دراما البطل الشعبي تكسر الحاجز بين الخيال والواقع في مسلسل "جعفر العمدة"
الدراما نوعان "نوع يتفاعل الجمهور مع أحداثه ويثني عليه بسبب جودة العمل، والنوع الثاني يكون فيه توحد مع الأبطال".
نموذج يتشبّه به العديد من محبّيه
القاهرة - حقق مسلسل “جعفر العمدة” الذي عرض خلال رمضان المنقضي متابعة جماهيرية كبرى رافقتها انتقادات واسعة، لكنه كشف أيضا مدى التماهي بين الخيال والواقع لدى المشاهد المصري، فقد انعكس انبهار المتفرجين بالمسلسل وحكايته على سلوكهم اليومي.
وتدور أحداث المسلسل الذي حققت مقتطفاته على فيسبوك الملايين من المشاهدات وهو من إخراج وتأليف المخرج المصري محمد سامي، في إطار اجتماعي حول شخصية “جعفر” الذي يعيش في منطقة السيدة زينب الشعبية بالقاهرة مع زوجاته الأربع. يتعرض البطل لخطف طفله الرضيع قبل 19 عاما ويتابع المشاهدون رحلته في البحث عن ابنه وتعامله مع المكائد التي يدبرها له بعض المقربين منه، ليكتشف في النهاية أن زوجته الثانية هي من فعلت ذلك لعدم إنجابها وغيرتها وحبها الشديد له ويتم القبض عليها.
وتشارك في بطولة المسلسل مجموعة من الممثلات مثل زينة ومي كساب ومنة فضالي وإيمان العاصي اللاتي يقمن بأدوار زوجات جعفر، وهالة صدقي التي تقوم بدور والدته.
أسامة عبدالفتاح: محمد رمضان نجح لأنه يحكي قصصا قريبة من المشاهد العادي
ورغم الانتقادات الحادة التي تلاحقه منذ سنوات، حتى أنه أصبح أكثر الشخصيات الفنية المثيرة للجدل في مصر والدول العربية، وخاصة على مستوى الأدوار التي يلعبها والتي يصر من خلالها على الظهور في صورة البطل الشعبي الذي ينتصر للخير رافعا شعار “الغاية تبرر الوسيلة”، إلا أن محمد رمضان أصبح نموذجا يحبه الكثيرون كما يسعى بعضهم للتشبّه به، وتقليد شخصياته وحركاتها وحتى لهجتها وسكناتها واللازمات التي تكررها في كل عمل درامي.
ودأب محمد رمضان على تقديم شخصيات درامية تشبه أفكاره عن نفسه والعالم، حتى أن أعماله القريبة من المشاهد العادي أصبحت كلمة سر نجاحه، ونوعا دراميا خاصا به كلما ابتعد عنه فشل جماهيريًا وتجاريا.
ورأى بعض النقاد والمتابعين أن مسلسل “جعفر العمدة” نسخة حديثة من مسلسل “الحاج متولي”، الذي كان بطله الفنان المصري الراحل نور الشريف، ولا يزال مشهورا بين محبي الدراما.
ولم تكن الصحافية هبة محمد أبدا من جمهور الممثل المصري محمد رمضان وترى أن معظم أعماله “تتميز بالذكورية وتساهم بشكل مباشر في نشر ثقافة العنف في الشارع المصري”.
ورغم ذلك حينما شاهدت بالصدفة إحدى حلقات مسلسله “جعفر العمدة” الذي عرض في شهر رمضان أثارت الحبكة الدرامية فضولها.
وتقول “مع تحفظي الشديد جدا لأني من أول المسلسل كنت حاسة بضيق واضح من طريقة تحقيرهم المباشرة للنساء (…) مع مرور الوقت اللي ربطنا هو الجزء الخاص بابنه”.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة حول المسلسل، يفسرها مصطفى حسن الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية قسم التصوير السينمائي بجامعة حلوان بأنها نوع من التماهي بين البطل والمشاهدين المحبطين.
ويضيف أنه في أي “عمل فني سواء كان دراميا أو سينمائيا يتفاعل فيه المشاهد مع البطل ويتحد معه ويشعر أنهما شخص واحد (…) هذا النوع من الميلودراما محبب لدى الجمهور”. ويوضح “الناس لديهم كبت كبير لذلك يرغبون في رؤية بطل المسلسل وهو ينتقم من الأشخاص الذين ألحقوا به ضررا، وينتظرون معرفة ماذا سيفعل”.
وهو ما أكدته الصحافية هبة التي قالت إن الناس يسعون وراء تحقيق سعادتهم أو حلمهم من خلال البطل المنتصر، قائلة “الناس يريدون رؤية انتصار البطل، حياتنا مليئة بالتحديات وتحقيق الانتصار ولو دراميا يلبي رغبتنا في الفرح”.
