فاطمة الأميري.. حارسة التراث ورفيقته في دروب الحاضر
تصوير: زيشان أحمد
المصدر:
- دبا الحصن - موزة خميس
هي إحدى حارسات التراث والمتحدثة بحب وأمانة عن الماضي، الذي لا يزال يرافقنا بقوة للحاضر، من خلالها ومن خلال أمثالها من الرواة نرى ماضينا الحاضر من كلماتها عنه، ولأنه ماضٍ ينتقل للأجيال عبر السنوات بكل صدق ووفاء نجده حياً بيننا رغم مرور عشرات السنوات، وربما مئات السنوات، وهي مثل الكثير من الفتيات اللاتي ولدن في زمن الأجداد، تعلمت منهم أدب الحديث وجمال التعامل مع الآخرين، وكيف تكون خدمة الأسرة بحب من دون أي منّة منها، ولا تقليل من شأنها من قِبل أسرتها، وفي الوقت ذاته كانت تتدرب على الطهي والحياكة والكثير من الحرف اليدوية، التي ربما تصبح إحداها مهنة لها ذات يوم تمنحها دخلاً، أو ربما لا تستخدمها مهنة، وإنما حرفة تستخدمها لنفسها وعائلتها، وعندما تصبح زوجة ستكون مسلحة بالكثير من الخبرات.
فاطمة أحمد محمود الأميري لم تزل صغيرة عندما أصبحت شخصية قيادية في أسرتها، لكنها تفقهت في كل جوانب الحياة ديناً وخلقاً، ووجدت نفسها تقف أمام مرتادي المهرجانات التراثية، لتخبرهم بفخر عن الأهل والأحباب الذين كانوا الأساس لها ولكل سيدة مثلها، فهم من كانوا المدرسة والجامعة، وهم من وضعوا مناهج العطاء والولاء، وتعلمت كيف يكون حفظ ثقافتهم وماضيهم من خلال الرواة، وكانت فاطمة صغيرة عندما بدأت المشاركة في مركز التنمية الاجتماعية لتمارس مهاراتها في الفنون التراثية اليدوية، التي تضاف إلى حرفة حياكة السعف أو التلي.
من خلال تلك المشاركات صارت خبيرة في التحدث عن الحرف التراثية والظروف التي صنعتها، ودخلت في مشاركات كثيرة من خلال الفعاليات؛ لأنها تتلقى دعوات للمشاركة وتقدم دائماً المميز، وهي تقول إن ما تمارسه اليوم أقل ما يمكن لرد الجميل للأجداد، وإنها لن توفيهم حقهم؛ لأنها أصبحت اليوم تحصل على التكريم بفضل من الله ثم فضلهم، ولأن فاطمة لديها خبرة في إنتاج الكثير من مستلزمات الأسرة، فإنها أصبحت تعرض كل ما تنتجه منها خلال مشاركاتها، وعندما يتطلب الأمر تتحدث حول العادات والتقاليد أو أساليب الصناعات اليدوية.
هي لا تدخر أية معلومة ولا قصة يمكن أن تحفظ تراث الأجداد، فهي التي تعلمت من أهلها قصصاً منذ ما قبل زمن والدتها؛ ولذلك نجدها تبدع في السرد، وتقص قصصاً حول حياة أهل البحر؛ كونها ابنة مدينة تجاور البحر، أو تحكي كيف هي الفتاة الإماراتية، ومواقف حدثت لبعضهن تستحق أن تفخر بها، وقد تم تكريم الراوية فاطمة أحمد في العديد من المناسبات والفعاليات، وعندما تخبر أحداً عن ذلك نجد أنها تسبغ على الحديث شيئاً من إحساسها بالفرح، ولا تزال تتوقع أن يكون لها العديد من الإسهامات والمشاركات خلال الفترة المقبلة.