في البدء كانت الصورة ! ، ومن ثم الكلمة تلاق ٍ وانصهار ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في البدء كانت الصورة ! ، ومن ثم الكلمة تلاق ٍ وانصهار ..

    في البدء كانت الصورة ! ، ومن ثم الكلمة تلاق ٍ وانصهار ...

    نوال السعدون نحن اليوم نعيش بشكل عام وسط شخٍ وشحوب ، وبشكل خاص الفنانون المتميزون بخوض تجاربهم نحو محراب الابداع والارتقاء به.
    وكيف يمكننا ان نكون في معركة الوجود فاعلين بصدق ، لا مقيمين على حواشي الغير وموائدهم.
    استذكرت كاتبا وفنانا وناقدا كبيرا ،وكان لي الشرف انه كان متابع لتجربتي الفنية على مدار عدة سنوات من دون علمي!، وحتى عن أول مشاركة لي في معرض جمعية الفنانين العراقيين عندما كنت طالبة فن في حينها .
    انه الفنان ،الاديب والناقد الكبير عادل كامل .
    ليسلم الفن المتأصل في ذواتنا التواقة الى الجمال والنقاء.
    ____________________

    "نوال السعدون المسافات والتواصل"

    عادل كامل.

    بين مشاركتها الأولى، في معرض جمعية الفنانين العراقيين (1975) وحتى عام (2005) تكون نوال السعدون قد أقامت ثمانية معارض شخصية، كما شاركت في العديد من المعارض والتظاهرات الفنية في العالم. إن نشاطها هذا، يدل على إصرار، مان كي لا تغادر لغة الفن. وقد سمح لها الاختيار بتقديم سلسلة من التجارب، كان للـ ( الفن) مغزاه ،كجسر ، وكعلاقة في هذه التجارب.

    بيد ان المسافة بينهما، وبين المتلقي (العراقي) مكثت كبيرة والغريب ان حتمية المدينة الواحدة، عبر ثورات الاتصالات وردم المسافات في عالمنا، عملت عملا مغايراً. فكما عملت، ولأسباب مماثلة أو مختلفة ، جدران الداخل على إقامة مثل هذه القطيعة، فان الفجوات عملت عملها بين الداخل والفضاء العالمي. إن تجارب فنانة مرهفة، كتجارب نوال السعدون تثير أسئلة حول فلسفة السيد (دريدا) في التفكيك.

    فالعالم لا يتجه نحو قرية صغيرة، ولا مشروعات ماركس تقدمت نحو دحر الاغتراب، ولا المعتقدات القديمة استطاعت أن تجعل من أهدافها إخوة قائمة على التكامل والوئام ذلك لان التفكيك والمستويات الثقافية، ودرجات التحضر كلها سمحت للمعرفة ان تبقى في حدود المشاهدة، عبر الشاشات والصحافة، والوسائل الالكترونية، وما لها من أثر كبير في مكان، واثر غائب في مكان آخر. فأكثر الصدمات والكوارث والماسي، عبر الفضائيات، تغدو كانها تأتي من أزمنة سحيقة

    إلى جانب أثرها الغامض فتجاربها الفنية في سبعينيات القرن الماضي، انحازت إلى المدارس التعبيرية. فثمة (إنسان) يحدق في (لا) جهة تارة إلى الأرض، وتارة تصوره مثقلا بالشقاء وهو يحدق فى المجهول انها لم تختر الأناقة، ولم تختر لذائذ الرسم، وجمالياته الباذخة، بصفته عملاً زائفاً، يعمل عمل الغوايات والأقنعة، بل انشغلت في (لماذا) مع عناية بالأدوات المهارة إلى جانب الحساسية على انها في أعمالها التعبيرية ذات المضامين الواقعية، المستمدة من مشاهداتها ومعاناتها ستغدو، عبر تجارب أخرى اكثر اختزالاً.

    ففي الاتجاه التجريدي، بتنويعات أساليبه وطرقه، يثار سؤال (هيغل): كيف أصبحت المثل وعمل الفنون تعامل كسلع ؟ انها لم تعد تنتج كتمثل للمطلق، كما ان قلب المعادلة: محاولة عمل الجزء في العثور على منفذ للعام، تعني الامر ذاته إن نوال السعدون ،تعمل بحسب قوانين الممكن عملاً مستحيلا ما الذي يمكن ان ينجزه العمل الفني، عبر حضوره في كون لم تعد فيه الكائنات، إلا كنماذج كافكوية، لا تعرف إلا حقيقة غير قابلة للدحض انها لا تعرف شيئا لكن بعيدا عن هذا المنحى فالفن للفن، بصفته فنا نخبوياً، من ناحية، وان المتاهة البشرية لدى المليارات تجعل الفن مجهولا من ناحية ثانية، تدفع بالفن إلى لغة سيشتغل فيها المخيال التركيبي، الى جانب اندماج الروافد ، والأفكار والأحاسيس داخل التركيب الذي اسمه النص. هكذا تغدو اكثر قدرة على معالجة كل الذي ضمنا"، يكمن في التجربة، ليأتي دور ( المتلقي) - والناقد أو المراقب أو المشتغل في هذا الحقل - ليمنح هذه الفجوات وظائف مغايرة لعملية الاتصال لكن هذا ليس صحيحاً، إلا لان بعض التجارب تسمح لنا ببناء ذاكرة ما .. كالتي عملت عليها السعدون بلغتها المشفرة، عبر عناصر التجريد، وتنوع رموزه، وما لم يمت بعد.
    __________________________________________
    أول مشاركة لها كانت في معرض جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين عام 1975.
    _____
    عمل أنجزته عام 2001.
    140×140,cm
يعمل...
X