نزعة تجارية تسيطر على دراما الأجزاء القصيرة تخدم نظيرتها الطويلة
اللجوء إلى مسلسلات الأجزاء ينذر بفشل رؤية المنصات للأعمال القصيرة.
أجزاء ثانية لن تقدم الكثير للجمهور
استبشر عدد من منتجي الدراما بانفتاح المنصات الرقمية على إنتاج أجزاء ثانية من المسلسلات القصيرة الناجحة، لكنهم سرعان ما صدموا باتجاهها نحو منطق الربح وعدم اشتغالها على جودة المحتوى، وهو ما يخدم وفق نقاد المسلسلات الكلاسيكية الطويلة وينذر بفشل خطط منصات الإنتاج
القاهرة - تغيب المعايير التي بموجبها تميل شركات الإنتاج إلى تقديم أجزاء جديدة من أعمال درامية قصيرة انتشرت بشكل كبير على المنصات الرقمية الفترة الماضية، خاصة أن جودة الأعمال المقدمة في أجزائها الثانية والثالثة تتراجع مقارنة بما حققته من نجاح مع عرضها لأول مرة، ويؤشر ذلك على هيمنة الأبعاد التجارية وتوظيف نجاح الأعمال دون أن يتطور المضمون ليتسق مع مستوى العمل في المرة الأولى.
بدأت منصة “ووتش إت” المصرية، عرض الجزء الثاني من مسلسل “ريفو” بعد أن حقق المسلسل المكون من عشر حلقات نجاحا في جزئه الأول الذي عرض منذ عام، وينتظر الجمهور التعرف على ما يدور في قصته لتقييم العمل الذي يركز في الجزء الثاني على تفاصيل تحيط بأعضاء “فرقة ريفو” بعد نجاحهم في تكوينها، وهو ما يثير السؤال، لماذا يتم تقديم حلقات قصيرة ثم تقديم أجزاء لها.
صفاء الليثي: استغلال النجاح لتقديم أجزاء جديدة أمر طبيعي ومطلوب
يحتوي السؤال على قضايا فرعية تتعلق بالهدف نفسه من الميل نحو أعمال قصيرة، فإذا لم يستطع المؤلف والمخرج والجهة المنتجة اختزال العمل فيما يشبه القصة القصيرة، فلماذا يتم تقديمه، وكان الأولى أن يقدم في إطار عمل طويل من ثلاثين حلقة، فعدم القدرة على الاختزال فنيا ودراميا يمثل عيبا جوهريا في الفكرة التي تنطلق منها المسلسلات القصيرة، وتضرب في مقتل إذا اعتاد صناعها تحويلها إلى أجزاء.
يشارك في بطولة مسلسل “ريفو” أمير عيد، تامر هاشم، حسن أبوالروس، ركين سعد، سارة عبدالرحمن، ملك حجازي، صدقي صخر، مينا النجار، محسن محيي الدين، عمرو جمال، محمد المولى وهشام الشاذلي، تأليف محمد ناير، إخراج يحيى إسماعيل.
كذلك، واجه مسلسل “اللعبة” في جزئه الرابع الذي انتهى عرضه على منصة “شاهد”، انتقادات جماهيرية مع تراجع مستوى العمل الذي حقق نجاحا كبيرا في الجزأين الأول والثاني، ومع ذلك يتردد أن القائمين على العمل يفكرون في تقديم جزء خامس.
يشارك في “اللعبة” هشام ماجد، شيكو، مي كساب، ميرنا جميل، أحمد فتحي، محمد ثروت، بيومي فؤاد ، سامي مغاوري ومحمد الليثي، ومن إخراج معتز التوني.
وبدأت منصة “شاهد”، منذ الثاني والعشرين من يونيو، عرض الجزء الثالث من مسلسل “ليه لأ”، وهو من بطولة نيللي كريم وصلاح عبدالله وعايدة رياض، وتدور أحداثه في إطار 15 حلقة، حول سيدة تدعى شيري مطلقة ولديها ابن لا يتقبل زواجها من شخص آخر، ما يتسبب لها في أزمة حياتية.
