آفاق واعدة تنتظر صناعة الأدوية المغربية في أفريقيا
مجموعة سوطيما تسعى إلى توسيع استثماراتها في شرق القارة.
الأربعاء 2023/10/11
انشرWhatsAppTwitterFacebook
بصمتنا سنتركها في كل الأسواق
يسلط اهتمام الشركات المغربية بالتوسع في أسواق أفريقيا من بوابة صناعة الأدوية، كما هو الحال مع البنوك، الضوء على ديناميكية القطاع المهم، في ظل طموحات البلد للنهوض بإنتاج محلي قوي قادر على الإسهام في تحقيق السيادة الصحية للقارة.
مراكش (المغرب) - تشكل مساعي مجموعة سوطيما، أكبر شركة للأدوية في المغرب، إلى إقامة شراكات جديدة لإنشاء مصنع في شرق أفريقيا في إطار إستراتيجيتها للتوسع في القارة، دليلا على مدى اهتمام القطاع بتعزيز استثماراته خارجيا.
وتشكل السوق الأفريقية رافدا كبيرا وواعدا لصناعة الأدوية المغربية، التي قد تستفيد كثيرا من الاتفاقيات المبرمة في السنوات القليلة الماضية وشركات القطاع، لاسيما أنها تحقق نموا مطردا في ظل تضاعف حجم الاستثمارات.
ويرى المسؤولون المغاربة أن الصناعة المحلية القوية في قطاع الأدوية ستساعد بلدان أفريقيا على ضمان الإمدادات الكافية من العلاجات الضرورية، وخاصة الأصناف التي لا يمكن توفيرها بكثرة، وفي الوقت ذاته تقليص التوريد قدر المستطاع.
وتتمتع القارة بإمكانية محدودة للحصول على الأدوية واللقاحات التي هي في أمسّ الحاجة إليها، لذا فإن التحدي الأكبر بالنسبة للشركات المغربية هو تطوير هذه القدرة بشكل ذاتي.
وكشفت لمياء التازي، الرئيسة التنفيذية لسوطيما، في اليوم الأول من اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين الاثنين الماضي أن الشركة تبحث عن شراكات لإنشاء مصنع في شرق أفريقيا ضمن إستراتيجيتها للتوسع في القارة.
لمياء التازي: بدأنا الاستكشاف قبل عامين ولدينا فرص لبناء شيء جديد
وسيكون المصنع الجديد، هو الثاني للمجموعة، المدرجة في بورصة الدار البيضاء، خارج المغرب بعد السنغال، حيث تُصنّع مجموعة من المنتجات منها عقاقير مضادة للملاريا.
وتعتبر سوطيما واحدة من بين شركات محلية عامة وخاصة، بقطاعات البنوك والاتصالات والأسمدة والطيران، لديها استثمارات في أفريقيا.
وقالت التازي في مقابلة مع وكالة رويترز، على هامش الاجتماعات السنوية التي تحتضنها مدينة مراكش، إن “الخطوة التالية هي شرق أفريقيا”. وأضافت “بدأنا الاستكشاف قبل عامين ولدينا بعض الفرص لبناء شيء جديد”.
ولم تذكر أسماء الشركاء المحتملين الذين تجري سوطيما محادثات معهم، لكنها قالت إن المصنع الجديد سيركز على “المنتجات ذات القيمة المضافة العالية” المرتبطة بالأورام والسكري وغيرهما.
وأشارت إلى أن من المتوقع أن تشرع سوطيما في جمع رأس المال بمجرد إبرام اتفاق الشراكة.
ويستعد قطاع الأدوية المغربي للتوسع في الداخل على خلفية خطة الحكومة المغربية لتعميم التأمين الصحي، وما يترتب على ذلك من ارتفاع للطلب على الأدوية.
وتراهن الحكومة على استكشاف كافة الفرص الاستثمارية في هذا المضمار، لاسيما وأن المغرب بإمكانه أن يكون قاعدة إقليمية للإنتاج والتوسع خارجيا بالنسبة للشركات المحلية، بفضل خططها المستقبلية.
وتظهر البيانات الرسمية أن المغرب يصدر ما بين 7 و8 في المئة من إنتاجه المحلي من الأدوية، بارتفاع بلغ 21.7 في المئة منذ 2013.
ويصدر البلد نحو 92 في المئة من الإنتاج المحلي للأدوية إلى البلدان الأفريقية، فيما توجه حوالي 5 في المئة من الأدوية إلى البلدان العربية وخصوصا دول الخليج.
وتعمل سوطيما حاليا على تطوير علاجات تعتمد على القنب وتركز على التحكم في الآلام والصرع. وأكدت التازي أن طرح هذه المنتجات في السوق سيستغرق ما يصل إلى عامين.
ورغم تأثير التضخم على تكاليف الإنتاج، صعدت أرباح الشركة بمقدار 9.3 في المئة العام الماضي إلى 282 مليون درهم (27.2 مليون دولار).
53
شركة مغربية تنشط في القطاع تساهم بنحو 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد
وخلال أزمة الوباء أجرت الحكومة المغربية تجارب سريرية مع سوطيما، وصنعت لقاح كوفيد – 19 مع مجموعة سينوفارم الصينية.
ورغم عدم توفر أفريقيا على ميزانية للبحث، إلا أنها يمكن أن تتخصص في مجالات أخرى، مثل التجارب السريرية لإظهار أن الدواء آمن وفعال للبشر، وما يسمى بالملء والتشطيب، ومراحل الإنتاج النهائية.
وسبق أن شددت التازي على أن هذا التوجه سيحدث الآلاف من الوظائف للصيادلة وعلماء الأحياء والمبتكرين الأفارقة، لافتة إلى حاجة البلدان الأفريقية إلى الحصول على بيانات أفضل عن الأمراض التي تؤثر على سكانها.
وتقول وزارة الصحة إن الصناعة الدوائية تشكل ثاني نشاط كيميائي بالمغرب بعد الفوسفات، حيث تحتل المرتبة الثانية على مستوى القارة الأفريقية، كما أن لهذه الصناعة إمكانات نمو هائلة بفضل مكتسبات عديدة وتجربة تمتد لعقود.
وبحسب الفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي يضم القطاع 53 شركة لدى 47 منها منشآت خاصة للإنتاج.
وبرقم معاملات إجمالي سنوي يناهز 1.5 مليار دولار تمثل 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي و5.2 في المئة من الصناعة، يشغل القطاع قرابة 55 ألف شخص، منها 13 ألف فرصة عمل مباشرة.
وتؤكد بيانات الفيدرالية أن القطاع يسهم في سد الحاجة على الصعيد المحلي من خلال تصنيع الأدوية محليا بنسـبة تبلـغ قرابة 70 في المئة من حيث الحجم و54 في المئة من حيث القيمة.
ويستورد المغرب النسبة المتبقية من فرنسا تليها كل من ألمانيا وسويسرا ثم إسبانيا وإيطاليا، وفق مجلس المنافسة.
إقرأ أيضا
الخطوط المغربية تخطط لإنفاق 25 مليار دولار لمضاعفة الأسطول
مسؤول كبير في صندوق النقد: أداء الاقتصاد المغربي يتحدى الجفاف
وذكرت دراسة سابقة لمنصة فارما بورد روم، المتخصصة بصناعة الأدوية، أن القطاع المغربي، بالنظر إلى حجمه، يأتي في المركز الثاني بعد جنوب أفريقيا على مستوى القارة في عدد المصانع، فضلا عن أكثر من 50 موزعا وأكثر من 11.5 ألف صيدلية.
والأسبوع الماضي كشفت مجموعة أكديطال العاملة بالقطاع الصحي الخاص في المغرب أنها تستثمر في قطاع الرعاية الصحية الإماراتي، وهو أول نشاط لها في الخارج.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة رشدي طالب في تصريح لتلفزيون الشرق من بلومبرغ إن “أكديطال تخطط لافتتاح أول مستشفى لها خارج البلاد في مدينة دبي عام 2025”.
وصارت أكديطال، وهي مجموعة عائلية تأسست عام 2011، أول شركة تعمل في القطاع الصحي تدخل بورصة المغرب في ديسمبر 2022 حيث تمكنت من جمع 1.2 مليار درهم (116 مليون دولار)، عبر زيادة رأس المال وبيع أسهم، ولم يُسجل بعدها أي طرح.
ويأتي توجه الشركة للتوسع في الخارج بعدما كثفت من الاستثمار في بناء مستشفيات جديدة في البلاد، حيث لديها حالياً 21 مستشفى.
ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم بداية عام 2025 بما سيرفع الطاقة الاستيعابية من 2200 إلى أربعة آلاف سرير، بحسب رشدي.