عمل أثار الكثير من الجدل
ولم تقتصر الضجة على شبكات التواصل الاجتماعي فقط وبدأ الجمهور في إبداء دعمه لجعفر والتفاعل معه في الشوارع المصرية. وقام بعض أهالي مدينة أشمون بمحافظة المنوفية شمالي القاهرة بتعليق لافتة تهنئة “للمعلم جعفر العمدة” بعد حصول البطل على البراءة وخروجه من السجن ضمن أحداث المسلسل.
ويقول الناقد الفني أسامة عبدالفتاح إن سر نجاح الممثل محمد رمضان هو “منطقة الميلودراما” وتناول القصص القريبة من المشاهد العادي. ويضيف “في العام الماضي ابتعد محمد رمضان عن الخط اللي الجمهور حابب إنه يمشي فيه (…) منطقة الميلودراما، منطقة الأحياء الشعبية، منطقة محاولة الاقتراب من الناس الشعبيين بقصص يرونها قريبة منهم”. غير أن المسلسل أثار انتقادات سواء من الجمهور أو النقاد.
وكتب الدكتور محمد طه استشاري الطب النفسي على صفحته على فيسبوك متسائلا كيف يمكن أن تؤثر صورة البطل الشعبي كما تُقدم في المسلسل على هو معروف ومخزون عن “البطل الشهم المغوار المحتفظ بالقيم وغير المتنازل عن المبادئ”.
ويقول “صورة البطل في ‘جعفر العمدة’.. بلطجي.. متزوج أربع وبيعاملهم كالجواري.. سهر وتلاعب بالمال.. ومعندهوش أي قيم حقيقية”. ويتابع “احنا محتاجين جنب الإعجاب الشديد بالمسلسل.. والإشادة الشعبية والمتابعة وردود الأفعال الضخمة جدا، إننا نسأل نفسنا: كيف ستؤثر هذه الصورة على الوعي.. والعقل الفردي.. والعقل الجمعي؟”.
ويرى محمد قناوي مدير تحرير صحيفة “أخبار اليوم” أن الدراما نوعان “نوع يتفاعل الجمهور مع أحداثه ويثني عليه بسبب جودة العمل، والنوع الثاني يكون فيه توحد مع الأبطال”. ويؤكد قناوي أن ما نراه من التفاف حول شخصية “جعفر” هو نوع من توحد الجمهور مع البطل.
ويقول “محمد رمضان ينتمي إلى الفنان الذي حقق جماهيرية عريضة انعكست على الناس المتابعين له على شبكات التواصل، على مستوى الفعل ورد الفعل، على توقعاتهم للأحداث، هذا المسلسل الوحيد الذي عرض هذا العام والناس يتوقعون كل حلقة أحداثه”.
الدراما نوعان "نوع يتفاعل الجمهور مع أحداثه ويثني عليه بسبب جودة العمل، والنوع الثاني يكون فيه توحد مع الأبطال".
نموذج يتشبّه به العديد من محبّيه
القاهرة - حقق مسلسل “جعفر العمدة” الذي عرض خلال رمضان المنقضي متابعة جماهيرية كبرى رافقتها انتقادات واسعة، لكنه كشف أيضا مدى التماهي بين الخيال والواقع لدى المشاهد المصري، فقد انعكس انبهار المتفرجين بالمسلسل وحكايته على سلوكهم اليومي.
وتدور أحداث المسلسل الذي حققت مقتطفاته على فيسبوك الملايين من المشاهدات وهو من إخراج وتأليف المخرج المصري محمد سامي، في إطار اجتماعي حول شخصية “جعفر” الذي يعيش في منطقة السيدة زينب الشعبية بالقاهرة مع زوجاته الأربع. يتعرض البطل لخطف طفله الرضيع قبل 19 عاما ويتابع المشاهدون رحلته في البحث عن ابنه وتعامله مع المكائد التي يدبرها له بعض المقربين منه، ليكتشف في النهاية أن زوجته الثانية هي من فعلت ذلك لعدم إنجابها وغيرتها وحبها الشديد له ويتم القبض عليها.
وتشارك في بطولة المسلسل مجموعة من الممثلات مثل زينة ومي كساب ومنة فضالي وإيمان العاصي اللاتي يقمن بأدوار زوجات جعفر، وهالة صدقي التي تقوم بدور والدته.
أسامة عبدالفتاح: محمد رمضان نجح لأنه يحكي قصصا قريبة من المشاهد العادي
ورغم الانتقادات الحادة التي تلاحقه منذ سنوات، حتى أنه أصبح أكثر الشخصيات الفنية المثيرة للجدل في مصر والدول العربية، وخاصة على مستوى الأدوار التي يلعبها والتي يصر من خلالها على الظهور في صورة البطل الشعبي الذي ينتصر للخير رافعا شعار “الغاية تبرر الوسيلة”، إلا أن محمد رمضان أصبح نموذجا يحبه الكثيرون كما يسعى بعضهم للتشبّه به، وتقليد شخصياته وحركاتها وحتى لهجتها وسكناتها واللازمات التي تكررها في كل عمل درامي.
