المطبخ البابلي القديم بحدود 3600 مضت
بحدود عام 1900 ق. م، جمع البابليون مسرداً بما يزيد عن 800 مصطلح خاص بالطعام والشراب في اللغتين السومرية والأكدية البابلية، لقد ساعدت اللغة التي ينطقها البابليون باستخدام الكتابة المسمارية المشتركة. ويتمثل واحد من أكبر الأصناف في الأطعمة المطبوخة في السوائل. وليست هذه سوى أسماء لا تتوافر عنها تفاصيل طهوية، غير أن العدد الأكبر من المصطلحات المطبخية يوحي بأن نظام طبخ معقداً قد انتشر في عموم مجموعات بلاد الرافدين المختلفة. وقد تطورت معدات الطبخ أيضاً بأصناف معقدة من الطهو فقد طوروا في حقب ما قبل التاريخ [أي حقب ما قبل الكتابة] أفراناً حجرية يمكنهم فيها أن يخبزوا أرغفة الخبز وتبعتها بعد ذلك أفران الطابوق المفخور ، وكان بعضها مصمماً بحيث تكون فيه مناطق مسطحة يمكنها استيعاب قدر الطهي أو الشواء، وهي قدور مصنوعة إما من الفخار أو البرونز، بما يسمح باستخدام كاف للوقود. وكان الطبخ يُعد فناً؛ وأضفي على الشخص المسؤول عن المطبخ البابلي لقب تشريف هو (مُبنّو) (mubannu) أي المزين أو المنمق. ولم يصلنا سوى وصفات غذائية قليلة جداً من بلاد الرافدين القديمة. تضم الاستثناءات 35 وصفة منقوشة على ثلاثة ألواح طينية تشكل جزءاً من المجموعة البابلية في جامعة بيل، التي تحتفظ بها الآن خزانة جامعة بيل. وتشكل هذه الألواح، التي كتبت زهاء عام 1650 ق. م أقدم مجموعة وصفات غذائية بابلية من وادي الرافدين معروفة بالإضافة إلى عدد من الوصفات الأخرى المكتوبة. والخط المسماري خط معقد يتطلب سنين من الدراسة. لم يكن يحسن قراءته سوى نخبة من الكتبة الحكوميين والكهنة والتجار، ومن غير المرجح أن طباخي بلاد الرافدين كانوا يحسنون قراءته. فإذا كان الطباخون أميين، فلم كتبت هذه الوصفات الغذائية تربط إحدى النظريات هذه الوصفات بالدين. فقد كانت العناية بالآلهة واجباً حكومياً مهماً، فكان الطعام يقدمه يومياً ديوانيون كهنوتيون نيابة عن الملك ولعل وصفات جامعة بيل توثق طقس قربان طهوي رسمياً لهذه التقدمات الدينية التي ترعاها الحكومة، ودونت لضمان إعداد التقدمات بما ينسجم مع الفروض الدينية البابلية. وسواء أكان الكهنة يقومون بالطبخ للآلهة بأنفسهم، أم يكتفون بالإشراف على الطباخين، فقد أضفت الإرشادات المكتوبة الصفة المعيارية على العملية. وألواح بيل متضررة وتحتوي على كلمات لم يتمكن الباحثون من ترجمتها، وهي تشكل أدلة صعبة لأن أجزاء كثيرة منها مفقودة. مع ذلك، فهي تشكل أفضل دليل فردي على كيفية إعداد ألاطباق البابلية يعود تاريخها إلى أكثر من 3600 سنة .
#بلادبابل_منارة_العلوم #امير_علي
بحدود عام 1900 ق. م، جمع البابليون مسرداً بما يزيد عن 800 مصطلح خاص بالطعام والشراب في اللغتين السومرية والأكدية البابلية، لقد ساعدت اللغة التي ينطقها البابليون باستخدام الكتابة المسمارية المشتركة. ويتمثل واحد من أكبر الأصناف في الأطعمة المطبوخة في السوائل. وليست هذه سوى أسماء لا تتوافر عنها تفاصيل طهوية، غير أن العدد الأكبر من المصطلحات المطبخية يوحي بأن نظام طبخ معقداً قد انتشر في عموم مجموعات بلاد الرافدين المختلفة. وقد تطورت معدات الطبخ أيضاً بأصناف معقدة من الطهو فقد طوروا في حقب ما قبل التاريخ [أي حقب ما قبل الكتابة] أفراناً حجرية يمكنهم فيها أن يخبزوا أرغفة الخبز وتبعتها بعد ذلك أفران الطابوق المفخور ، وكان بعضها مصمماً بحيث تكون فيه مناطق مسطحة يمكنها استيعاب قدر الطهي أو الشواء، وهي قدور مصنوعة إما من الفخار أو البرونز، بما يسمح باستخدام كاف للوقود. وكان الطبخ يُعد فناً؛ وأضفي على الشخص المسؤول عن المطبخ البابلي لقب تشريف هو (مُبنّو) (mubannu) أي المزين أو المنمق. ولم يصلنا سوى وصفات غذائية قليلة جداً من بلاد الرافدين القديمة. تضم الاستثناءات 35 وصفة منقوشة على ثلاثة ألواح طينية تشكل جزءاً من المجموعة البابلية في جامعة بيل، التي تحتفظ بها الآن خزانة جامعة بيل. وتشكل هذه الألواح، التي كتبت زهاء عام 1650 ق. م أقدم مجموعة وصفات غذائية بابلية من وادي الرافدين معروفة بالإضافة إلى عدد من الوصفات الأخرى المكتوبة. والخط المسماري خط معقد يتطلب سنين من الدراسة. لم يكن يحسن قراءته سوى نخبة من الكتبة الحكوميين والكهنة والتجار، ومن غير المرجح أن طباخي بلاد الرافدين كانوا يحسنون قراءته. فإذا كان الطباخون أميين، فلم كتبت هذه الوصفات الغذائية تربط إحدى النظريات هذه الوصفات بالدين. فقد كانت العناية بالآلهة واجباً حكومياً مهماً، فكان الطعام يقدمه يومياً ديوانيون كهنوتيون نيابة عن الملك ولعل وصفات جامعة بيل توثق طقس قربان طهوي رسمياً لهذه التقدمات الدينية التي ترعاها الحكومة، ودونت لضمان إعداد التقدمات بما ينسجم مع الفروض الدينية البابلية. وسواء أكان الكهنة يقومون بالطبخ للآلهة بأنفسهم، أم يكتفون بالإشراف على الطباخين، فقد أضفت الإرشادات المكتوبة الصفة المعيارية على العملية. وألواح بيل متضررة وتحتوي على كلمات لم يتمكن الباحثون من ترجمتها، وهي تشكل أدلة صعبة لأن أجزاء كثيرة منها مفقودة. مع ذلك، فهي تشكل أفضل دليل فردي على كيفية إعداد ألاطباق البابلية يعود تاريخها إلى أكثر من 3600 سنة .
#بلادبابل_منارة_العلوم #امير_علي