خليجي في مسلسل كوري جنوبي يثير الجدل
الصورة النمطية التي تروجها الشاشات العالمية تغضب المغردين في السعودية.
خيال
ظهور رجل أعمال عربي بزي خليجي في صورة متحرش في مسلسل كوري جنوبي تعرضه نتفليكس يفتح نقاشات واسعة حول الصورة النمطية التي تصر منصات البث العالمية على تسويقها حول العرب عموما والخليجيين خصوصا.
الرياض - سيطرت حالة من الغضب على موقع تويتر في السعودية بعد عرض المسلسل الكوري الجنوبي “ملك الأرض”(King the Land)، بسبب صورة نمطية سيئة ينشرها عن العرب وخاصة الخليجيين.
وظهر في إحدى مشاهد مسلسل “ملك الأرض” اجتماع بين بطل العمل ورجل أعمال عربي ثري يرتدي الزي الخليجي المتمثل في بشت وعقال، أثناء زيارة الأخير لكوريا الجنوبية، ودخوله إحدى الملاهي الليلية.
ولم يتوقف الأمر عند دخوله ملهى ليليا، بل كان يغازل كل امرأة يراها، سواء بطلة المسلسل أو اللاتي من عمال الفندق.
وبدأ عرض مسلسل “ملك الأرض” منذ شهر يونيو الماضي، وهو من إنتاج سيمون موزلي.
ويعرض المسلسل على قناة “جي.تي.بي.سي” (JTBC) يومي السبت والأحد على الساعة 22:30 بتوقيت كوريا الجنوبية، كما تتوفر حلقات العمل على منصة نتفليكس بعد عرضها على الشاشة.
وطالب العديد من المتابعين قناة “جي.تي.بي.سي” الكورية بالاعتذار عن المشهد المسيء، كما تم إطلاق حملات مقاطعة غاضبة من قبل الكثير بالإنجليزية والعربية.
مغردون اتهموا منصة نتفليكس بالإساءة إليهم ووضعهم في قالب غير واقعي وغير مقبول ويقلل من قيمتهم
ويقول معلقون إن الدراما الغربيّة تصِرّ على تصوير العرب بطريقةٍ رجعيّةٍ، وتحديدًا حين يتعلّق الأمر بالنموذج الخليجي وعلاقته بالأموال والبذخ والتبذير والنساء، وهو مشهد نمطي لا يزال فيما يبدو راسخاً في الأذهان الغربيّة، ويحتاج الإعلام العربي إلى تغييره عبر إعلام ودراما هادفيْن كما يرى مُعلّقون.
واتهم مغردون نتفليكس بالإساءة إليهم ووضعهم في قالب غير واقعي وغير مقبول ويقلل من قيمتهم.
وطالب آخرون نتفليكس بتقديم اعتذار للمشاهد العربي ووقف بث المسلسل.
ودعا البعض إلى مقاطعة المسلسل وتقليل تقييمه على منصة نتفليكس، بجانب المطالبة بتقديم اعتذار للعرب بشكل عام.
وبالفعل انخفض تصنيف مسلسل “ملك الأرض” على إي.أم دي.بي (IMDB) إلى 11 في المئة، بينما وصل تقييمه على نتفليكس إلى 3.5 في المئة فقط.
وردت شركة البث الكورية الجنوبية “جي.تي.بي.سي” على الهجوم العربي، مدعية أن شخصيات العمل والأماكن والمناطق والأسماء كلها من نسج الخيال.
وأشارت إلى أن صورة الرجل الثري لا تستهدف أمير دولة معينة.
تدور أحداث المسلسل الكوري حول فتاة جذابة وذكية وأنيقة، تدعى تشون سا رانج واشتهرت باسم ملكة الابتسامات والضيافة في فندق كينغ الذي يمتلكه الوريث الساحر غو وون، حيث يصطدم بموظفته المجتهدة التي لا تُقاوم، وتجمعهما العديد من المواقف في إطار رومانسي ودرامي كوميدي.
