمود عجمي، تحت عنوان: (ما ورائيات وجوه)، الذي ضم 75 لوحة رسم، وأكثر من 60 عملاً نحتياً، في تجربة تتناول الوجوه فقط، وكان لحضور وجه الثور، وعظم السمك، والبلح المصري والجوز، أستلهما في خامات متعددة، وفق متطلبات العمل الفني.
"النحت العراقي يمر من تحت نصب الحرية" هكذا اختزل النحات إسماعيل فتاح الترك، رمزية ومفهوم جدارية الحرية للنحات الخالد جواد سليم، ليقول بذلك بان شجاعة وثقافة أفكار جواد المعاصرة، هي التي أنتجت هكذا ملحمة عراقية تاريخية تمتد جذورها إلى عمق حضاراتنا الحية.
يذكر الفنان عجمي: "وما يمكن أن يقال عن تأثري ببعض النحاتين العراقيين، وإلى أية مدرسة تتجه أغلب أعمالي، فانها تقع بالنفي من ذلك، إذ هو ليس تأثر ما هو تماهٍ مع أعمال لا تحمل قصدية النزوع إلى تجربة هذا الفنان أو ذاك..".
وفي كتابه: (الحركات الفنية بعد الحرب العالمية الثانية) يذكر الناقد إدوارد لوسي سميث: "من الصعب تحديد كيف بدأ النحت الجديد، فهناك تطورات محددة وأفكار معينة تبدو مهمة إذا نظرنا إليها لاحقاً، لكن المرء لا يسعه الادعاء بانها قد أدت لا محالة إلى فاصلة جديدة أو إنعطافة غير مسبوقة كلياً".
هكذا يبدو لي أن النحات الفنان محمود عجمي، قد التمس هو الآخر، دقائق أفكار الفن المعاصر إتجاه منحوتاته الرمزية، وهو يحاول أن يشذبها لدرجة التكوين التجريدي، التي برزت بعد حركات التحرر الفكري في العالم بشكل عام.
فقد أباحت كل الحركات والمدارس الفنية الحديثة العالمية، أن تمارس (الأفكار – الرؤى) وفق المنطق الفكري والتعبير الواقعي بصيغ متنوعة، حسب الأسلوب والإتجاه والمدرسة.. إلخ.
الفنان عجمي، استلهم، ملامح شاخصة من حضارة سومر، ومنها رمزية (الثور) وما يعنيه من معاني الرجولة والفحولة والقوة والزراعة.. مثلما استلهمه الفنان جواد سليم في نصبه العظيم.. ولكن وفق ثيمة موضوعية خاصة.
ويستشف "شميث" : "قد يكون من المبالغة الادعاء بان فن ما بعد الحرب مثّل شيئاً جديداً وغير مسبوق كلياً..". لكن هذا لا يعني أن الفنان عجمي لم يمس الحداثة في الإستلهام والطرح، فقد زاوج بكل أعماله (النحتية وتخطيطاته) ما بين قوة الثور الذي يهيمن على مساحة العمل أو الفضاء، وجسد الأنوثة المختزل بخطوط ناعمة، ولكنهما – الثور والأنوثة - في إنصهار جسدي واحد، وهو بذلك يحاول أن يقول: بان هذا الإنصهار في كتلة رمزية مستقلة ما هي إلا دليل ساطع لمخاض ولادة لحياة جديدة، لجيل جديد من صلب تاريخ وحضارة شرعية لبلد وشعب حي.
وهذا ما أكده عجمي: "أما (المرأة) المصاحبة لـ (الثور) في أعمالي الفنية، فهما يشكلان وحدة لا تنفصل في مضمونها الدال على الخصب/ الحياة..".
لا بدّ من القول بأن أسلوب الفنان عجمي مثلما ينطبق على كتله الطينية/ الفخارية، فانها مطابقة أيضاً في تخطيطاته بالقلم أو المائية.
الفنان محمود عجمي، مواليد العراق/ بابل – 1959، شارك في أغلب المعارض والمهرجانات داخل العرق وخارجه، بكالوريوس نحت/ جامعة بغداد – 1983، ماجستير نحت – 1988، دكتوراه فلسفة نحت – 1997، له بحوث منشورة عديدة وكتب في مجال النحت، حصل على الأستاذية – 2008، حصل على جوائز رفيعة، له عدد من النصب والتماثيل النحتية، عضو في كل من: نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين.