مسرحيات الأردني جمال أبوحمدان تلامس دواخل الإنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسرحيات الأردني جمال أبوحمدان تلامس دواخل الإنسان

    مسرحيات الأردني جمال أبوحمدان تلامس دواخل الإنسان


    كاتب يعالج أزمات المجتمعات العربية عبر نصوصه المختلفة.
    الثلاثاء 2023/10/10
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الكاتب مهموم بالقضايا العربية

    الحركة المسرحية الأردنية عبر تاريخ تطورها منذ عقود أفرزت وشهدت ولادة مؤلفين مسرحيين مميزين تركوا نصوصا إبداعية نافست وفازت بجدارة في محافل مسرحية عربية، كما ساهمت في خلق حراك مسرحي هام في البلاد، ومن هؤلاء الكاتب الراحل جمال أبوحمدان الذي يستعيد كتاب نقدي جديد تجربته وأهم خصائصها.

    عمّان – يسلط المخرج والناقد المسرحي الأردني باسم الدلقموني في كتابه المعنون “المضامين الفكرية في مسرحيات جمال أبوحمدان” الضوء على مجموعة من نصوص الروائي والكاتب المسرحي الراحل جمال أبوحمدان، ويدرسها دراسة نقدية عميقة، كاشفا ارتباطاتها بالواقع الإنساني، وملامستها لدواخل أبناء الجنس البشري على اختلاف فئاتهم.

    ويتناول المؤلف في كتابه، الصادر عن “الآن ناشرون وموزعون”، خمسة نصوص مسرحية كتبها أبوحمدان بين عامي 1969 و1992، مبينا ما فيها من قيم أخلاقية وتربوية ودينية ارتبطت بالواقعين الاجتماعي والسياسي لزمن ظهورها.
    تجربة فنية



    خمسة نصوص مسرحية كتبها أبوحمدان بين عامي 1969 و1992


    ينوه دلقموني بأعمال أبوحمدان التي تكشف عن توازن بين البنية والحدث، وتتجاوز الزمان والمكان الأصليين والحدث بظروفه التاريخية والمحلية، لتستحق بذلك أن تكون “محور دراسة هيكلية للمسرحية الأردنية”.

    ويستعرض الناقد السمات الرمزية والتعبيرية لأعمال أبوحمدان المسرحية، مبينا اشتغال الكاتب الراحل بالهم العربي وتجاوزه المحيط العربي إلى البعد الإنساني في أطروحاته التي تقوم على التحاور والمحبة.

    ويشتمل الكتاب على ثلاثة فصول؛ يتوقف أولها عند نشأة المسرح منذ الفترة الإغريقية إلى العصر الحالي، مركزا على تأثيراته في حركة التأليف في المسرح العربي عموما وفي المسرح الأردني على وجه الخصوص كما يتضح في مسرحيات أبوحمدان.

    ويقدم الكتاب في فصله الثاني دراسة عن نشأة أبوحمدان وتأثيرات القصة والشعر في نصوصه المسرحية، واهتمامه بالشكل والمضمون في تأليف النص المسرحي، بينما خصص الفصل الثالث لنتائج الدراسة والخلاصات التي انتهى إليها الباحث.

    ويمثل الكاتب الراحل أبوحمدان واحدا من أهم كتاب النص المسرحي ليس على مستوى الأردن، بل في العالم العربي، وهو رمز يعتبر رائدا في الكتابة والتجديد على مستوى الشكل والموضوع للنص المسرحي الأردني.

    وتميزت نصوص الكاتب الراحل بعملية توظيف التراث في النص المسرحي، وهو أسلوب تأسس من خلال قراءة الموروث قراءة نقدية هادفة أسهمت في تأسيس رؤية لمشكلات الواقع الملحة، بحيث جاء توظيف التراث بطريقة فنية إيحائية ورمزية، هدفها خدمة الحاضر والمستقبل لترسيخ قيم متطورة بعيدة عن السطحية والابتذال.