وشرح أحد المتابعين تفاصيل المشهد الذي أثار غضب الكثيرين بقوله:
وتوالت التعليقات. وقال معلق:
كما انتقد مُتابعون للعمل مسألة اختيار ممثل هندي للقيام بدور شخصيّة عربيّة، وعدم التفريق بين الألبسة الرسمية في دول الخليج. وكتب حساب:
وتحظى الكيدراما أو الدراما الكورية الجنوبية بشعبية واسعة في دول الخليج العربي.
وتفاعلاً مع التعليقات الغاضبة والتقييمات المتدنية خرجت الشبكة الكورية الجنوبية التي تعرض “ملك الأرض” في توضيح رسمي، لتشير إلى أن الشخصيات والأماكن والأسماء الواردة في العمل هي “خيالية” و”لا تنطبق على أمير دولة بعينها”.
شاركت بطلة العمل هذا التوضيح عبر حسابها في تويتر، معقّبة “هذا أقصى ما لديكم؟ لا تتصرفوا بحماقة. آمل أن يعتذروا بشكل واضح في البيان التالي”.
وفي تغريدة لاحقة زادت “أوضح مسؤول من فريق عمل المسلسل أن ‘الشخصيات والدول وأسماء الأماكن التي تظهر في الدراما هي جميعاً من الخيال. لم تكن هناك أية نية لتنميط أو تشويه ثقافة بعينها. يحترم فريق الإنتاج الثقافات المختلفة وسيولي المزيد من الاهتمام للتوزيع بحيث لا يتسبب العمل في إزعاج المشاهدين'”.
كما طالبت الشبكة بالاستجابة للمطالب الغاضبة بشكل واضح ودون مواربة، قائلة “يُرجى الاعتذار وحذف هذه المشاهد”.
مغردون يدعون إلى مقاطعة المسلسل وتقليل تقييمه على منصة نتفليكس، بجانب المطالبة بتقديم اعتذار للعرب بشكل عام
بدورهم رفض المعلقون السعوديون الغاضبون “توضيح” الشبكة الكورية وأصروا على مطالبهم، ومضوا قدماً في حملة الضغط بالتقييمات السلبية.
ولطالما جُسد العرب في الدراما الأجنبية عموماً، خاصة الأميركية، على أنهم شخصيات تثير الخوف ومهووسة بالجنس، أو أثرياء بسبب النفط فقط، أو إرهابيون. ومن اللافت للنظر أن هذه الشخصيات السلبية عادةً ما يجسّدها أشخاص غير عرب.
وسبق أن أثار مقال لرئيس المخابرات العامة السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، سخر فيه من استياء الأميركيين من فقرة برنامج سعودي ساخر، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشغل مقطع فيديو من البرنامج التلفزيوني “ستوديو 22” (يبث على قناة “أم. بي. سي” ومنصة “شاهد” السعوديتين) -يسخر من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس- الأميركيين والسعوديين على حد السواء.
وساق الأمير تركي الذي شغل أيضا منصب سفير المملكة في الولايات المتحدة بين عامي 2005 و2007 أمثلة سابقة من السخرية الأميركية التي طالت العرب عموما والسعوديين بصفة خاصة. وقال “يتجاوز تصوير العرب والمسلمين في الكوميديا والدراما والمغامرة والخيال الإهانات والتحقير. عادة ما تثير الشخصية العربية الإسلامية السخرية والاشمئزاز، مع لمحة شريرة على وجهها، وخنجر حول خصرها، ورداء أبيض غير مهذب، ولحية متناثرة وعينيْن مثقبتيْن بظل غامق حولهما”.
وأضاف “عادة ما يكون بالقرب من العربي بئر نفط، وتقف فتيات ‘حريم’ عند قدميه وخلفه جمل أو اثنان. أتذكر حلقة من مسلسل تلفزيوني أميركي شهير قبل بضع سنوات، حيث قامت وزيرة خارجية أميركية بضرب وزير الخارجية السعودي ‘المفترض’ لقبول موقفها من التعدي السعودي على حقوق الإنسان؛ كان ‘الوزير السعودي’ مجرد صورة كاريكاتيرية، مثل جميع أفلام هوليوود منذ عشرينات القرن الماضي حتى اليوم. الإشارات المهينة للمملكة وقيادتها في البرامج الكوميدية الأميركية لا تعد ولا تحصى، من ساترداي نايت لايف إلى الكوميديين مثل ستيفن كولبير”.