كان تقديم مسلسلات المواسم المختلفة أو الأجزاء المتعددة مقبولا، غير أن المشكلة تأتي من فقدان قدرة غالبية الأعمال المقدمة على تحقيق استمرارية تؤكد تماسك الحبكة الدرامية ووجود زوايا جديدة تنسج في شكل درامي جذاب للجمهور، وقد تتلاشى الميزة التي تتسم بها الأعمال القصيرة إذا صمم أصحابها الدوران في المط والتكرار.
لم تستطع المنصات الرقمية فرض رؤيتها للأعمال القصيرة بشكل كامل بسبب التوسع في تقديم أجزاء ثانية من الأعمال المقدمة، وبدت هناك قناعة بأن تقسيم عرض العمل على أكثر من جزء لا يختلف كثيرا عن الأعمال الطويلة، ما يصيبها بالأمراض نفسها التي تتعرض لها لضعف السياق الفني والرؤية الدرامية وعدم القدرة على إحداث التماسك المطلوب طوال حلقات العرض.
دراما تواجه أزمات على مستوى الكتابة
أكد الناقد الفني محمد رفعت أن نجاح الأجزاء الثانية يتوقف على نوعية المضمون المقدم، وهل يحتمل عرضه في أكثر من جزء أم أن الجهة المنتجة تحاول استغلال نجاح الجزء الأول فقط، وهنا تبرز عملية الاستسهال في تقديم الأعمال الدرامية.
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن وجود ورش الكتابة التي تعتمد على ضخ دماء جديدة في التأليف عبر أشخاص مختلفين قد يسهم في تحقيق نجاح مسلسلات الأجزاء المتعددة، وتبقى الفرصة للحلقات المنفصلة المتصلة، والتي تعالج قضايا متنوعة ضمن قالب درامي رئيسي، لكن محتوياته تعالج موضوعات متباينة.
تدور الفكرة الرئيسية لمسلسل “ليه لأ” حول قضايا مليئة بالتحديات التي تواجه المرأة في المجتمع المصري، ولكل جزء أبطال مختلفون غالبا، ففي الجزء الأول الذي قامت ببطولته أمينة خليل وهالة صدقي ناقش قضية استقلال المرأة قبل الزواج، وقدمت منة شلبي وأحمد حاتم في الجزء الثاني دراما حول سيدة تسعى إلى تبني طفل، إلا أنها تواجه صعوبات من خلال رفض المجتمع للفكرة.
محمد رفعت: نجاح الأجزاء الثانية يتوقف على نوعية المضمون
أشار محمد رفعت لـ”العرب” إلى أن هذا الاتجاه ليس حديثا، والتلفزيون المصري قبل أن يستغرق في تقديم المسلسلات الطويلة اعتاد تقديم مسلسلات تتكون من سبع حلقات وسميت بـ”السباعيات”، وفي المقابل هناك منتجون يروجون لتقديم أجزاء ثانية من مسلسلات حققت نجاحات جماهيرية وانتظار ردة فعل الجمهور ومدى تقبله للفكرة من عدمه، وربما يظل الأمر قاصرا على أحاديث الصحف ولا يرى العمل النور.
وأعلن عدد من القائمين على المسلسلات المعروضة في موسم رمضان الماضي تقديم أجزاء ثانية من مسلسلات عرضت ولقيت نجاحا، على رأسها مسلسل “جعفر العمدة” بطولة محمد رمضان، وأعلن الفنان حمادة هلال تقديم الجزء الرابع من مسلسل “المداح” اعتمادا على ما حققه من انتشار في موسمه السابق.
وكشف مخرج مسلسل “الكتيبة 101”، والذي يتكون من 20 حلقة، محمد سلامة تقديم جزء ثان، وقام ببطولة الجزء الأول عمرو يوسف وآسر ياسين.
كذلك بالنسبة لمسلسل “الصفارة” بطولة أحمد أمين، وعرض في 15 حلقة، ومسلسلي “تلت التلاتة” بطولة غادة عبدالرازق، و”كامل العدد” بطولة دينا الشربيني، وعرض كل منهما في 15 حلقة، ومن المتوقع تقديم الجزء التالي في رمضان المقبل.
قالت الناقدة الفنية صفاء الليثي إن اتخاذ قرار تقديم أجزاء عديدة من العمل الواحد عموما من الأفضل أن يقرر مسبقا لضمان استمرار الحبكة الدرامية بالتسلسل الذي قدم في الجزء الأول، على أن يراعي كتاب السيناريو أدوار الشخصيات وتنوعها.
وذكرت في تصريح لـ”العرب” أن الكاتب يمكن أن يقدم عملا دراميا في مواسم عدة أو حلقات طويلة إذا كان ذلك لا يرتبط باسم فنان بعينه، ما يفسر نجاح الأعمال المقدمة على المنصات لمجموعة صاعدة من الشباب، وحال جرت الكتابة لتكون مناسبة لفنان دون غيره قد تتراجع فرص النجاح إذا جرى تقديم العمل في أجزاء ثانية وثالثة.
ولفتت الليثي إلى أن الجمهور هو الذي يحدد إذا كانت المنصات الرقمية سوف تستمر في توسعها بشأن تقديم أجزاء أم يتم التوقف عند جزء واحد فقط، وتمر الدراما الآن بفترة تجريب وقياس لمدى تعود الجمهور على هذا النمط من الأعمال، ويمكن النظر إلى مسألة استغلال نجاح الجزء الأول من المسلسلات على أنه أمر طبيعي ومطلوب للحفاظ على دورات إنتاجية أكثر قوة.
تأتي المشكلة الرئيسية في أن مسلسلات الأجزاء تصل إلى ذروة أحداثها وتشويقها مع نهاية الجزء الأول وتكون بحاجة إلى أن تتجاوز الذورة من خلال أحداث الجزء الثاني، وهو أمر صعب التحقق، لأن الدراما المصرية تعاني أزمات على مستوى الكتابة والخيال.
تصعب المقارنة بين المحتوى المعروض حاليا وبين بعض المسلسلات التي عرضت في حقبة التسعينات من القرن الماضي، وقدمت في أكثر من جزء مثل “ليالي الحلمية”، وفي كل جزء من الأجزاء الخمسة الأولى كان هناك تسلسلا جذابا للأحداث.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
اللجوء إلى مسلسلات الأجزاء ينذر بفشل رؤية المنصات للأعمال القصيرة.
أجزاء ثانية لن تقدم الكثير للجمهور
استبشر عدد من منتجي الدراما بانفتاح المنصات الرقمية على إنتاج أجزاء ثانية من المسلسلات القصيرة الناجحة، لكنهم سرعان ما صدموا باتجاهها نحو منطق الربح وعدم اشتغالها على جودة المحتوى، وهو ما يخدم وفق نقاد المسلسلات الكلاسيكية الطويلة وينذر بفشل خطط منصات الإنتاج
القاهرة - تغيب المعايير التي بموجبها تميل شركات الإنتاج إلى تقديم أجزاء جديدة من أعمال درامية قصيرة انتشرت بشكل كبير على المنصات الرقمية الفترة الماضية، خاصة أن جودة الأعمال المقدمة في أجزائها الثانية والثالثة تتراجع مقارنة بما حققته من نجاح مع عرضها لأول مرة، ويؤشر ذلك على هيمنة الأبعاد التجارية وتوظيف نجاح الأعمال دون أن يتطور المضمون ليتسق مع مستوى العمل في المرة الأولى.
بدأت منصة “ووتش إت” المصرية، عرض الجزء الثاني من مسلسل “ريفو” بعد أن حقق المسلسل المكون من عشر حلقات نجاحا في جزئه الأول الذي عرض منذ عام، وينتظر الجمهور التعرف على ما يدور في قصته لتقييم العمل الذي يركز في الجزء الثاني على تفاصيل تحيط بأعضاء “فرقة ريفو” بعد نجاحهم في تكوينها، وهو ما يثير السؤال، لماذا يتم تقديم حلقات قصيرة ثم تقديم أجزاء لها.