مجموعة سوطيما تسعى إلى توسيع استثماراتها في شرق القارة.
الأربعاء 2023/10/11
انشرWhatsAppTwitterFacebook
بصمتنا سنتركها في كل الأسواق
يسلط اهتمام الشركات المغربية بالتوسع في أسواق أفريقيا من بوابة صناعة الأدوية، كما هو الحال مع البنوك، الضوء على ديناميكية القطاع المهم، في ظل طموحات البلد للنهوض بإنتاج محلي قوي قادر على الإسهام في تحقيق السيادة الصحية للقارة.
مراكش (المغرب) - تشكل مساعي مجموعة سوطيما، أكبر شركة للأدوية في المغرب، إلى إقامة شراكات جديدة لإنشاء مصنع في شرق أفريقيا في إطار إستراتيجيتها للتوسع في القارة، دليلا على مدى اهتمام القطاع بتعزيز استثماراته خارجيا.
وتشكل السوق الأفريقية رافدا كبيرا وواعدا لصناعة الأدوية المغربية، التي قد تستفيد كثيرا من الاتفاقيات المبرمة في السنوات القليلة الماضية وشركات القطاع، لاسيما أنها تحقق نموا مطردا في ظل تضاعف حجم الاستثمارات.
ويرى المسؤولون المغاربة أن الصناعة المحلية القوية في قطاع الأدوية ستساعد بلدان أفريقيا على ضمان الإمدادات الكافية من العلاجات الضرورية، وخاصة الأصناف التي لا يمكن توفيرها بكثرة، وفي الوقت ذاته تقليص التوريد قدر المستطاع.
وتتمتع القارة بإمكانية محدودة للحصول على الأدوية واللقاحات التي هي في أمسّ الحاجة إليها، لذا فإن التحدي الأكبر بالنسبة للشركات المغربية هو تطوير هذه القدرة بشكل ذاتي.
وكشفت لمياء التازي، الرئيسة التنفيذية لسوطيما، في اليوم الأول من اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين الاثنين الماضي أن الشركة تبحث عن شراكات لإنشاء مصنع في شرق أفريقيا ضمن إستراتيجيتها للتوسع في القارة.
لمياء التازي: بدأنا الاستكشاف قبل عامين ولدينا فرص لبناء شيء جديد
وسيكون المصنع الجديد، هو الثاني للمجموعة، المدرجة في بورصة الدار البيضاء، خارج المغرب بعد السنغال، حيث تُصنّع مجموعة من المنتجات منها عقاقير مضادة للملاريا.
وتعتبر سوطيما واحدة من بين شركات محلية عامة وخاصة، بقطاعات البنوك والاتصالات والأسمدة والطيران، لديها استثمارات في أفريقيا.
وقالت التازي في مقابلة مع وكالة رويترز، على هامش الاجتماعات السنوية التي تحتضنها مدينة مراكش، إن “الخطوة التالية هي شرق أفريقيا”. وأضافت “بدأنا الاستكشاف قبل عامين ولدينا بعض الفرص لبناء شيء جديد”.
ولم تذكر أسماء الشركاء المحتملين الذين تجري سوطيما محادثات معهم، لكنها قالت إن المصنع الجديد سيركز على “المنتجات ذات القيمة المضافة العالية” المرتبطة بالأورام والسكري وغيرهما.
وأشارت إلى أن من المتوقع أن تشرع سوطيما في جمع رأس المال بمجرد إبرام اتفاق الشراكة.
ويستعد قطاع الأدوية المغربي للتوسع في الداخل على خلفية خطة الحكومة المغربية لتعميم التأمين الصحي، وما يترتب على ذلك من ارتفاع للطلب على الأدوية.
وتراهن الحكومة على استكشاف كافة الفرص الاستثمارية في هذا المضمار، لاسيما وأن المغرب بإمكانه أن يكون قاعدة إقليمية للإنتاج والتوسع خارجيا بالنسبة للشركات المحلية، بفضل خططها المستقبلية.
وتظهر البيانات الرسمية أن المغرب يصدر ما بين 7 و8 في المئة من إنتاجه المحلي من الأدوية، بارتفاع بلغ 21.7 في المئة منذ 2013.
ويصدر البلد نحو 92 في المئة من الإنتاج المحلي للأدوية إلى البلدان الأفريقية، فيما توجه حوالي 5 في المئة من الأدوية إلى البلدان العربية وخصوصا دول الخليج.