الصورة النمطية التي تروجها الشاشات العالمية تغضب المغردين في السعودية.
خيال
ظهور رجل أعمال عربي بزي خليجي في صورة متحرش في مسلسل كوري جنوبي تعرضه نتفليكس يفتح نقاشات واسعة حول الصورة النمطية التي تصر منصات البث العالمية على تسويقها حول العرب عموما والخليجيين خصوصا.
الرياض - سيطرت حالة من الغضب على موقع تويتر في السعودية بعد عرض المسلسل الكوري الجنوبي “ملك الأرض”(King the Land)، بسبب صورة نمطية سيئة ينشرها عن العرب وخاصة الخليجيين.
وظهر في إحدى مشاهد مسلسل “ملك الأرض” اجتماع بين بطل العمل ورجل أعمال عربي ثري يرتدي الزي الخليجي المتمثل في بشت وعقال، أثناء زيارة الأخير لكوريا الجنوبية، ودخوله إحدى الملاهي الليلية.
ولم يتوقف الأمر عند دخوله ملهى ليليا، بل كان يغازل كل امرأة يراها، سواء بطلة المسلسل أو اللاتي من عمال الفندق.
وبدأ عرض مسلسل “ملك الأرض” منذ شهر يونيو الماضي، وهو من إنتاج سيمون موزلي.
ويعرض المسلسل على قناة “جي.تي.بي.سي” (JTBC) يومي السبت والأحد على الساعة 22:30 بتوقيت كوريا الجنوبية، كما تتوفر حلقات العمل على منصة نتفليكس بعد عرضها على الشاشة.
وطالب العديد من المتابعين قناة “جي.تي.بي.سي” الكورية بالاعتذار عن المشهد المسيء، كما تم إطلاق حملات مقاطعة غاضبة من قبل الكثير بالإنجليزية والعربية.
مغردون اتهموا منصة نتفليكس بالإساءة إليهم ووضعهم في قالب غير واقعي وغير مقبول ويقلل من قيمتهم
ويقول معلقون إن الدراما الغربيّة تصِرّ على تصوير العرب بطريقةٍ رجعيّةٍ، وتحديدًا حين يتعلّق الأمر بالنموذج الخليجي وعلاقته بالأموال والبذخ والتبذير والنساء، وهو مشهد نمطي لا يزال فيما يبدو راسخاً في الأذهان الغربيّة، ويحتاج الإعلام العربي إلى تغييره عبر إعلام ودراما هادفيْن كما يرى مُعلّقون.
واتهم مغردون نتفليكس بالإساءة إليهم ووضعهم في قالب غير واقعي وغير مقبول ويقلل من قيمتهم.
وطالب آخرون نتفليكس بتقديم اعتذار للمشاهد العربي ووقف بث المسلسل.
ودعا البعض إلى مقاطعة المسلسل وتقليل تقييمه على منصة نتفليكس، بجانب المطالبة بتقديم اعتذار للعرب بشكل عام.
وبالفعل انخفض تصنيف مسلسل “ملك الأرض” على إي.أم دي.بي (IMDB) إلى 11 في المئة، بينما وصل تقييمه على نتفليكس إلى 3.5 في المئة فقط.
وردت شركة البث الكورية الجنوبية “جي.تي.بي.سي” على الهجوم العربي، مدعية أن شخصيات العمل والأماكن والمناطق والأسماء كلها من نسج الخيال.
وأشارت إلى أن صورة الرجل الثري لا تستهدف أمير دولة معينة.
تدور أحداث المسلسل الكوري حول فتاة جذابة وذكية وأنيقة، تدعى تشون سا رانج واشتهرت باسم ملكة الابتسامات والضيافة في فندق كينغ الذي يمتلكه الوريث الساحر غو وون، حيث يصطدم بموظفته المجتهدة التي لا تُقاوم، وتجمعهما العديد من المواقف في إطار رومانسي ودرامي كوميدي.
وشرح أحد المتابعين تفاصيل المشهد الذي أثار غضب الكثيرين بقوله:
وتوالت التعليقات. وقال معلق:
كما انتقد مُتابعون للعمل مسألة اختيار ممثل هندي للقيام بدور شخصيّة عربيّة، وعدم التفريق بين الألبسة الرسمية في دول الخليج. وكتب حساب:
وتحظى الكيدراما أو الدراما الكورية الجنوبية بشعبية واسعة في دول الخليج العربي.
