كل 5 أسئلة لـ«ChatGPT» تهدر نصف لتر من المياه.. ما علاقة الذكاء الاصطناعي بأزمة شح المياه؟!
المصدر:
- دبي - زياد فؤاد
التاريخ: 05 أكتوبر 2023
ت +ت -الحجم الطبيعي
الأبحاث والتقارير التي تناولت الأضرار الجانبية وخطورة التطوير على الذكاء الاصطناعي، تناولت الأمر من جوانب متعددة، عدا جانب واحد لم يتم تداوله أو الحديث فيه، وهو الاستهلاك المفرط للمياه!
قد يتعجب البعض من ربط استهلاك المياه بالذكاء الاصطناعي، كونها آلات لا تشرب مثل الإنسان، ولكن حقيقة الأمر فتطوير الذكاء الاصطناعي في أمريكا يتطلب استهلاك دول من المياه، ويصل لما يزيد على ثلث معدل استهلاك المياه في دولة مثل الإمارات، والذي يقدر بنحو 4,2 مليارات متر مكعب سنوياً، في حين يستهلك تطوير الذكاء الاصطناعي 1.7 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، وفق آخر تقدير في 2022، وقد يزيد مع استمرار التطوير في «شات جي بي تي»، وذلك لتبريد الشرائح الإلكترونية والمعالجات في الأجهزة العملاقة القائمة على توليد وتطوير الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من صعوبة تقدير التكلفة الكاملة لعمليات تطوير «شات جي بي تي»، المتطلبة لرقائق غالية الثمن، ومعالجات عالية التكنولوجيا لكمبيوترات عملاقة، ولكن كل هذه التكنولوجيات والقائمة بعمليات فائقة السرعة والتعقيد تحتاج إلى تبريد مستمر، نظراً لكميات الحرارة العالية المتولدة من تلك العمليات، والمياه هي العنصر الأهم في عمليات التبريد المستمر.
ولإدراك مايكروسوفت وجوجل وغيرهما من الشركات القائمة على تطوير تقنيات «أوبن إيه آي» لعمليات الذكاء الاصطناعي، بني مقر سيرفرات مايكروسوفت الرئيسية الداعمة لتلك التكنولوجيات في ولاية أيوا الأمريكية، وهو بناء لم يكن اعتباطاً أو ليد الصدفة، وإنما للاستفادة من المورد المائي في المدينة بوقوعها على نهر أيوا الضخم أحد فروع نهر المسيسيبي، ليكون النهر مصدراً لضخ المياه باستمرارية لتبريد الأجهزة العملاقة والـ«سوبر كمبيوتر».
ووفقاً لبحث قدمه فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا عن التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي، فكل 5 أسئلة يقوم بها فرد باستخدام الذكاء الاصطناعي، تستهلك نصف لتر من المياه لتبريد الأجهزة المسؤولة عن توليد الرد بالذكاء الاصطناعي.
ويقول شاولي رين أحد الباحثين في الفريق: «لا عجب في زيادة معدل استهلاك المياه في الفترة الأخيرة بشكل كبير، والأمر كله عائد لسباق تطوير الذكاء الاصطناعي».