    ويرى الدلقموني أن كتابات الراحل أبوحمدان اتسمت بعاطفة شعرية وشاعرية جياشة وانعكس ذلك داخل البناء المسرحي العام لمسرحياته التي اعتمد فيها الرمزية والمونولوج الداخلي الذي يغوص في عمق القصة والشعر، محولا إياها إلى محاورات مسرحية بوصف المسرح يمس مباشرة الوجدان الإنساني ويتفاعل معه لحظيا وجمعيا.

    وفي نصوص أبوحمدان المسرحية، بحسب الدلقموني، مكانة مهمة للمرأة، مثلما تشكل الحداثة خطا تصاعديا في مسرحياته فارضة إيقاعها من خلال الرؤية في الشكل والمضمون زمانيا، أي بمعنى ليس قربه من العصر الحديث أو بالابتعاد عنه، وإنما من خلال جدلية المضمون وجديته، مبينا أنه لا يرسم مخططا لنمط وتصنيف الكتابة حيث الدهشة تولد الألفة من خلال التفاعل مع عناصر الكتابة.

    وقال إن أبوحمدان يعالج في أعماله الأدبية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص القضايا السياسية والاجتماعية ومن خلالها يتخطى كل الحواجز بوصفه كاتبا إنسانيا لا تقيده أي حدود.

    وتناول الناقد بالعرض والتحليل عددا من مسرحيات أبوحمدان ومنها: “المفتاح”، “حكاية شهرزاد الأخيرة في الليلة الثانية بعد الألف”، “القضبان” و”ليلة دفن الممثلة جيم”، مؤشرا على تأثر أبوحمدان بالمدرستين الرمزية والتعبيرية في أعماله المسرحية.
    الجدية والالتزام


    أعمال المسرحي تكشف عن توازن بين البنية والحدث وتتجاوز الزمان والمكان الأصليين والحدث بظروفه التاريخية والمحلية

    يرى الأكاديمي يحيى البشتاوي في تقديمه للكتاب أن المؤلف يدرس تلك النصوص ضمن معطيات المذاهب المسرحية؛ كالرمزية والتعبيرية، ويستعرض مضامينها والبناء الدرامي وآليات التعبير فيها، محاولا إنصاف تجربة أبوحمدان المسرحية “التي لم تَنَل الاهتمام الذي يليق بها من الباحثين”.

    وخلال حفل إعلان الكتاب الذي أقيم في مسرح أسامة المشيني، قالت الناقدة صبحة علقم إن دلقموني يكشف عن نظرته الثاقبة تجاه آليات تحويل النصوص المسرحية إلى أعمال حية، وأضافت “من الطبيعي أن يكون النص محور اهتمام المخرج، لكونه يدرك أنه أساس نجاح العرض الذي يقدمه، ومن هنا انتقى المؤلف الذي عمل في الإخراج أيضا المحمولات الداخلية لنصوص أبوحمدان الذي أدرك رسالة المسرح في التوعية والمعرفة”.

    وأضافت أن المؤلف يخلص إلى أن أبوحمدان كان منشغلا في أغلب مسرحياته بالمضامين الفكرية التي تدعو إلى الحرية والعدالة والمساواة ونبذ الظلم واحترام المرأة وإنسانية الإنسان.

    وبدوره، أكد الممثل زهير النوباني أهمية تناول أعمال أبوحمدان المسرحية نقديا، واصفا دلقموني بـ”الناقد الذي يرى مواطن الجمال ويؤشر عليها”.

    وقالت الإعلامية شروق طومار إن الكتاب يشكل إضافة نوعية في مجال الدراسات النقدية للأعمال المسرحية، وأشادت بتجربة أبوحمدان الذي “كان يمتلك أسلوبا فريدا وأدوات خاصة في التعبير” وبأعماله التي “اتسمت بالجدية والالتزام والانحياز لوجع الإنسان والتعبير عن حزنه وقلقه وما يكابده في هذا الواقع الصعب الذي يعيشه الإنسان العربي”.
يعمل...
X