صفاء الليثي: استغلال النجاح لتقديم أجزاء جديدة أمر طبيعي ومطلوب
يحتوي السؤال على قضايا فرعية تتعلق بالهدف نفسه من الميل نحو أعمال قصيرة، فإذا لم يستطع المؤلف والمخرج والجهة المنتجة اختزال العمل فيما يشبه القصة القصيرة، فلماذا يتم تقديمه، وكان الأولى أن يقدم في إطار عمل طويل من ثلاثين حلقة، فعدم القدرة على الاختزال فنيا ودراميا يمثل عيبا جوهريا في الفكرة التي تنطلق منها المسلسلات القصيرة، وتضرب في مقتل إذا اعتاد صناعها تحويلها إلى أجزاء.
يشارك في بطولة مسلسل “ريفو” أمير عيد، تامر هاشم، حسن أبوالروس، ركين سعد، سارة عبدالرحمن، ملك حجازي، صدقي صخر، مينا النجار، محسن محيي الدين، عمرو جمال، محمد المولى وهشام الشاذلي، تأليف محمد ناير، إخراج يحيى إسماعيل.
كذلك، واجه مسلسل “اللعبة” في جزئه الرابع الذي انتهى عرضه على منصة “شاهد”، انتقادات جماهيرية مع تراجع مستوى العمل الذي حقق نجاحا كبيرا في الجزأين الأول والثاني، ومع ذلك يتردد أن القائمين على العمل يفكرون في تقديم جزء خامس.
يشارك في “اللعبة” هشام ماجد، شيكو، مي كساب، ميرنا جميل، أحمد فتحي، محمد ثروت، بيومي فؤاد ، سامي مغاوري ومحمد الليثي، ومن إخراج معتز التوني.
وبدأت منصة “شاهد”، منذ الثاني والعشرين من يونيو، عرض الجزء الثالث من مسلسل “ليه لأ”، وهو من بطولة نيللي كريم وصلاح عبدالله وعايدة رياض، وتدور أحداثه في إطار 15 حلقة، حول سيدة تدعى شيري مطلقة ولديها ابن لا يتقبل زواجها من شخص آخر، ما يتسبب لها في أزمة حياتية.
كان تقديم مسلسلات المواسم المختلفة أو الأجزاء المتعددة مقبولا، غير أن المشكلة تأتي من فقدان قدرة غالبية الأعمال المقدمة على تحقيق استمرارية تؤكد تماسك الحبكة الدرامية ووجود زوايا جديدة تنسج في شكل درامي جذاب للجمهور، وقد تتلاشى الميزة التي تتسم بها الأعمال القصيرة إذا صمم أصحابها الدوران في المط والتكرار.
لم تستطع المنصات الرقمية فرض رؤيتها للأعمال القصيرة بشكل كامل بسبب التوسع في تقديم أجزاء ثانية من الأعمال المقدمة، وبدت هناك قناعة بأن تقسيم عرض العمل على أكثر من جزء لا يختلف كثيرا عن الأعمال الطويلة، ما يصيبها بالأمراض نفسها التي تتعرض لها لضعف السياق الفني والرؤية الدرامية وعدم القدرة على إحداث التماسك المطلوب طوال حلقات العرض.
دراما تواجه أزمات على مستوى الكتابة
أكد الناقد الفني محمد رفعت أن نجاح الأجزاء الثانية يتوقف على نوعية المضمون المقدم، وهل يحتمل عرضه في أكثر من جزء أم أن الجهة المنتجة تحاول استغلال نجاح الجزء الأول فقط، وهنا تبرز عملية الاستسهال في تقديم الأعمال الدرامية.
وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن وجود ورش الكتابة التي تعتمد على ضخ دماء جديدة في التأليف عبر أشخاص مختلفين قد يسهم في تحقيق نجاح مسلسلات الأجزاء المتعددة، وتبقى الفرصة للحلقات المنفصلة المتصلة، والتي تعالج قضايا متنوعة ضمن قالب درامي رئيسي، لكن محتوياته تعالج موضوعات متباينة.
تدور الفكرة الرئيسية لمسلسل “ليه لأ” حول قضايا مليئة بالتحديات التي تواجه المرأة في المجتمع المصري، ولكل جزء أبطال مختلفون غالبا، ففي الجزء الأول الذي قامت ببطولته أمينة خليل وهالة صدقي ناقش قضية استقلال المرأة قبل الزواج، وقدمت منة شلبي وأحمد حاتم في الجزء الثاني دراما حول سيدة تسعى إلى تبني طفل، إلا أنها تواجه صعوبات من خلال رفض المجتمع للفكرة.