وتفاعلاً مع التعليقات الغاضبة والتقييمات المتدنية خرجت الشبكة الكورية الجنوبية التي تعرض “ملك الأرض” في توضيح رسمي، لتشير إلى أن الشخصيات والأماكن والأسماء الواردة في العمل هي “خيالية” و”لا تنطبق على أمير دولة بعينها”.
شاركت بطلة العمل هذا التوضيح عبر حسابها في تويتر، معقّبة “هذا أقصى ما لديكم؟ لا تتصرفوا بحماقة. آمل أن يعتذروا بشكل واضح في البيان التالي”.
وفي تغريدة لاحقة زادت “أوضح مسؤول من فريق عمل المسلسل أن ‘الشخصيات والدول وأسماء الأماكن التي تظهر في الدراما هي جميعاً من الخيال. لم تكن هناك أية نية لتنميط أو تشويه ثقافة بعينها. يحترم فريق الإنتاج الثقافات المختلفة وسيولي المزيد من الاهتمام للتوزيع بحيث لا يتسبب العمل في إزعاج المشاهدين'”.
كما طالبت الشبكة بالاستجابة للمطالب الغاضبة بشكل واضح ودون مواربة، قائلة “يُرجى الاعتذار وحذف هذه المشاهد”.
مغردون يدعون إلى مقاطعة المسلسل وتقليل تقييمه على منصة نتفليكس، بجانب المطالبة بتقديم اعتذار للعرب بشكل عام
بدورهم رفض المعلقون السعوديون الغاضبون “توضيح” الشبكة الكورية وأصروا على مطالبهم، ومضوا قدماً في حملة الضغط بالتقييمات السلبية.
ولطالما جُسد العرب في الدراما الأجنبية عموماً، خاصة الأميركية، على أنهم شخصيات تثير الخوف ومهووسة بالجنس، أو أثرياء بسبب النفط فقط، أو إرهابيون. ومن اللافت للنظر أن هذه الشخصيات السلبية عادةً ما يجسّدها أشخاص غير عرب.
وسبق أن أثار مقال لرئيس المخابرات العامة السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، سخر فيه من استياء الأميركيين من فقرة برنامج سعودي ساخر، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشغل مقطع فيديو من البرنامج التلفزيوني “ستوديو 22” (يبث على قناة “أم. بي. سي” ومنصة “شاهد” السعوديتين) -يسخر من الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس- الأميركيين والسعوديين على حد السواء.
وساق الأمير تركي الذي شغل أيضا منصب سفير المملكة في الولايات المتحدة بين عامي 2005 و2007 أمثلة سابقة من السخرية الأميركية التي طالت العرب عموما والسعوديين بصفة خاصة. وقال “يتجاوز تصوير العرب والمسلمين في الكوميديا والدراما والمغامرة والخيال الإهانات والتحقير. عادة ما تثير الشخصية العربية الإسلامية السخرية والاشمئزاز، مع لمحة شريرة على وجهها، وخنجر حول خصرها، ورداء أبيض غير مهذب، ولحية متناثرة وعينيْن مثقبتيْن بظل غامق حولهما”.
وأضاف “عادة ما يكون بالقرب من العربي بئر نفط، وتقف فتيات ‘حريم’ عند قدميه وخلفه جمل أو اثنان. أتذكر حلقة من مسلسل تلفزيوني أميركي شهير قبل بضع سنوات، حيث قامت وزيرة خارجية أميركية بضرب وزير الخارجية السعودي ‘المفترض’ لقبول موقفها من التعدي السعودي على حقوق الإنسان؛ كان ‘الوزير السعودي’ مجرد صورة كاريكاتيرية، مثل جميع أفلام هوليوود منذ عشرينات القرن الماضي حتى اليوم. الإشارات المهينة للمملكة وقيادتها في البرامج الكوميدية الأميركية لا تعد ولا تحصى، من ساترداي نايت لايف إلى الكوميديين مثل ستيفن كولبير”.