وتعمل سوطيما حاليا على تطوير علاجات تعتمد على القنب وتركز على التحكم في الآلام والصرع. وأكدت التازي أن طرح هذه المنتجات في السوق سيستغرق ما يصل إلى عامين.
ورغم تأثير التضخم على تكاليف الإنتاج، صعدت أرباح الشركة بمقدار 9.3 في المئة العام الماضي إلى 282 مليون درهم (27.2 مليون دولار).
53
شركة مغربية تنشط في القطاع تساهم بنحو 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد
وخلال أزمة الوباء أجرت الحكومة المغربية تجارب سريرية مع سوطيما، وصنعت لقاح كوفيد – 19 مع مجموعة سينوفارم الصينية.
ورغم عدم توفر أفريقيا على ميزانية للبحث، إلا أنها يمكن أن تتخصص في مجالات أخرى، مثل التجارب السريرية لإظهار أن الدواء آمن وفعال للبشر، وما يسمى بالملء والتشطيب، ومراحل الإنتاج النهائية.
وسبق أن شددت التازي على أن هذا التوجه سيحدث الآلاف من الوظائف للصيادلة وعلماء الأحياء والمبتكرين الأفارقة، لافتة إلى حاجة البلدان الأفريقية إلى الحصول على بيانات أفضل عن الأمراض التي تؤثر على سكانها.
وتقول وزارة الصحة إن الصناعة الدوائية تشكل ثاني نشاط كيميائي بالمغرب بعد الفوسفات، حيث تحتل المرتبة الثانية على مستوى القارة الأفريقية، كما أن لهذه الصناعة إمكانات نمو هائلة بفضل مكتسبات عديدة وتجربة تمتد لعقود.
وبحسب الفيدرالية المغربية لصناعة الأدوية والابتكار الصيدلي يضم القطاع 53 شركة لدى 47 منها منشآت خاصة للإنتاج.
وبرقم معاملات إجمالي سنوي يناهز 1.5 مليار دولار تمثل 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي و5.2 في المئة من الصناعة، يشغل القطاع قرابة 55 ألف شخص، منها 13 ألف فرصة عمل مباشرة.
وتؤكد بيانات الفيدرالية أن القطاع يسهم في سد الحاجة على الصعيد المحلي من خلال تصنيع الأدوية محليا بنسـبة تبلـغ قرابة 70 في المئة من حيث الحجم و54 في المئة من حيث القيمة.
ويستورد المغرب النسبة المتبقية من فرنسا تليها كل من ألمانيا وسويسرا ثم إسبانيا وإيطاليا، وفق مجلس المنافسة.
إقرأ أيضا
الخطوط المغربية تخطط لإنفاق 25 مليار دولار لمضاعفة الأسطول
مسؤول كبير في صندوق النقد: أداء الاقتصاد المغربي يتحدى الجفاف
وذكرت دراسة سابقة لمنصة فارما بورد روم، المتخصصة بصناعة الأدوية، أن القطاع المغربي، بالنظر إلى حجمه، يأتي في المركز الثاني بعد جنوب أفريقيا على مستوى القارة في عدد المصانع، فضلا عن أكثر من 50 موزعا وأكثر من 11.5 ألف صيدلية.
والأسبوع الماضي كشفت مجموعة أكديطال العاملة بالقطاع الصحي الخاص في المغرب أنها تستثمر في قطاع الرعاية الصحية الإماراتي، وهو أول نشاط لها في الخارج.
وقال الرئيس التنفيذي للمجموعة رشدي طالب في تصريح لتلفزيون الشرق من بلومبرغ إن “أكديطال تخطط لافتتاح أول مستشفى لها خارج البلاد في مدينة دبي عام 2025”.
وصارت أكديطال، وهي مجموعة عائلية تأسست عام 2011، أول شركة تعمل في القطاع الصحي تدخل بورصة المغرب في ديسمبر 2022 حيث تمكنت من جمع 1.2 مليار درهم (116 مليون دولار)، عبر زيادة رأس المال وبيع أسهم، ولم يُسجل بعدها أي طرح.
ويأتي توجه الشركة للتوسع في الخارج بعدما كثفت من الاستثمار في بناء مستشفيات جديدة في البلاد، حيث لديها حالياً 21 مستشفى.
ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم بداية عام 2025 بما سيرفع الطاقة الاستيعابية من 2200 إلى أربعة آلاف سرير، بحسب رشدي.