المخرج تامر العربيد الإمارات تقود مبادرات نوعية للارتقاء بـالمسرح العربي
- 1
- 2
1/2
المصدر:
- دمشق - جمال الصايغ
تجربة متميزة في المسرح تمزج بشكل شيق الفرجة والاحتفالية بالفنون المختلفة، وتضعها في خدمة النص المسرحي، في محاولة لتأسيس مسرح شامل، يستعيد الموروث الشعبي في قالب حداثي.
المخرج والممثل والأكاديمي، الدكتور تامر العربيد، مدير المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، والذي قدم العديد من العروض للمسرح القومي بدمشق، قبل أن يتفرغ للعمل الأكاديمي، أكد في حوار مع «البيان»، أن «أبو الفنون» يمكن أن يكون ملاذاً ومساحة للإبداع، والتعبير عن الذات، مشيراً في هذا السياق إلى أن المبادرات النوعية والنهضة المسرحية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة تدعو للتفاؤل في شأن الارتقاء بالمسرح العربي إلى مستويات متميزة، إذ إنها تأتي في سياق مشروع حقيقي لبناء حالة مسرحية مجتمعية. «البيان» التقت تامر العربيد ودار الحوار التالي:
قدَّمتَ العديدَ من الأعمال المسرحية المتميزة في فترات سابقة، وأنت الآن في ميدان العمل الأكاديمي، فهل سرقك الأخير من أضواء الخشبة؟
لا شك في أن للعمل الأكاديمي طبيعته واهتماماته وخصوصيته، وفي الوقت نفسه، شجونه، لا يمكنني القول إن العمل الأكاديمي أخذني تماماً من العمل المسرحي، ولكن بالتأكيد، يحتاج العمل الأكاديمي لكثير من التفرغ والوقت؛ وهذا ما يجعل المساحات تضيق أمام فرصة تقديم عمل مسرحي، بمعنى عرض جماهيري بالكامل، ولكنه بالتأكيد لم يأخذني من المسرح.
المسرح السوري، كيف تراه الآن؟ وما الأثر الذي تركته الأزمة السورية فيه؟ وما متطلبات العودة إلى ما كان عليه؟
من المؤكد أن المسرح السوري جزء من حالة مسرحية عامة، عربية وعالمية، زد على ذلك أن المسرح السوري نتيجة الأزمة وتداعيات الحرب لا بد من أن يتأثر، كونه مرتبطاً بالحياة، ومعاناة الناس، وأوجاعهم، وقضاياهم؛ وبذلك لا بد من أن ينعكس الكثير من آثار الأزمة على واقع «أبو الفنون»، ولكن دعني أقل أمراً، وهو شيء لافت، إن المسرح السوري لم يتوقف عن تقديم عروضه.
كيف تقيم واقع المسرحي العربي، في ظل سطوة التلفزيون ومنصات العرض الأخرى ناهيك عن وسائط التواصل؟
أعتقد أن الملتقيات والمهرجانات ما زالت المساحة الوحيدة التي يمكن أن نحكم عبرها على واقع المسرح العربي، ولا شك في أن هناك تجارب جديدة تستحق الاهتمام.
كيف تنظر إلى المسرح في الإمارات؟
أتابع المسرح في الإمارات، وما يقدمه مسرح دبي الوطني، والفرق المسرحية في الدولة. لفتني هذا الاهتمام، وهذا العمل المدروس، فقد كان لي شرف الحضور في عديد الملتقيات. هناك اهتمام واضح بالناشئة، المسرح المدرسي، مسرح الطفل، مسرح العرائس، وهناك نتائج مهمة، وهذا أمر يبشر بالخير ويدعو للتفاؤل والارتقاء بالمسرح العربي إلى مستويات متميزة.
بالنسبة للمسرح المحترف في الإمارات، كنت شاهداً على بعض المهرجانات والعروض، رأيت فيها حالة ممتازة ومبشرة على مستوى الكاتب والنص، والرؤية الإخراجية، هناك أسماء متميزة تؤكد أن المسرحيون في الإمارات يقودون مبادرات نوعية للارتقاء بالمسرح العربي عموماً.
هل يمكن القول إن المعهد العالي للفنون المسرحية بات منطلقاً لعمل الخريجين في الدراما التلفزيونية، بعدما ضاقت أبواب المسرح أمامهم نتيجة لاعتبارات عدة قد يكون في مقدمتها الجانب المادي؟
في الحديث عن هذا الجانب يجب أن نتوقف عند أهمية هذه المؤسسة الإبداعية، إذ إننا نتحدث عن 47 عاماً من العمل الأكاديمي، هي عمر هذا الصرح، ودوره في رفد الحركة الفنية، سواء في المسرح، أو الدراما التلفزيونية، أو حتى السينما، باحتسابه واحدة من أهم أكاديميات إعداد الممثل في الشرق.
ولا شك في أننا حريصون على أن يبقى هذا المكان مختبراً إبداعياً يعد الخريجين الذين يثبتون يوماً بعد يوم جدارتهم وأهمية المدرسة السورية في المسرح.في الختام أتوجه بالتحية لصحيفة «البيان» والقائمين عليها ولمتابعيها، ولكل الشغوفين بالمسرح والحريصين على تطوره.