ودأب محمد رمضان على تقديم شخصيات درامية تشبه أفكاره عن نفسه والعالم، حتى أن أعماله القريبة من المشاهد العادي أصبحت كلمة سر نجاحه، ونوعا دراميا خاصا به كلما ابتعد عنه فشل جماهيريًا وتجاريا.
ورأى بعض النقاد والمتابعين أن مسلسل “جعفر العمدة” نسخة حديثة من مسلسل “الحاج متولي”، الذي كان بطله الفنان المصري الراحل نور الشريف، ولا يزال مشهورا بين محبي الدراما.
ولم تكن الصحافية هبة محمد أبدا من جمهور الممثل المصري محمد رمضان وترى أن معظم أعماله “تتميز بالذكورية وتساهم بشكل مباشر في نشر ثقافة العنف في الشارع المصري”.
ورغم ذلك حينما شاهدت بالصدفة إحدى حلقات مسلسله “جعفر العمدة” الذي عرض في شهر رمضان أثارت الحبكة الدرامية فضولها.
وتقول “مع تحفظي الشديد جدا لأني من أول المسلسل كنت حاسة بضيق واضح من طريقة تحقيرهم المباشرة للنساء (…) مع مرور الوقت اللي ربطنا هو الجزء الخاص بابنه”.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ضجة كبيرة حول المسلسل، يفسرها مصطفى حسن الأستاذ بكلية الفنون التطبيقية قسم التصوير السينمائي بجامعة حلوان بأنها نوع من التماهي بين البطل والمشاهدين المحبطين.
ويضيف أنه في أي “عمل فني سواء كان دراميا أو سينمائيا يتفاعل فيه المشاهد مع البطل ويتحد معه ويشعر أنهما شخص واحد (…) هذا النوع من الميلودراما محبب لدى الجمهور”. ويوضح “الناس لديهم كبت كبير لذلك يرغبون في رؤية بطل المسلسل وهو ينتقم من الأشخاص الذين ألحقوا به ضررا، وينتظرون معرفة ماذا سيفعل”.
وهو ما أكدته الصحافية هبة التي قالت إن الناس يسعون وراء تحقيق سعادتهم أو حلمهم من خلال البطل المنتصر، قائلة “الناس يريدون رؤية انتصار البطل، حياتنا مليئة بالتحديات وتحقيق الانتصار ولو دراميا يلبي رغبتنا في الفرح”.
عمل أثار الكثير من الجدل
ولم تقتصر الضجة على شبكات التواصل الاجتماعي فقط وبدأ الجمهور في إبداء دعمه لجعفر والتفاعل معه في الشوارع المصرية. وقام بعض أهالي مدينة أشمون بمحافظة المنوفية شمالي القاهرة بتعليق لافتة تهنئة “للمعلم جعفر العمدة” بعد حصول البطل على البراءة وخروجه من السجن ضمن أحداث المسلسل.
ويقول الناقد الفني أسامة عبدالفتاح إن سر نجاح الممثل محمد رمضان هو “منطقة الميلودراما” وتناول القصص القريبة من المشاهد العادي. ويضيف “في العام الماضي ابتعد محمد رمضان عن الخط اللي الجمهور حابب إنه يمشي فيه (…) منطقة الميلودراما، منطقة الأحياء الشعبية، منطقة محاولة الاقتراب من الناس الشعبيين بقصص يرونها قريبة منهم”. غير أن المسلسل أثار انتقادات سواء من الجمهور أو النقاد.
وكتب الدكتور محمد طه استشاري الطب النفسي على صفحته على فيسبوك متسائلا كيف يمكن أن تؤثر صورة البطل الشعبي كما تُقدم في المسلسل على هو معروف ومخزون عن “البطل الشهم المغوار المحتفظ بالقيم وغير المتنازل عن المبادئ”.
ويقول “صورة البطل في ‘جعفر العمدة’.. بلطجي.. متزوج أربع وبيعاملهم كالجواري.. سهر وتلاعب بالمال.. ومعندهوش أي قيم حقيقية”. ويتابع “احنا محتاجين جنب الإعجاب الشديد بالمسلسل.. والإشادة الشعبية والمتابعة وردود الأفعال الضخمة جدا، إننا نسأل نفسنا: كيف ستؤثر هذه الصورة على الوعي.. والعقل الفردي.. والعقل الجمعي؟”.
ويرى محمد قناوي مدير تحرير صحيفة “أخبار اليوم” أن الدراما نوعان “نوع يتفاعل الجمهور مع أحداثه ويثني عليه بسبب جودة العمل، والنوع الثاني يكون فيه توحد مع الأبطال”. ويؤكد قناوي أن ما نراه من التفاف حول شخصية “جعفر” هو نوع من توحد الجمهور مع البطل.
ويقول “محمد رمضان ينتمي إلى الفنان الذي حقق جماهيرية عريضة انعكست على الناس المتابعين له على شبكات التواصل، على مستوى الفعل ورد الفعل، على توقعاتهم للأحداث، هذا المسلسل الوحيد الذي عرض هذا العام والناس يتوقعون كل حلقة أحداثه”.