محمد رفعت: نجاح الأجزاء الثانية يتوقف على نوعية المضمون
أشار محمد رفعت لـ”العرب” إلى أن هذا الاتجاه ليس حديثا، والتلفزيون المصري قبل أن يستغرق في تقديم المسلسلات الطويلة اعتاد تقديم مسلسلات تتكون من سبع حلقات وسميت بـ”السباعيات”، وفي المقابل هناك منتجون يروجون لتقديم أجزاء ثانية من مسلسلات حققت نجاحات جماهيرية وانتظار ردة فعل الجمهور ومدى تقبله للفكرة من عدمه، وربما يظل الأمر قاصرا على أحاديث الصحف ولا يرى العمل النور.
وأعلن عدد من القائمين على المسلسلات المعروضة في موسم رمضان الماضي تقديم أجزاء ثانية من مسلسلات عرضت ولقيت نجاحا، على رأسها مسلسل “جعفر العمدة” بطولة محمد رمضان، وأعلن الفنان حمادة هلال تقديم الجزء الرابع من مسلسل “المداح” اعتمادا على ما حققه من انتشار في موسمه السابق.
وكشف مخرج مسلسل “الكتيبة 101”، والذي يتكون من 20 حلقة، محمد سلامة تقديم جزء ثان، وقام ببطولة الجزء الأول عمرو يوسف وآسر ياسين.
كذلك بالنسبة لمسلسل “الصفارة” بطولة أحمد أمين، وعرض في 15 حلقة، ومسلسلي “تلت التلاتة” بطولة غادة عبدالرازق، و”كامل العدد” بطولة دينا الشربيني، وعرض كل منهما في 15 حلقة، ومن المتوقع تقديم الجزء التالي في رمضان المقبل.
قالت الناقدة الفنية صفاء الليثي إن اتخاذ قرار تقديم أجزاء عديدة من العمل الواحد عموما من الأفضل أن يقرر مسبقا لضمان استمرار الحبكة الدرامية بالتسلسل الذي قدم في الجزء الأول، على أن يراعي كتاب السيناريو أدوار الشخصيات وتنوعها.
وذكرت في تصريح لـ”العرب” أن الكاتب يمكن أن يقدم عملا دراميا في مواسم عدة أو حلقات طويلة إذا كان ذلك لا يرتبط باسم فنان بعينه، ما يفسر نجاح الأعمال المقدمة على المنصات لمجموعة صاعدة من الشباب، وحال جرت الكتابة لتكون مناسبة لفنان دون غيره قد تتراجع فرص النجاح إذا جرى تقديم العمل في أجزاء ثانية وثالثة.
ولفتت الليثي إلى أن الجمهور هو الذي يحدد إذا كانت المنصات الرقمية سوف تستمر في توسعها بشأن تقديم أجزاء أم يتم التوقف عند جزء واحد فقط، وتمر الدراما الآن بفترة تجريب وقياس لمدى تعود الجمهور على هذا النمط من الأعمال، ويمكن النظر إلى مسألة استغلال نجاح الجزء الأول من المسلسلات على أنه أمر طبيعي ومطلوب للحفاظ على دورات إنتاجية أكثر قوة.
تأتي المشكلة الرئيسية في أن مسلسلات الأجزاء تصل إلى ذروة أحداثها وتشويقها مع نهاية الجزء الأول وتكون بحاجة إلى أن تتجاوز الذورة من خلال أحداث الجزء الثاني، وهو أمر صعب التحقق، لأن الدراما المصرية تعاني أزمات على مستوى الكتابة والخيال.
تصعب المقارنة بين المحتوى المعروض حاليا وبين بعض المسلسلات التي عرضت في حقبة التسعينات من القرن الماضي، وقدمت في أكثر من جزء مثل “ليالي الحلمية”، وفي كل جزء من الأجزاء الخمسة الأولى كان هناك تسلسلا جذابا للأحداث.
انشرWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري